Skip to main content

Full text of "البحر العميق في مرويات احمد بن الصديق"

See other formats




الي 
6 
جا فظافن © 0 
م 7 1 
يلشرف" التي لمر 
دعب را صد و كسيد 


و5 سكم هم 


من 





د 
لكا 


© سر , 


بطاقة فهرسة 
الهرسة أثناء النشر , إعداد الهيئة العامة ثدار الكتب والوثائق القومية ‏ إدارة الشتون الفنية 


ابن الصديق, أ“قد بن محمد أبو الفيض الغمارى» سمس 508ة1 
البحر العميق في مرويات ابن الصديق / تاليف أحد بن محمد بن الصديق 
الحسنى الغمارى ‏ القاهرة : دار الكتبي لا.ء؟" 


مج١ء؟"‏ : ”سم 
رقم الإيداع : 168" /لا. "١‏ 
١‏ ابن الصديق, أحمد بن محمد أبو الفيض الغمارى» ١858‏ المذكرات 
أ العتوان 
17 





حقوق الطبع عفوظة لدار الكتى 


من 


هاب امتداد الإعاء < كرورليش المعادى 
تت 517117 





2 1 


لله الحم اريم 
مقدمة تشتمل على ثلاثة مباحث 
ابحث الأول 
(القسم الدراسى) 

الحمد لله الذي اصطفى لكل وقت من عباده رجالاً» يذودون عن 
تيد ور عهوث كل فتبهةة, وضاذلة 6 والففللاة والبعاقم .على اشر فت من يلخ 
رسالة وأدّى أمانة» سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه ذوي المعارف 
والهداية . 

أما بعد » فإن لله عبادًا اختصهم في كل زمان لتحمل عبء نشر دينه 
والذّبُ عن سنة نبيه 46» وممن تصدى لتلك المسؤولية نائلاً شرف 
الانتساب للاية السنية من الْمَوّمنِينَ َال ل عا عيدو اله ص 
(الأحزاب : )»2 قطب زمانه وغوث عصره وأوانه » من تردّى برداء 
العرريقة بؤتكلن: ,الوا اقطان العاف الخيدة الحند. بالشححة الي 
أحمد بن السيد محمد الصديق الحسني الغماري - رحمه الله - » الذي 
أفنى عمره كله لإقامة شرع الله الحنيف ونشر تعاليمه على النهج الصحيح 
لا تبديل ولا تحريف . 

وإن كانت سيرة شيخنا قد تناولتها مصادر عديدة بحنًا وتحليلاً» إلا 
أن تاريخه وتراثه لا يزالان بحاجة إلى من ينقب فيهما لاستخراج من الدرر 


6 


ما كمن )2 ومن تلك المصاذر كتاب : 
اللخر الفديق اف مروراك از المي 


الذي ترجم هو فيه لنفسه » وَسَجل بيده صفحات مهمة من سجل 
تاريخه العامر» إضافة إلى تراجم لنحو مائة وعشرة من شيوخه الذين 
عاصرهم وتلقى عنهم أو أجازوه» وفي أثناء الحديث عنهم ربما تعر ض 
لذكر بعض الفوائد والتكات المي قلّ أن يحوزها كتاب » مع ذكر أسانيده 
لهؤلاء الشيوخ مستدركا أحيانًا لتدليس راج أو خخطا شاع » هذا على الرغم 
من أنه رحمه الله - لم يكن مغرمًا بهذا الفن ولم يعره كبير اهتمام » كما 
صرح هو بذلك في أكثر من موضع» يقول في ١‏ العتب الإعلاني )'' ما 
نصه : 

وإن كنت لست من أهل العناية التامة ببخصوص هذا النوع الذي هو 
رواية الفهارس والأثبات لأني أراه كثير التعب قليل الفائدة والجدوى, إلا 
أني قد عملت فيه ما ينبغي » ورويت عن أهل مصر وبعض مدنها كدمياط 
والإسكندرية» ورحلت إلى 'الشام والحجازء وكاتبت أهل اليمن» 


وساعدني بعض شيوخي وأصدقاءي في استجازة أهل الهند واليمن 


(1) (العتب الإعلاني لموثق صالح القُلأنِي »: مؤلّفه الذي حشد فيه الأدلة على بطلان 
القُلأني: وقد أغلظ القول فيه على الشيخ عبد الحي الكتاني لانتصاره للثُلاني 
والاعداز له ومتخطوط:. 


وغيرهماء فما زادت شيوخي إلى الآن على ماثة وعشرة» مع أني 
انفردت عن غالب أهل عصري فيما أظن بالرواية عن ست من النسوة 
اللأّني لهن الإجازة من شيوخهن وهن ذوات أسانيد عالية جدّاء 
بحيث ساويت بالرواية عن بعضهن الطيقة الثالثة من شيوخ 

وفي موضع آخر"' يقول : 

أنا لست كالشيخ عبد الحي”” مغرمًا بهذا الفن» ولا أعيره اهتمامًا 
كبيرًا لأن هذا من الكماليات » وإنما عنايتي بمعرفة المتون والرجال وفقه 
الحديث .. اه . 


ومع ذلك » فبنظرة سريعة في فصول من هذا الكتاب يتبين لنا أن الأمر 
على خلاف ما ذكرء وأن ابن الصَّدَّيقَ كما عرفناه محدثًا حافظًا وفقيهًا 
أصوليًا بارعا » نتعرف عليه اليوم نشابة مسندًا» ومؤرحًا يؤرخ لحقبة مهمة 
من تاريخنا المعاصر بصفة عامة وتاريخ الأزهر بالخصوص »ء فيمتعنا بما 


. انظر (9214/1) من هذا الكتاب‎ )١( 
الكتاني » من أعلام المغرب » مرجِعًا للمستشرقين لما اشتهر عنه من اعتتاء بنفائس‎ 
الكتعب والمخطوطات » إذ كان جمّاعة للكتب » وهو ممن جاهروا بالبيعة لابن‎ 
غرفة لفعدة نالين اكهرها قوري القهازين الذي :كر أنه ألقنا:فى هر واد‎ 
.هه١؟48.5 رحل الشيخ عبد الحي إلى باريس واستوطنها وتوفي بها سنة‎ 
3 5 : : 520 1 
» انظر : مقدمة فهرس الفهارس » والعتب الإعلاني لموثق صالح الفلاني (مخطوط)‎ 
.2707 وشجرة النور الزكية ص‎ »)1848 - 1١819/3( الأعلام‎ 


سجله لنا فى طول الغيبة من أخبار عجيبة وتأملات وجيهة . 
وهو في ذلك يسلك مسلكا فريدًا لم نعتد عليه من غيره ممن صنف 
فى هذا الفن» نتبين ذلك من النقاط التالية : 
أولا : سردة للأحداث في معرض الحكاية على لسان شخص آخر : 
يستخدم ذلك الأسلوب في جل كتاباته : 
ثم أمره والده بحفظط جوهرة توميو : 
لك . 0-00 
ثم حبب الله إليه الحديث” . 
8 | لاسا 0ك 
ثم دخل القاهرة :5 
ثم نقل إلى مدينة آزمور إلى دار فيها أهله ... © 
ثانيًا : دقته المتناهية وشدة اعصائه بتوثيق الخبر : 


فهو يعمد لعرض كل ما توفر لديه من معلومات قد تفيد من يأتي بعده 


. من هذا الكتاب‎ )50/١( انظر‎ )١١( 
. من هذا الكتاب‎ )51/١( انظر‎ )١( 
. انظر (51/5) من هذا الكتاب‎ 29 
. ه) من هذا الكتاب‎ 4/١١ انظر‎ )1( 
. من هذا الكتاب‎ )86/١( انظر‎ )5( 


4 


الشيخ محمد خفاجة عن ساعة وفاة الإمام السشْتَري'' حيث قال'' : (إنه 
كان متوجهًا إلى الحج مع جماعة من فقرائه » فلما وصل إلى الطينة على 
مقربة من دمياط بثمانية عشر ميلاً قال: حنت الطينة إلى الطينة » فمات 
بها ع اها. 

فانظر كيف أنه لم يكتف بذكر الموضع الذي مات فيه السُشْتَري » 
أفاد أن هذا الموضع يبعد عن دمياط (المحافظة) بثمانية عشر ميلا . 


ا ٌ 


وكايحا مرو عدن لوال اذ كرد الدع ديه المطدي 
0 جاو الماثة > قائلة + 

فأما هو فكان يذكر ما يقتضي أنه ولد في نحو السبعين ومائتين . وأما 
غيره من أهل الأزهر فكانوا يذكرون أنه أكير من ذلك يكثير» بل كان 
يدعي بعضهم أنه جاوز المائة فيكون ولد في نحو أربع وخمسين أو بعدها 
بقليل » والله أعلم .اه . 

ثم بعد صفحات” ' يعود مرة أخرى مؤكدًا على أن الخلف في زمن 
ولادته ينبغي أخذه بعين اعتبار» وذلك من خلال التعرف على الفارق 
الزمني بين أوائل ما طبع وأواخرها والذي ينتج نحوًا من ستين سنة » فيكون 
بداية تأليفه في سن أقل من أريعة عشر عامًا : وهو بعيد. 


. من هذا الكتاب‎ )١77/١( انظر ترجمته في‎ )١( 
. (؟) انظر (71//1؟) من هذا الكتاب‎ 
. من هذا الكتاب‎ )156/1١( انظر‎ )5( 
. من هذا الكتاب‎ )509/١( انظر‎ )8( 


وهكذا حاله في جميع ما يقيده » لا يكتم معلومة أو خبرًا قد يفيد في 
الاستدلال ع وربما عاد بعد سنين من انتهاءه من النسخ لتقييد خبر جديد 
أو لاستحداث معلومة أو إثبات تاريخ وفاةء كما كان ينبه” عليه الأمين 
بوخبزة في مواضع من هذا الكتاب . 
ثالنًا : استخدام أسلوب الوصف تمهيدًا للتعرف على النتائج : 

يختار ابن الصديق في كثير من الأحيان أسلوب الوصف المؤدي إلى 
نتائج معينة » دون تدخل منه في عرض تلك النتائج » من ذلك أنه لما أراد 
إظهار الروح العلمية السائدة في الأزهر آنذاك من نفور علمائه عن المناقشة 
وميلهم للتعصب » راح يظهر لنا ذلك من خلال سرد لوقائع ومشاهد من 
دروس الشيخ السمالوطي التي تعج بهذا المعنى » فيقول” : 

«وكان ضيق الصدر شرس الأخلاق جدّاء يحصل له في درسه 
مع السائلين مناوشات ومشاتمات ومضاربات» فكان إذا سأله سائل 
يجيد أو ل هر ذا أعاذ .عليه الال افق بوه ما اشكل ين 
جوابه يبادر بقوله: اسكت يلعن أبوكء أو ينزل إليه من الكرسي 
ويتقاتلان ) اه. 

ولما أراد أن يطلعنا على الحال التي عاشها الشيخ عمر المحرسي في 
أواخر عمره من الزهد الخالص والفناء التام » عقد مقارنة سريعة بين زمنين 


. انظر (5119/1 6 147 058) من هذا الكتاب‎ )١( 
ْ انظر (١/11؟) من هذا الكتاب‎ (32 


١٠ 


من حياة الشيخ : فقال' ' : فكان لا يبالي ما لبس ولا م أكن بعد أن كان 
في أبهة ومظاهر حسنة كما شاهدته وأنا صغير أيام حجي مع الواند هَيئة 

ثم استطرد بعد قليل في سرد مظاهر هذه الحال» في وصف بديع 
غاية فى التعبير فقال”" : 

باحصا ا حوري لمعا 
ويخرج في الشوارع بالقاهرة وعلى رأسه طربوش تونسي صغير بدون 
عوان ور يدي تدرا ل بطل از ويغرز في حزامه دواة طويلة فيها 
الأقلام » ويحمل فى يذه الكتب والدفاتر لق يقيد فيها ما يسمعه من 
الشيوخ » وربما اشترى التمر فجعل يأكله وهو يمشي في الطريق والناس 
ينظرون إليه » وكنت أكل معه وربما أكون أنا الحامل للورقة الموضوع 
فيها التمر )اه . 

ثم قال ': وجاع ليلة وهو عندي فقام إلى كسر يابسة مضى عليها 

وهكذا في كل ما يصف » قلما يُتبع الموصوف بأي تعليق أو حكم 
منه» بل يحيل ذلك لنظر القاريء ونتيجة فكره . 


. من هذا الكتاب (بتصرف)‎ )©5٠/1( انظر‎ )١( 
. (؟) انظر (501/1) من هذا الكتاب‎ 
. أنظر (555/1) من هذا الكتاب‎ )5( 


رابعًا : وصفه للحالة السياسية والاجتماعية السائدة في وقته : 


كنا" أن ابن الصديق قد برع في تجسيد المناخ العلمي بالأزهر 
الشريف من خلال مشاهد سريعة لمواقف ووقائع دارت رحاها بين أروقة 
هذه المدرسة العتيقة» نجده كذلك قد أجاد في تحديد الملامح العامة 
للحياة السياسية والاجتماعية في تلك الحقبة» فقد عقد فصلا””' خاصًا 
تناول فيه مرحلة مهمة من تاريخه السياسي قد أبلى فيها بلاءًا حسنًا في 
مواجهة المستعمرء وأفرغ وسعه يما لا يدع مجالاً لمعشه في التيل منه . 

ثم لم يفته في فصول أخرى أن يشير للحالة السياسية في البلدان 
التي دخلها مثل مصر بوجهي الحكم فيه'”'» والحجاز وقد دخلها 
القرنيون”” . 

وبين هذه وتلك لا يبخل علينا أيضًا بوصف سريع للحالة الاجتماعية 
السائدة في تلك البلادء والتي عانت جميعها من ويلات المستعمر» من 
خلال عرض موجز لفئتين من فئات المجتمع» فقة دنيا عانت الفقر 
والجوع والعري » وكثر فيها قتل النفس وإزهاق الأرواح”” » وفئة أخرى 


. انظر: 077/1 » وما بعدها) من هذا الكتاب‎ )١( 

(؟) انظر: (774/1) من هذا الكتاب » ففي حديئه عن مظاهر العظمة والأبهة التي كان 
يعيشها الشيخ أحمد رافع ما يشير إلى النظام الملكي » ثم انظر : )55/١(‏ ما يفيد 
إلى تحول نظام الحكم بعد ثورة 7 يوليو. 

(5) انظر : (51/9) من هذا الكتاب . 

(4) انظر : (81/1 -87) من هذا الكتاب . 


1١ 


بُسطت عليها مظاهر العز والترفء وهي طبقة الأعيان”" . 
خامسًا : وصفه لأثر الحالة الاجتماعية على الأزهر وعلمائه : 


وذلك من خلال التعرض لبعض الجوانب الشخصية لسير الأعلام 
الذين ترجم لهم : 

- وكان - رحمه الله - فقير الحال رثٌّ الهيعة وسخ الثياب ...7 . 

- وتصدق بمائة جنيه إعانة لإصلاح عين الزرقاء وهذا ما لا يخطر 


ببال عالم أزهري بل ولا يتصوره فى عقله أنه يتصدق بجنيه واحد فضلا 
5١‏ 


وم 


عن ماله 
يصق لعاب النشوق تحت قدمه بين الفروة الجالس عليها والكرسى الذي 
تحتهء وقلة للماء يشرب منها يبن أونة وأخرى”' . 

- وكان ‏ رحمه الله ميالاً للأبهة الدنيوية والفخر والفخفخة » واسع 
الغنى » كثير العقار. متظاهوًا بمظهر العظمة والغنى » حتى كان معدودًا من 
طبقة الأعيان لا من جملة العلماء» ولأجل ذلك كان يجاري الأغنياء من 


الباشوات والمتفرنجين على مالا يعتقده خوفًا من انتقادهم عليه » بل هذا 


. انظر: (١48/1؟؟) من هذا الكتاب‎ )١( 
. من هذا الكتاب‎ )5١8/1١( (؟) انظر:‎ 
. من هذا الكتاب‎ )١59/1( : انظر‎ )5( 
. من هذا الكتاب‎ )5١9 55١/1١ : انظر‎ )5( 


هو الداء الذي قضى على علماء الأزهر إلا القليل منهم . .. إل" . 
سادسًا : حرصه أن يكون له رواية عن النساء : 

كما صرح هو نفسه بذلك قائلا”" : .. .. فاستجاز لى جماعة من 
أهليا ولأسيما مزع الشناء لأ كنت :عوسه أن أحنن اتاد ,كييحات 
منهن تأسيًا بالمحدثين والحفاظ اه . 


. انظر : (8/1؟5) من هذا الكتاب (يتصرف)‎ )١( 
. انظر: (5591/1) من هذا الكتاب‎ )5( 


1١غ‎ 


البحث الثاني 
في وصف المخطوط 


إن كتاب البحر العميق قد كتب بخط مؤلفه أثناء فترة اعتقاله بآزمور» 
كما نص هو عليه قائلة" : 


« ... ثم نقل إلى مدينة أزمور إلى دار فيها أهله وجعل عليها حارس » 
السطور) . اه . 

ثم إن الشيخ محمد الأمين بوحبزة قد استسخ نسخة بخطه اقتصر 
فيها على الجزء الأول فقطء معتذرًا عن استنساخ الجزء الثاني بقوله”” : 

قال تميق متيل رن الأميى ور خئرة أمعقا" لهاع : قد رأيت أن 
أكتفي بنسخ هذا الجزء لاشتماله على ترجمة حياة شيخنا ‏ قدّس الله 
روحه وطيّب ثراه ونوّر ضريحه - وتراجم شيوخه وذكر إجازاتهم » أما 
الجرء الثانى وهو بعد الأول » فهو غير مفيد فائدة كبيرة لأمثالناء إذ قصره 
المؤلف رحمه الله على ذكر أسائيده لكتب الحديث وعلومه 
المسندة » والكثير من تلك الكتب مفقود أو مجهول » وإذا فسح الله في 


. من هذا الكتاب‎ )85/١( انظر‎ )١١( 
» ورد هذا الاعتذار في فقرة خاصة » اختتم بها الأمين بوخيزة نسخه للجزء الأول‎ )١( 
. وهي تظهر في الصفحة الأخيرة من النسخة «أ‎ 


الأجل ومست الحاجة إلى معرفة أسانيد تلك الكتب نسخنا ذلك الجزء 
إن شاء الله » وكانت النسخة المنقول عنها أصل المؤلف بخطهء أهداه 
قبل وفاته إلى تلميذه أخينا فى الثه العالم الأثري السيد عبد الله التليدي 
الجرفطى نزيل طنجةء حفظه الله » والحمد لله رب العالمين» وصلي الله 
على سيدنا محمد وأله و صححبة وسلم . 

فرغ منه ليلة السبت سابع عشر رمضان المعظم عام ثمانين وثلاثماثة 
والفع 

وهذه النسخة هى التى اعتمدتها في نسخ الكتاب » ورمزت لها بالرمز 
وأ وهى لا تخلو من تعليقات مهمة للأمين » إضافة لما أشار إليه من 
5006 5006 ا . 0 
تعليق للسيد عبد العزيز (شقيق المؤلف) بخطه في موضعين من 
الكتاب . 

هذا وكلما كان موضع أضاف فيه المؤلف إضافة جديدة» نيه على 
ذلك بوخيزة بكلام يُفهم أن تلك الإضافة كانت بمداد جديد غير الذي 
كتب به أصل الكتاب”" . 


قاش جر الما 


(1) انظر 1١1/1١(‏ 6 455) من هذا الكتاب . 
)١(‏ انظر جملة من ذلك في الهامش رقم )١(‏ من مقدمة هذا الكتاب )٠١/١(‏ . 


1١5 


سما [زعى [معص وصل [ندر ميسيونا حرو لت ويم وسلم 


مسرلل غص عدي اهرش (كا كفي ار بنه انضرع بعلو تزلم» ورب 
تررع اضرم راغريث ع ىكدبة علا (رسلل ) وإكمم ركهم يرع (نشاعة سنب 
[دنل ١٠اة‏ معئم طلباء رسراء [نكرم هذا نا عشبا غاص و إتمزم »رميز بإدتوزن 
[درارة ب بت ل (نمل رجش رعيرع مو [ نش رزب زمر (نعرإم ععوكان فوش ل 
امتازع ايمر بم مع أتمامة مساوم ترام برتعلا ككامده يشاددة لبشائل 
متفرع بيع[ نضاء مات ولا رمام » وسلاها ثثيبا بباركة يبو كلسل ممتوطع 
لكدانزنة ويسر اسل (نكرام»سيربا مرجدام (لرسدة و(درظيدة وادررم» 
ابيع ركرد [تغل ٠‏ رع ل [دإشراد إشريين رماب تقض زمط 


جا 


يعرينى دانمك نع الم معيو عن نشت را دراي انحتق :وذكرسام انبرض 


ان نزي يبان يمشي وبريت » وترك د للشاس [لكبراء اجير م المنوع دراد 
اكات اموعبا لم يله بانزئيل امعترل رأشمرع ٠‏ وكاس (سبةي)د ول إنرك 
مها 


١ 


لشن لمهم 
بم تنا فاع ف ء كا بسرب ا معام ر/نسابن) ٠‏ (بسر 6 سر /لكتابالترمتي 
وذ ترما( ن اشرب على (نن ع [علائل اغتواء م سلب من امت وإتعفاء اذ هر 
يعسن 0 اوم نتاررس اوعجر مهيا نوورد + للك 
وميا عا شك رما جنا للك٠‏ وعبة + َي رنزل ربس الومتي لا ثال! لأثيل عل 
إنتلا ند رز نسلل زواعمل) لسان جرف (باطر بن) رسيا وج اعد لزلزم[ 6 

يس سل هرا مع جد خا ويا مرك » ربراعث علير معرومة اوباج .رارظا مشر 
جرت عادة [ثملاء بجع لرارسن ليل نت مرويا قم وماتشه ». عدا رصي 
للدرع رباسعرك | رنزاءل ا واجيزرابء من الطنوات وإتسي مع ذل 
المشا بن وتلاص ريع ماعري من (حو ع تددير: تزكر وقياما بر(ب شاو 


ومع تمشاع, . وعررعط © ل و[بم على لتعبومو عت ل تمضاعم + تسرهمز 2 





الصفحة الأولى من النسخة رر» ١‏ 


(عرزة فاصم ركنامزستاعق ذَكرك س|تمعناي, س[نعدلء نكي 
رنثل عاعو نادي مإوإسدبرها 7 تزم|رشاهرنل مسثرل دري ججرراسئا ره 
+ ذل ك كوا وزه ب إنرمتصزرول مشا للرراي كبلية ارنؤب الوم ركوب 
رأ لضلليهء شرك زول م سج رلتعيه مروبات |عرلبر[رعرث وريب 
لنشلء ل كين سر /نيب/سا كو ذكرإسزيرزا ل واثاتب إنقسى 
8 لناءة ععاااتبودة أت إن لتب بنج سزااهز لرشتالبع ترص عيطق 
تهنا نرس اروس ويب غرزل ونور رئهم زتلي#مثيرض وولرامازاتى.اسل 
اكز ءإتساء وسوببر ارول سرغي رمبيريائ لس برمثانهًا اذ صر إنزلبك 
الدم عل ة كرس اتيك للتب كرب ودرب ر|نسف راتنثرسقلك/2لب ميضود 
أوبول : وذذا بسي المع (جل ومست [كاع ءال معريع إسانيرلك/ركنعتونرة 
ذلك (ي ل شاءاسء لاك /اشس التفرل عثوٌ إعز[لؤ لينف سراءميل 
وماته ال دي اطينة 4د [نه طخ وش نسي ر سراد تلب رج رمشى نز بط 
كع عب إلد واكررن: (دعانيى وتؤ/دم عل سيرنا جرال( ب 
مرخ من للدة ألست سذت سر عفر انمز عل ئامين و نمال رؤزيب. 















الصفقحة الأخيرة من التسخة رأ » 15 


كما أن هناك نسخة أخرى لم أعرف لها نسبة ولا بيد من خطت» 
وهي على وضوحها لا تخلو من أوهام» وقد وسمتها بالحرف «ب»6. 

وأهم ما يميزها أن ناسخها لم يعتذر عن كتابة الجزء الثاني الذي يبدأ 
بالباب الثالث : في أسانيد المؤلف إلى الكتب الستة وغيرها . 

وقد لاحظت في هذه النسخة ؛ أن خخط الناسخ قد تبدل في مواضع 
من الجزء الثاني » دونما تعليق على ذلك أو إشارة منه . 

هذا . والذي زودني بكلتا النسختين هو الأخ الفاضل الأستاذ 
عبد الوهاب صالح . أصلح الله أوقاته » ومهّد له الطريق للجنة وسلَّمه » 
بما مهّد لي من الصعب وذلّله . 


وفيما يلي نعرض لنماذج من صورة النسخة « ب ) : 


بس الله الومسرالى حسمب إإلاء إعجوط برع السب رجي وي 


فرويسم الفري واغريناه زك امت علا (ل0ت حاوء وأ م هل ع 
الفيامم م سير الت نامء نه ع خلهلةريرله ارم ترزمليا 
لفناحرولجام» رسن بالثرك الوزريدة مض زا لعل وحشهني 0 
ا كز الهززمء كل لسرم تار بسولذ و أنه 
تتساؤراً افرع . ود انزو عات وما لجا شيع 

تبعالئاات» 


الضامبارزارنلم» ركاماكمي بارا #ريكلعام مييح 
ريترل[لبإ: سيزن! هعاب الردبلت البضيلةوالريمةت 
إل بيع درن < المذام» ومل [إم اتمر اك [لمسويير و دابتد [لا* عست 
كعاب 1 لكالل روي اندم زب لس زراب 
زلعشء وغ ساس المرخر الزنم إنز ب أابعث واظلة و 
2 بعشو وا ئلشرء ون 
0 0 
العفو واللسمرع . و نفنإنباب دو التمرور التكعايره كك 
ثرامه عل عبر هلوح نجايمه تتطعي امدكت لب شري امتاخ 
رفاح كل يشمرع انعا انسابنء [ هي < زا الكتاب لهت 
ووه القع الله بس لز اليم انعا إلنعرلؤ ملب م واضسيد 
[لحاملء 


الصفحة الأولى من التسخة ررب » 


14 لسسيسس سييهت 
البعرالكية» فوم وبات)اب العديى 
رض عرست الميرإفيلد رتعالى 
امرسكيرن الشيى 
عوالل,كل, 
رفم 


واحته 
3 





صفمحة العتو أن من النسخة وجب 
وقد ظهرت بخط المؤلفه 


0 يل 


ررالسط ابضلالمط0: عارالرسيرالساءاقف 

و اتدوعبر لامرار ماهات لا خياربةا«ةكار 
وب ص اسزاس لنامنساجاز زلاس الشيوخ امام اخزاء: 
ونم تك النا منس اجا الم تعر ؤم ست ره المفهر مسر 
الشيوح سوانر و ايحو تصا مان درك بعهئ مماب ووه 
عىجم اعت اخي يرم جازل زل- العامة لم نزي ممرممن لان ]لجع 
ون تمهالن!ا مازخ مت ركن انام 


3 الايد وات ا لالس 
اوشاهرن!4 م نراجريس شم رابتا ان نف كلوز بدا 


0 0 2ط نم الت جمة واخمرليم رب 


سه رزهركتاب العرالقيى) 
بهمرويات | حيرب العريى شر» 
مرالمجاخضر ا 
الراداة ا(ولدالباب 
الخالف بو 
اسايرنا! 
-5 


ُ 





منهج التحقيق 

١‏ - مقابلة النسخة 19) مع النسخة ب »)» بعد أن اعتمدت النسخة 
«أ) كأصلء فإذا كان ثمة اختلاف بين النسختين أشرت إليه في 
الهامش . 

وفي مواضع قليلة (ربما ثلاثة) تطلعنا النسخة « ب» على كلمة زائدة 
أو عبارة غير مثبتة في 041» فأثبتها في أصل الكتاب مشيرًا إلي أنها زيادة 
من ( نب ), 

؟ - عزو الأيات القرأنية . 

* - تخريج شواهد الشعر ونسبة كل قول لقائله متى أمكن ذلك . 

؛ - ضبط بعض أسماء الأعلام التي يزحر بها الكتاب » والتي قد 
تلتبس على البعض . 

ه - متى كان هناك سقط أو عبارة غير مقروءة أو كلمة لا يتم المعنى 
إلا بها وضعتها بين قوسين مربعين [ ] . 

5 - التعريف ببعض الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب (وهم 
كتير) » مراعيّا عدم التوسعم في ذلك حتى لا يطول الككتاب 
بتراجمهم . 

7 - وضع عناوين لبعض الموضوعات التي تحتاج إلى ذلك » مع 
وضعها يبن قوسين مربعين تمييرًا لها عن سائر كلام المؤلف . 


4 - حيث لم يثبت المؤلف تواريخ وفيات كل مشايخه الذين 
أجازوه » فقد عملت وسعى لإثبات وفيات أولئك الأعلام؛ على قدر ما 
تيعح من مصادر. 


مصطفى صبري 


381 


أهم المصادر والمراجع 


أبحد العلوم . 

لصديق حسن خان - دار الكتب العلمية » بيروت - لبنان . 

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين . 

للحافظ محمد مرتضى الزبيدي » أبي الفيض ».دار إحياء التراث العربي » بيروت . 

إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع (١/؟)‏ 

5 عبدالسلام بن عبدالقادر بن سودة» تحقيق محمد حجي» دار 
الغرب الإسلامي » بيروت» (الطبعة الأولى 5117 ١ه)‏ . 

إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت . 

تأليف السيد/ عبد الرحمن بن عبد الله السقاف عني به محمد أبو بكر 
باذيب» محمد مصطفى الخطيب» دار المنهاج» جدة (الطبعة الأولى 
6 ١اه).‏ 

الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 

الناصري 

الأعلام . 

تأليف خير الدين الز ركلي » دار العلم للملايين» بيروت » (الطبعة السادسة 
و0 

الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية )5/١(‏ . 

تأليف زكي محمد مجاهد, دار الغرب الإسلامي » بيروت (الطبعة الثانية 
15م ). 


7و7 


الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام» المسمى (نزهة النواظر 
وبهجة المسامع والتواظ) . ظ 

لمؤرخ الهند الشريف عبدالحي الحسني اللكنوي » دار اين حزم » بيروت 
(الطبعة الاولى 1٠٠١‏ ١ه)‏ 

إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتاح» وهو ثبت الشيخ 
عبد الفتاح ابو غدة . 

تخريج 'تلميذه محمد بن عبد الله آل رشيد» مكتبة الإمام الشافعي » 
الرياض (الطيعة الاولى ١1١141١ه).‏ 

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع . 

الشوكاني » مصرء /14١ه.‏ 

- بلوغ الأماني في التعريف بشيوخ وأسانيد مسند العصر الشيخ محمد 
ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي . 

جمع وترتيب محمد مختار الدين بن زين العابدين الفلمباني » دار قتيبة ) 
دمشق » دار عزي» جدة » الطبعة الآولى 1٠١8‏ ١اه.‏ 

تاج العروس شرح القاموس . 

للإمام محمد مرتضى الزبيدي » المطبعة الخيرية بمصر 5.١ه.‏ 

- تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر. 

- تاريخ الجبرتي » المسمى عجائب الآثار في التراجم والأخبار. 

للجبرتي » طبعة بالأوفست عن الطبعة الأولى دار الجيل ؛ بيروت 917/8١م‏ . 

تذكرة الحفاظ , 


للذهبى » حيدر آباد الذكن 88 اه 784 اهاء 


54 


التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي . 

تأليف يوسف بن يحبى التادلي (ابن الزيات) » أبو يعقوب . تحقيق أحمد 
التوفيق » جامعة محمد الخامس » منشورات كلية الاداب والعلوم الإنسانية 
بالرباط (سلسلة بحوث ودراسات رقم ؟5)» (الطبعة الثانية /1941١ع)‏ . 

تعليقات السيد أحمد ضياء بن شهاب على شمس الظهيرة » للسيد 
عبدالرحمن بن محمد المشهور»ء (طبع سنغافورة) 

- تنوير البصيرة بطرق الإسناد الشهيرة 

تأليف الشيخ علم الدين ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي » دار 
البصائر» دمشق» (الطبعة الثانية “405 ١ه)‏ 

توجيه الأنظار لتوحيد المسلمين في الصوم والإفطار. 

تأليف السيد/ أحمد بن الصديق الغماري» أبي الفيض » قدم له الحسن بن 
علي الكتاني » أبو محمد » دار النفائس » دار البيارق » عمان (الطبعة الأولى 
8 ١ه).‏ 

جامع كرامات الأولياء: 

للشيخ النبهاني مطبعة الحلبي » القاهرة . 

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر )7/١(‏ . 

تأليف الشيخ/ عبد الرزاق البيطارء تحقيق : محمد بهجة البيطارء دار 
صادر » بيروت » (الطبعة الثانية 4١51‏ ١ه).‏ 

الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير . 

تأليف الحبيب/ أبي بكر الحبشي » المكتبة المكية» مكة المشرفة» 
(الطبعة الأولى 418 ١ه)‏ . 


55 


الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة . 

لابن حجر العسقلاني» طبعة بالأوفست عن الطبعة الأولى بالهند ‏ دار 
الجيل ييروت - لبتان . 

درة الحجال , في أسماء الرجال (ذيل وفيات الأعيان) . 

لابن القاضي » تحقيق : ميد أبن النوو حيدق نشر : المكتبة العتيقة 
بتونس» ودار التراث بالقاهرة . 

الرحلة الحجازية . 

الرحلة السامية إلى الإسكندرية والحجاز والبلاد الشامية . 

تأليف محمد بن جعفر الكتاني الحسن » أبو عبد الله تخريج د. محمد 
حمزة الكتاني » مركز التراث الثقافي المغرب » الدار البيضاء» دار اين حزم 
بيروت (الطبعة الأولى 477 ١ه)‏ . 

- الرسالة المستطرفة يبيان مشهور كتب السنة المشرفة . 

تأليف الشيخ محمد بن جعفر الكتاني » دار البشائر الإسلامية » بيروت » 
(الطيعة الرابعة 5.5 ١ه).‏ 

- الروض النضير في اتصالاتي بثبت الأمير. 

الشيخ محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي » طبع في القاهرة . 

- سل النصال للنضال في الاتصال بالشيوخ وأهل الكمال . 

للشيخ عبد السلام بن عبدالقادر بن سودة» تحقيق محمد حجي»ء دار 
الغرب الإسلامي » بيروت » (الطبعة الأولى 411١ه)‏ 

- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر. 

لمحمد المرادي » طبعة بالأوفست - مكتبة المثتى بيغداد . 


- سلوة الأنفاس » )7/١(‏ . 

تأليف الشريف محمد بن جعفر الكتاني , أبي عبد الله » فاس . 5١11اهء‏ 
وكذلك الطبعة التي حققها عبد الله الكتاني » حمزة الكتاني » محمد حمظة 
الكتاني » ط . دار الثقافة» الدار البيضاءء (الطبعة الأولى : 04٠٠7م)‏ . 

- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية . 

للشيخ محمد بن محمد مخلوف» تصوير دار الفكرء بيروت . 

شذرات الذهب في أخبار من ذهب . 

لابن العماد» سلسلة : ذخائر التراث العربي المكتب التجاري للطباعة 
والدشر والتوزيع » بيروت - لبنان . 

- شرح مقطعة بدأت بذكر الحبيب » للششتري 

شرحها السيد عبدالعزيز بن الصديق الغماري » طبع دار الكتبي » القاهرة . 

- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع . 

للسخاوي » دار مكتبة الحياة ببيروت . 

- عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية . 

تالبق أنه نيه أحين الغبريني » تحقيق : عادل نويهض » منشورات دار 
الآفاق الجديدة ‏ بيروت (الطبعة الثانية /91١م)‏ . 

العتب الإعلاني لموثق صالح الفلّاني . 

لأحمد بن الصديق الغماري أبي الفيض (مخطوط) . 

فتوحات الباعث بشرح تقرير المباحث في أحكام إرث الوارث . 

تأليف السيد أبي بكر عبد الرحمن ابن الشيخ شهاب الدين العلوي 
الحسيني الشافعي » قدم له السيد محمد أحمد الشاطري » مصورة بالقاهرة عن 


؟١‎ 


طبعة حيدر أباد الدكن مع إضافة تقدمة السيد الشاطري ومنظومة (ذريعة 
الناهض إلى تعلم أحكام الفرائض للمؤلف) 

- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي . 

للحجوي » تعليق عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ. نشر المكتبة العلمية 
بالمديئة المنورة » 755١ه.‏ 

- فهرس أحمد المنجور. 

للمنجور» تحقيق : محمد حجي . الرباط 795١ه‏ 0 1515م. 

فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات . 

لعبد الحي الكتاني » المطبعة الجديدة بفاس: 1545*١ه‏ -1417١اه.‏ 

قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر. 

للإمام صالح بن محمد الفلاني» تحقيق عامر حسن صبري» دار 
الشروق » جدة (الطبعة الأولى 405 ١ه)‏ 

- لقط الفرائد . 

لابن القاضي » مطبوع مع الوفيات لابن قنفد والونشريسي (ألف سنة من 
الوفيات) تحقيق محمد حجي » دار المغرب للتأليف والترجمة والنشرء 
الرباط » 971١م‏ . 

- متن السلم في المنطق . 

للأخضري » طبع الحلبي » القاهرة . 

محمد الخضر حسين (حياته وآثاره) . 

تأليف محمد مواعدة» تصوير الدار الحسينية» القاهرةء (الطبعة 
الثانية 41١5‏ ١ه).‏ 


11 


المطرب بمشاهير أولياء المغرب . 

شيخ عبد الله بن عبد القادر التليدي الجرفطي ء دار الآأمان)» الرباط » 
(الطبعة الثالئة ١؟5‏ ١اه).‏ 

- معجم الشيوخ . 

لعمر بن فهد المكي » تحقيق : محمد الزاهي » نشر دار اليمامة بالرياض . 

المعجم الأوسط 

للطبراني » دار الحرمين » القاهرة . 

المعجم الصغير 

للطبرانى » دار الحرمين » القاهرة . 

معجم المطبوعات 

سركيق 

ََ 0 7 1 

- معجم المؤلفين (تراجم مصنفي الكتب العربية) . 

عمر رضا كحالة, مطبعة الترقي بدمشق /ا598 ام ١1551أم.‏ 

مفتاح السعادة ومصباح السيادة . 

للشيخ الحييك بن مصطفى (طاش كبرى زادة) مصورة عن طبعة دائرة 
المعارف النظامية بحيدر اباد . 

منحة الإله فى الاتصال ببعض أولياه . 

الموسوعة الميسرة, 

طبع فرانكلين للطباعة والنشر 


1 


نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبرء في تراجم رجال القرن 
الثاني عشر والثالث عشر (١/؟)‏ 

تأليف أحمد بن محمد الحضراوي المكي الهاشمي, تحقيق محمد 
المصري » منشورات وزارة الثقافة السورية » دمشق» 995١م.‏ 

هدية العارفين . 

لإسماعيل باشا البغدادي ؛ طبعة بالأوفست عن طبعة استنيول ١96١م‏ - 
دار العلوم الحديثة بيروت - لبنان . 

- نفح الطيب في غصن أهل الأندلس الرطيب . 

لأحمد المقري » تحقيق ؛ الدكتور إحسان عباس . ييروت 5548١م.‏ 

- نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر. 

للسيد محمد محد زبارة» المطبعة السلفية» القاهرة» (الطبعة الأولى 
آه) 

- نيل الابتهاج بتطريز الديباج . 

لأحمد بابا التنبكتي - مطبوع بهامش الديباج المذهب لابن فرحون . 

اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني , طبع بالهند سنة ١ه‏ . 


م 
ا 
9 
أ 
32 


6 
7 


52 





حلي 

رعس ست امل 
ست ا ونه 3ن أاك بده فم | الست .“| 1 ممه 
انق يناري 


لد عرسي ف 


اكه عام 


الجزّءالاول 


من 


#7 
- 


امسن امير 


ص 9 


م 


3 
ع لم 


1١ 


وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحيه وسلم 


حمدًا لمن خصّ أصحاب الحديث الحافظين لدينه القويم بعلو 
المقام » وشئف قدرهم في القديم والحديث على كافة علماء الإسلام ؛ 
وأظهر فضلهم يوم القيامة على سائر الأنام» إذ جعلهم خلفاء رسوله 
الكريم » فكانوا ملجأ للخاص والعام » وميزهم بالثواب الوارد في فضل 
العلم » وحشر غيرهم من الطوائف في زمرة العوام» فمن كان لهم عمل 
امتازوا به وإلا فهم مع العامة متساوٌواً الأقدام . 
وصلاة كاملة شاملة لفضائل الصلوات بجميع المضاعفات والأرقام: 
وسلامًا طيبًا مباركا يفوق كل سلامء على منبع الكمالات وسند الرسل 
الكرام » سيدنا محمد صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ومحمود 
المقام وعلى آله الهداة المهديين وصحابته الأئمة الأعلام . 
أما بعدء فلما كان التحدث بنعم الله على عبده من الشكر الواجب 
المحتم » وذكرها من الفرض اللازم الذي يجب أن يفشى ولا يكتم » 
وترك ذلك من الكفران المحرم الممنوع » والكتمان الموجب للحرمان 
بالدليل المعقول والمسموع» وكان من أسباب دوام التحدث وعدم 
انقطاعه » وجريان ثوابه على العبد وخلود انتفاعه» تسطيره في كتاب 
يشهد به المتأخر اللاحق كما يشهد به المعاصر السابقء أفردت هذا 
الكتاب لترجمتي وذكر ما أنعم الله به على من النعم الجلائل » اقتداء بمن 
وس 


سلف من الأئمة والعلماء» إذ لا يحصى منهم من ترجم نفسه بتأليف مفرد 
أو ضمن تاريخ أو معجم » عملاً بالوارد في ذلك وقيامًا بشكر ما هنالك » 
ومحبة في تخليد الذكر بين المؤمنين» كما قال الخليل عليه الصلاة 
والسلام : موَآجْمَل لي لِسَانَ صِدْقٍ في الآينَ4 [الشعراء: 4]ء لاسيما 
وهمم أهل الزمان عن مثل هذا معرضة أو قاصرة » وبواعثهم عليه معدومة 
أو (فاترة)”" . 

وأيضًا فتقد جرت عادة العلماء بوضع فهارس لبيان مروياتهم وما تلقوه 
عن مشايخهم من العلوم » وما ستفزة أر قرفوة أو أجيزوا ومن التضيتقات 
والفنون» مع ذكر المشايخ وتراجمهم» وشرح ما عُرف من أحوالهم 
تخليدًا لذكرهم وقيامًا بواجب شكرهم مع ذكر أسانيد الكتب والاتصال 
بالمصنفات في سائر العلوم كما هو مقرر معلوم » فاقتديت بهم في ذلك 
أيضّاء وجعلت كتابي هذا كالفهرست لبيان مروياتي وأسانيدي إلى 
المصنفات » إلا أني خصصته بكتب الستة المسندة » فلم أذكر فيه سند 
كتاب في فن من الفنون غير الحديث النبوي » ولا سند كتاب من كتب 
الحديث المحذوفة الأسانيد أيضًا إلا كتب علوم الحديث لخصوص 
الأقدمين» لأن المراد بربط أسانيد المتأخرين بالمتقدمين هو الاتصال 
برسول الله كلِةِ من طريقهم لا مجرد الاتصال بهم » فإن ذلك في نظرنا 
من العبث » وإن خالفنا فيه غيرنا » وسميتٌ كتابي هذا : 


. أ أ 0م 0 5 3 
ب: التبحر العميق شي مَرويات ابْن الصديق 


)١(‏ في وب »): حائرة. 


58 


ورتبته على مقدمة وثلاثة أبواب : 


الباب الاول : في ذكر نسبي وترجمتي ء وما أنعم الله به على من النعم 
الجليلة . 


الباب الثالث : فى أسانيدي إلى الكتب الستة . 


0 


3-0 


مقدمة 


قال الله تعالى آمرا لنبيه وَل لتقتدي به أمته: «إوأمًا نعم رَيْكَ 
هَحَرّت» [الضحى : 211١‏ والأمر للوجوب » ولم يرد ما يصرفه إلى غيره؛ 
ويؤيده قول النبي كُكِةِ : « التحدث بنعمة الله شكرء وتركها كفر) » رواه 
أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا في الشكرء وابن الأعرابي في المعجمء 
والقضاعى في مسند الشهاب .» والبيهقي في شعب الإيمان » وآخرون من 
حديث النعمان بن بشير. 

وشكر المنعم براحت دل على أن التحدث بالنعم واجب» وقال 
الحسن ابن على عليه السلام في الآية : ( إذا أصنية خحيرًا فحدث به 
إخوانك 4 » رواه ابن أبي حاتم في التفسير . 

وعلى هذا درج السلف الصالح من الصحابة والتابعين» فقال أبو 
نغبرة 8 :كان السيلمون يرون اناق كك المي أن تساك بها درواه 
ابن جرير في التفسير أيضًا . 

وقال الجريري : « كان يقال إن تعداد النعم من الشكر » » رواه البيهقي 
ف اتيت 

وهكذا روي مثله أيضًا عن يحبى بن سعيد الأنصاري التابعي » وروي فيه 
أيضًا عن الحسن » فقال : « أكثروا ذكر هذه النعمة » فإن ذكرها شكر) . 

وروي فيه أيضًا عن فضيل بن عياض قال : « كان يقال: من شكر 
الضيفة أن عدت دوها 4 


6 


وروي فيه أيضًا عن ابن أبي الحواري قال : « جلس فضيل بن عياض 
وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح » يتذاكران النعمء يقولان : أنُعم الله 
علينا بكذاء أُنّعم الله علينا بكذا) . 
ميمون إذا لقى الرجل من إخوانه قال : رزق الله البارحة من الصلاة كذا 
وكذاء ومن الخير كذأ وكذا). 

وروى سعيد بن منصور في سننه عن عمر بن عبد العزيز قال : إن 
ذكر النعم شكر»). 

وقال الترمذي في سننه: «حلدثنا محمد بن بشار حدثنا 
عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هاشم هو ابن سعيد الكومي حدثنا 
كنانة قال حدثتنا صفية بنت حيى ‏ رضى الله عنها - قالت : دخل علي 
رسول الله كيد وقد بلغنى عن حفصة وعائشة كلام» فذكرت ذلك له 
فال * رألا قلت كيف تكونان حيرأ منى )» ورزوجى رسول انه وأبى 
هارون » وعمى موسى ؟ !»؛ الحديث » ففيه جواز أن يذكر العبد ما 
أنعم الله به عليه من كرم الآباء والأسلاف . 

وقال الإمام النووي في الأذكار: بابٌّ : مدح الإنسان نفسه وذكر 
محاسنه : 

«اعلم أن ذكر محاسنه ضربان : مذموم ومحبوب ») فالمذموم أن 
يذكره للافتخار وإظهار الارتفاع وشبه ذلك » والمحبوب أن تكون فيه 
مصلحة دينية » وذلك بأن يكون آمًا بالمعروف أو ناهيًا عن المنكر أو 


١ 


نافيكا أذ مهنا ينملظ أو معلها أو هر دنا اودواعظا مدعنا أ مها 
بين اثتين أو يدفع عن نفسه أو نحو ذلك » فيذكر محاسنه ناويا بذلك أن 
يكون هذا أقرب إلى قبول قوله واعتماد ما يذكره» وأن هذا الكلام الذي 
أقوله لا تجدونه عند غيري » فاحتفظوا به فقد جاء في مثل هذا المعنى 
كثير من النصوصء كقول النبي يك : «أنا النبي لا كذب »» (أنا سيد 
ولد آدم »» «أنا أول من تنشق عنه الأرض ) » «أنا أعلمكم بالله وأتقاكم 
له)» (أنا أبيت عند ا وأشباه هذاء وقال يوسف عليه السلام : 
«قَالٌ أَجْمَلَن عل حرا ين الْأرض إن حَفِيظٌ عله »# [يوسف : 58]» وقال 
3 1 سا 2 ب الصيلحينة» [القصص : 07؟]» وقال 
انه حين حصر ما روه في صحيحي البخاري وسلم أن قال 
ألستم تعلمون أن رسول الله يكيم قال : « من حفر بثر رومة فله الجنة» 
فإني حفرتهاء» وصدقوه). 

وروينا في صحيحهما عن سعد ذَبِه أنه شكاه أهل الكوفة إلى عمر 
ضيه وقالوا : لا يحسن يصلي » فقال سعد : والثه إني لأول من رمى بسهم 
في سبيل اللهء ولقد كنا نغزوا مع رسول الله يد ... وذكر تمام 
الحديث . 

وروينا في صحيح مسلم عن على - عليه السلام ‏ قال : والذي فلق 
الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي يَدٍ إلى أنه «لا يحبني إلا مؤمن ولا 
يبغضني إلا منافق ) . 


وروينا في صحيح مسلم عن أبي وائل قال : خطينا عبد الله بن مسعود 


1 


ييه فقال : والله لقد أخذت من فِيّ رسول الله َكِةٍ بضعًا وسبعين سورة » 
ونقد علم أصحاب رسول الله ككل أني أعلمهم بكتاب الله » وما أنا 
بخيرهم » ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه 

وروينا في صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما ‏ أنه سكل 
عن البدنة فقال : على الخبير سقطِتٌ ‏ يعني نفسه ‏ وذكر تمام الحديث » 
ونظائرها كثيرة لا تنحصرء وكلها محمولة على ما ذكرنا» » انتهى كلام 
النووي . 

وقال الزمخشري في الكشاف عند قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه 
السلام : قل لا يَأَييكا طعا مُرَكَايء ِلَّا بَتأَكَهًا بَِيبله- مَبَلَ أن 
يَأسَكم ا 5 مِنَا عَلَمَنى رقة» . .. الآية [يوسف: 7ام]ء فيه : أن العالم 
واكك ريه ف الم لرصايه شيعه بها لد الع امن د 
باب التزكية » وذكر في موضع آخر من التفسير كلامًا نحو هذاء وأكثر 
من إيراد أدلته . 

وقد ورد من طرق متعددة عن النبي كَل أنه قال : «إن الله جميل 
يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده » » أخخرجه بهذه الزيادة 
أبو يعلى والبيهقي في الباب التاسع والثلاثين من شعب الإيمان» 
والقضاعي في مسند الشهاب كلهم من حديث عثمان بن أبي شيبة عن 
عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن عشية العوفى عن أبي سعيد 
الخدري َه عن النبي 0-0 

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط من حديث موسى بن عيسى 


ع 


الدمشقي : ثنا عطاء الخراساني عن نافع عن عبد الله بن عمر - رضي الله 
عنهما ‏ قال : سمعت رسول اللّه ِللِيٍ مثله . 

ورواه الطبراني أيضًا في مسند الشاميين من طريق الحارث بن النعمان 
عن أبي النضر عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن أنس ين مالك 
عن النبي يك يمثله . 

وروى البيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في تاريخ أصبهان من 
حديث ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة دنه قال : قال 
رسول الله كَكلهِ : إن الله إذا أنعم على عبده نعمة» يحب أن يرى أثر 
نعمته عليه ) . 

ورواه أبو نعيم أيضًا في الحلية من ترجمة سفيان الثوري » من حديث 
زهير ابن أبي علقمة الضبعي 0 
الآثارء والدولابي في الكنى والأسماع» والخريق 

وإظهار أثر النعم كما يكون بالفعل والتجمل» يكون بالقول 
والتحدث ». وأدلة المسألة كثيرة جدّاء أفردها الناس بالتأليف » منهم 
الحافظ السيوطي» وفيما ذكرناه كفاية» وهذا أوان الشروع في 
المقصود , والله تعالى المسؤول أن يلهمنا رشدنا ويعلمنا ما ينفعناء 
وينفعنا بما علمنا» ويزيدنا علمّاء والحمد لله على كل حال » ونعوذ بالله 
من حال أهل النار. 


عماج عاد ماد 
اك 


72 ١ 7 


الباب الأول 


فى تكن النسب والتاريخ والولادة وطلب العلم 


ومجمل تاريخ الحياة 


أما السي: 


فالعبد الفقير هو : أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصّدَّيق بن أحمد بن 
محمد بن قاسم بن محمد بن محمد (مرتين) ابن عبد المؤمن بن محمد بن 
عبد المؤمن بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن 
عبد الله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل بن علي بن عمر بن 
العربي بن علآل بن موسى بن أحمد بن داود بن إدريس [الأزهر] ابن إدريس 
[الأكبر فاتح المغرب] ابن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسن 
السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله يله . 


ونسب والدته يأتى عند ذكرها إن شاء الله . 


لا 


فصل 
[ولادته ونشأته] 


واصل عائلتي من قبيلة بني يزئناس المعروفة باحواز تلمسان » وقدم 
جد سيدى عند المؤمن ابن محند إلى غمارة فى القرن الحادى عشرء 
وانتقل والده في سنئة تسع عشرة وثلاثمائة وألف إلى طنجة بأمر من شيخه 
ليتزوج بنت خاله الشريف الذاكر البركة الصالح سيدي عبد الحفيظ بن 

وبعد تزوجه بقليل اجتمع ببعض الموصوفين بالخير» فأعطاه قطعة 
حلواء » وقال له: كلهاء وسيرزقك الله تعالى ولدّا يكون من نعته كذا 
وكذاء وعظم من شأنه » فائّفق أن وقع الحمل به تلك الأيام » فكانت أول 
الصمداني سيدي محمد بن إبراهيم الفاسي شيخ والده في الطريق » وهو 
بمدينة فاس لابن عمته الشريف نور الدين » وكان ملازمًا لشيخه سيدي 
محمد بن إبراهيم المذكور» أنه سيْزادٌ [أي يولد] فى بيت والدتك 
القطب » فاتفق أن والده ذهب إلى قبيلة بنى سعيد لزيارة أخته الشريفة 
لحبيبة والدة الشريف نور الدين المذكورء وأخحذ معه زوجته ع فكانت 
ولادته ببيت الشريفة المذكورة كما بشَّر به سيدي محمد بن إبراهيم طن 
وذلك يوم الجمعة سابع وعشرين رمضان سنة عشرين وثلاثمائة وألف » 


18 


فكن ذلك من أول نعم الله وعنايته به حيث لم يجعل ولادته في مدينة 
ضنجة التي سبق في علم الله أنه لا يكون من أهلها مَنْ فيه شائبة فضل » 
حسبما سْهِدَتٌ به المشاهدة والعيان» وحكم به التاريخ من وقت تأسيس 
هذه (البلدة)”" المشؤومة إلى الآن . 

ثم بعد شهرين رجع به والده إلى طنجة» فنشأ بهاء ولما بلغ خمس 
سنين أدخله إلى المكتب لحفظ القرآن على أحد تلامذته في العلم 
والطريق » وهو الفقيه العلامة السيد العربي بُودرّة العربي » ثم لما كان له 
من العمر تسع مسنين» وقد أشرف على حفظ القرآن » توجه والده لأداء 
فريضة الحجء. وذلك سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف » فأخذه كسائر 
العائلة معهء ولما كان بالمدينة المنورة رأى في رؤيا كأنه دل بستانًا 
عظيمّاء فوجد به الإمام المحدث الشهير سيدي محمد بن جعفر 
الكتاني » فوضع يده على رأسه» وجعل يماشيه وهو يقرأ سورة المزمل» 
وفي تلك الحال ألقي في نفسه أنه النبي كيه » فلما حكاها لوالده استبشر 
بها وَولّم لها وليمة عظيمة عند رجوعه من الحج . 

ثم لم تمض على هذه الرؤيا إلا سبع سنين وظهر مصداقهاء وذلك أنه 
عقب الرجوع من الحج شرع في إكمال حفظ القرآن على الفقيه 
المذكور» فأمره بحفظ الأربعين النووية » وكان يكتب له كل يوم حدينًا 
آخر اللوح حتى حفظهاء وحفظ متن الآجرومية والمرشد المعين 
والسنوسية» وأكثر ألفية ابن مالك وبعض مختصر خليل » وكان يقرأ معه 


. فى ( ب ) : المدينة‎ )١( 


58 


آخر النهار قبل الانصراف من المكتب الأجرومية بشرح الشيخ خالد 
الأزهري» والمرشد المعين بشرح ميارة الصغيرء وشرح السنوسية 
والأربعين النووية لجامعها؛ إلا أنه لصغر سنه لم ينتفع من ذلك بكثير . 

ثم إنه عرض للفقيه المذكور ما دعاه إلى الرجوع إلى بلده الغربية 
والتزوج بهاء فقرأ أيضًا ختمة من القرآن العظيم على الفقيه عبد الكريم 
البتاق الأنجري » وكان يتقن علم الرسم » فأتقن عليه ذلك بنظم الخراز 
وشرحه فتح المنان لعبد الواحد ابن عاشر. 

ثم أمره والده بحفظ جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني » والبيقونية في 
المصطلح » فحفظهماء ثم أمره بحفظ ألفية العراقي فحفظ أكثرهاء وهو 
في كل هذه المدة يحضر دروس والده في مختصر خليل وصحيح 
البخاري بالجامع الاعظم في طنجة, ومجالس مذاكراته بزاويته » ويلازمه 
في البيت في علوم جمة من تفسير وحديث وفقه على المذاهب الأربعة » 
وتصوف وتاريخ وتراجم الأئمة والعلماء والصوفية والعارفين ورجال 
الحديث وغيرهم على سبيل المذاكرة وإرادة التخلق بأخلاقهم والاهتداء 
بهديهم » والتشوف إلى مراتبهم والتطلع إلى الدخول في زمرتهم والكون 
من متهم وشبو الهمة إلى يلو دريداتهم في 'العلج والمعرقة والتقوى 
والزهد والورع , حاثًا إياه على ذلك في كل وقت وبأدنى مناسبة » فيستمر 
الساعة وربما الساعتين يملي عليه في ذلك » ويُلزمه العمل بما يسمع منه» 
ويؤيد ذلك بالآيات والأحاديث والآثار» حتى كان على صغر سنه أعلم 
بهذه الأمور من غالب علماء العصر القاصرين على معرفة علوم الآلة» وما 
يُتوصل به إلى نيل المعاش . 


6 


وفي أثناء ذلك كان يذكر له الكتب والمصنفات في كل فن» ويذ 
له التفيس منها والأنفس» وفائدة كل كتاب وحسنه وميزته على غيره» 
وما قال فيه العلماء سواء كتب التفسير أو الحديث أو الفقه على المذاهب 
أو التصوف أو الأصول والعربية أو غيرهاء ويحثه على البحث عنهاء 
والحصول عليهاء حتى كان من أعرف الناس بالكتب » وهو لا زال لم 
يخرج من المكتب . 

ثم شرع في حضور مختصر خليل بشرح الدردير على الفقيه 
أحمد بن عبد السلام السميحي الغماري نزيل طنجةء إلا أنه لم 
يدق في نظره لكونه كان يطيل الدرس نحو أربع ساعات ثم لا يأني 
بفائدة زائدة على ما في الشرح» وإنما يكرر العبارة مات متعددةع 
فترك درسه. 


ثم حجب الله إليه الحديث » وكان السبب الأول في ذلك تصديقًا 
للرؤيا السابقة أنه قرأ كتاب «شفاء الأسقام والآلآم بما يكفر ما تقدم وما 
تأخر من الذنوب والأثام)» للإمام المحدث سيدي محمد بن جعفر 
الكتاني » فاعتنى به عناية تامة» حتى كاد يحفظهء لاعتناء كان منه 
بالمكفرات » مع العمل بما فيه ثم ظهر له أن يستدرك عليه كل ما ورد 
في الأحاديث أنه يكفر الذنوب» ولو بعدم قيد ما تقدم وما تأخر» وأن 
يحقق مسألة التكفير هل هي عامة في الكبائر والصغائر أو خاصة 
بالصغائر» وأحبٌ الوقوف على تلك الأصول التي ينقل منها ابن جعفر» 
فأحضر منها منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد » ومشكاة 
المصابيح وذيلها للقنوجي » وتيسير الوصول إلى أحاديث جامع الأصول 


من 


لابن الربيع » والتيسير على الجامع الصغير للمناوي» وشرح الإحياء 
لمرتضى الزييدي ونحوها . 

ثم تعلقت همته لمعرفة الضعيف والموضوع وسببه ومعرفة الضعفاء 
والوضاعين فقرأ كتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للحافظ 
السيوطي » والقول المسدّد في الذَّبٍّ عن مسند الإمام أحمد للحافظ ‏ 
والميزان للذهبي » والكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة كالمقاصد 
الحسنة للحفاظ السخاوي » وتذكرة الموضوعات لابن طاهر المقدسي » 
وتمييز الطيب من الخبيث» واللؤلؤ المرصوع» وأسنى المطالب في 
أحاديث مختلفة المراتب» حتى أشرف على حفظ أكثر ما في هذه 
الكتب واستحضاره» مع ما في شرح المناوي على الجامع الصغير من 
تصحيح وتحسين وتضعيف وكلام على الرجال» فتدرّب بذلك تدريبًا 
عظيمًاء وحصلت له ملكة في معرفة الحديث وأصوله » وهو لم يقرأ على 
شيخ كتابًا من كتبه في الاصطلاح إلا ما سبق من حفظه للبيقونية وبعض 
الألفية » وكذلك لم يقرأ من العربية وغيرها إلا النزر اليسير الذي تقدم 
ذكره» فشرع في تأليف في الأحاديث المكفرة للذنوب يإطلاق » ورئّها 
على الأبواب الفقهية» فيذكر الأحاديث المكفرة للذنوب بالطهارة ثم 
بالصلاة ثم بالصيام ثم بالصدقة ثم بالحج ثم بالأذكار» فكتب من ذلك 
كتابًا في عدة كراريس سمّاه : « تنوير الحلبوب في مكفرات الذنوب ) » 
ثم قبل إتمامه صدر أمر والده لتلامذته الفقراء المتجردين بزاويته أن يحيوا 
القرآن ويحفظه منهم من لم يكن حفظه في اللوح» فظهر له أن يجمع 
كتابًا في فضائل القرأن لكونه لم يقف إذ ذاك على كتاب كبير في فضائله 
١ه‏ 


نا بعض رسائل مطبوعة بفاس » فجمع كتابًا حافلاً في مجلد متوسط هو 
كبر من فضائل القرآن للقرطبي سمّاه : «رياض التنزيه في فضل القرآن 
وفضل حامليه)» رتبه على خمس روضات. فلما أتمه أتى به والدهء 
وكان معه خاله الشريف العلامة المقرئٌّ سيدي السعيد بن أحمد بن 
عجيبة » فلما رأى الكتاب سد غاية السرور» وأعجب به كل الإعجاب 
حيث رأى صدوره منه على صغر منه وكونه لم يتقدم له كبير طلب 
للعلم » فألحَ على والده أن يوجه به لطلب العلمء فحك منه ما كان 
كامئاء فبعثه إلى القاهرة . 


عام ماد مات 
ك2 7 ١‏ 


هم 


فصل 
[رحلته إلى القاهرة لطلب العلم] 


فكان توجهه إليها في جمادى الثانية سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة 
وألف » وتوجه معه اثنان من أصحاب والده. فمرٌ في طريقه على الجزائر» 
فزار بها ولي الله تعالى سيدي عبد الرحمن"' الثعالبي » ثم الإسكندرية 
وزار القطب أبا العباس المرسي » وأبا الدّرٌّ ياقوت”' العرشي » والشرف 
البوصيري . 

ثم دخل القاهرة وابتدأ بزيارة من بها من آل البيت والأولياء والصالحين 
يايصاء من والده وح منه على ذلك » وعيّن له ستة أمره بالإكثار من 
زيارتهم » ووعده على ذلك حصول البركات وطي الطريق في طلب 
العلم» وهم : مولانا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والإمام 


)١(‏ عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف التعالبي الجزائري أبو زيدء مفسر من أعيان 
الجزائر» له تفسير سمّاه : الجواهر الحسانء وله أيضًا : «الأنوار» في المعجزات 
النبوية وله غيرهماء توفي ه07 ه . 
انظر: الضوء اللامع (4/؟5١)»‏ درة الحجال (١//510؟)»‏ شجرة النور الزكية 
055/١‏ 

(؟) ياقوت بن عبد ألله الحبشى الشاذلى » الولى الشهيرء تلميذ القطب المرسى أبى 
العباس » قل المخماني بن عاظتى «فنسد أنه قال :آنا أعلم الخلق بلا إله إلا الش. 
توفي سنة ؟"الاهاء ودفن إلى جوار شيخه المرسي . 
انظر : الدرر الكامنة (4048/5)» شذرات الذهب .)١٠١7/7(‏ 


05: 


نشافعي - طون - وابن ن ععطاء الله وسيدي عبدالوهاب الشعراني - رضي الله 
عن جميعهم ‏ » وكان عند الوداع لقنه الورد الشاذلي » وأمره بالزيارة 
المذكورة» وقال له : « نحن ما بعثناك إلا عملاً بظاهر الشريعة والقيام 
بالأسباب ظاهراء وإلا فالعلم مضمون لك» ونحن العلم يبحث عنا 
ويطلبنا لا نحن نطلبهء لكن عليك بتقوى الله وزيارة الصالحين» فعن 
قريب ترى إن شاء النّه ما وعدناك به) . 

فكان يزور الستة المذكورين كل أسبوع » بل كل يخرج يوم الجمعة 
بعد شروق الشمس ويذهب إلى القرافة الكبرى فيبدأ بزيارة الإمام الشافعي 
طبه ثم يقصد من بها من الأولياء والعلماء كالإمام الليث وأضرابه» فلا 
ينتهي إلا عند صلاة الجمعة » ثم بعد العصر يذهب أيضًا لزيارة من بداخل 
القاهرة كالخوّاص» والشعراني والدرديري وغيرهم» ثم يجعل للقرافة 
الصغرى يومًا آخرء ليزور من بها من الأولياء أيضًا كالعارف العفيفي 
والفيومي وتلميذه خليل بن إسحاق صاحب المختصر وغيرهم . 

وكان والده قبل التوجه عيّن له كيفية التلقي وما ينبغى أن يقدمه من 
العلوم » وصفة العلماء الذين يد بي الأحة عوي و عط عدوي اران 
كثيرًا على الشيخ محمد بخيت وأمره بالحضور عليه وملازمته » فامتثل 
كل ذلك . فحصلت له بركته» وصدق اللّه ما وعده به والده» فلم يحضر 
إلا سنتين غير كاملتين ثم لم يحضر بعدهما في شيء من العلوم إلا بعض 
ذرونئ لا نكاد تذاكر» 

بل علم الحديث الذي هو فنّهء وقد برع فيهء بل بلغ فيه الغاية 


م66 


القصوى والاجتهاد المطلق الذي ساوى فيه كبار الحفاظ, لم يحضره 
على مخلوق قط ولا جلس فيه إلى أحد مجلسًا على الإطلاق » ما عدا 
سماع الحديث » أما علم الاصطلاح ومعرفة الرجال الثقاة والضعفاء وطرق 
التصحيح والتحسين والجرح والتعديل فما تلقاه عن أحد وإنما طالع شرح 
النخبة للحافظ » ثم تدريب الراوي للحافظ السيوطي » ثم أقبل على تطبيق 
ذلك بالنظر في كتب الرجال والتخاريج والكتب المصنفة في التصحيح 
والتحسين مع التعليل» كتتخريج أحاديث الرافعي للحافظ » واللآلئ 
المصنوعة ونحوهماء مع الميزان ولسانه» فأدرك منها الفن وأشرف على 
قواعده وأصوله» ثم مع كثرة الاطلاع والاشتغال والبحث والتنقيب في 
كتب الحديث بلغ فيه الغاية القصوى» وأعانه على ذلك أنه في بداية 
الطلب شرع في تخريج أحاديث الشهاب للقضاعي » فأتمه في مجلد كبير 
سمّاه منية الطلاب » وكان كتبه على طريقة المتأخرين من العزو تقليدًا ؛ 
ثم لم يرق ذلك في نظره» فأحضر مسند الشهاب وصار ينقل الحديث 
منه وينظر في إسناده ويتكلم عليه» فجعل له تخريججا ثانيًا سمّاه « فتح 
الوهاب ») » فكمل بذلك تدريبه وعظم به نفعه واطلاعه . 

كل هذا في أثناء طلبه للعلم » بل في أوائل ما قدم إلى القاهرة » وهو لا 
يزال يقرأ الآجرومية والألفية كتب عدة مؤلفات منها « نيل الزلفة بتخريج 
أحاديث التحفة المرضية ) » وكان إذا أعوزه الوقوف على حديث كتب 
يسكل عنه والده فيجيبه عنه» وكتب أيضًا « دفع الوجز بإكرام الخبر» , 
ذكر فيه طرق حديث : (أكرموا الخبز)ء وتكلم عليهاء ثم لما أكمل 


1ه 


اانه وقييم تكد افوا يكتزهله أنه ويالتة" التطبوعة قن زه 
ولت الأخبار المأثورة » » وهذا يحقق ما قاله له والده من أن العلم مضمون 
لك ء وأنه يطلينا لا نحن نطلبه . 


لاه 


فصل [مجمل في تاريخه العلمي] 

ثم إنه لما قدم القاهرة نزل (ببيت)”' في حارة ( خوش قدم ) » فبينما 
هو فيه بعد العشاء من اليوم الثالث سمع الفقراء يذكرون ببيت قريب منه» 
فسأل بعض الزائرين له من المغاربة » فأخبره بأنه بيت الشيخ طه الشعبيني 
شيخ الطريقة الدرقاوية » فلم يملك نفسه أن قام هو ومن معه إلى ذلك 
البيت وجلسوا معهم في حلقة الذكرء فلما انتهت الحضرة أخذ بيده 
الشيخ وأدخله إلى محل يجلس فيه مع أصدقائه من العلماء» وكان 
ساعتمهذ فيه من العلماء نحو أربعة » فأقيلوا عليه بالسؤال » فأخبرهم أنه قدم 
لطلب العلم بالأزهر » فأجابوه بأن ازمر عه عطلة الصيف وأن الدراسة لا 
تبتدئ [قبل] ثلاثة أشهر» فنطق بعضهم قائلا : أنا أقرأ معه ما يريد من 
الحو إلى كين ابيذاء الدراسة بالأرشرع: فقا م وأنا أقرأ معه البلاغة » 
فقال الثالث وكان مالكيًا : وأنا أقرأ معه الفقه المالكي . وعيّن كل واحد 
منهم وقنًا للحضور عليه يبيته» ولكن لم يرد الله الحضور إلا على واحد 
منهم وهو الأستاذ الشيخ محمد إمام بن العلامة الكبير الشيخ إبراهيه'" 


)١١(‏ ساقطة من ١‏ ب©»). 

(؟) إبراهيم بن علي بن حسن السًَّا خطيب الجامع الأزهرء تعيه اتهاء مغير وشح 
مشايخها » بحر في العلوم العقلية والنقلية لا سيما المعاني والبيان » أدرك الكبار أمثال 
شيخ الإسلام الباجوري» من مؤلفاته : حاشية على رسالة الباجوري في التوحيد 
وكتابة على تفسير أبي السعودء توفي سنة /79١ه‏ . 
انظر: نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر 4/١(‏ 4) ؛ حلية البشر 051/1 ؛ 
والأعلام .)65/1١‏ 


مه 


سق » فافتئح معه المقدمة الاجرومية بشرح الكفراوي » ختمها في ثمانية 
عشر يومًا» ثم ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل وحاشية السجاعي » فوصل 
قيها إلى حروف الجر. 

ثم ابتدأت الدراسة بالأزهر بعد عيد الفطرء فشرع يقرأ الألفية بشرح 
الأشموني وحاشيته على أستاذ عيّنه له شيخه محمد إمام السقا وهو صديقه 
الشيخ حسن حجازي» فابتدأها من الأول إلى الإضافة واتتهت الدراسة . 

وقرأ مختصر خليل بشرح الدردير وحاشية الدسوقي من أوله إلى آخر 
كتاب النكاحء وهو نصف الكتاب » على الشيخ ياسين الجنديء 
والتفسير وصحيح البخاري ليلا بين العشاءين على علامة الدّيار المصرية 
الشيخ محمد بخيت » وتفسير البيضاوي وموطأ مالك على الشيخ محمد 
السمالوطي بالمشهد الحسينى بعد الفجر» والتهذيب في المنطق للسعد 
التفتازاني بشرح الخبيصي » وحاشية العطار . 

وهو مع ذلك ملازم للحضور على (أستاذه)”' السقا بالمنزل» فقرأ 
عليه أيضًا السلّم بشرح البيجوري» وجوهرة التوحيد بشرح البيجوري 
أيضّاء» وسمع عليه مسند الإمام الشافعي » وثلاثيات البخاري » والأدب 
المفرد له» ومسلسل عاشوراء بشرطهء» والمسلسل بالأولية » وكان 
يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه وشدة حرصه على التعليم » ويقول له : 
«لابد أن يكون والدك رجلا صالحًا للغاية » وهذه بركته معك بلا شك » 


)١(‏ في (« با ): شيخه. 


8ه 


فإنا ما رأينا من ينتقل بهذه السرعة إلى الكتب الكبيرة » فإن الطلبة عندنا لا 
يصلون إلى حضور الأشموني والصّان إلا بعد طلب النحو سبٌّ سنين» 
وقراءة الآجرومية والقطر وغيرهما هراراً» وأنت ارتقيت إليه في مدة ثلاثة 
أشهر: وكان يُذيع: هذا بين العلماء ويذكره لكل داخل عليه منهم وهو 
موجود معه» وكان يقول له أحيانًا لما يرى حرصه على قراءة الكتب التي 
تدرس في أقرب وقت : (إنك تريد أن تشرب العلم لا تطلبه كما يطلبه 
الناس » » حتى قال له يومًا وقد طلب منه أن يقرأ معه الفقه الشافعي : ١‏ إني 
أخاف عليك التخليط من هذا الإكثار وأنت في بداية الطلب» وكيف 
يمكنك الجمع بين (معرفة)'' فروع مذهب مالك ومذهب 
الشافعي ؟ ! ) » ثم أجابه إلى ذلك وقرأ معه شرح التحرير لشيخ الإسلام 
زكريا الأنصاري في الفقه الشافعي » ولم يكمل النصف من قراءة شرح 
الأشموني على الألفية » وهو لم يتم السنتين في طلب العلم حتى حصلت 
له ملكة تامة في علم النحوء وشرع في شرح مطوّل على الآجرومية أكمله 
بعد ذلك شقيقه السيد عبد الله » وكان سمّاه : 9 تشييد المباني لما حوته 
المقدمة الآجرومية من الحقائق والمعاني 4 ولما شرع أخوه المذكور في 
إكماله » وذلك بعد رجوعه إلى طنجة للمرة الأولى » دخل إلى موضعه 
يومًا فوجده قد قام وترك الكراسة التي كان يكتب فيهاء وإذا هو في 
موضع يحكى فيه خلافًا في المسألة » فأخذ القلم وكتب في الموضوع 
كتابة أملاها إملاء ورجح فيها ما ظهر له ترجيحهء فلما قدم أخوه 


)١(‏ ساقطة من ١‏ ب). 


و5 


نمذكور ورأى الكتابة المذكورة» عجب وقال: كأنك نطقت على 
ساني » فإني ما كنت عازمًا إلا على كتابة هذا وترجيح ما رجحت . 

ثم في شهر شعبان من سنة إحدى وأربعين أي بعد قدومه إلى القاهرة 
بسنتين وشهرين أرسل إليه والده يطلب منه الحضور إلى المغرب عاجلا ‏ 
فحضر إلى طنجة في اليوم الثاني والعشرين من شعبان » وبعد الاستراحة 
شرع في تدريس الشمائل بزاوية والده؛ ثم الاجرومية » فبينما هو يومًا في 
درس الأجرومية إذ قدم من يطلبه لوالده » فأمره أن يأمر الفقراء بذكر الاسم 
اللطيف ليخفف الله تعالى عن والدته ما نزل بهاء واتفق أنها تُوفيت في 
اليوم الثاني من ذلك » وكان وهو بمصر يقرأ على الشيخ بخيت صحيح 
البخاري سمعه يقول: (إن علم النحو مشؤوم» ولو أنه منسوب إلى 
نفطويه» أحرقه الله بنصف اسمهء وصيدٌ الباقي صراًا عليه)» وهذه 
المقالة قالها ابن دُريد في نفطويه » لما كان بينهما من التهاجي » فلما وقع 
ذلك تشاءم من النحو وترك الاشتغال به» وأقبل على الحديث . 

واتفق في قدر الله أن في سنة أربع وخمسين وهو بالقاهرة عرض له أن 
يحبي مسائل النحوء فوقع اختياره على مغني اللبيب لابن هشام» فجعل 
منه حصة يطالعها كل ليلةء وشرع في ذلك أول شوال من السنة 
المذكورة » فلم يمض عليه إلا ستة أيام وورد عليه خبر وفاة والدهء فكان 
ذلك من الاتفاق العجيب ! ! 

ثم في هذه القدمة توجه إلى فاس بقصد الزيارة والاجتماع بالعلماءء 
فأدرك بها شيخ الجماعة أبا العباس أحمد بن الخياط » فسمع منه حديث 


15 


الشية القمتاس | «الارنة :والمط اه «المفافخة و الشابكة وأحاواله: 
ثم بفقيه المغرب بل الشمال الإفريقي أبي عيسى المهدى الوزاني » 
فوجده ملازمًا للفراش من مرض موته » وتوفي وهو بفاس أوائل سنة اثنتين 
ثم توجه إلى الجديدة , فأخذ بها عن العلامة المحدث أي عبد الله 


محمد ابن إدريس القادري ١‏ وسمع منه حديث الرحمة واخاق له 


ثم إلى رباط الفتح » وأخذ به عن الشيخ الصوفي المسند فتح الله بن 
أي بكر البناني » وسمع مله المسلسل بالأولية وغيره كبعض مؤلفاته » 
وعلى شيخ علماء الرباط أبي عبدالله محمد المكي البطاوري وأجاز له 
واجتمع بسلا بالمحدث الشيخ عبد الحي الكتاني حيث كان قدمها في 
سياحة » فتذاكر معه في الحديث ولم يستجزه لما كان شائعًا عنه » ثم بعد 
ذلك أجاز له من غير طلب منه على عادته» وكتب له الإجازة على ظهر 
رسالته (إنارة الأغوار والأنجاد»» وبعث بها إليه هدية . 

ثم رجع إلى طنجة ومرض بها مرضة شديدة لازم الفراش فيها نحو 
يه كود وحكم حذاق الأطباء بوفاته (وأنه لد 0 وقال رئيس 
الأطباء وقغذ بطنجة وقد رآه يومًا : إنه لا يعيش أكثر من أربعين أو ستة 
وأربعين ساعة » فلما سمع والده ذلك ضحك وسخر من قوله» وكان من 
قدر الله أن مات ذلك الطبيب بعد أشهرء وعاش هو. 


.) ما بين القوسين ساقط من ( ب‎ )١( 


1 


ثم بعد إبلاله من مرضه رجع مرة ثانية إلى القاهرة » وذلك في ربيع 
لأوى سنة ثلاث وأربعين» فسمع صحيح مسلم على أبي العباس أحمد بن 
نصر العدوى من أوله إلى آخر النكاح » وأوائل ستن أبي داود » وشرع يقرأ 
جمع الجوامع على الشيخ محمد'" شاكر فلم يرقه إلقاؤُه لأنه كان كله 
شتمًا وخخصامًا مع العلماء الأقدمين» ثم انتقل يقرأ شرح الإسنوي على 
منهاج البيضاوي في الأصول على محمود خخطاب الشبكي » فلم يرقه أيضًا 
إلقاؤه لأنه كان بطبئع الإلقاء يمضي الدرس كله فيما لا فائدة قيه» ولا 
يقرر مسألة واحدة كما ينبغي » ثم شرع يقرأ نْب الأصول لشيخ الإسلام 
زكريا الأنصاري على خليل المالكي » فوجده ضعيقًا للغاية» فاعتزل 
دروس الجميع وأقبل على مطالعة (كتب)”” الأصول وحدهء فقرأ إرشاد 
الفحول للشوكاني » ثم انتقل إلى المستصفى للغزال » واعتنى بهذا الأخير 
حش كان يحض جل مستائله» 'لأنه :ميال بطبعه إلى البسط وذكر أدلة 
الأقوال» فاكتفى بذلك عن حضور هذا العلم على أحد من.الناس » وقرأً 
رسالة الوضع على الشيخ حسن حجازي في مجلس واحدء فعرف 
المقصود منه وأحاط به ولم يقرأه بعد ذلك » وشرع في إكمال قراءة 


)١(‏ محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر» من أعلام عصره» تقلد العديد من المناصب 
الإدارية » وناصر الحركة الوطنية أيام سعد زغلول» من مؤلفاته : الإيضاح لمتن 
إيساغوجي في المنطق وله الدروس الأولية وله أيضًا : القول الفصل» وغيرها . توفي 
مه ١ه‏ بالقاهرة . 
انظر : الأعلام الشرقية (؟/6١1)»‏ والأعلام )١55/5(‏ . 

)١١‏ ساقطة من «ب). 


07 


مختصر خليل بشرح الدردير على الشيخ عبد المقصود عبد الخالق من 
كتاب النكاح » حيث انتهى فيه على الشيخ ياسين الجندي » وكان وقهذ 
يقرؤه على كره منه لأن نفسه صارت لا تقبل أن يفهم فرعًا ولا مسألة 
بدون دليلها من الكتاب والسنة . 

واتفق أن قدم القاهرة من المدينة المنورة الشيخ عمر بن حمدان 
المحرسي » وكان له معرفة أكيدة بوالده أيام حجه» فلازمه مدة إقامته 
بالقاهرة وهي ثلاثة أشهر» فسمع عليه صحيح البخاري والجزء الأول من 
المستدرك وبعض الأذكار للنووي » وقرأ عليه عقود الجمان في البلاغة 
للحافظ السيوطي» وسمع منه حديث الرحمة بشرطه وكثيرًا من 
المسلسلات وأوائل سنبل وغيرها وانتفع بهء ثم ذكر له يومًا أنه لا يُقبل 
على الفروع بغير معرفة أدلتها » وكتب المالكية خالية من ذلك » فقال له : 
إذا أردت ذلك فعليك بقراءة كتب الشافعية » فإنها حتى الصغير منها 
تتعرض لدليل كل مسألة » وأقربها وأصغرها شرح التحرير لشيخ الإسلام 
زكريا الأنصاري » فبمجرد ما سمع ذلك منه اشترى الكتاب في الحال 
وذهب إلى شيخه السقا الشافعي فطلب منه أن يقرأه معه؛ فلما وجد فيه 
ما يحب انتقل إلى مذهب الشافعي . 


وصار يحضر (في الأزصى)”" شرح المنهج لزكريا الأنصاري أيضًا 
بحاشية البجرمي على الشيخ محمد البحيري » وشرح الخطيب على متن 
أبي شجاع على شيخ الشافعية الشيخ محمد بن سالم الشرقاوي المعروف 


.) ب١ ساقطة من‎ )١( 


15 


ب.نجدي » ثم في تلك المدة طبع شرح المهذب للنووي » فاعتنى به وأقبل 
بكنيته عليه» وحفظ متن الزبد لابن رسلان في الفقه الشافعي » وطالع 
شرحه للفشني والرملي . 

ولما علم والده بانتقاله إلى مذهب الشافعي فرح له كثيراً وحثّه على 
الاعتناء به وأثنى له عليه من جهة اعتناء أهله بالدليل وعملهم بالسنة 
وميلهم إليها غالبَاء ولفضل الإمام الشافعي القرشي يْه» وأمره مع ذلك 
أن لا يقطع صلته بمذهب مالك وأثتى عليه أيضًا من جهة كونه مذهب 
أهل المدينة وعالمهاء ورغبه في الاشتغال ببقية المذاهب حضورًا 
ومطالعة . 

وكان هو قبل انتقاله إلى مذهب الشافعي بنحو العامين رأى كأن 
الإمام الشافعي دَبْهِ قدم إلى طنجة لزيارة شيخه الإمام مالك » وأول ما نزل 
بها توجه إلى محكمة القاضي وصلَّى بها ركعتين ثم قصد دار شيخه مالك 
- رحمه الله - وكأنه هو والد المترجم » فظهر مصداق هذه الرؤيا بانتقاله 
إلى -مذهيه:. 

ثم أقبل على السماع من الشيوخ واستجازتهم » فسمع من الشيخ طه 
الشعبيني البعض من صحيح مسلم وشمائل الترمذي والمعجم الصغير 
للطبراني » وعلى أبي الفضل أحمد رافع الطهطاوي بعد المسلسل بالأولية 
بعض سنن الدارقطني ومسند الشهاب للقضاعي وثبته الكبير في مجلدين 
المسمى : إرشاد المستفيد إلى يبان وتحرير الأسانيدء ولازمه مدة» ثم 
على جماعة سيأتي ذكرهم. 


وانقطع في منزله لمطالعة كتب الحديث » وشرع في التخريج الثاني 
لمتن الشهاب للقضاعي الذي سمّاه : « فتح الوهّاب ») » وأعدّ له عدته التي 
منها مسند الشهاب للقضاعي نفسه ومجمع الزوائد » وقد استنسخه من 
دار الكتب المصرية بما يزيد على ثلاثين جنيهًا » وذلك قبل طبعه » فانتفع 
به غاية » واطلع منه على كثير من المتون الحديثية . 

وكان يتردد عليه للزيارة بعض علماء الأزهر فطليوا منه أن يقرأ معهم 
سردًا فتح الباري على صحيح البخاري ليبحثوا معه في الفوائد الحديثية 
اق العطع من يعرتها. ابعص ر ٠»‏ فشرع ديع الي ادللتد .وهم الشمخ 
محمد بن عبد السلام القباني والشيخ عبد السلام غنيم الدمياطي والشيخ 
موسى الصومالي والشيخ العربي العلوي المدني » ثم طلب منه الشيخ 
عبد المعطي السقا أن يقرأ معهم أيضًا تدريب الراوي» قال : لأن هذا الفن 
لم نجد من نأحذه عنهء وقد رأينا منك براعة وفهمًا لهذا الفن. 

ثم وهو يشتغل بتخريج أحاديث الشهاب توقف في حديث: ( من 
كانت له سريرة صالحة أو سيئقة نشر الله عليه رداءٌ منها يُعرف به)» فلم 
يقف له على مخرج غير القضاعي » وكان رأى في أسماء مؤلفات سيدي 
محمد بن جعفر الكتاني أن من جملتها تخريج أحاديث الشهاب » فشدّ 
الرحلة إليه إلى دمشق لزيارته والأخذ عنه وسؤاله عمن خبج هذا 
الحديث » فتوجه إلى الشام في أوائل المحرم سنة أربع وأربعين» وأقام 
بدمشق نحو شهرين استجاز فيها جميع علمائهاء وحضر درس الكتاني 
في الجامع الأمري أوائل شهر ربيع النبوي في همزية البوصيري » وسمع 
منه الأوائل العجلونية » ومسلسلات عقيلة بأعمالهاء وكثيرًا من كتابه في 


عم “اللتشدى وغين ذلك توساله اغن «الحديث. المل كور -فأحصضر 
تخريجه وإذا هو لم يكتب منه إلا نحو الثلث ولم يكمل الباقي » إلا أن 
حديث المذكور كان في الثلث الأول » وإذا هو قد عزاه نقلا من الجامع 
كبير إلى مسند أحمد وحلية أبي نعيم من حديث عثمان» فلما خرج من 
عنده طلب مسند أحمد من بعض أنجاله » فقرأ منه مسند عتمان فلم يجد 
سحديث فيه » ثم رجع إليه فأخبره بأنه غير موجود في المسند» فسكت 
سكونًا جزليًا» ثم بعد ذلك في اليوم الثاني لما رجع إليه قال له: صدقت 
فإني لما خرجت من عندي قرأت مسند عثمان من مسند أحمد بن حنبل 
فلم أجد الحديث فيه» ولكني قلدثٌ في العرُو رموز الجامع الكبير. 

ثم توجه إلى بيروت »؛ فأخذ عمن وجد بها من العلماء؛ ثم توجه إلى 
بيت المقدس ثم إلى الخليل لزيارة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف 
عليهم الصلاة والسلام» ومرّ في طريقه على بيت لحمء وزار محل مولد 
عيسى عليه السلام » ولم يجد بالمقدس ولا بالخليل عالمًا يؤخذ عنه. 

ثم رجع إلى القاهرة وأكبٌ على الحديث وانقطع للاشتغال به» فكان 
لا ينام الليل كله ولا يضع جنبه على الأرض إلا بعد طلوع الشمس» ولا 
يخرج من المنزل إلا لصلاة الجمعة ثم يرجع . 

واستمر على هذا نحو عامين إلى أن قدم والده إلى القاهرة في 
(أوائل) ' شوال من سنة أربع وأربعين لحضور مؤتمر الخلافة الذي دُعى 


. في لب ): « أواخر)‎ )١( 


117 


إليه من علماء الأزهر» فذهب معه أيضًا إلى الشام لزيارة سيدي محمد بن 
جعفرء وكان وقتكذ انتقل إلى بيروت لكثرة الفتن بدمشق» فزاره بهاء 
وهناك قال الكتاني لوالده : إن فلاثًا ترك مذهب أهل بلده وانتقل إلى 
مذهب الشافعي » فقال له : كلهم على هدى من ربهم » وهو حر له أن 
يختار ما شاءء قال : فنعم إِذَا . 

ثم رجعا إلى القاهرةء فلما أراد والده الرجوع إلى المغرب رجع 
معهء وذلك في محرم سنة خمس وأربعين» وأقبل على الاشتغال 
بالحديث حفظًا ومطالعة وتصنيقّاء وبحث عن كتب المالكية التي 
يذكر فيها الدليل» فأخبره والده بأن البيان والتحصيل لابن رشد يذكر 
تعليل الفروع وأدلتهاء وأنه موجود عند أولاد ابن صالح بقبيلة بني رزين 
الغمارية » فشدٌّ الرحلة إلى غمارة لزيارة أضرحة أسلافه وإعارة هذا 
الكتاب» فوجد يد الضياع والإهمال قد (سطت)'” على نسخته 
الأندلسية العتيقة المجزأة على اثني عشر مجلدّاء ولم يبق منها إلا 
مجلدان . 

فلما أعياه الوقوف على كتاب مستوف لمرغوبه من ذكر الفروع 
بأدلتها » شرع في وضع كتاب على رسالة ابن أبي زيد القيرواني يذكر فيه 
لكل مسألة أدلتها من الكتاب والسنة والقياس » سمّاه : « تخريج الدلائل 
لتاقي رسالة القيزواني. من التروع والمسلائل 16 لفكتن :من مجلذا إلى 
كتاب التكاح» ثم عَدَلَ عن التطويل فشرع في آخر مختصر يذكر فيه 


. في ( ب »: بسطت‎ )١( 


58 


كر مسألة حديئًا أو حديثين» فأتمه في مجلد وسمّاه : « مسالك الدلالة 
عبى مسائل الرسالة ) . 

وشرع في تخريج أحاديث بداية المجتهد » سمّاه : « هداية الرشد ) 2 
فكتب منه مجلدًا إلى العيدين» وافتتح يقرأ بالزاوية منتقى الأخبار لابن 
تيمية بشرحه نيل الأوطار للشوكاني» وأملى ليلة المولد النبوي مجلسًا 
أبهر عقول الحاضرين إذ دام يملي فيه أربع ساعات أو نحوها . 

ثم رحل مرة ثالثة إلى القاهرة بقصد الحصول على الكتب 
المخطوطة: وأخذ معه أخويه عبد الله والزمرمي بقصد طلب العلم 
فتوجه في العشرين من شعبان سنة تسع وأربعين» وأقام بها إلى سنة أريع 
وخمسين» فحصل له بها اشتهار كبير (بين أهلها من علماء الأزهر 
وغيرهم)” ' . وقصدوه من جميع الطبقات للاستفادة منه في الحديث وسؤاله 
عما أعوزهم معرفته منه» بل كان يتردد إليه في ذلك كبار العلماء كالشيخ 
بخيت والسيد أحمد رافع والشيخ يوسف الدجوي والخضر بن الحسين 
التونسي وعبد المعطي السقا وعلي سرور ويوسف الشبرانجومي وغيرهم . 

واشتهر بين الكتبية بمعرفة الكتب النافعة » فكان يرشدهم إلى طبع 
نفائس الكتب فيقبلون إشارته» وبذلك سعى في طبع نفائس الكتب 
كالحلية 5 نعيم ومجمع الزوائد وقواعد العز بن عبد السلام وفضائل 
القرآن للقرطبي وغيرها . 


. العبارة ما بين القوسين في « ب» : بين العلماء من أهل الأزهر وغيرهم‎ )١( 


1 


وطلبه بعض طلبة الأزهر وغيرهم في قراءة الحديث » (فشرع)'” يقرأ 
في الأزهر نيل الأوطار للشوكاني ومقدمة علوم الحديث لابن الصلاح 
حتى خخحتمهاء وختم النخبة للحافظ . 

وشرع في الإملاء بالمشهد الحسيني يوم الجمعة عقب الصلاة» 
فأملى مجالس أربت على أمالي المتقدمين لأن كل مجلس منها كان 
يشتمل على سبعين أو ثمانين حديثًا في نحو كراسة من القطع الكبير» 
وليس في أمالي المتقدمين ما كان يبلغ ذلك . 

ولما كان يقرأ مقدمة ابن الصلاح» وبلغ إلى مبحث المضطرب انجدٌ 
الكلام إلى حديث البسملة وقراءتها في الصلاة ومذهب مالك في ذلك 
وفي مسائل خالف فيها السنة بدون أي مستند» كوضع اليمين على 
الشمال في الصلاة » فبِلْ بعض الطلبة كلامه إلى حبيب الله الشنقيطي” , 
فقال لهم : لا شيء من هذا واقع» وإنما هو لا يعرف مذهب مالك » ومن 
أرد معرفة الحق في هذه المسألة فليقرأ كتاب أخي محمد الخضر ( إبرام 
النتقض ) » فلما أخبروه بمقالته شرع يرد ما في الرسالة المذكورة ويبين 


01١‏ في «وب): فجعل. 

)١(‏ محمد الخضر بن مايابي الجكني الشنقيطي » (شقيق المحدث محمد حبيب الله 
الشنقيطي)» كان من المشتغلين بالعلم والحديث» وهو الذي لأجله ألّف ابن 
الصديق كتابه الحجة المسمى : ١‏ المثنونى والبثّار) . 
توفي بالمدينة المنورة 02 | 
انظر : الأعلام الشرقية )785/١(‏ . 


أغلاطها وأخطاء صاحبها فى مزاعمه,» فكتب كتابه ( المثنونى والبتّار» ) 
حدر ابد 


محمود الخفاجي » فسمع منه حديث الرحمة بشرطه» وأجاز له» وتدبّج 
وجاءه سؤال من والده عن خحذيث +2 آنا مدينة العلم وعلىٌ بابها ) , 
فألف كتابه : «فتح الملك العلى فى صحة حديث باب مدينة العلم 
على » » ثم ألف مؤلفات أخرى في هذه المدة أيضًا . 
والده في ذلك فأجابه بقوله : لابد أن ترجع إلى المغرب وينتفع الناس 
بعلومك ومعارفك » إلا أنه لم يعين له وقت الرجوع . 
فلما كان سوال سنة أربع وخمسين جاءه خبر وفاة والده. فاضطر إلى 
الرجوع وهو عازم على أن يقضي ما يجب من أمر العائلة » ثم يرجع إلى 
الإقامة بمصر. 


0 
2 
. 
و 
3 


2 
7 
7 


اا 


فصل 
[عودته إلى المغرب بعد وفاة والده] 


ولما قدم إلى المغرب كان أول ما عمل أن هدم زاوية أبيه التي دفن 
فيها وجدّد بناءها » وأدخل فيها بينَا كان ملاصمًا لهاء وبنى على والده قبة 
عظيمة » وجعل بأعلى الزاوية غرقًا عديدة للفقراء والضيوف » واشترى بعد 
ذلك دارًا كييرة وأدخلها في الزاوية أُيضّاء وجعل لها بايًا آخر شارعًا إلى 
جهة أخرى . 

وأقبل على الاشتغال بالسنة والدعوة إليها ونبذ التقليد للمذهب فيما 
خالف فيه الدليل» وصار يدعو إلى ذلك في المجالس والمحافل بالقول 
والفعل مع الدليل وإقامة البرهان على ذلك أصولا وفروعّاء فدخحل في 
الحق أقوام أراد الله هدايتهم وفتح بصيرتهم » فنفعهم الله بما سمعوا منهء 
وأمر الفقراء بكثير من مسائل السنة التي خالف المالكية فيها صريح 
الدليل» وألّف بسبب ذلك عدة مؤلفات » وأمر بذكر السيادة عند اسم 
النبي َك في الآذان» وألّف في ذلك كتابًا حاز إعجاب العلماء بالمشرق 
والمغرب سمّاه : 9 تشنيف الأذان» . 

وحضر جنازة بعض الأشراف الورانيين من المشهورين بالفضل في 
الدين» فتقدم للصلاة عليه وكان حاضًا قاضي البلد وعلماوها وعدولها , 
فكثر عليه سبعًا عملاً بالسنة في ذلك » فلما سلَّم أرسل إليه القاضي (بعض 


75 


عدوله)”' يسعله عن هذاء فقال له : إنها السنةء فتمال : أفي مذهبنا أم 
خارجه ؟ فقال له: نحن لا نعرف داخلاً ولا خارججاء وإنما هي سنة 
رسول الله يل » فأكثر الناس من القيل والقال» فمن قائل : هذه صلاة 
العيد لا صلاة الجنازة » ومن قائل : إن هذا ما سُمع به ولا هو من الدين» 
حتى قال بعض علمائهم : إن هذا بلد تجب الهجرة منه» فلما بلغه ذلك 
وكان وقكذ يقرأ سئن الترمذي بالجامع الكبير تعرض في اليوم التالي 
للمسألة وأملى فيها مجلسًا أبهر عقولهم » وسمعوا ما لم يكن خطر لهم 
ببال» وألّف في ذلك (جزئً)”” سمّاه : « الإجازة للتكبيرات السبع على 
الجنازة ) . 


وحجٌ سنة ست وخحمسين» ركب في الطائرة إلى القاهرة » ثم ركب 
من السويس في البحر إلى جدة » فَأَدّى فريضة الحج . وأخذ عن جماعة 
من علماء الحرمين والواردين عليهاء واجتمع بملك الحجاز عبد العزيز أل 
سعود النجدي القرني وأعطاه سيارة خاصة ذهب فيها إلى المدنية المنورة . 

ولما رجع قصد (زيارة)”” اليمن لزيارة من به من العلماء والأأحذ عنهم 
والوقوف على ما يمكن الوقوف عليه من نفائس كتب الحديث ولا سيما 
مصنف عبد الرزاق » لأنه كان متشوقًا إلى معرفة سند الحديث الذي يُعزى 
هه ونور معد ريه نهار :ل ول فى :النه تون ميلك نيا جايوواء 


(؟) في « ب »: كتابًا . 
(5) ساقطة من (ب). 


فى 


فلما وصل إلى مدينة عدن ونزل على الشريف الدّبّاع در من 
الدخول إلى داخل اليمن في ذلك الإبّان لشدة الحر الذي لا يحتمله بدنه 
مع عدم توفر أسباب الراحة في التنقل لقلة الأطمبلات وعدم تعبييد 
الطرق » فرجع إلى المغرب . 

ثم حصل له ما حمله على الرجوع إلى المدينة المنورة بعد ستة أشهر 
وذلك آخر رجب سنة سبع وخمسين لزيارة النبي يَلِيةٍ خاصة» ولما نزل 
بجدة اعتمر منها » ثم بعد التحلل من العمرة المذكورة اعتمر أيضًا عمرتين 
إحداهما من التنعيم والأخرى من الجعرانة كما اعتمر النبي تَكِيدٍ منهماء 
بمعية شيخه الشيخ عمر حمدان وبعض أفاضل الحجازيين» ثم توجه إلى 
المدينة فأقام بها ثمانية أيام سمع-فيها مسلسلات عقيلة بأعمالها على 
الشيخ عمر حمدان » وكان سمع عليه الكثير منها بمصر سابقّاء وسمع 
منه المسلسل بالدعاء عند الملتزم وهما واقفان به» وحصل وصف 
التسلسل في الدعاء وهو يرجو أن يحصل في الإجابة . 

ثم رجع إلى المغرب فوصله في ثامن من رمضان » ثم حج حجة ثانية 
سنة سبع وستين » كان السبب الباعث إليها أنه في حجته السابقة كان في 
رفقة الشيخ إبراهيم الفاسي حفيد الشيخ محمد بن مسعود الولي الشهير» 
وهم مالكية » ولما كان في رفقتهم لم يجد بدا من مساعدتهم » وهم نزلوا 
بالمزدلفة إلى منتصف الليل ثم ارتحلوا إلى منى » فلم يصلّ الصبح ولا 
وقَفَ بعده بالمزدلفة » وذلك فرض واجب خلاف ما ذهب إليه المالكية ع 
فرجع لتصحيح حجته بالمبيت بمزدلفة . 


7: 


وكان ذهب في الطائرة من المغرب إلى الحجاز» ثم يسر الله له في 
حجات مع الرابعة التي حجها وهو صغير دوف بلوغ مع والده . 


فصل 
[تاريخه في مواجهة الاحتلال] 


ولما وصله خبر وفاة والده وهو بالقاهرة وأراد الرجوع إلى المغرب 
عزم على أنه يرجع لقضاء أمور ثم يعود إلى القاهرة فيتخذها مسكنًا: 
وتلك الأمور هي النظر في أمر العائلة » ثم تأليف كتاب في ترجمة والده؛ 
وبناء قبة عليه قيامًا بواجب حقوقه عليه» ثم السعي فيما كان يسعى فيه 
والده من تحرير المغرب ومحارية الاستعمار ونصرة الدين من الطريق 
المشروعة والمعقولة وهي مقابلة العدو بالقوة التي لا طريق لنيل الاستقلال 
ونصرة الدين إلا بها . 

فلما رجع إلى المغرب بنى الزاوية على طريقة جديدة» وعمل على 
والده قبة كما كان يؤمل » وشرع في جمع ترجمة لوالده فكتبها في مجلد 
ضخم للغاية سمّاه ( سبحة العقيق 0" » ثم اختصره في آخر سمّاه « التصور 
والتصديق ) وهو المطبوع المتداول . 

ثم توجه للأمر الآخر وصار يسعى فيه جهده ويحرك همم المغارية له » 
واتفق أنه في السنة الأولى من رجوعه وهي سنة خمس وحمسين حصلت 
الحرب الأهلية الإسبانية بين حكومة الشيوعية وبين القائم عليها فرانكو 
الفاشستي » فرأى أن وجود الفتنة بينهم من الأسباب المعينة على ذلك » 


. مخطوطء بالخزانة العامة بتطوان‎ )١1١ 


1لا 


واتفق أن نائب فرانكو بالمغرب أرسل إليه يخطب ودّه وصداقته ويذكر له 
أنه حينما يتم النصر لفرنكو سيعطون الاستقلال للمغرب » فرآها فرصة أمل 
أن يحصل من وراءها على نتيجة . 

ثم بعد مدة طلب منه النائب المذكور أن يتوجه إلى إسبانيا لمقابلة 
فرانكو» فتوجه ومعه وفد من أعيانها فقابله معهم بمديئة طلمنكه» إذ كان 
لم يحتل مدريد بعد وكانت لا تزال 5 يد الحكومة الشيوعية » فلما 
خرج الوفد تأخر هو معه وقال له: نريد منك المساعدة على تحرير 
المغرب ونيل استقلاله » فوعده بذلك عندما يتم له النصر ويستقل بالامرء 
وأعطاه أطمبيلاً فخمًا هدية » ثم رجع إلى المغرب وصار يبحث عن كيفية 
الوصول إلى الغرض » فصار أعداوه من الجواسيس الحسدة يبلغون إلى 
نائبه بتطوان عزمه على القيام وسعيه في قلب البلاد عليه » فصار يحتاط منه 
ويظهر له التضجرء ولا يقابله كما كان يفعل من ذي قبل » إلى أن صارحه 
مرة بقوله : إن الحكومة لا ثقة لها فيك » وإنه يبلغها عنك أمور قبيحة» ثم 
صار يتظاهر في المغرب بخلاف ما كان يعد به. 

فلما أيس من تلك الجهة اتصل بالجهة المقابلة لها وهي الحكومة 
الشيوعية» وطلب منهم المساعدة لمحاربة فرنكوء على أساس أنه 
بمحاربته في المغرب الذي هو مادته وبخذلانه فيه يتتصرون عليه في 
إسبانيا بلدهم» ويعود الحكم إليهم» ولكن بشرط أن يستقل المغرب 
ويقطعوا نظرهم عنه» فأجابوه إلى ذلك وهو يعلم أنهم كاذبون» وإنما 
يريدون من يساعدهم حتى ينتصرواء وهو أيضًا يضمر خلاف ذلك ويريد 
التوصل بالقوة والمادة» فاتفقوا أن ينزلوا له جملة من الأسلحة مبدئيًا في 


ا 


شاطئ بحر طنجة» وعندما ينشب الحرب ويؤخذ محل (حر) ' يكون 
على شاطئ البحر يأتون بالمدد الأعظم . 
فأخذ تلك الأسلحة وأنزلها في بستان بجبل طنجة أَعدَّه لذلك » وصار 
يجمع الناس بعد أن تكلم مع زعماء القبائل الغمارية وأنجرة وغيرها على 
القيام بالجهاد , وأن السلاح سيصلهم على يد أولقك الذين جمعهم من 
طنحة )ع وضرب لذلك وعدا : 
وبقي مدة شهرين وهو يكسو هؤلاء الناس ويعطيهم الاموال ويزيح 
عللهم ‏ وفيهم جماعة يذهبون كل يوم إلى الإسيان ويعرفونهم بذلك » إلى 
أن كان اليوم الذي وقع فيه إخراج تلك الأسلحة»ء وكان الحاكم الإسباني 
على علم بالوقت والجهة التي ستخرج منها العربات الحاملة للرجال 
العشباء يضلدة > فكيين العريانت وعد ما فها من الأسلحة؛. والقى: القبفن 
على الرجال وهم لا يزالون في أطراف المدينة » وفي الصباح أخذوا إلى 
م : اا )اي الى ١‏ 
المحكمة الدولية بطنجة (فأخبر و0 أنهم. أخرجوا السلاح من البستان 
الفلاني الذي يسكنه فلانء وأنّا أمرنا أن تبلغه إلى رجال بأطراف القبيلة 
الأنجرية وأطراف القبيلة الغربية » فطلع البوليس إلى البستان المذكورء 
وبحثوا فيه عن الأشلحة : فلم يجدوا شيئًا » وكانت البقية عنده مدفونة 


تحت الارض . 


)١(‏ في (ب): ممر. 
(5) في ١‏ ب2: فأقروا . 


74 


ولما لم يجدوا حجة عليه لم يكلموه ولا أرسلوا يسألونه عن شيءء 
لأن الئاس المقبوض عليهم كلهم اعترفوا بأنه لم يدفع لهم سلاحًا وإنما 
الذي تولى ذلك هو فلان لرجل كان كلّفه بذلك ومعه فلان وفلان » فوقع 
البحث عنهم » وكان هو أخفاهم في منزل أعدّه لذلك؛ وحكموا على 
(المقبوض عليهم)'' بمدد (من السجن)"' تتراوح بين السنة والعشرة 
أشهر » فلما رأى ما حصل من المغاربة من الخيانة توجه إلى المدينة 
المنورة بقصد الزيارة والشكوى إلى النبي يلد من المغاربة » فتوجه في 
أواخر رجب وعاد في ثامن رمضان » وبقي البحث عن أولئك الثلاثة أزيد 
من ثلاثة أشهرء والجواسيس من الرجال والنساء تتوارد على المنزل 
والزاوية ويتلوٌنون بكل لون ويسلكون في ذلك كل المسالك» إلى أن 
أعياهم أمرهم فسكتواء فلما رأى ذلك أخفاهم في ملابس النساء 
و(سمّر)”” بعضهم في البحر وبعضهم في البر إلى داخلية المغرب . 

ولزم بيته وأقبل على شأنه من الاشتغال بالعلم » ثم بعد نحو سنة وقد 
استولى فرتكو على إسبانيا بأسرهاء وصار هو حاكمها بدون منازع 
اتصلت به جماعة من أنصار سلطان إسبانيا الذي كانت الحكومة 
الشيوعية انتزعت الملك من يدهء وطلبوا منه المعونة والمساعدة ليرجع 
الملك إلى ملكه ويعود الحكم إلى نصابه؛ فأجابهم إلى ذلك بشرط أن 


. في « ب ): المقبوضين‎ )١( 
ساقطة من «أ).‎ 2) 


(5) في وب 6: وسافر. 


"ث2 


يستقل المغرب » فوعدوا بذلك » وطليوا منه أن يسافر إلى سويسرا لمقابلة 
السلطان الفونصو نفسه بها وربط العقد. معه على ذلك » فأجابهم إليه . 

ثم ذهبوا على أن يعودوا إليه » فكان من بين تلك الجماعة رجل خائن 
بلّعْ لحكومة فرنكو ما هم عازمون عليه فألقي القبض على بعضهم 
وهرب البعض . 

ثم اتصل بنائب دولة إيطاليا التي كانت طامعة في احتلال الشمال 
الإفريقي كله ؛ فطلب منه المساعدة » فأجاب إلى ذلك بعد المفاهمة مع 
دولته » ووعد بأن ذلك يكون عند نشوب الحرب التي كانت أماراتها 
ظاهرة» ثم اتصل يبعض نواب ألمانيا فتخابر مع دولته ثم أجابه بأنها 
مفو زذالف: قرو مسر دا قله نقحت محرت عاد ]ليه للف اناك 
وقال : هذا وقت العمل » ونحن سنحضر خمسين ألف بندقية ومليونين من 
الخرطوش » فصار يفكر في كيفية حيازة ذلك وِيُعَدٌ له عدته . 

ثم إن ذلك النائب اتصل أيضًا ببعض العصريين من أهل تطوان 
وأخبرهم بالأمرء فحذروه منه وقالوا له : إنه لا يَصْدّقُ معكم ولا يوفي بما 
تريدونه منه في كلام حملهم عليه الحسد من جهة والبغض والخلاف 
الديني من جهة» لأنهم يعلمون أنه ضدهم وعلى خلاف منهجهم » فهم 
يريدون التفرنج والقضاء على الدين» وهو يريد إحياء الدين والقضاء على 
التفرنج الذي هم دعاته» فصرف الألمان نظرهم عنهء فلما رأى ذلك 
تكلم مع نائب دولة الإنجليز» فوجد منهم برودًا » وقالوا له: نحن صرفنا 
نظرنا عن المغرب كله سواء المنطقة الفرنسية أو الإسبانية باتفاق دولي . 


ل 


هذا والحرب في أوروبا قائمة على ساق » فبينما هو ذات يوه وعم ذ 
جاءه رجل من السفارة الأمريكية يقول : إن بعض رجال الدولة الأمريكية 
يريدون زيارتك » فقال له: لا مانع » فجاء إليه رجلان ومعهم ذلك 
المترجم » فطليا منه أن يساعدهم على أعمال في المنطقة الإسبانية وإنهم 
مستعدون لدفع الأسلحة من دبابات ومدافع وغيرهاء يسلمونها على 
حدود المنطقة الفرنسية » فأجابهم إلى ذلك » وشرع في العمل » وأرسل 
يكلم زعماء القبائل , وصار في الانتظار نحو سنة » وكان الاتفاق على أن 
المنطقة تستقل ويكون عليها نظر السلطان وهو نائبه » فقبل ذلك ريئما 
بيسر الله الحصول على العدة » إلى أن قالوا له يومًا : أَعلم الناس ليكونوا 
على أهبةٍ بعد أربعة أيام أو خمسة » والعلامة أنهم سيرؤن بالليل طائرة مارّة 
بتلك الجبال لها نور أحمر من أسفل» فإذا رأؤها فليذهبوا إلى الحدود 
ليتسلموا الأسلحة » فأرسل إليهم » فبقؤا في الانتظار عدة ليالٍ» فلم يروا 
شيئًاء فلما ذكر لهم ذلك أجابوا بأنهم كانوا يظنون أن فرنكو سهدحل 
الألمان إلى المغرب » فأرادوا سبقه ومبادرتهم إليه» فلما علموا بأن الأمر 
على خلاف ذلك عدلوا عنهء قالوا : إسبانيا دولة مسكينة فلا حاجة إلى 
إذايتهاء فتحقق أن الكفر ملة واحدة وأن الأوربيين لا يخدمون إلا 
مصالحهم . 

ثم انتهت الحرب وشرعت حكومة فرنك اللعين في المغرب في تنفيذ 
الخطة المتفق عليها بينهم من القضاء على الإسلام والمسلمين» إلا أنه 
أراد عدو الله أن يطوي المسافة» فأظهر من الظلم والجور والعسف 
والتضييق ما يضيق عن نطاق الحصر ويعجز القلم عن عده. حتى افتقر 


م١‎ 


الناس وجاعوا وتعرواء وصاروا يهاجرون من أوطانهم أفواجا أفواجا » وهو 
يأتي في كل شهر بالآلاف من الإسبانيين ليحلوا محلهم » وسدّ في وجوه 
الناس الأعمال والتجارات ومنعوهم من ذلك إلا من كان له دكان مفتوح 
قبل ذلك » ومن أراد فتحه من جديد مُنع إلا من بيع الشيء التافه كالخضر 
في الشوارع » وكثر قتل الأنفس وإزهاق الأرواح كل يوم على الحدود من 
الناس الذين يريدون الدخول بشيء من الزيت أو السكر أو نحوهما من 
الضروريات » فمن أدرك سُلب البضاعة والأموال» ومن هرب ضربه 
البوليس فقتلوه » وصار هذا يزداد ويتفاحش أمره . 

ثم إن بعض الخونة من أصدقائه ومن كان يُظهر له المحبة الخالصة 
منذ أزمان اطلع على أسماء أولئك الرجال الذين كانوا معه في القضية 
الأخيرة ذهب إلى الإسبان وأطلعهم على ذلك طمعًا في نفع مادي» فلما 
علم الإسبان ذلك وكانت المدة قد طالت صاروا يعملون الأسباب لإلقاء 
القبض على أولئك الأشخاص » فقبضوا منهم جماعة ؛ ثم دسُّوا إلى بعض 
أبناء عمه عسكريًا لهمء فجاء إليه وإلى بعض أبناء عمه عسكريًا لهم » 
فجاء إليه وإلى بعض أصحابه وقال لهم : أنا تحت يدي خزانة السلاح في 
القشلات” ع فإذا أردتم السلاح لنقوم وأنا معكم فعلتٌ » ففرحوا بكلامه 
واغتروا بهء فأرسله الإسبان يبعض الأسلحة وأرسلوا خلفه جماعة من 
البوليس » فلما دخل إليهم ودفع لهم ذلك كبس البوليس المحل وأخذوهم 
والسلاح » ثم صاروا يلقون القبض على إخوانه وأبناء عمه وإخوان أولئك 


7م 


الأصدقاء وأبناء عمهم بتطوان وشفشاون وغمارةء وصاروا يضربونهم 
حتى مات منهم اثنان تحت الضرب والسياط» ومنهم من صرب ألف 
سوطء حتى كانت الدماء تسيل من تحته كالمياه» وحتى فرشوا النخالة 
والنجارة تحته وقاية من تلك الدماء. وبقي في المستشفى يعالج سبعة 
أشهر حتى رجعت إليه صحتهء ثم رُجٌّ به في السجون» وهو ابن عمه 
الشقيق وصهره على أخته . 

ثم إن بعض أولئك المتهمين وهو الخائن المشؤوم المسمى مُفَصّل 
ابنينو جاء البوليس لإلقاء القبض عليه» فصادفوه في مزرعته » فلما رأهم 
مقبلين من بعيد هرب إلى أن قدم طنجة ونزل عليه وصار يدعوه إلى القيام 
والانتقام وإيقاف الإسبان عند حدهء وكانت بقيت تحت يده بقية من 
الأسليخة )نوق له أمرالتعال يزقال للع يمكنا أن نذا يعفر أن عدمينة 
عشر وكل يوم ينضم الناس إلينا لأن الروح بلغت منا الحناجرء فبقي 
يوسوس له في هذا سنة كاملة وهو ضيف عنده في بيته» ثم صار يجمع 
الناس ليخرجوا بالسلاح إلى القبائل التي أهلها هم يقومون بالقتال لأنهم 
ممنوعون أن يفارقوا ييوتهم فضلاً أن يقدموا إلى طنجة » فلما حضر بعض 
الناس هرايًا من أوطانهم من جهات بعيدة وأخرج السلاح وأعد لهم ما 
يحتاجونه وأزاح عللهم بديون استدانهاء صار ابنينو الخائن يثبط عزمهم 
خفية منه ويعظم لهم الأمرء واتضح أنه كان يقول ذلك كذيًا لظنه أنه لا 
يفعل وأنه ليس عنده أسلحة وإنما يقول له ذلك يرغٌبه في ضياقته وإكرامه . 


ولكن جماعة أصروا على الخروج وقالوا : لم يبق لنا محل نرجع إليه 
لأننا إذا رجعنا فالسجن والعذاب محقق » فأمرهم بالخروج » وخرجوا على 


م 


ثلاثة أقسام من ثلاث جهات ء وكان في القسم الذي خرج من الجهة 
الأنجرية خائن من أصدقاء قائدهاء فذهب إليه وأخبره ودبّر معه حيلة ) 
فبينما الجماعة الخارجون في غابة يأكلون إذ كبسهم البوليس وأحاطوا 
بهم فأخذوهم فاعترفوا يأنه الذي أرسلهم ودفع إليهم السلاح في بيته 
وذكروا صفة البيت وسمُوا جميع من كان معهم وهم نحو الأربعين 
حل 

واختلفت الجماعة الأخرى التي خرجت من ناحية بني مصور حيث 
لم يسمعوا أثرًا لخروج أولئك » واحتاروا فيما يصنعون » فوضعوا السلاح 
في غابات » ورجعوا للسؤال عن الحال» ولما اعترف أولئك بأسماء من 

معهم أخحذوهم إلى تطوان بأسلحتهم . 

ورفعت إسبانيا دعوة في المحكمة الدولية بطنجة » وطلبت أن يذهب 
نائب عنها إلى تطوان ليسمع الاعتراف من أولئك المقبوض عليهم » 
فذهب وعاين السلاح وسمع منهم وأتى بتقرير ضاف » ثم صار يلقي 
القبض على أولئك الأشخاص حتى استوفى جمعيهم إلا من نسوه ولم 
يذكروه لهم ء ثم طلبوا منه أن يخبرهم عن القضية فأنكر وقال لهم : إذا 
أردتم بحث منزلي فلا مانعء فحضر البوليس معهم القواد واستمروا 
يبحثون منزله من شروق الشمس إلى الزوال » فلم يعثروا فيه على شيء . 

ثم جاء إليه بعض الخونة ممن كان يثق به أيضًا وهو من أصهاره» 
فقال له كلامًا غده به حتى نزل معه إلى المحكمة » وكان عازماً على أحد 


أمرين وهما أن يهرب إلى مصرء فإذا كبسوه في البيت قاتل هو وجماعة 


8م 


من أصحابه إلى أن يموت»ء فلما نزل وهو عازم على أن ينكر قرأوا عليه 
تقرير أولكك المساجين وهم سبعة وعشرون » وإذا بهم اعترفوا بأجمعهم أنه 
هو الذي دفع إليهم الأسلحة » وذكروا أمارات في المنزل والغرف منها ما 
هو خفي ومنها ما هو جلي قالوا: وقد شاهدنا كل هذا لما قدمنا 
المنزل » فلم يجد بدا من الاعتراف » فأمروا به إلى السجن . 

ثم بعد أربعين يومًا وقعت المحاكمة» وبعد دفاع المحامين عنه لم 
يُعْن دفاعهم شيئًا » فحكموا عليه بثلاث سنوات ونصف سجنًا وخمسين 
ألف فرنك غرامة » وحكموا على الباقين ‏ بعد أن برأهم هو أمام الحكام 
قائلاً: كل هؤلاء لا ذنب لهم وأنا الآمر لهم بثلائة أشهرء إلا ذلك 
الخائن ابنينو مثير هذه القضية فحكموا عليه بتسعة أشهر . 

فلما صدر الحكم صارت إسبانيا تطلب أن يُسلم إليها ليسجن 
عندها» فقامت بعض الدول ومانعت في ذلك منهم سفير دولة أمريكا 
وفرنساء وبعد تعب عظيم وأخذ ورد استقر الأمر أن يسجن بداخلية 
المغرب » فنقل إلى سجن العذير الكائن بين مدينتي أزمور والجديدة : 
فبقي به سبعة أشهرء ثم نقل إلى مدينة آزمور إلى دار فيها أهله ومجعل 
عليها حارس . 

وقد مضى له الآن في السجن عامان إلا عشرين يومًا وقت كتابة هذه 
امار 

ولما انتقل إلى أزمور وتوسع عليه الحال نوعًا اشترى الورق وشرع في 
التأليف » فأملى تفسيرًا بالإشارة إلى المقلدة سكاه « الإقليد بتنزيل كتاب 


هعم 


الله على أهل التقليد ) : وبعد إكماله شرع في إملاء كتاب سمّاه « جؤنة 
العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار) يذكر فيه كل ما تذكر من حكاية 
نادرة وفائدة علمية غريبة في الحديث والفقه والتصوف والتاريخ وغيرها . 
وكتب عشرة مؤلفات أخرى تجّ جميعها إلا «صلة الوعاة بالمرويات 
والرواة » » فكتب منه نحو عشرين كراساًء وهو فهرسة له مرتبة على رواة 
الكتب مع اتصاله بهم » و« تسهيل سبيل المحتذي بتهذيب وترتيب سنن 
الترمذي », ثم هذا الكتاب الذي يرجو الله إكماله وتمام الفائدة به . 


ولما مضت عليه وهو في سجن طنجة عشرون يومًا جاءه في البريد 
كتاب من رباط الفتح من رجل ادعى أن اسمه محمد الشامي » قال فيه : 
إنه هو الذي قتل الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني » والشيخ 
البوعرٌاوي بمراكش » وابن ماء العينين''' المسمى : مربيه ريه بسوس » وأنه 
هو الذي أدخل فرنسا إلى المغرب حيث كان الخطباء المغارية يسبونها 
على “المتاير»: وأنه الما رأى: ذلك لم لهم المتقرب. وباعه الهم يماثة 
وخمسين فرنكاء وحضر عقد الاتفاق بين ابن غبريط والمقري وبين نائب 
فرنسا على احتلال المغرب» وأن الوطنيين لما قاموا يحاريون فرنسا 
بالخطب وذكر اللطيف شغلهم عنها بالزنى واللواط وشرب الخمرء قال : 


. مصطقى ماء العينين بن محمد فاضل بن محمد مامين الإدريسي الحسني الشنقيطي‎ )١( 
غوث عصره وزمانه الشيخ الشهير والمربي الكبير» الؤخلة» صاحب الأشعار» له‎ 
أتباع في عر اساء المغرب » توفي سنة 178١ه بتزنيت من مذك الصحراء ء وله‎ 
. ضريح يتبرك به‎ 
. )585/١( انظر : إتحاف المطالع‎ 


1م 


لأني أنا هو يا لطي » قال له : وأنت لما حجَجتٌ صرت تدعو الله عند 
الكعبة وألححخت في الدعاء جدًا أن يعينك على الجهاد : والكعبة هي التي 
أخبرتني ولذلك نزل بك هذا ولكن لا تخف فإنهم إذا ظلموك ظلمتهم » 
وفي السنة المقبلة سأذهب إلى طنجة لأسلم المنطقة الإسبانية لفرنسا فقد 
بعتها لهم بخمسين فرنك . 

فتعجب من هذا الكتاب وأحرقه » وجاز عنده أن يكون هذا الرجل هو 
القطب كما يفهم من كلامه, ولكن مرت السنة التي قال إنه سيقابله بها 
في طنجة وأنه سيسلم المنطقة الإسبانية لفرنساء فلم يقع من ذلك شيء» 
فكأنها من الدسائس السياسية » والنه أعلم . 


الم 


[في مؤلفاته] 
كان والده يبشره بأنه سكون سيوطي زمانه في كثرة التأليف » فظهر 
من أقاربه : كأنه ينطق على لسانه شيطان » وسيأتي سبب هذه المقالة . 
فقد بلغت مؤلفاته إلى الآن ما يزيد على المائة وهى : 
- تنوير الحلبوب فى مكفرات الذنوب . 
- رياض التنزيه في فضل القران وفضل حامليه . 
(مجلد يوجد بدار الكتب المصرية) 


عاك بالررقق ساس عاقوراء- 


(مطبوع بطنجة) 
مطالع البدور في جوامع أخبار البرور. 
(مطبوع بطنجة أيضًا) 


5 المنح المطلوبة فى استحباب رفع اليدين فى الدعاء بعد الصلاة 
المكتوبة 
(مطبوع بفاس ء أُلّفه ردًا على من يدعي أن رفع اليدين في الدعاء بعد 


الصلوات بدعة مذمومة) 


4م 


- إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خحلدون . 
أو المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون فى أحاديث المهدي . 


(مطبوع بدمشق) 
- رفع شأن المنصف السالك وقطع لسان المتعصب الهالك ياثبات 
سنية القبض في الصلاة على مذهب مالك . (مطبوع بمصر) 


- المثنوني والبئّار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما صِحٌّ من السنن 
والآثار ردًا على الخضر الشنقيطي في مسألة القبض في الصلاة . 
(مطبوع بمصر) 
- فتح الملك العلى في صحة حديث باب مدينة العلم علي . 
(مطبوع بمصر) 
الاستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث اليسملة . 


( أي حديث ١‏ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسبم الله الرحمن الرحيم 


فهو أقطع )) . (مطبوع بمصر) 
- إرشاد المربعين إلى حديث الأربعين (أي «من حفظ على أمتي 
أربعين حديئًا » الحديث) . (مطبوع بمصر) 


- شوارق الأنوار المنيفة بظهور النواجذ الشريفة  .‏ (مطبوع بمصر) 
- مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب . (مطبوع بمصر) 
- تحقيق الامال لإخراج زكاة الفطر بالمال . (مطبوع بتطوان) 


4 


- سبل الهدى لبيان وضع حديث اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا . 


(مطبوع بتطوان) 

- فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على الصبح عند القضاء . 
(طبع تباعًا في بعض الجرائد بتطوان) 

تشنيف الاذان باستحباب ذكر السيادة عنه اسمه ولد في الآذان . 
(مجلد طبع بمصر) 

تحسين الفعال بالصلاة في التعال . (مطبوع بمصر) 


إحياء المقبور يأدلة بناء المساجد والقباب على القبور . 
(مطبوع بمصر) 
إزاحة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر من غير مرض ولا 
(مطبوع بمصر) 
(مجلد ضخم) 

تت المؤذن فى أخبار جده سيدي ا بن عبد المؤمن . 


- مسالك الدلالة على مسائل الرسالة في مجلد. (مطبوع بمصر) 


- تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل . 
(وهو أصل الذي قبله» تمٌّ منه مجلد ونصف) 
- هداية الرشد لتخريج أحاديث بداية ابن رشد . 


(تم منه مجلد إلى العيدين) 


- منية الطلاب بتخريج أحاديث الشهاب . إمجلد كبير) 
- فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب . [مطبوع] 


للغاية في القطع الكبير» لو نسخ في العادي لجاء في ثلاثة كبار) . 
[مطبوع] 
المداوي لعلل المناوي . (ستة مجلدات) . [مطبوع] 
- مجمع فضلاء البشر من أهل القرن الثاني عشر . 
(تم منه مجلد ضخم إلى حرف العين) 
- نيل الزلفة بتخريج أحاديث التحفة المرضية . 
دفع الجر يإ كرام الخيز. 
- نيل الطالب ما يرجوه من طرق حديث (اطلبوا الخير عند حسان 
الوجوه ) . 
تٍِ جمع الطرق والوجوه بتصحيح حديث « اطلبوأ الخير عند حساك 
الوجوه ) . 


خاصة . 
- الأجوبة الصارفة عن إشكال حديث الطائفة ١.‏ [طيع مؤخيرًا] 
الإجازة للتكبيرات السبع على الجنازة . [مطبوع] 
- شد الوطأة على منكر إمامة المرأة . 
و السحرم علي القجائل موي مر [مطبوع] 


- الإقليد بتنزيل كتاب ادله على أهل التقليد مجلد . 

- كشف الخبي بجواب الجاهل الغبي (وهو اعتراض اعترض به 
بعضهم على مسألة رآها في الإقليد المذكور) . 

ب الإشزافه على ارق الأزيعية "الملسلة بالأشراف». 

- تحفة الأشراف يإجازة الحبيب محمد بن عبد الهادي السقاف . 

- شرح منظومة الزرقاني فيمن يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله . 

- إياك من الاغترار بحديث ١‏ اعمل لدنياك ) (وهو أصل سبل الهدى) . 

- صفع التياه يابطال حديث ليس بخيركم من ترك دنياه . 

ب وسائل الخلااص من تحريف حديث من فارق الدنيا على 


الإخلاص . 


15 


- تبيين البله ممن أنكر حديث (١‏ ومن لغا فلا جمعة له) (والثلاثة رد 
على الشيخ عبد الحي أيضًا) . 

- البيان والتفصيل لوصل ما في الموطإ من البلاغات والمراسيل (لم 
لج بعد 

- عواطف اللطائف بتخريج أحاديث عوارف المعارف (مجلد 
متوسط) . [مطبوع] 

-. تل كرة الرواة (كتب منه مجلد) . 

- رفض اللي بتواتر حديث من كذب علي . 

- الرغائب في طرق حديث ليبلغ الشاهد منكم الغائب . 

- المسهم بطرق حديث ١‏ طلب العلم فريضة على كل مسلم » . 

- رفع المنار بطرق حديث ١‏ من سكل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام 
من نار ) . 

- تعريف الساهي اللاهي بتواتر حديث «أمرت أن أقاتل الناس حتى 
يقولوا لا إله إلا الله ؛) . 

- زجر من يؤمن بطرق حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن . 

متعوازه الأمان بط تسريف العا من الإبعانة, 


ب المتاولة طرق محديك«المطاولة : 


0 


- المنتقى من مكارم الأخلاق لابن أبى الدنيا . 

- الميزانيات (وهى الأحاديث التى أسندها الذهبى فى الميزان) . 

- المؤانسة بالمرفوع من حديث المجالسة (للدينوري) . 

عمسف المج الئنة زتوهن زرفت تلك الأحاديف طن تابن المتحابة 4 
- الأربعون البلدانية للطبراني (استخرجها من المعجم الصغير) . 

د الأريعوك التتعالية بالأسانيق الغالية: 

- الإلمام بطرق المتواتر من أحاديثه عليه الصلاة والسلام (كتب منه 
الزواجر المقلقة لمن أنكر التداوي بالصدقة . 

- مفتاح المعجم الضغير للطبراني (وهو ترتيبه على حروف المعجم) . 
- الهدى الملتقى في طرق حديث «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم 


#َ 


خلقا ) . 
فلك الريقة بتواتر حديث الثللاث وسبعين فرقة . 
داتيين اليد بتوائر حديث ( بدأ الدين غريئًا وسيعود كما بدأ ) . 
- مسامرة النديم بطرق حديث دباغ الأديم . 
- الأمالي المي 
- الأمالي المستظرفة على الرسالة المستظرفة في أسماء كتب السنة 
المشرفة . 


3 


- المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير . [طبع قديمًا] 
مسند الجن . 
المشيخة المجردة . (مجلد وسط) 
المعجم الصغير . (جزء صغير) 
المعجم الوجيز للمستجيز . (جزء صغير) 
- المعجم الكبير . 

(وهو المسمى صلة الوعاة بالمرويات والرواة» كتب منه مجلد) 
لثم النعم بنظم الحكم لابن عطاء الله . 
- مجؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار. (تم منه جزءان) 
- درء الضعف عن حديث من عشق فعفٌ . [مطبوع] 
- هدية الصغراء بتصحيح حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء . 

[مطبوع] 
الحنين بوضع حديث الأنين . 
- إسعاف الملحين ببيات وضع حديث (إذا ألف القلب الإعراض 
عن اللّه ابتلي بالوقيعة في الصالحين » . 

- تعريف المطمئن بوضع حديث دعوه يثن . 
صرف النظر عن حديث ثلاث يجلين البصر. 
- تحسين الخبر الوارد في الجهاد الأكبر . 


الاستيناس بتراجم فضلاء فاس . (لم يتم) 
طباق الحال الحاضرة لخبر سيد الدنيا والآخرة . 
[وهو: المخترعات العصرية » مطبوع] 
- بيان غربة الدين بواسطة العصريين المفسدين . 
الاستعاضة بحديث وضوء المستحاضة . 
الطرق المفصلة لحديث أنس في قراءة البسملة . 
- البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى على . 
(مجلد) [مطبوع] 
- الحكم المشروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع . 
(مجلد) [مطبوع] 
- نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع (وهو اختصار الذي قبله 
مع زوائد) . [مطبوع] 
- جهد الإيمان بتواتر حديث (الإيمان يمان ) . 
إظهار ما كان خفيًا من بطلان حديث لو كان العلم بالثريا . 
- مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق .2 (مجلد متوسط) 
- بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري. ١‏ (كتب منه مجلد) 
- الأحاديث المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة . 
[مطبوع] 


51 


- الفتح المبين في الكلام على حديث ( إن الله يبغض الحبر السمين») . 

الإفضال والمنة برؤية النساء دنه فى الجنة . 

- شهود العيان بثبوت حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان » . 

إتحاف الفضلاء والخلان بالكلام على الممسوخين من النجوم 
والحيوان . [مطبوع] 

تحاف الأذ كام رانانة يوة كالد وو مان دهن عسي رشي 


ع 


الانبياء . 
الائتساء في إثبات نبوة النساء . 
- تسهيل سبيل المحتذي بتهذيب وترتيب سنن الترمذي . 
- البحر العميق (وهو هذا) 
- نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة . 
- وشي الإهاب في المستخرج على مسند الشهاب (في ثلاثة 
مجلدات) . [مطبوع] 
- نصب الجرة لنفي الإدراج عن حديث إطالة الغرة . 
- تحسين السمعة بتعيين موقف المؤذن يوم الجمعة . 
كتاس لين -كذلك في الاستدراك على الحفاظ . [طبع جزء منه] 
- إقامة الدليل على حرمة التمثيل . [مطبوع] 


0 


- توجيه الأنظار إلى توحيد العالم الإسلامي في الصوم والإفطار. 
[مطبوع] 

- قطع العروق الوردية من أصحاب البروق النجدية . [طبع حديئًا] 

إتحاف الأديب بما في تعليق إعلام الأريب . 

- التعريف بما في الطبقتين من التصحيف والتحريف . 

- مختصر الزهد للبيهقي سمي طرفة المنتقي . 

الإقناع بصحة صلاة الجمعة خلف المذياع . [مطبوع] 


- الاستنفار لغزو التشبه بالكفار . 


3 
ماد 
72 
حا 

ذا 


54 


قصل 
[إقرار كبار علماء عصره بسعة اطلاعه وفضله] 


وكان كبار العلماء من مشايخه وغيرهم يعترفون بفضله ويشيدون 
بذ كره ويشهدون بحفظه وسعة اطلاعه وتقدمه في فنه على صغر سنه, 
فكان شيخه علامة الديار المصرية يعتمد عليه في الحديث ويسأله عنه 
وربما زاره في البيت لأجل ذلك » وسأله مرة وهو في الدرس أمام الجم 
الغفير من الحاضرين عن حديث : ( خذوا من القرآن ما شئتم لما شكتم ) : 
فأجابه بأنه ليس بحديث » وسأله مرة عن حديث تميم الداري في الإقطاع 
المشهور الذي أقطعه النبي يَليٍ فذكر له مخرجيه ومن ألّف فيه على 
التسوض :زنن أكل ,عليه عق الجناطا و المعدين و4 قمر انه رك 
رسالة في ذكر اسم الصدر وأنه توقف لما رأى الحفني ذكر حديث : 
«دعوه يكن » فإن الأنين اسم من أسماء الله )» فقال له : إنه موضوع , 
فطلب منه أن يكتب له بيان ذلك بدليله » ولما تأخر عن جوابه لعارض 
كنب إليه تايا يلخ عليه 'في التعجيل به .فأرسله إليه » واف من أجل 
ذلك في الحديث المذكور رسالتين إحداهما : ( الحنين بوضع حديث 
الاو والأعري: ريق المطمكن بوضع حديث دعوه يكن ) . 

وزاره يومًا في عيد شوال » فوجد معه جماعة من الكبراء والوزراء ؛ 
فعرفهم به وقال لهم : إنه حافظ منفرد اليوم بعلم الحديث . 


48 


ولما زاره مع الشيخ عبد الحي الكتاني عند قدومه إلى القاهرة في 
طريقه إلى الحج قال للشيخ عبد الحي : إني أُسمّيه الشاب الشيخ» لأنه 
شاب في سنه شيخ في علمه وعقله . 

وكان يومًا في مجلس الشيخ عبد الحي بمصر» ومعه جماعة من 
العلماء » وجرى ذكر مسألة فأفاض المترجم فيهاء فقال الشيخ عبد الحي 
للحاضرين : إن فلانًا غريب في اطلاعه ومعرفته في هذا السن . 

وكذلك كان السيد أحمد رافع يباهي به ويفتخر بعلمه ويسكله كثيرًا 
ويستفيد منه حتى إنه ذكره في مقدمة ثبته الكبير من جملة من أعانه على 
تأليفه » وكان يقول له : إني إذا رأيتنك انشرح صدري وزال ما بي من الضيق 
والهم لأني لا أجد من يشا ركني ويذاكرني في هذا الفن غيرك ؛ وكان يلتمس 
منه الدعاء لمُلمّات نزلت به في آخر عمره» وزاره مرة مع العابد الفاسي 
والقاضي بنميش المغربيين فقال لهما: أنتما لا تعرفان فلانًا وإن كان 
ببلديكما وأنا أعرفكما به » إنه محدث حافظ مطلع كاد يبلغ درجة الاجتهاد » 
واستجازه أخيرًا وتدبّج معه بمحضر الشيخ عمر حمدان . 

وكذلك كان الشيخ عمر حمدان يبالغ في الثناء عليه ويطريه في 
المحافل والمجالس بمصر والشام ويكاتبه ويسئله عن الأحاديث ويطلب 
أن يؤلف له مؤلفات » وهو الذي طلب منه تخريج أحاديث نظم المتناثر 
من الحديث المتواتر لشيخهما عد محمد بن جعفر الكتاني » وبناء 
على طلبه شرع في كتابه الإلمام بطرق المتواتر من حديثه عليه الصلاة 
والسلام . 


١ 


ولما طبع كتابه المثنوني والبتار وأرسله إليه» بعث إليه كتابًا من مكة 
يشكره فيه ويقرظه ويطريه » وطلب منه فى الكتاب أن يخفف الوطأة عليه 
فى الجزء الثاني » قال : لأنه قد توفي الآن بالمدينة المنورة » فأجابه عن 
ذلك بقوله : وأما قولكم : إنه توفي بالمدينة فإن مكة لا تجير عاصيا ولا 
قارًا يدم ولا فارًا بجزية » فشك من هذا الجواب » وبقى إلى أخخر عمره 
يذكره في المجالس والمحافل» وتدبّج معه أيضَّاء وسمع منه حديث 
الرحمة وغيره . 

ولما وصل كتابه المثنوني إلى السلطان مولاي عبد العزيز بالمغرب شُرٌ 
منه وأرسل إليه هدية» وقال للواسطة : إن .هذا الكتاب كان ديْئًا على 
المالكية حتى أذَاه عنهم فلان . 

ولما وقف بعض العلماء بمصر على كتابه « تشنيف الأذان » » قال : 


هذا والله التجديد» وهذا الإنسان مجدّد” . 


ولما وقف آخر على كتاب إحياء المقبور قال : ما أشبهه فى حجته إلا 
بالقنبلة الذرية على الوهابية . 


وكان الشيخ يوسف”'" الدجوي يتردد إلى منزله كثيرًا وربما زاره عقب 


(1) كتب الأمين عند هذا الموضع معلمًا : 
وبخط شقيق المؤلف السيد عبد العزيز عند هذا الموضع : 
وقال آخعر : إنه دائرة معارف في السيادة » [يعني كتاب تشنيف الاذان] . 

(؟) يوسف بن أحمد ين نصر بن سويلم الدجوي الضرير» الفقيه المالكيء له مؤلفات 
منها : رد على كتاب (الإسلام وأصول الحكم » لعلي عبد الرازق » وله فتاوى - 


١٠١5 


قيامه من درس التفسير قبل الشروق » فيتذا كر معه في المسائل التي كان 
يرد بها على الوهابية ورشيد رضا في رسائله ومقالاته» وكان يكتب له في 
الأحاديث التي يستدل بها وطرقها وتصحيحها والكلام عليها المقالات 
الطويلة التي لو جمعها لجاءت في تأليف كبيرء بل منها كتابة في 
حديث : ( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم ) يصح إفرادها بجزء خاص . 
ولما صارت مقالاته تظهر وفيها الكلام على الحديث» قال رشيد”“ 
رضا يومًا لبعض أصحايه : إن هذا ليس من في الدجوي ولا أهل الأزهر 
وإنما هذه من كيس فلان . 
وكتب إليه الدجوي مرة يهثه بعيد الفطر بأبيات قال فيها : 
ومشان عبد الأمتين:. ٠‏ رانك كين اسفن 
فاع ودم متمتعًا برضاء رب العالمين 
لا زلت خير موفق في الصا حين القائمين 
وأجلّ أرباب التقى في الراكعين الساجدين 
وأعرّ ما يرضي العُلى 7 الكرام الكاتبين 


- مهمة مطبوعة في جزءين » توفي ودفن بعين شمس من القاهرة سنة ١751١ه‏ . 

انظر : معجم المطبوعات (8510)» الأعلام الشرقية (477/1) والأعلام 5١1/4(‏ -/1710) . 
)١(‏ محمد رشيد بن على رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي 

خليفة القلمونى الحسينى البغدادي؛ صاحب التفسير ومجلة المنارء من تلامذة 

محمد 00 نظرة إصلاحية . 

توفي بالقاهرة سنة 16815١ه.‏ 

انظر : معجم المطبوعات (84) » الأعلام الشرقية (8/ه/١١‏ وما بعدها)» الأعلام (177/1) . 


١٠١5 


[انتفاعه بتربية والده له ظاهرًا وباطنًا] 


وكان والده يجلّه كثيراً وينني عليه في المجالس ويبشره ببشائر عالية 
وينزله منازل سامية » وأخبره أنه سيحصل له الفتح الكبير في الولاية وأن 
ذلك سيكون على يديه بدون كبير تعب ولا حصول منة للغير» وكان 
يقول له : لا تهتم بشيء من أمر ذلك وما عليك إلا أن تقبل على خدمة 
السنة والعمل بهاء ونحن نشتغل لك باطنًا فلا تشعر يومًا إلا وأنت في 
الذروة العلياء بل لو حدثتك بما ستصل إليه لما احتمله عقلك الآن . 

وكتب إلى والده مرة من القاهرة يخبره بأمر حصل له منه ضيق وضرر 
فأجابه بقوله : وقد أحسنت غاية فيما أخبرت به» لما أن الولد البار مع 
والده كالتلميذ الصادق مع شيخه المحقق الواصل الكامل » لا يكتم عنه 
شيعًا من أحواله كيفما كان الحال ليتوجه الشيخ إلى إصلاحه ودوائه ؛ 
وأنت والحمد لله نظرتنا فيك كبيرة فوق نظر الشيخ الكامل للتلميذ 
الوارث الصادق » بل أرجو من الله أن لا يكلك إلى أحد كائًا من كان » 
ويجعل فطامك وتربيتك وكمالك على يدنا وبواسطتنا من غير أن تتحمل 
منة لمخلوق كما وقع ذلك للقطب الكامل سيدي محمد البكري 
الصديقي مع والده (أبي)"' الحسن » فإنه كان يقول له : لا أتركك تحتاج 
إلى أحد بعدنا فكان الأمر كما قال» وكما وقع ذلك أيضًا لسيدي علي 
وفا مع والده وي وعنك . 


(0) في 9أ2: مع . 


وكتب إليه مرة يقول له أثناء كلام : وقد عاملنا الله تعالى باللطف 
الكبير والسر الواضح الشهيرء وسترون ذلك عيانًا إن شاء الله تعالى » بل 
سترون من فضل الله تعالى مالا يخطر بالبال ولا يمر بالخيال» فطيبوا 
نفسًا واشتغلوا بأموركم وتأليفكم» واغتنموا في ذلك الوقت قبل أن 
تراحمكم أشغال لا يمكنكم فيها ذلك . 

(ولما شرع في الردٌ)”' على الشنقيطي وهو بالقاهرة وكتب إليه يطلب 
منه كتاب سيدي محمد بن جعفر المسمى ١‏ سلوك السبيل الواضح في أن 
القبض في الصلوات كلها على مذهب مالك مشهور وراجح» »؛ (لينقل 
منه النصوص الفقهية)"" أجابه بقوله : وردكم على الخضر أحستتم فيه 
غاية » وليس في رسالته ما يهم حتى يصعب الرد عليه » وخصوصًا فيما 
يرجع إلى الحديث وفنونه وصناعته » فإنه صفر اليدين من ذلك بلا شكُ» 
وسيعرف قدره في ذلك بظهور ردك عليه إن شاء الله تعالى » ويتحقق عند 
رؤيته أن في الرجال بقايا وفي الزوايا خبايا» ورسالة أستاذنا ضيه ستصلك 
هي أو الباب المتعلق بنصوص الفقه إذ هو الذي تحتاجهء وأما ما كتبه 
في الأحاديث فتَفّسك أعلى من ذلك » وعند الوقوف عليه تعرف ذلك 


مؤلف وجواب» ويوصيه المرة بعد الأخرى يإرسال كل ما يكتبه من 


5 ما بين القوسين في « ب»: ولما‎ )١( 


ك١‎ 


ذلك » فإذا قرأه حافظ على نسخته في مكتبته » وإذا كان جوابًا في ورقة أو 
وركتين وضعه في محافظه الخاصة . 

ولما وقف على بعض أجوبته للشيخ يوسف الدجوي كتب إليه يقول : 
وجوابك للشيخ الدجوى في غاية التحقيق ؛ فقد راجعته من أوله إلى آخره 
بمجرد وصولهء فلله درك من محقق ناقد» فمثلك من يتصدى للكلام 
في الحديث ورجاله وتحقيق فنونه؛ زادك الله بسطة فيه وفي غيره من 
علوم الشريعة المطهرة » وجعلك عيئًا من عيون الله يستقي منها أهل 
المشرق والجكري:, 


[احتياج والده له في كثير من المسائل الحديثية ورجوعه إليه فيها] 


وكان يسكله أيضًا عن الحديث ورتبته الصناعية وتخريجه » بل ما كان 
هو يأتيه سؤال من الغير في آخر عمره إلا وأحال السائل عليه أو قال له : 
مأكمي إل فلاذ يونا لعات به انالك هليه »برسي أبالكه الت أعنداء 
في الجادية خاصة كحديث : «داووا مرضاكم بالصدقة ) وسمّاه 
«الزواجر المقلقة لمن أنكر التداوي بالصدقة )» وحديث : «أنا مدينة 
العلم وعلي بابها) وسمّاه « فتح الملك العلي ») وغيرهما . 

ومن ذلك أنه كتب اليه مرة يقول له في حديث : ١‏ لو دليقم بحبل إلى 
الأرض السابعة لهبط على الله ) من أخرجه غير الترمذي وما رتبته ولفظه 
عند مخرجيه » فإنه طال العهد به . 


وكتب إليه مرة يقول : حديث : ( ليس منا من لم يتعاظم بالعلم » » 


١ ه.‎ 


ذكره أبن الحاج في حواشيه على المكودي حديتّاء وتبعه على ذلك 
سيدي المهدي الوزاني في حواشيه على الاستعارة وغيرها من حواشيه» 
وأوّلا ظاهره المقتضي لطلب التعاظم بالعلم؛ وهما تبعا في ذلك 
الطرنباطي في حواشيه على الخلاصة» وثلاثتهم لم يعزوه إلى كتاب من 
الكتب الحديثية على عادتهم فيما يذكرونه من الأحاديث» فانظر هل 
تجده عند أحد من المخرجين المسنديين» ولابدٍ . 


[الكلام عن حديث «لا يبطل حق امرىءٍ مسلم وإن قدم »] 


وكتب إليه مرة يقول : سألني سائل عن معنى حديث : ١‏ لا ييطل حق 
امريُ مسلم وإن قدم) عن رتبته ما هي ؟ وعن مخرجه»ء فقلت له : أما 
معناه فهو أن حق المسلم لا يضيع بقدمه » فمن كان له حق على شخص 
بحجة ثايتة شرعًا وسكت عن طليه المدة الطويلة كالثلاثين والأربعين 
سنة » ثم قام بطلبه فإنه يستحقه ولا يُهدر حقه يسكوته عن طلبه المدة 
المذكورة » وأما رتبته من الصحة أو الحسن أو الضعف ومن أخرجه من 
المحدثين» فإني أعرف الخطاب ذكره آخر الشهادات من شرحه على 
الشيخ خليل ناقلاً له عن ابن رشد ولم ينسبه لأحد ولا تكلم على رتبته » 
وكذلك فعل من نقله عنه كالزرقاني بالمحل المذكور والشيخ الرهوني في 
حواشيه عليه والشيخ التاودي صدر البيوع من شرحه على التحفة والشيخ 
التسولي وجميعهم يُسلّم الاستدلال به على معثاه الذي قررناهء ثم دخخلني 
شك فيما ذكرته» فقلت للسائل : أمهلني حتى أراجع من أشرنا إليهم 
فربما يكون وقع لي نسيان» وغدًا نجتمع إن شاء الله تعالى » فراجعت 


١١5 


يتكلم أحد منهم على رتبته ولا عزاه واحد منهم إلى مخرج » وبناء على 
هذا انك انحل الله .ورسوله أن تراجعة. فى مظان وجوده: عن . مب 
الأحكام وغيرها » وما يتحصل لك فيه » عرفنا به عاجلاً فإن للسائل غرضًا 
أكيدًا فى معرفة رتبته اه . 

قأجابه في الحال وقد فهم إشارته بهذا السؤال بأن هذا الحديث غير 
موجود فى كتب الحديث بهذا اللفظ » ويمكن أن يُعتاض عنه بحديث 
«على اليد ما أخمذت حتى تؤديه) » ثم ذكر له مخرجيه وأسانيده . 

كما أجابه عن حديث التعاظم بالعلم بأنه باطل لا أصل له . 

وأرشا :اليه مرة ورقة فيها حديث بخط السائل » وكتب هو بخطه 
الحسن الغْسّال وجماعة سألوا عنه لما فيه من الإشارة إلى حال الوقت» 


وعفتهم أني سأوجه الحديث إليك » وما تخبر به عنه أعرفهم به . 
[المناسبة التي دعته لترتيب أحاديث تاريخ الخطيب] 


وكتب إليه أيضًا يقول : إن سيدي العربي الغربي وسيدي المختار 
القي :رين مدوجا شن ١د‏ دراك لير ةفلك | لكي لوم على تنيت 
«رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»» وتبين لهم رتبته» فإن 
الرئاني وقعت له معهم مجادلة كبيرة في شأنه» وادعى أن الحديث 
موضوع وأن الصوفية لا دليل لهم في المجاهدة والرياضة » وأنهم ضَالُون 


١٠٠١ /7ا‎ 


مضنُون في ذلك » وأن الإسلام هو القيام بالفرائض الخمس لا غير» وأرعد 
وأبرق في ذلك » فطلب منه سيدي العربي أن يكتب الحديث ويبين من 
قال بوضعه فخاف منك» وغاية ما قال لهم لما طالبوه بالحجة: إن 
الشوكاني ذكره في موضوعاته . 

ويسبب هذا السؤال وضع مفتاح تاريخ الخطيب ورنَّبِ جميع أحاديثه 
لأنه رآه معزوًا إليه » وأحبٌ أن يقف على إسناده فيه فطالع الكتاب كله إلى 
أن وجده في آخر ورقة أو ترجمة من المجلد الثالث عشرء فرتب أحاديثه 
لذلك وأجاب عن الحديث » ثم بعد ذلك يسر الله له كتاب الزهد للبيهقي 
رده فيه فو تطرية او قالط جزأه الذي سمّاه تحسين الخبر الوارد في 
الجهاد الأكبر. 


[اجتماعه بحبيب الله الشنقيطى بالقاهرة] 


ولما اجتمع أول مرة بالقاهرة بحبيب الله الشنقيطي وصار يحكي له 
ما جرى بينه وبين القرنيين في الحجاز من المناظرة » ذكر أنه مما استدل 
به عليهم حديث ١‏ توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم » » فقال له : 
وهذا حديث لا أصل لهء فقال الشنقيطي : إني وقفت على رسالة ذكر 
صاحبها أنه أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو نعيم في الحلية » فقال له : 
أما مسند أحمد فقد قرأناه وليس فيه هذا الحديث جزمًا » وأما الحلية لأبي 
نعيم فما رأيناها » وكان ذلك قبل أن تطبع » (ثم لما فارقهم)"' كتب إلى 


١١4 


ء نده يخبره بهذه المذاكرة» فأجابه بقوله : ولقد عجبت من سكوتك 
على ما قاله الشنقيطي واعتقادك أنه يمكن أن يوجد الحديث في الحلية » 
فإنك ولله الحمد أعرف بالحديث وأعلى من أن نظن هذاء والحلية ليس 
فيها هذا الحديث . .. إلى غير ذلك مما يطول . 

ولما رحل إلى الشام لزيارة شيخه سيدي محمد بن جعفر الكتاني 
سأله يومًا عن الأحاديث المنسوبة لحسان بن ثابت 5ه أنه قالها عند رؤية 
النبي يَلِدِ والقيام له ؛ التي أولها : قيامي للعزيز على فرض » وقال له : هل 
رأيت من خرجها ؟ وهل نسبتها لحسان ضيه صحيحة ؟ وكأن الشيخ مَييئه 
لم يقف على كتاب « (الترخيص)"' بالقيام لذوي الفضل من أهل الإسلام » 
للإمام النووي الذي عزا فيه هذه الأبيات لبعضهم » ونقل عن الحافظ أبي 
موسى المديني أنه أنشدها لذلك البعض . 


ماج ا ا 
حي اعد 2 


01 في « ب » : التحريض . 


فصل 
فى اخديت عن ترام 


ورأى النبي يل في الرؤيا مرارًا متعددة » من آخرها وهو في السجن 
مرتين » إحداهما رأه وهو قاعد على قبر مفتوح لصحابي مات » فجاء به 
بعض الصحابة » فلما دلُوه في قبره قالوا: بسم الله وعلى ملة رسول الله 
كةِ » فرفع النبي تَلَيةِ صوته وقال : بسم الله وعلى ملة مولانا رسول الله 
كي » وكانت هذه الرؤيا بعد تأليفه الكتاب في السيادة عند اسمه 
له بنحو خمس سنين » ففرح بها وعلم أن ذلك موافق للحق ورضى 
النبي لي » وتعجب من كونه كان يذكر الاسم الشريف بالسيادة في 
جميع المواضع إلا في هذا الموضع فإنه لم يتفطن له حتى أمره به َكدِِ في 
هذه الرؤيا . 

ورأى الحق سبحانه وتعالى مرتين » إحداهما رأى نفسه كأنه قاعد على 
مائدة والحق سبحانه ينزل له فيها أواني الطعام » وكانت هذه الرؤيا في أواخر 
سنة حمس وستين» فعبرها بأنه سيحصل له جلال وامتحان وإدبار من 
الخلق » فما دخلت سنة ست وستين حتى ظهر مصداق الرؤياء وعانى من 
الخلق ما يطول شرحه» ولا يزال مفعول الرؤيا ساريًا إلى وقته هذا . 

وبشره جماعة من الأولياء بالمشرق والمغرب ببشارات عظيمة لا زال 
يرجو من الله تحققهاء منها أن بعض أهل الكشف الصريح قال : إن فيه 
تسغةا واتدتقين بلقا +.وراسة. كمال الماثة : 


1١٠ 


ورؤيت له مرائي من المشارقة والمغاربة ذكورًا وإنانًا ما يزيد على 
المائتين بل يبلغ الثلائمائة» ورأى هو من ذلك ما لا يصلح له ذكره 
والتصريح به؛ حقق الله له جميع ما رأى وما رؤي له بفضله آمين. 


فصل 
[وكان له اعتقاد شديد في الأولياء والصالحين] 


وله اعتقاد شديد في المجاذيب وأرباب الأحوال» ومحبة في الأولياء 
والصالحين والفقراء وتعظيم شأنهم» وميل بالطبع إليهم إلا ما كان من 
الدخلاء فيهم والكذابين في دعوى الولاية» ولو اتفق أكثر الناس على 
اعتقادهم لأنه لا يغتر بالأكثرية » وإنما يميل مع فراسته وقلبه الذي أمره 
الشارع باستفتائه » والذي ما خخانه ولا كذبه في شيءٍ منذ عرف يمينه من 
تخالا > ححينة يا غالفه لا روف في سحدور انض ل أذ ليوات نيما لمن 
في روعه» حتى إنه أرسلت إليه مجذوبة مشهورة بصدق الكشف وكثرة 
الكرامات تقول له : لا تعد تعمل برأي أحد ولا تعمل إلا بما يُلْقَى إليك في 
روعك فإنه الحق والصواب » وكان هذا أيضًا من صريح كشفها ء فإنها 
أرسلت إليه بهذا عقب الوقوع في أمر خالف فيه ما حدَّئه به قلبه » وقلّد غيره: 
تأرسلت اليه يدون سبئ ولا معرفة أخين يذللك: 


هذا ومع فرط اعتقاده في الأولياء وشدة تعظيمهم لا يقلدهم في كل ما 
يقولون إذا علم الحق في خلاف قولهم » ولا يضره مخالفتهم بل ولا الرد 
عليه إذا كانت السنة الصريحة الصحيحة في غير جانبهم » وسثل مرة عن 
ذ.؟ وأجاب. ال ائل بجواب نفيس للغاية بين فيه وجه اختلافهم في الأصول 
والفروع والمسائل العلمية والأحاديث النبوية نفيا وإثبانًا وغير ذلك بما يزيح 
كل إشكال قائم في أذهان العامة ومن هو في سلكهم من مقلدة العلماء . 


١١ ؟‎ 


ولا ينزه لسانه عن الطعن في الدخلاء الكذابين والدجّالين المدعين 
للولاية والمقامات العالية من الأموات والأحياء » بل يرى ذلك من الجرح 
اللازم والتحذير الوااجب الغرض والنتصيحة في الدين دفعًا لاغترار معتقل 
صدقهم ووقوعه فيما يخالف الشريعة بل يقضي على الدين من أصله 
ويُخرج صاحبه من السنة إلى البدعة ومن الهداية إلى الغواية والضلال » بل 
من الإسلام إلى الكفرء تعوذ بالله تعالى . 

ولا يستحسن رأي من يقول : يجب تعظيم من انتمى لجناب أهل الله ولو 
كان مدعيًا كاذبًا » ويراه غلوًا وإسراقًا وميلاً عن الجادة والصواب » فإن الشارع 
أمر بإنزال الناس منازلهم والشهادة على المحسن بأنه محسن وعلى المسيئ 
بأنه مسيوع » إذا كان القصد وجه الله ونصيحة الخلق بدون غرض ولا نَشَّهِ . 

هذا لمك اانه وقد يتغير عنه إن رأى الحق في خلافه وظهر له 
دليله ؛ فإنه لا يتعصب لرأى ولاا _ث يثبت على باطل إن شاء الله تعالى . 

ويرى طرق أهل الله الحقة المؤسسة على الكتاب والسنة كلها موصلة 
إلى الله تعالى لمن تمشّك بهاء إلا أنه يميل إلى الشاذلية ويفضل مشربها 
على عار لخي كما قال مجددها بعد الألف الثاني مولاي العربي 
الدرقاوي”"© ونه : من وجد ما أعرى تن فاننا فليرده . اخيؤون 

20 

)١(‏ محمد العربي بن أحمد الدرقاوي أبو عبد الله الشريف الحسني » الشيخ الأكبر 

والعارف الأشهرع حامل 0 007 الشاذلية شي عصرة ) 0 أحذها خحلق كثير» 

انظر: شجرة النور »)98١(‏ الأعلام (2)571/4 وإتحاف المطالع (177/1) . 


١1١ 


رخحة عن أسفاره وجولاته] 
ولمحبته في الأولياء يكثر من زيارة أضرحتهم, ويشدٌ التّخل إليها : 
فشدٌَ الرحلة إلى تلمسان لزيارة أبي مدين الغوث”' مرتين» وكذلك الجزائر 
5 ِ ا 5 كن 5 ع لك 
لزيارة الثعالبي مرتين ؛ وتونس لزيارة من بها مرة» وشد الرحلة لزيارة أبي 


د ؟ احليحد .4 © 8 03 ف م 
يعزى مرتين أو ثلاثاء ولزيارة ابي سلهام مرتين » ولزيارة أبي سعيب 


)١(‏ شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني » أبو مدين» القطب الواصلء» صاحب 
الأحوال والكراماتء كان يحظى بتقدير شيخه أبي يعزى وثناءه عليه» توفي 
بتلمسان عن عمر قارب الثمانين سنة 54هه. 
ترجم له في العديد من المصادر » منها : جامع كرامات الاولياء (55/7) » التشوف 
إلى رجال التصوف 7١5(‏ وما بعدها)» سلوة الأنفاس 2417/١(‏ 418)» شجرة 
الثور (ص5 )١5‏ والأعلام )١77/5(‏ وغيرها , 

00( يلنور بن سليمان » أبو يعزى » أعجوبة زماته » إليه انتهت ت الرئاسة في التربية والسلوك , 
كان آية في الزهد , جل أكله فح نانع الأرض »؛ من أشهر شيوخه أبي شعيب أيوب 
السارية » ومن من أهم تلامذته أبي مدين الغوث . 
توفي بالطاعون عن عمر ناهز المائة والثلاثين» سئة الاهه. 
انظر : سلوة الأنفاس »)١185-١87/١(‏ التشوف 5١79‏ وما بعدها)» شجرة النور 
(ص77١)»‏ المطرب بمشاهير أولياء المغرب (ص؛ه وما بعدها) . 

() عبد الله بن أحمد بن ناصر بن سليمان الحسيني » أبو سلهام , الولي الكبيرء كان من 
أهل اللنطلولة".. وكات ' يجاب «الدغؤة + اتوقق: مطتجة «متنة :تيف وأريعين :وفاتمانة : 
انظر: سلوة الأنفاس (3/1 7) . 

(5) أيوب سعيد السارية الصنهاجى الدكالى » أبو شعيب» العارف الزاهد التقى: ذو 
المجاهدات الكثيرة والكر امات الشهير: 1 لقب بالساري يه لأأنة كان إذا قام إلى الصلاة 
أطال فيها قيامه كأنه سارية قائمة» من أهم تلامذته العارف مولاي قي يعرى - 


١١ 


أيوب السارية مرتين » ولزيارة أولياء مراكش وفاس مرتين » ولما كان بمصر 
سْدَّ الرحلة لزيارة (القطب"'" البدوي بطنطا مراراً» ولدسوق لزيارة 

5 1 ًّ ا يل ا ل عا 8 00 
الدسوقي مردين » وأما القطب ابن مشيش فشد إليه الرحلة أكثر من 
عشر مرات» بل في كل سنة يشدٌ الرحلة إليه إلا إذا منع منها مانم» وشدٌّ 
الرحلة لزيارة العارف الكبير البوزيدي » وجدّه سيدي أحمد بن عبد المؤمن 
بغمارة ارا وأراد التوجه إلى ضريح مولاي العربي الدرقاوي مرة فردّه 
الفرنسيون من فاس ومنعوه من الدخول إلى قبيلة بني زروال » ورأى لزيارتهم 
بركات وشاهد لبعضهم كرامات . 

وعزم مرة وهو بالقاهرة على شد الرحلة إل ابي الحسن الشاذلي غلم 
يتيسر له ذلك لبعد الطريق وكونه به في صحراء لا يوصل إليه إلا بخبراء 


- وكان أبو شعيب كثير الثناء عليه » توفي بمدينة آزمور سنة 1١‏ هه . 
انظر : التشوف ١89(‏ وما بعدهام), المطرب (ص ١ت‏ وما بعدها) . 

)١(‏ ساقطة من ١‏ ب©6. 

(1) إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد الحسيني نسبّا» من كبار الصوفية » أخباره 
كثيرة» له كتاب يسمى ( الجواهر )2 ينقل عنه الشعراني في طبقاته » توفي سنة 
5ه ودفن بمحافظة الغريية بمركز دسوق . 
انظر : طبقات الشعراني )1١45/١(‏ والأعلام (605/1). 

(5) عبد السلام ين مشيش بن أبي بكر (منصور) بن علي أو (إبراهيم) الإدريسي 
الحسني » أبو محمد ء العارف الكبير والولي الشهيرء مات مقتولا بجبل العلم من 
تطوان سنئة 7ه ل الراتج؟ ٍ 
انظر: جامع كرامات الأولياء (؟/19)» معجم المطبوعات »)١557(‏ الاعلام 
(5/5). 


١١ه‎ 


وأدلء من أهل تلك البلادء وشدٌّ الرحلة إلى ورّانَ لزيارة مولاي (علي)"' 
الشريف » وإلى أُشفي لزيارة أبي محمد صالح» وإلى مكناسة الزيتون 
لزيارة من بها من الأولياءء وإلى غيرها من مدن المغرب وبواديه . 

ومن عجيب ما وقع له أنه زار مرة بعض المشهورين بالولاية'' » فلما 
وقف على قبره حصل له انقباضء وشاهد التابوت (الموضوع)”“ على 
قبره كأنه صنم » فخرج ولم يعد إليه وإلى اعتقاده . 


. في « ب ») : عبد الله‎ )١( 
. (؟) كتب الشيخ بوخبزة عند هذا الموضع من هامشه : «هو التجاني بفاس»‎ 
.) (؟) ساقطة من لبا‎ 


1١15 


فصل 
[في عقيدته] 
[وأن مسألة الأفضلية في الصحابة على النحو المشهور لا دليل عليها] 


وعقيدته هي عقيدة السلف الصالح ومحققي الصوفية - ؤي - وهي 
التفويض في المتشابه من الصفات مع التنزيه وعدم التأويل » ويرى ما عدا 
هذا بدعة وضلالاً» ويجعل كل من خالفه من الفرق الضالة التي أخبر 
اين يل أن أمته ستفترق عليها . 

ويعتقد أن أفضل هذه الأمة على الإطلاق بعد نبيها كلِيَهِ ابتته فاطمة 
وولداها الحسن والحسين وأبوهما علي - و أجمعين - » لأنه إن كانت 
الأفضلية بالنسب فهم أشرف الخلق نسباء وإن كانت بالصحبة فهم أعرق 
الصحابة فيها» وإن كانت بالعلم فهم معدنه ومن صدورهم تتفجر منابعه » 
وأعلم الصحابة على الإطلاق عل عليه السلام . 

وإن كانت بالثواب في الآخرة فما نال أحد ثوابًا إلا بمحبتهم واتباع 
جدهم يله ومحال أن يكون بشر من هذه الأمة مع النبي يَكَِةِ في 
درجته في الجنة» وفاطمة بضعته وأحبٌ الخلق إليه والحسن والحسين 
زيحاماه عن الدتيا دون ذلك العر كاتقا مخ كات عن عدا الأشياء 
والمرسلين بل وبقية بناته ثم زوجاته يك » ثم بعدهم يأتي التفضيل 
المذ كور . 

وكل ما يهول به النواصب والخوارج وأفراخهم ممن راجت عليهم 


١١7 


دسائسهم هراء لا يلبث أن ينهار عند إلقاء أشعة الدليل عليه بل يذوب 
كما يذوب الملح في الماء ولا يبقى له أثر إلا في ألسنة أهل الأهواء 
والجهل والتعصب والعناد» على أن هذه مسألة لا يوجد دليل يوجب على 
الناس اعتقادها » وإنما أهل الأغراض والأهواء أدخلوها في كتب التوحيد 
ليثبتوا قدم أهوائهم في عقول من يأتي يعدهم » والله المستعان . 


١ 
ما‎ 
ل‎ 
فد‎ 
2١ 


١1١8 


فصل 
[مذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق] 


ومذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل سواء وافق 
الجمهور فضلا عن الأربعة فضلا عن واحد منهم أو خالفهم , ما لم يخرق 
الإجماع المعتبر شرعًا » وعلى ذلك اختار مسائل خالف فيها الجمهور - 
وهي كثيرة - منها ما أفرده بالتآليف المتعددة . 

وكان أولاً مالكيًا ثم صار شافعيّا» ثم لما قرأ كتاب المحلى لابن حزم 
والمغني لابن قدامة وشرح المهذب للنووي وشرح الهداية لابن الهمام 
ومعاني الآثار للطحاوي ومستدرك الحاكم وسنن البيهقي وأمثال هذه 
الأصول من مصنفات الأقدمين رفض التقليد جملة واحدةء وأصبح لا 
بأخذ إلا بما:دل عليه الددل أو تربجخ عنده :من أقرال بعض الأئمة » ومن 
عزمه أن يصنف كتابًا في اجتهاده كما فعل ابن حزم والشوكاني والقنوجي 
وأضرابهم » يسر الله له ذلك آمين» وقد شرع”" فيهء واختار أن يكون 
شرحًا على السنن الكبرى للبيهقي » أعان الله على إكماله » وسمّاه : « مد 
الموائد لبسط ما في سئن البيهقي من الفوائد) . 

وكذلك مذهبه في الحديث الاجتهاد في التصحيح والتحسين 


: كتب الأمين بوحبزة في الهامش يقول‎ )١( 
. الفوائد » : أظنها بمداد جديد على الأصل بخطه‎ ١ من قوله : « وقد شرع » إلى‎ 


١1١5 


والتضعيف والرد والقبول» بل وكذلك الرجال والجرح والتعديل» فكم 
حديث صححه الحفاظ الأقدمرن ضعفه هو أو حكم ببطلانه» وكم 
حديث حكموا بوضعهة صححه هو وأقام على ذلك البْراهيْنَ القاطعة 
والدلائل المسلمة من نفس قواعدهم وكلامهم واحتجاجاتهم 
وتصرفاتهم » وكذلك في الرجال الثقاة والمجروحين» ومن وقف على 
كتبه في ذلك تحققه وتيقنه إذا كان من أهل العلم والفهم والفضل 
والإنصاف . 


ل 


فصل 
[وكان يتعاطى الشعر على طريقة العلماء] 


فمن ذلك تخميسه لقصيدة والده فى فضل الذكرء وهى قوله"" : 
وذقنا مواجيد القلوب رعاية 
عَرِبْنَا مع ذِكر الحبيب عَلاَوَةٌ فَهِمْتاهَاعَنْ كل مَايَشْعْل الْفِكرًا 
وغبنا بها عنا وطاب لنا الهوى 2 وماشهدت عين لناغير من نهوى 
وصرنا لأرباب الفنا رافعى اللوا 
2 #اه 
دعكا نكا الْعْقَولِ عن السّوّى وَيَهْنَا دَلالا عِنْدَ سَمَاعِنا الذكرًا 


)١(‏ قصيدة « شربنا مع ذكر الحبيب )» هي من نظم الإمام السيد محمد بن السيد 
الصديق الغماري والد المؤلف - رحم الله الجميع ‏ » (وهي ملازمة للمنشدين في 
إنشادهم بعديد من زوايا المغرب)ء جاءت على غير وزن من أوزان الشعرء وفي 
ذلك يقول العلامة السيد عبد العزيز بن الصديق (شقيق المؤلف) في أثناء شرحه 
لمقطعة « بدأت بذكر الحبيب » للإمام الشّشْئّري : 
ولما أراد القطب أبو العباس بن عجيبة صَبهِ أن يشرح قصائد شيخه الإمام العارف 
بالله سيدي محمد البوزيدي يه - وهي غير موزونة ولا موضوعة على قواعد اللغة - 
قال : نحبه كما أتانا غيبئًا وهبيًا ليس للكسبب فيه حظ كذلك يبقى » ولا علينا في 
أحدء فمن طلب المعاني وجدها ومن طلب الحروف والأوزان بقي معها . 
وانظر : شرح مقطعة بدأت بذكر الحبيب (ص“) . 


رجعنا به بعد الفناء إلى البقا فكنا به بين البحور كملتقى 
وحالنا عن محض الفناء قد ارتقي 
وما ا با الأطرافٌ : شُوقا إل اللا قَاضَثْ ذُمُوْع لعي ارق 
لأن به أفنى الإله وجودنا وطهر منا وهمنا وعيوينا 
وأحيا به أرواحنا وعلومنا 
0 مر يد عم التكرا 


أزاح بذاك السر عنا خيالنا ‏ وهذب من مك 


00 7 د عا د 1 00 مر 91 
وبّدا لنَا سر جمَع قلوبَنا فَعَبِنَا به : 


ا 5ه 0 3 ع 
2 . يدق ساس ]11 35 مع 1 2< 2 
الا 3 مَعَ الذ كر شىء يولم سِرًا اوْ جَهْرًا 


فإن رمتٌ أن تطوي المسافة والسير 2 وترفض عنك الوهم والشرك والغيرا 
وتدفع عنك الشر والبأس والضيرا 


3 جاع 2 3 
10 0 مسر 
1 0 51 52 ور 
عا * 5 الله يأ م 0 عل وتخسث العيرًا 


1 وأنسَا ا الأحبة 


0 ا 

0 . 75 3 5 ا ا ي م 4 
5 5< 2 و 20 !ا وله 3ك 7 ما ء اه ؟: )وى إا؟ لمة | 
3 عنسه ثم 7 كله ا ا امم 


ا و ل 


: 5 
1 عو 
ولا تشعنات 2 


أن 0 
0 


١ 
ل‎ 


0 فَلاسْءَ مل الل 


وقاطع مجالس الضلال ولهوهم 


وجانب خطاب الغافلين ولغوهم 


ودُونَكَ أَهْلّ رخ كر فَالرَمْ جَتَابَمُةْ 
وإن كنت تبغي السعادة 8 


. 2 : .0 ده >5 
إن اذى تَهْوَى لدَيْهِمْ ولا فخرًا 


وترجو من المولى الكريم لك الغنى 


قَجِليِسْهمْ حار السَعَادَةَ والمْنى 
وإِنْ كنت من دان للفضل واعترف 


وعَنْهُ انتفى الشَّقَاءُ كما وَرَدْ جيرا 


وخاض بحار الجود والخير واغترف 


وجانب وصف العز والكبر والترف 


2 كه مم همه 
فَرُرْهُم ولا نشاهً واخذمهُمْ ولا تخف 


ولازم من اصطفى الإله لحزبه 


وأنْفِقْ عَلَتِهِمْ ما لَدَيِكُ ولا شرا 


فكان بذكر الله من أهل قربه 


وفاز بالاجتبا وهام بحبه 


ومن نظمه أيضًا قوله”” : 
إلَيِكَ عِبارَاتي وََنْتَ الَّذِي أَرَى 
وَأنْتَ الّذِي مَنْ أ َابِك لمي 
ومئكُ الَّذِي أَهْوَى أَنَالُ وَأَبْتَفِى 


عاك اع و ا 
توكلت لي قل الومجودٍ فكيف 
وكنْتَ لطيفا بي ولؤلاه لم اكنْ 


. من البحر الطويل‎ )١( 


تفريجٍ كزبي يا وَل وَمَا ألم 
وَأَنْتَ الذي والْبِيِتَ إِعْسَائك ألأعم 


فنك الَذِي وني 0 0 
تكو رفيا بي وَضَعْفِيَ قد ب 
َكيف وَضَعْفِي وامتَقَارِيَ قد هجم 


إن كان وَضْفِي يُوجبُ الأ مدكم 
ل 0 4 2 
فففري وذلي واصطرّاري وسيلة 
فأبْتي علي السَمْرَ واعفيؤ ولا تَكل 
ووَاِ علي الحقْظَ مِنْكٌُ فَإِنّه 
دشم كدري واقض بنك مربي 
يش أثوري كلها [وائفق)” و ختبى 
وأخبي بنُور الِْلْم مِنْكَ قُلُوتا 
وفع إليه سؤال نص" 
سَيِحَنَا حقره حَجِرَ الزّمَانٍ منكمٌ 
00 في أُمْلِهًا 
9 قَوْمَا سَدَدُوا فيه فَهَلْ 
بَينّ الحكم يَهَانَا شَانيا 
تاجات بقوله : 

أها الصَائلٌ عن محكم التي 
خَد جَوَابِي وَاسْتَفدٌ قلي فمَا 
لم 3 ادن م 2 
بل رأى ذَلِكُ قوم َمِموا 
سَمِعُوا في بَذْءٍ وَحي المضطفى 


فُوضفكُمْ بالجودٍ أؤججنا الْعَشْم 
إلئِكُ وعججزي رَاسِحٌ نَايثٌ الْقَدمْ 
إلى الْمَيِرِ أمري إِنَّهِ ظَاهُِ الْعدمْ 
إذالم يكن حِفْظ فقذ حلت الل 
وحَشّقْ لي الآمَالَ يا وَاسِعَ الْكر 
جَميعًا وعآفٍ واكشِفي الضّدٌ والألع 


ونكة يدها اف الذلك واللقة 


كشَفْت بَينّ النّسَاءِ الشُّعْرًا 
وأَنَتْ قدا فَبِيحًا تكد 
شَاعَ بين الئاس جَهْلٌ تُشِرَا 
أ رَوَى فيه إِمَامٌ حبرا 
في طْريقٍ الحكم وَهْمَا مُنْكرا 


أنّ جبريل احتَقَى واشتترا 


)١(‏ كلمة غير مقروءة في كل من «أ) و (ب»6. 
(؟) نص السؤال من بحر الومَل » وكذلك الإجابة جاءت من نفس البحر. 


١" 


إذَّ أقاطتٌ رؤب عن بَأَسِهَا 
لِيِْسَ 0 يَرَى عَوْرئها 


أت الشَّيِطَانَ لو كَدْ كسَفَتٌ 
قَهْوَ لا شك رَسُولٌ مُكيم 
ِنّها ليِسَث نَييًّا مر 

في رَّمَانِ ما 0 سْوعَةٌ 
نُمْ أَزْوَاجٍ التّبي الْرَنَضَى 
ببِمَاعِ الأرض مِنْ مَشْرِقِهَا 
كاسشِْفَاتٌ الأس في مَحدَعِها 
ما السَئرٌ لهَا في سَوْعِنَا 
في صلاة أؤ نْ لهس لها 
فَحَذٍ الحكُمَ بلِيًا وَاضِحا 
وإذاتقك قثالاً تسهيا 
وَهْوَ رَفُمُ الَأ عَمّن كشَّفَتْ 


هّ 


وَهْوَ شاك حَائِفٌ ا تر 
وكات َهَهَا الْغمَمَرا 
وبه قَدُ حَمَّمَّئه الجا 
عَوْرَةٌ مِننْ جشمهًا ما اسثثرا 
جَاءً بالوخي إلى - الوَرَى 
أن كشّف الأ س شيم محظرًا 

لآ ولا لوخي لها قد 0 

لأولاً كم لها قد ظهّر 
ونِسَاءٌ الْعْوْبِ فيمًا 00 
يي ِنّ أَمْلٍ للم مِنْ غَيْرِ اميا 
0 مع الأثراب في جفع رىَ 
واجبٌ والْكْشْفٌ عَنْهَا نحجرًا 
فكترقاء والمفة فيه اعكفدا 
وسِوّى هذا عن الخ عَرى 
فَالْظو : اكد 
اسه نك القسنا وانتهنا 


ل ل د 


0 


إِنْ كان إِنْبَاتٌ الصّفَات جَمِيعها 


ص 


6م جص ا 
واضيرُ تيْميًّا يذلك عِنْدكم 


(1) من البحر الكامل . 


ِنْ غَيِر كي مُوجها لومي 
فِالْسْلِمُونَ جَمِيعُهُمٍ نيمي 


فعارضه زاهد الكوثري في تعليقاته على ذيول تذكرة الحفاظ بقوله' ' : 


إن كان تَنْرِيهُ الإله هما 
ل لله عِن اراق أن كَّ 
بخلآفٍ رَعْم رَعِيمِكعْ سَفََا فإ 
فعارضه هو بقوله : 

كا كَذَبْتَ فلس من تثريهنا 
فالك جل غلآه عن تلربوكع 
مها ١‏ تال الأول وما أ 
َو لم يفم تَشْيبهُُ في ذِشيكم 


ذنُم حبر ألإله وَرُسْلِه 


اي 


وَرَعَمْتَمُ سَفَها أن 0 
ما هَكَذًَا التّوْحِيدُ فى إِيَانِنا 


َه 


آمَنْتٌ بالله الْعَظيم 00 95 


َالْؤْمِئُونَ بَميعْهُم بجؤمي 
به وَعَنْ جَهَةٍ وَعَن كم 


تَابَعْثُمُوه فكلكمْ تَيِمِي 


- 


ل 


رٌُّ ِقَولٍ ألنّه بالَأي الذي 
عَنْ 9 َشِْيه وتغطيلٍ رمي 
غَابَ الصّوَابُ وَرُشْدٌكم عَدكُمْ وي 
بقواكم عن بِذَعَةِ ونه 
عن و بنا وسِواه قَوْلٌ جرم 
2 نكم تَْطِيلٌ وَضْفٍ الي 
غِوَادَةٍ منكُم ورأي مُظْلِم 
َْضِي على حبر الرتشولي المكوم 
كلا ولا التَأوِيلُ دين المُشلم 
كت تاريل لصفات أن ردي 


وأَحَذْثُ 5 الحنيضي اليم 
ومنه'”' في مدح إخوانه الصوفية العاملين بالسنة النابذين للتقليد فيما 
خالف الدليل» وقد بعث بها إليهم من | 


2 


4 ير ١‏ 7 ه20 و 
وَنَبَذتٌ لِلجَهُمِئيٌَ بدعة رَايهِ 

ل 8 ار 9 3 م 8 
وَترَ كد للجهمه اح ا 


1 


)١(‏ كذلك أبيات الكوثري وردٌ ابن الصديق عليهاء كلها جاءت من نفس البحر. 
(0) الأبيات من البحر الكامل . 


١11 


قبطيب أَنْفَاسٍ لكم رَ حم الورى 
لو لؤجودكُم متَح 0 ِذْ أنه 
وس إخلاص كم ويرك 
كط تن أَمَكُمْ ا ان وامبمَى 
قد أُخْبرَ الوخمنٌ أن مُحبَكُمْ 
فكأنّه اد ور جمَالِكمْ 
ويهَذيهم ؛ يحبى الْأَنَامُ وَيَْتَدِي 
طوتى كم قَال الِسُولٌ 0 
ولك به قَضْلُ الشَّهَادةٍ م 

لَكُمْ الْهَنَا يا نَاصِرِيٌ 7 
حيًا الإلَهُ بعكم وك ركم 
َولاكمٌ ما طابَ وَقَتُ نت محبكم 
قائله 0 مَمْلَه 00 


يوجودكع هذا الْوَجِوْدُ تَسَجَنا 
فأخصّكم بين 0 وشدّفا 
جنابه هل اممكة و 

على 0 م عق 
لولاة :ما رَرّقَ الْعبَادَ وَألْعلََا 
ودعَايكُمْ كَمَيَ الهلا وصَدقًا 
وَبِكمْ محا ما قَدْ جَنَاةُ وأشرمًا 


لسر 
ما الَو إل في انماع امصطفن 
أخيا الْقَُوبَ وسَمْعنا قد سَّنَفا 
وودَادُكُمٍ لِقُدَّادِه فل إكخنا 
لِشِفائه فَالْقَلْبُ منة تَلّْمًُا 
يأل وُذي 4 كم أَهْل الْوَهَا 


سَمْعَنَا - 


م ار ا ل 5 
فيها شرح النظم المذكور» وأودعها ألفاظًا عامية على سبيل المباسطة 
ع0 
فقال : 


. الأبيات من البحر الطويل‎ )1١( 


ة 
0 

ترى كل يَوْم فشحة يِعَشِيَةٍ 
ََى كن شيط تحظ في الهم بالذِي 
ولا سِيّما عِلْمْ التَصَدّفٍ إِنه 
فإِنْ كان مَصْححويًا بذكر ذَلِيله 
00 
1 تُيدٍ يا ثلا وما 
ويكفي ابْنُ عبّادٍ وَمَا بِحَواسْهِ 
52 : ا 
قن م فاغلّم ا 0 
فَإِنْى قَاعِلُ بأقرب مُذَةِ 
إن لم يكن مِنْكَ التشَاطُ في 
وأذّْكُر في شَوْحِي الَدِيثَ مُجِرّدًا 
0 0 


به ثم يُشرِيٌٍّ إِذ لَيِتُ يه النعَم 
جرد كشب الشّرح مئك له الْقَلَم 
لكأي الأنّي بعد (أكل م لقنم" 
مُحَتَّمةٌ فضا بها الله كَدْ ل حك 
تَقُوقُ به الأقْرانَ كالطؤدٍ وَالْعلّم 
إلى الخير متاح به دقع التقَع 
مِنَ الشْبّةَ الْمَدَاءِ ىت به النَعَمْ 
وز فين تفي لك 
: بغد العم منت فْح الحكم 
و به الألْقَاظَُ حلا ب يفهَم 
وسَّوْح دنا الّذِي يُوقِظ الْهمَمْ 
فهَي:ٍ لها الأسْاب مك ولا تم 
ضيف عِلْم َاشِط رَاسِخ اد 
بن العو كي عه أنْتَ لا وَهَْ 
أشي أؤ قل أُميل إلى الْعَدَمْ 
بصَأني وَسَأنِالبِيتٍ والرْط قَدألع 


: ما بين القوسين مككسور الوزن » ويستقيم لو قلنا‎ )١( 


والأتاي : هو الشاي بلهجة المغاربة . 


١8 


0 لكأس الأتاي بعد أكلك للغنم 


فصل 
في سرد ما أنعم الله به عليه 


فمن ذلك شرف النسب والاتصال برسول الله تكد من جهة الأب 
والأمء فكل من والده ووالدته من أهل البيت النبوي الطاهر» وكذلك 
والقه تشتريق :الست من الأيه بوالام:. 

ومنها كون والده من أكابر العارفين » وكذلك والدته وأكثر أسلافه من 

أولعك 0 5 بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير الجامع 
وسيبلغ درجة القطبية » حقق الله ذلك بمنه وكرمه آمين . 

ومنها أن الله تعالى لم يجعل ولادته بطنجة » وهيأ الأسباب التي بها 
ولد خارجها وبعيدًا عنهاء وذلك فيه غاية البشارة وعظيم الأمل له بأن 
يبلغه الله تعالى من فضله ما يؤٌمله » فإنه لو قدَّر الله تعالى ولادته بتلك البلد 
القفراء العقيمة التي سبق في علم الله أنه لا يأتي من أهلها خيرء لكان 
ذلك من القضاء المبرم عليه وسدّ باب الأمل والرجاء في وجهه . 

ومنها حفظه للقرآن العظيم في صغره . وصلاته بيه كله بوالده ووالدته 

ومنها كثرة حفظه حفظه وجودة فهمه وإدراكه الحق والصواب من أول وهلة 


١6 


في كل ما يسمعه من القرآن العظيم والحديث الشريف وغير ذلك . 

ومنها تسهيل الحصول على العلم وما يكفي منه عند الطلب في أقصر 
مدة » فإنه ما طلبه أكثر من عامين في كل العلوم التي يحتاج إليها لفهم 
كلام الله تعالى وكلام رسوله وبلوغ رتبة الاجتهاد . 

ومنها أنه ما خطر بباله ولو لحظة واحدة من عمره لا في زمان الطلب 
ولا بعده أن يطلب العلم لنيل جاه ورياسة أو حصول على رزق ومعيشة » 
بل ما كان يطلبه إلا لله تعالى وللخروج من ربقة الجهل » بل كان يتعجب 
غاية العجب وهو صغير فيمن يراه يطلب العلم لأجل غرض من الأغراض 
الدنيوية . 

ومنها أنه لم يخطر بياله كذلك أن يدخل في وظيفة من وظائف 
الحكومة جليلة كانت أو حقيرة » بل يعدّها بالنسبة إليه من قبيل المستحيل 
ولو بلغت الحاجة به ما بلغت » ويمقت أهل العلم الذين يتعرضون لذلك 
ولا سيما القضاءء أعاذنا الثه وأحبابنا منه بمنه . 

ومنها أنه وهو في حال صغره وقبل طلبه العلم لم يكن يرتاح إلى قبول 
شيء من الأحكام الفقهية المدونة في كتب الفروع بدون معرفة دليلهاء 
وهذا شيء لم يتلقه عن أحد وإنما هو إلهام من الله تعالى » فلما طلب 
العلم وعرف الحقيقة اهتدى إلى أن ما ألهمه هو الحق الواجب سلوكه 
على كل مسلمء فقاده ذلك إلى نبذ التقليد بالكلية . 

ومنها نفور نفسه وبغضه الشديد لكتب الفروع المخالفة لدين الله 
تعالى ككتب العمل الفاسي » والمطلق من قيود الإيمان والنوازل» وشروح 


١7 


نتحفة والزقاقية وأمثالها» بحيث يتقذر من رؤيتها كتقذره من النجاسات 
والعفونات » وينقبض خاطره إذا رأى في كتاب : حكم الله في المسألة 
كذا لقول فلان وقول فلان» ويعد كتب القانون أفضل من هذه الكتب 
لأنها لا يُدعى فيها أن ذلك حكم الله تعالى ولا يُكذب فيها على شريعته : 
ويرى جواز الاستجمار بهذه الكتب إذا تجردت من ذكر اسم الله تعالى 
واسم رسوله كك وهما لا يدذكران فيها بعد الخطبة غالبًا» كما قال 
الشافعية في كتب الكلام والمنطق والفلسفة التي هي أشرف من شروح 
الزقاقية والعمل الفاسد ونحوهاء وهي التي سماها رسول الله وَل كتب 
المساءة” ' » وأخبر أنها تقرأ دون كتاب الله تعالى . 

ومنها أنه وهو في صغره كان يبغض أعداء آل البيت التبوي كمعاوية 
وابنه وبني أمية (وأبناءهم)””' » ويستجيز لعنهم » ولا يهوله اتفاق أكثر الناس 
على الضلال في تحسين الظن بالطاغية معاوية » قبحه الله ولعنه» إلى أن 
وقف على الأحاديث الصحيحة عن النبي كليةٍ في لعن معاوية والإخبار 
بأنه يموت يوم يموت على غير ملة الإسلام » فحمد الله تعالى على موافقة 
خاطره للحق والصواب وعدم اغتراره بكلام الضلال وأفراخ التواصب . 


ومنها بغضه (من صغره"" أيضًا لعقائد الأشعرية واستهجانه لما 


: كتب الأمين بوخيزة هنا في هامشه‎ )١( 
. كذا ولعلها المتناة‎ 

(1) ساقطة من « ب). 

(5) ساقطة من 2ب ؛4. 


١75١ 


يسمعه من كلامهم من غير أن يكون عنده دليل على ذلك حتى طلب 
العلم فعرف أن القن في روعه هو الحق » وأن مذهب الأشعرية ضلال 
مخالف للحق المعلوم بالضرورة من دين الإسلام . 

ومنها صدق قلبه فيما يخبره به أيضًا عن بعض الناس المنسوبين إلى 
الخير والصلاح وهم في الحقيقة على خلاف ذلك » فكان وهو اين خمس 
سنين يمر على زاوية التجانية وهم يذ كرون فينقبض خاطره منهم ولا 
يعرف لذلك معنى إلى أن طلب العلم وطالع الكتب واطّلع فعرف أن 
التجاني كان كذابًا دجالاً عدرًا لله ورسوله وأن فرقته من الطوائف 
الضالة » فحمد الله تعالى على ذلك . 

ومنها بلوغه في الحديث إلى درجة الحفاظ الأقدمين أهل النقد 
والتحرير والاجتهاد والتحقيق فيه بما لم يصل إليه أحد من المحدثين بعد 
الحافظ ابن حجر والسخاوي» بل وفي بعض المسائل له اليد المطلقة 
أكثر منهما وإن لم يصل في درجة الحفظ والاطلاع إلى درجتهما لعدم 
وجود الأصول التي وقفا عليهاء ولو تيسرت له الأصول التي تيسرت لهما 
لما انحطت رتبته عنهما » وللّه الحمد. 

ومنها بلوغه درجة الاجتهاد (المطلق)""» ولا أقول النسبي فإنه لا 
نسبة له إلى مذهب من المذاهب أصلا » وعمله بالدليل دون مراعاة موافق 
أو مخالف كائتًا من كان» واعتقاده أن من لم يسلك طريقه في العمل 


.4» ساقطة من وب‎ )١( 


١1 


بالدليل فهو ضالٌ خارج عن الطريق المستقيم أو عن الدين كلية إذا اعتقد 
ادر زالد لتك كنول كسفن حر اا المقافف رد للك املق 
كتابه « الإقليد. فى تنزيل كتاب الله تعالى على أهل التقليد ) . 


ومنها أنه لا يُشُكل عليه شيء من النصوص المتعارضة بحسب الظاهر 
بل يدرك بسرعة إن لم نقل بالبداهة وجه الجمع يينهما جمعًا محقًا مقطوعًا 
به» وما رأى أحدًا صرح بهذا من المتقدين إلا اين حزم ثم التقى السبكي » 
وهو إن شاء الله ثالثهم » وكان أشكل عليه النهي عن البناء على القبور ولعن 
اليهود الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد مع وجود البناء على القبر الشريف 
واتفاق الأمة على ذلك » ثم لما سكل عن هذه المسألة فتح الله عليه بأجوبة 
وأدلة اعترف بها الموافق والمخالف في كتابه «إحياء المقبور» . 

وكذلك كان تُشْكل عليه الأحاديث الواردة بالأسانيد الصحيحة في 
فضل الشام” ' مع كون الشوام نواصب وشامهم كان شُومًا على الإسلام : 
ثم لما علم أن معاوية كان يُطْمّع الناس بالأموال الطائلة ويأمرهم بوضع 
الأحاديث في ذلك - وفيهم من هو منسوب إلى الصحابة ومعدود في 
جملة الصحابة في عرف المتأخرين واصطلاحهم وليس هو بصحابي 
حقيقة - انحل له الإشكال في ذلك . 


(1) في النسخة «أ» علق الأمين بوخبزة على هذه المسألة قائلاً : 
رجع المؤلف عما ذكر هنا بخصوص الشام؛ واعترف بصحة ما ورد فيه» كما 
أخبرني بذلك أخوه السيد الحسن» فيما كتبه إليه من دمشق في آخر زيارة له إليه 
قبيل موته . 


١ 


ومنها كونه أنّف عدة مؤلفات وهو ابن ثمان عشرة سنة مع كونها 
مهكية محررة منقحة : 

ومنها كثرة مؤلفاته وتسهيل التأليف عليه وإعانته عليه بحيث قد يشرع 
في التأليف وليس عنده كبير نقولٍ » فإذا شرع في الكتابة انفتحت أمامه 
الأبواب وتواردت عليه المعاني » وتذكر النصوص التي لم تكن بباله قبل 
ذلك » حتى إنه يختم التأليف الصغير في يوم أو يومين ولا يحتاج إلى كبير 
تعب ولا مراجعة . 

ومنها محبته للحديث المحية الشديدة بحيث حصر الله تعالى شهوته 
ولذته فيه » فليس له في الدنيا لذة تساوي لذة الاشتغال به» حتى إنه مرض 
وهو ابن عشرين سنة مرضة شديدة» حكم بعض كبار الأطباء بأنه لا 
يعيش » وكان هو لما أيس من الحياة أوصى أن يدفن معه شرح المناوي 
الصغير على الجامع الصغير لفرط غرامه بالحديث وكتبه التي فيها الدليل 
على التضعيف . 

ومنها أنه شد الرحلة من مصر إلى الشام لأجل السؤال عن حديث 
واحد بل عن تخريجه كما وقع لبعض الصحابة َو . 

ومنها حيّه لرسول الله يَكَِةِ وتعظيمه لجنابه الشريف أكثر من حيّه 
لأبيه وأمه ونفسهء وما على الدنيا بأسرهاء وأنه لا يقدر أن ينطق باسمه 
الشريف مجردًا عن السيادة وألفاظ التعظيم» حتى في الآذان والصلاة» 
وألّف .لذلك كتابه «تشنيف الآذان» الذي أبدع فيه ولله الحمد كل 
الإبداع» ولم يتنبه لموضع وهو قولهم عند الدفن: بسم الله وعلى ملة 


١5 


رسول الله يِه حتى رأى النبي يل في ريا يأمره أن يقول : بسم الله 
وعلى ملة مولانا رسول ادله ككل . 

ومنها حيُّه لأصحاب رسول الله يَكةٍ وتعظيمه لجنابهم وإقداره 
لقدرهم العظيم واعتقاده أن من لم يتفان في تعظيمهم ومحبتهم فلا حظ له 
في الإسلام لثناء الله تعالى عليهم» ولما يعلمه من شدة محبتهم لتعظيم 
مولانا رسول الله يَكٍِ ذلك التعظيم الذي لم يبلغهم ولا يلحقه فيه كثير 
ممن بعدهم » ولحفظهم هذا الدين القويم والشريعة السمحاء والملة الحقة 
عليناء وجدهم واجتهادهم في نصرتها ثم تبليغها إليناء فلهم بعد 
رسول الله كَلةٍ المنة على كل من جاء بعدهم ‏ وك - . 

ومن تعظيم جنابهم الأقدس وحماهم الأطهر تنزيههم عن إدخال 
المنافقين والفجرة فيهم وعدهم في زمرتهم مثل معاوية وأبيه وابنه 
والحكم بن العاص وأضرابهم » قبحهم الله ولعنهم » فإن عد ذّ هؤلاء من 
جملة الصحابة بعد تكذيب خبر الله ورسوله بكفرهم وتفاقق حص فين 
قدر الصحابة ‏ وي - وجهل بعلئ مقامهم , فإن من خالط كتب الحديث 
والسير وعرف مقدار إيمان الصحابة ومحبتهم لله ورسوله وإجلالهم 
لأمرالله ورسوله ووقوفهم عند أدنى إشارة من الجانب الشريف » وعَلِم 
نورة القادر لعي معاوية ومعاندته لله ورسوله واستخفافه عرشي 
واستهزائه بالشريعة المحمدية وسفكه الدماء البريفة من أله الصيحابة 


وفسقه وفجورهء ثم عدّه في جملة الصحابة ققد استهان بهم . 4 


ما من سمع لَعْن النبي يكِدٍ له وإخباره بأنه يموت على غير ملته وأنه 


١ 


في تابوت من نار مقفل عليه » وأمره يدِةٍ بقتله وأنه هو الذي قتل 
الحسن ابن رسول الله كَل ثم عدّه من المسلمين فهو منافق فاجر 
مثله مكذب لخبر الله ورسوله تل ومُرْرٍ بالصحابة الأنصار 
والمهاجرين - يد أجمعين - 

ومنها محبته للصوفية وأهل الله كافة» وتعظيمه لجنابهم » وبغضه 
لأعدائهم ولو بلغوا في العلم ما بلغوا سواء كانوا من المتقدمين أو 
المتأخرين » فإن كل عالم لا يعظم الصوفية فعلمه وبال عليه وسبب في 
جرٌ الضلال إليه؛ فتراه لا يحب أمثال ابن الجوزي والقرطبي صاحب 
التفسير» وأمثالهما من الفقهاء الذين طمس الله بصائرهم وفتنهم في 
علمهم وغَدّهم بما عندهم وحرمهم بركة الاعتقاد والتسليم لأهل الله 
فكانوا بشر حالة في الدنيا وما أراهم في الآخرة من السالمين » أما مثل ابن 
تيمية فهو عدو الله ورسوله مُجرمٌ خبيثٌ ضَالٌ مضل لم يقتصر عدو الله 
على بغض الصوفية بل أبغض إلى قلبه الفاجر منهم آل رسول الله َكل 
وأولهم وأشدهم ثقلا على قلبه علي بن أبي طالب - عليه السلام - فثيت 
نفاقه بنص الحديث الصحيح المخرج في صحيح مسلم أنه لا يحب عليًا 
إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق» فمن سكّاه بعد هذا بشيخ الإسلام فهو 
منافق ضال مثله, قبحّه الله . 

ومنها أنه جبل على الصدق من صغرهء فكان ولا يزال أبغض شيء 
إليه الكذب حتى في المزاح » ويحتقر لذلك كل كذاب ولو مازحاء ويرى 
أنه ما كذب إلا من مهانة في نفسه وسقوط في أخلاقه » وهذا خلق جبل 
عليه من صغره وزاده رسوحًا فيه كون والده حدَّره يومًا من الكذب وتلا 


١5١7 


عليه قول الله تعالى : إَِّمَا يَفْترى الْكَدِبَ ألْدِينَ لا يؤْمبُو يات 
أ [النحل : ٠١٠٠ع‏ وقول النبى يف «الكذب مجانب للإيمان) ؛ 
فبقيت الآية والحديث يترددان فى فكره ويستحضرهما كلما علم من أحد 
2 كذبة . 

ومنها الأمانة وعدم الخيانة فى شىء من الأشياء كيفما كان» وهو مما 
امتاز به عن كثير من أهل بيته وقرابته . 
ولا يفهم للبخل والحرص معنى » وأخباره في هذا كثيرة وقضاياه متعددة : 
ولا أظن أن أعداءه وحُسَاده يمكنهم أن ينكروا هذا على شدة حرصهم 
على إنكار كل فضيلة خصّه الله بها . 

ومنها أن الله تعالى لا يحب منه الاقتصاد فى النفقةء وكل ما 
يح إل الحرص والبخل بصلة» فتجده كلما أراد أن يقتصد لا 
بخلاً ولكن تمشيًا مع الحال» أتاه الله تعالى بما يحمله على النفقة 
انط نا .وريها افيه بأنا ,سلطة غلق نا "قن لاك وعياءا عضر لا 
يدخر شيئًا . 

ومنها تسهيل الرزق وتيسيره من غير تعب ولا كبير عناء» وأن الرزق 
لا يأنيه إلا من حيث لا يعلم » كما قال النبي يه « أبى الله أن يرزق عبده 

ومنها أن الله تعالى طهره من داء الحسد » فلا يعلم من نفسه منذ عقل 
يعينه من شماله أنه سك مخلوقا على تعمة جليلة كانت أو حقيرة حسية 


1١ 717 


كانت أو معنوية قريًا كان أو بعيدًا كبيرًا أو (قريئ/” ' أو صغيرًا» وهو خلق 
مما انفرد به عن مَل أهل الوقتء والحمد لله على عظيم فضله . 

ومنها التواضع وعدم التكبر على عباد الله لا في النفس والاعتقاد ولا 
في المعاملة مع الخلق» حتى إنه لا تسمح نفسه أن يسلم يده لأحد يقبلها 
ما لم يُقبّل هو أيضًا يده أو رأسه سواء كان من الأغنياء أو الفقراء» إلا أن 
الأغنياء قد يقابلهم ظاهرًا بمثل مظهرهم عملاً بقول بعض السلف الصالح 
وأظنه الثوري - وقد سكل عن حقيقة التواضع - فقال : هو التكبر على 
الأغنياء» مع حديث ( من تواضع لغني لغتأه ذهب نصف دينه ) . 

ومنها تعظيم الفقراء لذات فقرهم وعدم النظر إلى غِنى الأغنياء بل 
وعدم احترامهم مطلقًا إلا إذا كان فيهم من معنى الفضل والدين ما يوجب 
احترامهم » وهذا على خلاف ما عليه جل أهل الوقت بل وما مجبل عليه 
جل الخلق . 

ومنها التصديق وحسن الظن بالناس والاغترار بظواهرهم ؛ وهو ملق 
طبعي فيه حاول التخلص مه مرارًا عديدة لكثرة ما وصله من الإذاية 
والضرر بسبب تحسين ظنه بالناس» فما أفلح ولا أنجح ء بل ذلك جبلَيَ 
طبعي فيه ء بحيث يصل به أحيانًا إلى درجة الغفلة » ولله في خلقه شؤون » 
فلا يدخل تحت العدٌّ والحصر ما ناله من الناس بسبب حسنه ظنه بهم 
وحمل أمرهم على الصدق قياسًا على نفسه وتصديقًا لقولهم أو ظاهر 


. ب »: قرييًا‎ ١ في‎ )١( 


١78 


حالهم » وشرح هذا يطول جدّاء ومع ذلك فهو بحمد الله تعالى على هذا 
الغاق رعفا على .ذا يلتحقة تن الطوى ينسيية لآأذذارله تعالق نيقول :38 الع 
ع بالعيدق وَصَدَّفَ ب وليك هم الْمنّقَو * [الزمر: ”م فمقام 
التصديق شأنه عظيم » ووصف الاغترار من علامة الإيمان كما روى 
البخاري في الأدب المفرد وأو داود والترمذي والحاكم والبيهقي في 
السئن وآخرون بسند صحيح من حديث أبي هريرة له عن النبي وَل 
قال : « المؤمن عت كريم والفاجر حت لثيم ) » وأما حديث « المؤمن كيسٌ 
فطن حذر» فموضوع مكذوب على رسول الله يليْهّءِ وضعه سليمان بن 
عمرو النخعى أحد كبار الكذابين الوضاعين . 

ومنها سروره بالطاعة إذا أجراها الله على يديه وحزنه بالمعصية إذا 
صدرت منه بنسبة الطاعة إلى الله تعالى ونسبة المعصية إلى نفسه. وقد 
قال النبي يك : من سته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)» حمق الله 
ذلك بمنه . 

ومنها نسيان كل ما أجرى الله على يديه من الخير والطاعة » فلا يبقى 
في ذهنه شيء من ذلك » وعدم نسيانه لما صدر منه من القبائح والجرائم 
مما يرجو الله من عظيم كرمه وفضله أن يسامحه ويغفر له . 

ومنها عدم اعتماده على طاعته أو على خخير أجراه الله على يديه ألبتة» 
بل اعتماده على مجرد فضل الله تعالى الذي هو خالق الخير والطاعة 
وتحققه بذلك تحققًا لا تردد فيه » فهو إذا أجرى الله على يديه شيًا فإنما 
يأتيه فيما يقصده امتثالاً لأمر الله تعالى وقيامًا بالشكر له على ما أنعم . 


10 


ومنها عدم المنة على مخلوق أجرى الله تعالى له خيرًا أو أوصله إليه 
على يديه مع عداوة جل بل كل من أوصل الله تعالى له على يديه نفعًا لا 
في القول ولا في النفس والاعتقادء بل ينسى كل ذلك ولا يبقى يجري 
بخاطره منه شيء . 

ومنها كترة حسدته وأعدائه بحيث لا يُعلم في وقته مَنْ كثَّر الله 
حسدته وأعدائه بدون موجب ولا سبب ظاهر ولا خفي مثله مع كثرة 
المحسودين في الدنيا . 

ومنها كثرة وقوع الحسدة والأعداء فيه» واشتغالهم به ووقوعهم في 
عرضه بما يعلم الله براءته منه بل وبما لا يخطر له على بال حتى يبلغه 
عنهم » وذلك مما يرجو الله تعالى أن يكفر به سيئاته ويثقل به ميزان 
حسناته ويحفظه من مقابلتهم بالمثل والوقوع في عرضهم إنه جواد كريم . 

ومنها أن نعمه مكفورة» فلا تصل إلى مخلوق نعمة على يده أو 
بواسطته إلا وكان جزاؤه منه الكفران ثم الإذاية البالغة والعداوة المفرطة ‏ 
وبسبب كثرة النعم التي أجراها الله تعالى على يديه كثر أعداؤه الذين لا 
يعلم موجبًا لعداوتهم إلا النعم الواصلة على يديه إليهم » بل يكاد يجزم أن 
هذا مما انفرد به في الدنيا من مشرق الشمس إلى مغربها بعد والده فإنه 
كان كذلك » ولكن لم يبلغ عشر معشار ما ابتلي به هو من ذلك» فإنه لا 
يوجد قطعًا مخلوق أحسن إليه فشكر نعمته ولم يكفرها وقابل إحسانه 
بالجميل ولم يعدل عنه إلى العداوة والخيانة لا فرق في ذلك بين القريب 
والبعيد والصالح والطالح» حتى إخوانه أشقاؤه فقد بلغ إحسانه إليهم 


15٠ 


وتفضله عليهم ما لم يبلغ إحسان والدهم إليهم» بحيث لو أراد مقابلة 
ذلك وشرحه وتفصيله لطال المقام ووقع الإحجام والإلزام » فكان جزاؤه 
منهم ما يُستحى من ذكره » بل ما مقتهم معه ومن أجله حتى كبار أعدائه 
من الأباعد المسلمين والكفار والكبار والصغار» فالحمد لله على ذلك » 
فقد روى ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق والحاكم في المستدرك من 
حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله علي قال : « المؤمن 
مكفر» » وعند ابن أبي الدنيا في المكارم أيضًا عن النبي 5 أنه قال : 
«رحمة الله على المكفرين)» فنسأل الله تعالى أن يمنّ علينا برحمته 
ويثبت لنا وصف الإيمان بفضله ومنته أمين . 
ومنها أن الله تعالى عوّده أنه ما وقع في ورطة إلا وأنقذه منهاء ولا 
نزلت به شدة إلا وعجل له بالفرج منها من يوم كان صغيرًا في سن التمييز 
إلى وقته هذاء وقد كان مرة وهو صغير يلعب في بستان منفردًا عن أهله 
بجنب بركة كبيرة من ماء فزلقت رجلاه وسقط في البركة وغطس فيهاء 
ثم حمله الماء وظهر فوقه» فبعث الله امرأة في الحال جاءت إلى ذلك 
الموضع لا لقصد شيء فرأته وكان قد غطس مرة أخرى فدخلت البركة 
وأخرجته وقلبته في الحال» فصار ينزل ما دخل بطنه من الماء الذي كاد 
يقتله » وخلّصه الله من الموت . 
ووقائعه في هذا حضرًا وسفرًا لا يمكن عدّها لكثرتهاء وآخرها أنه لما 
دخل السجن بسبب إرادته لمحاربة إسبانيا والسعي في ذلك » وحكمت 
عليه المحكمة الدولية بثلاث سنين ونصف سجنًا مع خمسين ألف فرنك 
غرامة » طالبت إسبانيا بسجنه عندها على حسب القوانين المقررة عندهم » 
١4١‏ 


فهِيأً الله من الدول من عارض في ذلك وأمر بسجنه على يد فرنساء 
فحصل التوافق بينهم على ذلك » ولو سل إلى عدوته لحصل له من الإذاية 
ما لعله يتلف معه من الضرب والتعذيب كما فعلوه مع غيره ممن هو في 
عداوتهم دونه» ولما نقل إلى داخلية المغرب هيأ الله له مكانًا سجن فيه 
لاون كل تبكر فطه رمكل انر وق الفرويية م نإلة أنه ل يكاد ارود 
الحياء والمروءة والتواضع وحسن الأخلاق وجميل البرء فكان يأتي إليه 
من النفوية و انر الكتفبا هالو كان عية بر كا لها الها ليا 
استطاع أن يأتي بأكثر من ذلك » حتى كان يقبل يده أحيانًاء ويخدمه في 
المنزل من كنس المحل وإصلاح كل ما يحتاج إلى إصلاحه » وريما تعب 
فى ذلك غاية التعب وهو برتبة عسكرية ممتازة » بحيث ما كان يعد نفسه 
سجيئًا إلا يوم الل الذي كان يغيب فيه للراحة» ويأني غيره بدلهع 

ثم لم يستمر على ذلك إلا سبعة أشهر ثم نقل إلى مدينة آزمور» إلى 
من الحرية والخروج في أي وقت أراد . 

ومنها عدم حبة للتوسع في الماكل والمشارب والملابس واقتصاره 
الملابس الفاخرة الحسنة التي يلبسها أمثاله من أهل العصر كما يستحي 
من خخروجه عريانًا أو فى ملابس ركة للغاية بدون فارق أصلا . 


1١5 


على نفسه بحيث إذا ورد عليه ضيف وهو غير مستعد وليس عنده من 
الطعام إلا ما يكفيه قدّمه للضيف وتكلف له على قدر المستطاع» ولا 
يضجر من كثرة الضيوف الذين لا يخلو منهم منزله غالبًا حتى أيام 
اعتقاله . 

ومنها عدم اغتراره بالكفار وتصديقه لهم فيما يقولون أو يعدون به 
الصدق والعدل مع المسلمين » ويعتقد أن المسلمين لا ينالون حقوقهم إلا 
من الأبواب التى جعلها الله لذلك . 

ومنها بغضه للجرائد والمجلات وعدم قراءتها لأنها السبب الأعظم 
في نشر الضلال والزيغ والإلحاد بعد المدارس التي هي أساس ذلك» 
والتى جب الكفار أمورًا عديدة للقضاء على الإسلام والمسلمين 
قطع الله دابرها ودابر أهلها والمجندين لها ولعنهم وأنزل بهم أليم عقابه . 

ومنها أن الله تعالى أنعم عليه بنلاث حجات وخمس عُْمَر وزيارة النبي 
يديد أربع مرات والخامسة وهو صغير مع والده» ولا يزال يرجو من الله 
تعالى الزيادة » حقق الله رجاءه» وقد حقق'" الله ذلك بزيارة سادسة عقب 


هذه الجملة وما بعدها خطها] المؤلف بخط جديد. 


الخروج من الاعتقال سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف مع عمرة أيضّاء 
فالحمد لله على فضله ونرجو منه سبحانه المزيد إنه كريم وهاب . 

ومنها أن الله تعالى عوّده إجابة الدعاء » فما دعا الله لأمر إلا توف 
الإجابة في الحال» وبقي ما يرجو من الله تعالى الإجابة فيه » والكريم لا 
يقطع بره وعوائده . 

ومنها رؤيته للنبي كل مرارّاء ورؤيته للحق تعالى مرتين . 

ومنها كثرة المبشرات التي رأها أو رؤيت له بحيث زادت على 
المائتين من نحو حمس وتسعين نفساء بل بلغت المائة من أهل المشرق 
والمغرب » حقق الله ما بُشر به آمين . 

ومنها ثناء الصالحين أهل الكشف عليه» والإخبار عنه في غيبته 
وحضوره بما يرجو الله أن يحققه ويكبتٌ به حسدته وأعداءه » ولو تعرض 
لكتب ما سمع من ذلك مع الميشرات المنامية لكتب من ذلك ما يملا 
عشر كراسات أو يقاربها . 


[قاعدة في العمل بحديث «استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك »] 


ومنها صدق رؤياه غالبًا إلا إذا أحطأ فى تأويلها إفإنه ما يكاد يرى شيئا 
إلا ويتحقق,» وكذلك ما يكاد ينزل عام إلا ويرأه)!") قبل ذلك غالبًا . 


ومنها سرعة إدراك خاطره للأمور قبل وقوعهاء وما اختار شيعًا إلا 


.) ب١ العبارة ما بين القوسين ساقطة من‎ )١( 


١ 


وكان الخير فيما اختاره 507 حتى إنه إذا خالف أول خضرام 
عمل يإشارة غيره يقع في المحذور» حتى إن بعض أهل الكشف أرسل 
إليه مرة يقول له : لا تعتمد إلا على ما يُلقَى إليك فإنه الذي لك فيه الخيرء 
وإياك أن تعمل بإشارات الناس فإنه لا خير لك فيهاء وهذا يصدقه 
الحديث الصحيح وهو قول النبي كَكئِةٍ : « استفت قلبك وإن أفتاك الناس 
وأفتوك ) » ولكن ليس كل القلوب (يكون مصيبا) ' في الإفتاء » فالخطاب 
لمن هو صادق القلب » كما أن الاستشارة لمن هو ليس كذلك » وليس 
هذا من التكاليف التي يستوي فيها الجميع بل من الأمور التي خاطب 
الشارع بها كل صنف على ما يليق به» فلقوم الاعتماد على قلوبهم عملاً 
بحديث «(١‏ استفت قلبك )»2 ولآخرين الااستشارة والأخذ برأي الغير عملا 
بالوارد في ذلك”” . 


. في (ب): تكون مصيبة‎ )١( 

)١(‏ وهو متجهء ولا يقلل منه كون بعض تلامذته يحكون قوله ‏ رحمه ايله - : «أنا لا 
أسعد بالمشاورة » في معرض اللوم والاستهجان » لمخالفته الأولى من حديث أنس 
هه قال : قال رسول الثه تَكِةِ : وما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال 
من اقتصد 4ء رواه الطبرانئ في الصغير )98٠0(‏ والأوسط ١/ل/6‏ 017 . 
ووجهه أن المؤمن إن صدق مع الله أورثه الله بصيرة يميز بها الحق وبها يهتدي» 
فكيف بمن غعذي منذ نشأته بمحبة الله ورسوله يَكَلِةٍ فتفتقت أنوار النبوة بين جنبيه» 
وتنشّأ مُْذ فُطم على بغض الدنيا فكانت لا في قلبه بل بين يديه .؟ 
فحري بمثله أن يكون صادق القلب تنقيا متنعمًا بنظر الله إليه» ومن نظر الله إليه 
فقد سعد وفازء فهذا الصنف هو الذي لو اعتمد في الغالب على ما يلقى إليه 
مصيب بإذن الله » ولو عمل يإشارة غيره قد يخيب . 2 


ه غ ١‏ 


ومنها الصراحة والصدع بما يعتقده الحق وعدم المداراة في ذلك 
ومراعاة خواطر الناس ومحبتهم واحترامهم أو بغضهم وعداوتهم . 

ومنها دعوته إلى العمل بالدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله كك 
ونبذ التقليد وطاعة العلماء فيما أخطؤوا فيه وخالفوا فيه صريح الدليل» 
وحرصه على نشر ذلك بين الناس » ومناظراته فيه» ومخالفته فيه لأهل 
اناق ا جروا» ره أجل المح لماي برقي لا از من القليل كما قال 
تعالى : إلا الي ام وَعَمِنُوا ألصَلِحَت وَقَيلٌ مَا هم [ص: 54]» 
وقال تعالى : «#وَقَليلٌ مَنْ عِبادِفَ الشَّكُورٌ # رسباً: »]1١‏ وقال تعالى : 
ولك أكْثْر ألتَايين لا يَْلَمونَ4 [الروم : 1]» فهذا خبر الله وشهادته أن 
أكثر الناس جهلة كافرون بنعم الله عليهم غير مؤمنين ولا صالحين» فمن 
زعم بعد هذا أن كل المتظاهرين بالإسلام من المقلدة على الحق فقد 
56 خبر الله تعالى لوكي ومن يفعل ذلك فهو كافر ياجماع 
الع لمن 

ولأجل هذا عاداه علماء قطره ونفروا منهد» فحمدا لله تعالى على ذلك 
وعلى كونه من الغرباء الذين قال عنهم النبي ييه : ( بدأ الدين غريبًا 
وسيعود غريبًا كما بدأ» فطوبى للغرباء الذين يحيون من منتي ما أفسد 
الناس ) . فعبّاد مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد في الدنيا كثيرون» 


وعبد ادله وحده ‏ الذي لا يشرك في الطاعة معه غيره - غريب بينهم كما 


للاستيداد والاستقلال بالرأي . 


١55 


قال مولانا رسول الله ككَهِ وعبّر عنهم أيضًا بالطائفة المنصورة » فقال : 
خذلهم ) » يعني من المقلدة الذين اتخذوا أحبارهم وأئمتهم أربايًا من دون 

ومنها عدم التعصب لشيء إلا للحق والرجوع إلى ما ظهر له أنه 
الواجب على كل عالم » بل على كل مسلم . 

ومنها بغضه للرياسة ونفوره من المظاهر التي يتقدم فيها على الخلق حتى 
إنه يترك شهود الجنائر والجمعات وغير ذلك (فرارً)"'' من هذا المعنى . 
شأنه في ذلك وجلَّت مرتبته» بل إذا أحبٌ لا يحب إلا لله » وإذا عظم 
من لا يعتقد فضله لأجل غرض أو مصلحة دنيوية قط . 

هذا ونِعَمُ الله على العبد يعجز عن عد عشر العشر من جزء من مائة 
ألف جزء منهاء فلنكتف بهذا القدر ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لشكر 


)١(‏ فى ١‏ ب » : مرارًا. 


فصل 
[بعض القصص والنوادر العجيبة التي تعرض لها في حياته] 


زقصته مع الشاب الهددي] 

ولما كان بالقاهرة ذهب يومًا في ليلة من ليالي رمضان لزيارة بعض 
أصدقائه برواق الحرمين من الأزهرء فوجد عنده شابًا هنديًا لا يتجاوز 
العشرين من عمره» فأخبره صاحب المنزل بأنه هندي قدم من الهند 
ماشياء وأن اسمه اقتخار حسين » فجعل يتحدث مع الشاب وصار الشاب 
يلقي عليه أسكلة في التصوف » فرأى منه في أول الأمر كأنه من شباب 
العصر المعترضين على الصوفية » فصار يجيبه ويبين له الحق فيما سأل عنه 
وهو يجادل وشاوض كي وحوض أناء السناظرة القن كن خاطره أن العدانت 
سور أن رن سق الأبدال عرد عا خط لهذا قال له الات نا 
معنى الأبدال ؟ ومن هم الأيدال ؟ ثم قلب المذاكرة من انتقاد واعتراض 
إلى كلام في المقامات والأحوال» فأتى بما يستغرب» ثم قال له 
مكاشمًا : إن والدك من أهل الله وأنت ستكون فيما بعد من أهل الله » وأنا 
ذهبت إلى زاويتكم بطنجة وأعرف من نعتها كذا وكذاء مع أنه لم يذهب 
إلى المغرب » فدهش لحاله وأخحذه معه إلى منزله ولازمه مدة شهر 
رمضان » فكان وهو معه في المنزل لا يتكلم إلا في المقامات العالية من 
أحوال العارفين وكبار الصوفية » وإذا خاض الحاضرون في كلام من أمور 


١8 


الدنيا سكت أو قام يصلي في جانب الغرفة إلى أن يتتهوا من حديثهم ثم 
يعود إلى المذاكرة» وكل قليل يخلل مذاكرته بإنشاد بيتين في الحضرة 
النبوية » ويقولهما بصوت مطرب شجي وهما : 
بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله 
حسنت جميع خصاله صلوا عليه واله 
ثم يشرع في الكلام على الحقيقة المحمدية فيأتي بالعجائب » ثم بعد 
انتهاء شهر رمضان بقليل غاب ولم يظهر له أثرء فكان من أعجب عا رآه 
في حياته . 


زنوادرة فى أسفاره لمكة والحجاز] 


ولما حج سنة ست وخمسين» بينما هو قاعد في مقهى يشرب 
الشاي » والمقهى أمام المسجد إذ قدم عليه رجل فققال له “أن لين هذا 
مجلسك بل مجلسك في المسجد »ء فقال له : نعم » بيد أن المسجد غير 
مفروش وطول الجلوس على الرطوبة يضر بي جدًاء فأنا أجلس هنا انتظارًا 
لوقت الصلاة» فإذا وصل دخلت للصلاة» فقال له : فنعم إِذَّاء ثم جلس 
معه قليلاً وقام فجلس أمامه في عرض الشارع » فم صائد سمك يحمل 
نوعًا غريئكا من السمك ما رأه قطء فقال في نفسه: يا ترى ما اسم هذا 
السمك عندهم ؟ فبمجرد ما خطر له هذا نادى ذلك الشخص من عرض 
الشارع رجلا إسكافًا أمامه وقال له : هذا السمك اسمه كذاء فعجب في 

'نفسه وقال : هذا اتوي 0 الله . 
١.‏ 


رجوعه من الحجاز بقصد الزيارة إذ مر به ذلك الرجل يملابس أخرى 
وهيئة أخرى غير السابقة » فنظر إليه نظرة شديدة ولم يكلمه ولا سلَّم عليه 
وانصرف . 

ثم لما حج سنة ثمان وستين جلس في تلك القهوة بجدة أيضًا وقال 
في نفسه : لعل ذلك السيد توفي إذ لم أره » فبيدما هو كذلك إِذ سلم عليه 
وجلس معه يحادئهء وأخبره بأنه مغربي الأصل وأنه شريف وراني » 
وطلب منه أن يزوره في منزله» وأعطاه عنوانه » وفي اليوم الثاني عزم 
على الذهاب إليه» فبمجرد أن قام وجده قادمّاء فجلس معه في تلك 
التقهى. وعرلق بيدا كزة قال :0 إذا كيت ل «الكرم كشال 
الله تعالى الذرية» فقال له: أو نسأل الله ما هو أحسن من الذريةء 
قال: وما هو؟ قال : معرفة الله تعالى » فال له : أنت من كبار العارفين 
فلا تحتاج إلى سؤال المعرفة» ولكن اطلب الأولاد؛ فلما ذهب إلى 
مكة بينما هو واقف يومًا في المسعى إذ سلم عليه ذلك السيد وهو 
محرم فقال له : أين مجلسك من الحرم حتى أزورك فيه؟ فقال له: في 
الموضع الفلاني عن يمين زمزمء فقال له: ذلك محل جلوس 
الأقطاب » ولم يره حتى نزل إلى جدةء فجاء إليه أيضًّا فقال له : اذهب 
نصرك الله » وانصرف ولم يفهم معنى هذا الدعاء, حتى وقعت القضية 
عقب ذلك واعتقل وحصل في القضية لطف كبير وانتصار على أعدائه 
حيث لم يسلّمٍ إليهم للتصرف فيه . 


[أحواله مع الشريف أحمد بن إدريس الدبّاغ] 

وحدّثه الشريف العارف بالله مولاي أحمد بن إدريس الدبّاغ بعد أن 
شاهد منه كرامات ومكاشفات وذلك في سنة ست وخمسين بمدينة فاس 
قال: كنت ساكنًا بمدينة مراكش» فصليت يومًا بالمسجد وخرجت » 
فصادف خروج رجل غريب أشيب رت الهيئة» فلما خرج نظر إلى 
وانصرف » قال : فبمجرد ما نظر إلى أخذ لَبِي معه وتعلّق قلبي به » وذهيت 
إلى منزلي وأنا في حالة انقباض » ثم ازداد الحال معي حتى صرت أبكي 
ولا أجد شهرة إلى الطعام ولا إلى غيره تعلقًا بذلك الرجل . 

ومضى على هذا ثلاثة أيام حتى بدا علي أثر التغير فقابلني صديق لي 
ورأى علامة الكآبة والحزن علي » فسألني فأخبرته ووصفت له الرجل» 
فقال: ذاك رجل صالح غريب ولي به معرفة وسأكلمه في شأنك» قال : 
فذهب إليه وكلمه فوعده بالاجتماع في المسجد المذكور وقت الصلاة» 
فذهبت واجتمعت به وحكيت له ما وقع وما قاسيته من أجله في هذه 
المدة» فقال ات قاسيت من أجلي هذا في ثلاثة أيام ولكن أنا 
قاسيت من أجلك ما هو أعظم » فإني كنت شيخ الطريقة القادرية بيلدي 
طرايلس الغرب » ولي فيها أتباع وشهرة كبيرة » حتى إن الحكومة التركية 
كانت أحيانًا تستعين بي في الإصلاح من شأن بعض القبائل » ثم ورد علي 
الأمر بأن : اخرج عن هذا كله وتوججه إلى مراكش ديك : وهذه مدة - 
لا أدري قال سنة أو سنتين - وأنا في انتظارك » قال : فطار عقلي فرعحاء 
وأسلمت إليه نفسي للتربية» فقال لي - من جملة ما أمرني به - : أحبك 


١6١ 


أن لا تفعل شيمًا ذا بال إلا بعد استشارتي » قال : فقلت له : وأين منزلك 
حتى أقدم عليك لأستشيرك ؟ قال : لا عليك في ذلك » فأنت كلما عزمت 
على ذلك وجدتني أمامك قال: فكنت إذا عزمت على شيء أو أمرتني 
والدتي بشيء أخرج قاصدًا استشارته فأجده عند الباب واقمًا ويقول لي 
قبل الكلام معه : افعل أو لا تفعل قال : واستمر الحال معه على ذلك نحو 


م 


وعزمتٌ يومًا على إكرامه بمنزلي » وقلت لوالدتي : هيثي لنا طعامًا 
جميلا فإن أستاذي وشيخي قادم علي » ورأت مني فرحا واهتبالاً بشأن 
الرجلء قال : فلما دل الدار ورأت رجلا ذا هيئة رئة للغاية صارت تبكي 
وتلطم وجهها وتقول : إن ابني جُن » كيف يتخذ مثل هذا شيحًا ويخدمه 
ويهتبل به ويفرح هذا الفرح ؟ فطمأنتها وذكرت لها من كراماته ما سكن 
معه حالهاء قال : وكان هذا السيد يتعاظم عليئ أحيانًا » حتى إني رأيته 
يومًا جالسًا في حانوت حداد » فبمجرد ما وقع عليه بصري وأنا في عرض 
الشارع خلعتٌ نعالي وصرت أمشي حافيًا حتى انحنيت أَقبْل قدميه في 
دكان الحداد الوسخ بالفحم والرماد وأنا بملابسي الجميلة الحسنة » قال : 
وهو لا يلتفت إلي ولا يرفعني عن قدميه » ثم قمت وانصرفت » وحصل له 
على يديه الفتح » قال : وعند إرادة الانصراف قال له : إنك في سنة ست 
وخمسين ستجتمع بفلان بن فلان الذي من نعته كذا ومن صفته كذا ومن 
مقامه كذاء يعنيني » وعظم من الشأن» وذكر مالا ينبغي التصريح به 
قال: ومن ذلك الوقت وأنا في انتظار سنة ست وخمسين حتى اجتمعنا 
الآن . 


١6 ؟‎ 


وكان هذا السيد ‏ أعني مولاي أحمد بن إدريس رحمه الله - وأنا معه 
بفاس كلما خخطر بالبال شيء كاشفني بهء ثم صار يبعث إلى بمثل ذلك 
وأنا بطنجة » حتى قال مرة للرسول : قل له أنا لا أفارقه لحظة واحدة » وأنا 
بين الرقعة والنعال من سباطه . 

وبشّره الشريف العارف بادله المجذوب صاحب الكرامات الكثيرة 
والمكاشفات المتواترة مولاي أحمد الطرواني بأمور كثيرة » ومن آخخر ما 
قال عنه : إن فيه تسعة وتسعين وليّا ورأسه كمالة الماثة . 

وتقدم أن والده قال له يومًا : لو حدثناك بما ستصل إليه أو بما سيكون 
لك لما احتمله عقلك الآن . 

والبشارات التي رآها في المنام أو رؤيت له تزيد على المائتين» ولكن 
حاله الآن بخلاف ذلك وبعيد كل البعد عما هنالك » بل أبعد مما بين 
الأرض والسماء السابعة » إلا أنه يرجو ادله تعالى أن يصلح الحال وينجزه 
ما وعده على لسان أوليائه وعباده الصالحين إنه جواد كريم رؤوف رحيم . 


ما عات عا 
7 2 2 


الباب الثاني 
أسانيدهم وترجمة 
ذكر مشايخه وأسان 
في 


ف ترجمته منهم 
من عر 


الأول 
[العلامة الشيخ محمد بن الصديق الغماري] 


والده (وستأتي ترجمته)”'' » فهو أول شيوخه وأقدمهم وأجلهم قدرًا 
وأعظمهم وأفضلهم وأعلمهم وأعرفهم بالله وأكملهم وأزهدهم وأورعهم » 
بل لا نسبة في ذلك بينه وبينهم » فهو في كل ذلك فرد زمانه وأوحد أهل 
عصره وأوانه كما ستعرفه من ترجمته» فبه كان انتفاعه وعلى تعليمه 
وتزييقة' كان اعتمادهء إذ متل. عرف يمينه. من شماله وهو .يغذيه. يلبان 
المعارف والعلوم ويدربه في ميدان التيقظ والتبصر والفهوم ء فكان لا يكاد 
يمر عليه يوم إلا ويذاكره مر ويعليهة زثواقق تعزن تراط الطهارة 
والصلاة إلى أعلى مقامات كمّل الرجال أهل الاجتباء والاصطفاء مع بيان 
أخلاق الشريعة المحمدية وآدابها المرضية وما ينبغي لكبار الرجال سلوكه 
فضلاً عمن كان مثله في سنهء بحيث ما بقي شيء من آداب الشريعة 
ومقامات الصوفية إلا وسمعه منه وأمره به وحنّه على سلوكهء وفي كل 
ذلك يذكر له تراجم الأولياء وحكاياتهم واجتهادهم في الطريق وشدة 
نفورهم من الدنيا وزهدهم فيهاء ثم يقول له: فهكذا يجب عليك أن 
تكون إن أردت أن يفتح الله عليك ويطوي لك الطريق » ويبعُضه في الدنيا 
قولا وفعلاً وهمة وحالاً» ويمنعه من التوسع فيهاء ولا يقبل أن يرى عليه 


)0 في (ب): الذي أفرد كر جمته بمؤلفين حافلين . 


شيًا من الملابس الحسنة أو يرى منه تشبهًا بأهل الدنيا أو مخالطة لهم 
ويشدد عليه في ذلك غاية» ويربيه على محبة الصالحين والفقراء 
وتعظيمهم وإجلالهم وعدم النظر إلى أهل الدنيا بعين الإكبار والإجلال . 

ويذكر له تراجم الحفاظ والمحدئين من أهل القرن الثاني والثالث إلى 
أن يختم له بأهل القرن الثالث عشرء بل وبمحدثي عصره» وكذلك 
الأئمة والفقهاء من سائر المذاهب » ويذكر له في كل مناسبة ومذاكرة 
حديئًا أو حديثين حعى حفظ من لفظه عدة أحاديث . 

وكذلك الفروع الفقهية على اختلاف المذاهب » بحيث كان كما 
تقدم أعلم من علماء الوقت بذلك وأعرفهم به وهو لا زال لم يطلب النحو 
ولا علوم الآلة» حتى كان يذاكره بعضهم في ذلك ويسمعون منه ما لم 
يعرفوه ولا خطر يبالهم إذ قصارى أمرهم كما هو معروف كتب الفروع 
وبعض علوم الآلة . 

وحضر دروسه في مختصر خليل بالمسجد الكبير وفي صحيح 
البخاري مدة تزيد على ثلاث سنين» وفي التفسير في الزاوية والمنزل » 
وفي التصوف في الزاوية وفي المنزل » بل ذلك هو الذي كان يسمعه منه 
في جل أوقاته» حتى صار بكثرة مذاكرته يطالع كتب الحديث والفقه 
والتفسير والتصوف فيفهمها ولا يصعب عليه شيء منهاء» وشرع في 
الجمع والتأليف وهو ما قرأ من النحو إلا القليل من الآجرومية على أستاذ 
القران في المكتب . 

ولقنه ورد الطريقة الشاذلية » وأمره بالمواظبة على قراءة حزب النووي 


١ مه‎ 


وحزب البحر للشاذلي صباحًا ومساءًاء وقال له : إن المواظب عليهما لا 
تصيبه عين ولا سحر ولا غيرهماء» خخصوصًا إذا كان يإذن» وقد أذنا لك 
في قراءتهما كما آذننا أشياخنا عن أشياخهم إلى الشيخين القطب الغوث 
سيل أبي الحسن الشاذلي » وبقية السلف المجمع على ولايته وعظيم 
قدره محي الدين النووي - رضي الله عنهما وعنك - » قال له : وحافظ 
عليهما حضرًا وسفرًا ولو كنت مارًّا بالطريق 

ولقنه لضيق الصدر كثرة الاستغفار والصلاة على النبي تكد ولو مائة 
في الصباح ومثلها في المساء . 

ولقنه للوحشة أن يقرأ آية الكرسي عقب كل صلاة عشر مرات وبعد 
صلاة الصبح والعشاء عشرين مرة وبعدها : ( اللهم إني عبدك ابن عبدك 
ابن أمتك في قبضتك ناصيتي بيدك عدل في قضائك ماض في حكمك 
أسئلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته 
أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن 
العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء همي وذهاب حزني ) ثلاث مرات » 
(وألم نشرح لك صدرك ثلاث مرات» والصلاة على النبي يكل ثلاث 
مرات)”” » قال له : وإن أمكنك أن تصل إلى ثلاثمائة » بين الليل والنهار 
من آية الكرسي فافعل ولابد ولا سيما في جوف الليل» وإن وقع ورأيت 
شيئًا فلا تخف » وإن قوي عليك ذلك فاشتغل بالصلاة على النبي عد 
حتى يزول ذلك . 


.) العبارة ما بين القوسين ساقطة من « ب‎ )١( 


١68 


وكان يذاكره أيضًا بمسائل الطب ويذكر له الأغذية النافعة والضارة : 
ويعيّن له ما يأكله وما يذره » ويقول له : أنت من طبيعتك كذا فلا يوافقك 
الطعام كذاء ويذكر له الأمور التي تورث الحفظ ويأمره بالإكثار منها 
والأمور التي توجب النسيان بالطبع والخاصية ويأمره بتجنبها . 

ويذكر له أصول الطبائع ومنشأ الأمراض وكيفية علاجها فصار له بصر 
بالطب مع ما كان يسمعه منه مما يصفه للناس من الأدوية . 

وكان يأمره بالبحث عن الكتب ويكلفه بشراءهاء ويذكر له الكتب 
النفيسة في كل فن من نحو ولغة وبيان وتفسير وحديث وفقه على 
المذاهب وتصوف وتاريخ وتراجم وغيرهاء ويصف له كل كتاب وميزته 
وما أثنى عليه به العلماء» حتى صار من أعلم الناس بالكتب وأعرفهم بها . 

ويذكر له تراجم علماء عصره من مشارقة ومغاربة ولا سيما المشاهير 
منهم » حتى كأنه عاشرهم وخالطهم وانتقل إلى أوطانهم من حجاز وشام 
ومصر وهند وغيرها . 

وهو أول من أرشده إلى معرفة السيد أحمد رافع الطهطاوي » فإنه بعد 
رجوعه المرة الأولى من القاهرة سأله عن شيوخه ومن أخذ عنهم فذكر له 
أسمائهم » فقال له : والسيد أحمد رافع؟ فقال له: ما سمعت بهء فقال 
له : إنه رجل محقق » فإني قرأت له كتاب ‏ كمال العناية في توجيه ما في 
قوله تعالى ليس كمثله شيء من أنواع الكناية » وكتاب « بلوغ السول في 
تفسير قوله تعالى لقد جاءكم رسول »» فعرفت منزلته في العلم وأنه علامة 
كبير ومحقق في فنونه» فإذا رجعت إلى مصر فلابد أن تزوره . 


وكان السبب في عدم سماعه به أولا أن السيد أحمد رافع كان معتزلاً 
في ببته لا يخرج إلا قليلاً ولم يصل الأزهر من سنة ثلاث عشرة وهي سنة 
وفاة شيخه الشمس الإنبابي إلى أن مات سنة خمس وخمسين . 

وبالجملة فإنه أخذ عن والده جميع ما يحتاج إليه إلا ما كان من علوم 
الآلة كالنحو والمنطق والبلاغة» وأما علم الكلام فإنه سمع منه فيه ما أغناه 
عن قراءة كتبهدء وكذلك الكثير من مسائل الأصول وقواعده والأصول 


الفقهية وأصول الاجتهاد, أما أسانيده فسيأتى بعضها عند ذكر بعض 
شيوخه؛ وقد جمع له فهرسة أعان الله على إكمالها بمنه آمين . 


١1١ 


الثانى 


[العلامة محمد بن جعفر الحسني الإدريسي الكتاني] 


الإمام العلامة المحدث الفقيه الصوفي العارف بالله أبو عبد الله 
محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع الحسني الإدريسي الكتاني الفاسي . 

ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وألف تقرييا» ونشأ في حجر والده 
وحفظ القرآن وبعض المتون المتداولة » وحضر على والده في النحو واللغة 
والفقه والحديث والأصول والتوحيد وغيرهاء وسمع عليه 59 أزيد 
من عشرين مرة » ولازمه وذاكره وانتفع به كثيرًا » وهو عمدته وإليه ينتسب 
كما قال هو عن نفسه . 

وأخذ أيضًا الحديث والأصول والمصطلح والمعاني عن أحمد”” بن 
أحمد بناني كلا وسمع عليه أوائل الموطل والكتب الستة والشمائل؛ 
وأحذ النحو والتصريف واللغة على محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن 
التاودي بن سودة » ومختصر خليل على عبد الملك بن محمد العلوي 


المدعَري الضرير وأحمد بن الطالب بن سودة وعبد الله بن إدريس 


)١(‏ أحمد بن محمد بناني الشهير بكلا لجريانها كثيًا على لسانه في التدريس » شيخ 
الجماعة في وقته» صاحب السند العالي » تخرج عليه العديد من فطاحل العلماء . 
توفي سنة 705١ه‏ ودفن بالقباب خارج باب الفتوح من فاس . 
انظر : الأعلام الشرقية (١/01؟)‏ وإتحاف المطالع (07/1) . 


١51 


البكراوي ومحمد بن عبد الرحمن العلوي المذغري» والنحو على 
التهامي بن أحمد الصقلي » والصحيح أيضًا على محمد”” بن المدني 
جَنُون » والنحو والفقه والحديث والبيان على محمد المدني بن علي بن 
علوة + وانتوط على حم ين تانق القاري #وسيع الصصيجين والفنا 
والشمائل وأوائل الكتب الحديثية والمسلسلات على على" بن ظاهر 
الوتري المدني - في قدمته الثانية إلى فاس - » وأخط عنه أيضًا مئن الكافي 
في العروض والقوافي » والمسلسلات الرضوية على محمد بن علي 
الحبشي السكندري لما ورد على فاس » والمسلسلات السندية على أبي 
جيدة ابن عبد (الكبي)"" الفاسي وغيرها عن غيرهم . 


)١(‏ محمد بن المدني بن على جنون (كنون) الفاسي أبو عبد الله » من علماء المغرب 
المبرزين» مفوّمًا» لكلامه تأثير في النفوس » له تشددات مع أهل الحقيقة إذ كان 
كثير الإنكار عليهم » غليظًا في ذلك » توفي بفاس .١ه‏ . 
انظر : سلوة الأتفاس (75/9 - 514”) » شجرة النور (479)» الأعلام (84/7) . 

(؟) محمد علي بن ظاهر الوتري (صاحب الوتريات في المدائح النبوية) الحسني النجفي 
المدني » مسند عصره» عمدة في علوم الرواية» دخل فاس مرتين» وكان الناس 
يتهافتون للأخذ عنه » له مسلسلات حديثية » ورسالة في الكلام على قول الغزالي : 
وليس في الإمكان أبدع مما كان 64ء توفي بالمدينة سنة 2.١739‏ 
انظر : الأعلام الشرقية (؟/13) » فهرس الفهارس »)/١/1(‏ والأعلام (701/3) . 

() في ( ب » : عبد الكريم » والمثبت هو الصواب : 
محمد بن عبد الكبير بن أبي البركات عبد الرحمن المجذوب الفهري الفاسي 
ابوجيدة . 
وقع في اسم أبيه عبد الكبير خلط وتخليط » فاسمه الأصلي عبد الحفيظ » واشتهر 
بعبد الكبير » كما كتبه هو أيضًا بنفسه» صاحب (تذكرة المحسنين يوفيات - 


١1 


المدني جَنُون فإنه لم يستجزهماء وأجاز له بالمغرب أيضًا أحمد بن 
بكر بن الطيب بن كيران . 

ورحل فاخذ بمصر عن محمد بن محمد المرغني وعبد الرحمن 
الشربيني وسليم البشري واحمد بن محجوب الرفاعي » وبالحجاز عن 
حسين بن محمد الحبشي وأحمد بن الحسن العطاس وأحمد الخضراوي 
وحبيب الله الهندي وأحمد بن إسماعيل البرزنجي وفالح بن محمد 
الظاهري وعيد الله القدومى ومحمد أمين رضوان وعبد القادر سلبى 
الطرابلسي وغيرهم ) وبالشام عن بدر الدين البيباني ومحملد سعيد الفا 
الأفغاني ومحمد أمين البيطار وغيرهم » وذلك في رحل متعددة » فإنه حج 
سنة إحدى وعشرين ودخل مصر والشام » ثم هاجر بأهله إلى المدينة سنة 
خمس وعشرين»ء وأقام بها سنة » ثم رجع إلى المغرب » ثم هاجر مرة ثأنية 
سنة ثمان وعشرين فأقام بالمدينة إلى سنة ست وثلاثين ححج فيها أربع 


- الأعيان وحوادث السنين)» توفي سنة 50؟١ه.‏ وقد تحرف اسمه في بعض 
المصادر إلى عبد الكريم وهو خخطأ نيه عليه الزركلي في أعلامه . 

أما أبو جيدة محمد (ابنه) فله 9 معجم الشيؤخ» و «المللات »» توفي بفاس سنة 
4ه 

انظر : معجم الشيوخ (5/5)» الأعلام (5/5١5؟)»‏ وإتحاف المطالع )584/١(‏ . 


١1 


والصحيح والهمزية والبردة » ثم حرج منها مجبرًا بسبب الحرب العظمى 
فسكن دمشق من سنة ست وثلاثين إلى أن رجع إلى المغرب في ربيع من 
سنة حمس وأربعين » وقرأ بالشام صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي 
وشمائل الترمذي وجملة من مسند أحمد وهمزية البوصيري . 

وكان بالحجاز والشام معظمًا محترمًا محبوبًا معتقدًا مقصودًا بالزيارة 
والتبرك والاستفادة من أهل القطرين ومن الغرباء الواردين عليهماء 
وحصلت له شهرة كبيرة وإقبال عظيم » وزاره الملوك والأمراء ورؤساء 
الدولة والأعيان والوجهاء» وهادوه وأكرموهء وكان للدولة التركية به 
اعتناء ولشأنه إعظام وإجلال وإعزاز وإكرام» ثم للدولة العربية بعدهاء 
ورحل إلى الأناضول ثم إلى مصر في سنة اثنتين وأربعين . 

وحضرتٌ درسه في همزية البوصيري بالمسجد الأموي. فكان 
يحضره جميع علماء دمشق الكبار والصغار» وما يتخلف عن درسه منهم 
إلا الشيخ بدر الدين: وكان طَليه إمامًا عالمًا عارمًا زاهدًا وركًا ناسكا 
خاسْعًا متواضعًا محبًا في العلم وأهله سيما علم السنةء عظيم العناية به 
صارفًا جل أوقاته في خدمته مطالعة وكتابة ومذاكرة وتدريسًا وتصنيقاء 
عاملاً بالسنة في نفسه وأهله وعياله » مقدمًا لها في الكثير على أقوال أهل 
مذهبه » إلا أنه لم تكن عنده الجرأة الكافية والشجاعة اللازمة لنبذ التقليد 
بالكلية » بل كان هيابًا للعلماء وقَّاقًا عند ما حدّوه وأسسوه لا يجترئٌ على 
مخالفتهم في شيء إلا ما وجد فيه مستندًا وسلمًا منهم يعتمد عليه » بل 
كان عتده ميل شديد إلى مذهب مالك واعتقاد لأفضليتهء مع إعظامه 
واحترامه سائر المذاهب واشتغاله بها وجمعه لكتبها واعتنائه بمطالعتهاء 


١ 5. 


بحرا في التصوف وأخبار العلماء والأولياء والصلحاءء يحفظ من 
كراماتهم وأحوالهم ما يملاً به المجالس ويعمر به الأوقات الطويلة » شديد 
التواضع» حسن الأخلاق» لين الجانب مع الكبير والصغير» معظمًا 
للزائرين له مكرمًا لهمء كثير البر بهم » وربما خدمهم بنفسه» سمح 
الكف عظيم الجود , مطعمًا للطعام » لا يخلو بيته من الضيوف. حسن 
الظن» كثير الاعتقاد؛ لا يتهم أحدًا في دعوى على أي حالة كانء 
ويقول : إن العبد يسكل يوم القيامة عن سوء ظنه بالعباد لا حسن ظنه بهم ء 
وَلوعًا بزيارة الأولياء » دائم الطواف على الأحياء منهم والأموات » يشدٌ الرحل 
البعيدة لزيارتهم » تقيّا نقيًا ورعًا » شديد الشكيمة في الدين » لا يعرف لهوًا ولا 
مزاحا ولا تساهلاً في أمر الله » تعتريه حدة وغضب إذا رأى ما يخلّ بالمروءة 
والدين » منوّر الوجه ‏ ذا سمت حسن ولين في الكلام » يُكثر الأنين والتأؤٌه 
والتفكرء له أذكار كثيرة يذكرها حضرًا وسفرا . 

طريقته الأصلية شاذلية درقاوية أخذها عن جماعة منهم مولاي 
عبد الرحمن بن الطيب بن مولاي العربي الدرقاوي ومحمد بن علي 
البوكيلي الكرمتي ومحمد بن على الحبشي السكندري وعلي شقور 
العلّمي وغيرهم » وهي عمدته وطريق أسلافه كما شافهني به» ولكنه كان 
يتبرك بالجميعء فأخذ الطريقة العلوية والخلوتيه والنقشبندية والناصرية 
والسعدية والريسونية والوزانية والصادقية والكرزازية والمرغنية والتجانية : 
ثم تاب إلى الله تعالى من هذه الأخيرة لأنه لا أصل لهاء وأذ طرقًا 
خاصة عن رجال أخذوها عن النبي كَكِةٍ من أهل المشرق والمغرب » 
وذكر أذكارهم . 


١11 


وأحذ علم الأسماء والأوفاق”" عن جماعة أكبرهم أبو عيد الله محمد 
الغياثي بفاس ولازمه كثيرًا وانتفع به وكان له تعلق بهذا الفن» لا يسمع 
بأحد يعرف منه شيعًا إلا قصده ولو كان من صغار طلبته» ويقال إنه أدرك 
التصرف بنوع منه . 

سمعته يقول : إنه وقع له مرة وهو بالطريق بين مكة والمديئة راكبًا 
على شقدف والسبحة بيده يذكر الله بها أن انفتحت له الطريق من محله 
إلى فاس حتى رآها كلهاء وكأن شيحًا لطيفًا واقف بإزائي يقول : ها هي 
الطريق سالمة ليس بها بأس فارجع إلى فاس» فالتفثٌ فإذا عن يميني 
شخص آخر حُيّل إلى أنه رسول الله يلل » فقلت : يا رسول الله أريد منك 
أن تذهب معي » فسكت ثم انجلى ما بي في أسرع وقت والسبحة لا 
زالت بيدي والذكر في لساني لم ينقطع . 

قال : وكنت مرة أذكر الله تعالى بضريح مولاي إدريس الأكبر فرأيت 
شيحًا لطيمًا وقف بين يدي» فقلت له : ما الذي قطع فلانًا عن الله ؟ ‏ 
وسميت بعض من كان في الوقت ينسب إلى الصلاح ويحدث عن نفسه 
بأشياء - » فقال : كثرة مزاحه مع الناس» وكان سؤالي له بلساني الذي 
أذكر به من غير قطع للذكر الذي كنت مشتغلاً به» وكل هذا في اليقظة 
لا في المنام . 


)3 يعرف أيضًا بعلم الجدول ) من فروع علم الحساب » مبتاه أن الحروف والأرقام لها 
انظر : مفتاح السعادة ومصباح السيادة (9/1/ا” - 7374) . 


وأنّف مؤلفات حسنة نافعة » منها : 
روشق أو نا الى تنصين الشارة النادل بالامتسارة: 
- الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر مناقب قطب المغرب وتاج مدينة 
فاس . 
مطبوع يفاس 
مرتتلوة» الأشاتى وتيف ادانة الااكنا ب نار لتر شرن قدلا وبر العتياء 
00 
ثلاثة مجلدات مطبوع بها أيضًا 
- إسعاف الراغب الشائق بخبر ولادة خمير الأنبياء وسيد اللخلائق . 
مطبوع 
- المنى وغاية السول بذكر معراج النبي المختار الرسول . 
- شفاء الأسقام والآلآم بما يكفر ما تقدم وما تأخر من الذنوب 
والأثام . 
- بلوغ القصد والمرام ببيان ما تنفر عنه الملائكة الكرام . 
- سلوك السبيل الواضح لبيان أن القبض في الصلوات كلها مشهور 
وراجح . 
- نظم المتنائر من الحديث المتواتر . 
الدعامة لأحكام سنة العمامة . 


١148 


- المطالب العزيزة الوفية في تكلمه عليه الصلاة والسلام بغير العربية . 
- نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللقام . 
نصرة ذوي العرفان فيما أحدثوه لذكر الهيللة من الطبوع والألحان . 
- الأقاويل المفصلة يبيان حال حديث الابتداع بالبسملة . 
- إرشاد العوام بما به العمل في الصيام . 
- الكشف والبيان لما يرجع لأحوال المكلفين في عقائد الإيمان . 
- رفع الملامة ودفع الاعتساف عن المالكي إذا بسمل في الفريضة 
خحروجًا من الخلاف . 
رفع الالتباس وكشف الضر والباس ببيان ما للعلماء الأكياس في 
بدا او اح رتكا رفوا ين اللي 
- إتحاف ذوي البصائر والحجا بما فيه في مسألة الحرير من السرور 
والنجا . 
دا الرسالة "الجتططرقة ليان #تديور تن البية المشرفة : 
- الرسالة المختصرة فيما لا يسع المحدث جهله من الكتب التي لها 
تقلق وازقاط ببالسنة المطهرية, 
الإعلام بما في المجانات”" المحلأت من الأحكام . 


الرحلة السامية إلى الإسكندرية ومصر والحجاز والبلاد الشامية . 


. المجانات : جمع مجانة » وهي ساعة اليد في عامية أهل المغرب‎ )١( 


- شرح ختم الموطا . 

شرح خحتم البخاري . 

داح حم م 

- شرح خحتم الشمائل . 

- شرح أول ترجمة من جامع الترمذي . 

- تفسير قوله تعالى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب 
الاية . 

- تفسير الإخلاص والمعوذتين . 

- حاشية على شرح ميارة الصغير للمرشد المعين. لم تكمل 

- أخرى على شرح الجامع المنسوب للشيخ خليل للتاودي بن سودة . 

لم تكمل 

- شرح على دلائل الخيرات . لم يكمل 

- تخريج أحاديث الشهاب للقضاعي . لم يكمل 

- شرح على أبيات العارف سيدي الحاج المفضل البقالي في طريقة خاصة 
الخاصة . 

- شرح كتاب السلطان مولاي الحسن العلوي. كتبه إلى بعض 
أشياخه بفاس . 

طب وفظية؛ 


١ 


مسلسلاات حديثية . 

رصالة فى آداب الدخول بالزوجة . 

أخرى فى البسملة على طريق الإشارة للجناب النبوي . 

- أخرى في الختم المحمدي . 

- أخرى في حكم الجمعة في حق من سافر دون مسافة القصر. 

نكوافية د عن آي إنينا يرون الله الندغتي بعدكي الرن اهل البيت 

- رسالة فيما يعمل عليه في رمضان من أقام ببلاد الكفار يتوالى فيها 
الغيم . 

- رسالة في حكم السيادة في اسم النبي كه . 

- رسالة في وجوب التناصر بين المسلمين على أعدائهم . 

رسالة فى حكم الاحتماء بالنصارى . 

- رسالة في تحريم تعاطي الأعفّاب الكبيقة: 

- رسالة في بيان حقيقة الخز وحكمه . 

- رسائل فى مسائل العيد . 

- رسالة فى سلب الإرادة وطريق القوم . 

- إجازة في نحو كراستين . 


إعلان الحجة وإقامة البرهان على منع شرب الدخان . 


١ 


- جلاء القلوب من الأصداء الغينية ببيان إحاطته عليه الصلاة والسلام 
بالعلوم الكونية . مجلدين 

- تنبيه الأغنياء والسادات على ما يجب عليهم وقت المجاعة من 
المواسات . 

- النبذة اليسيرة النافعة التي هي لأستار جملة من أحوال الشعبة الكتانية 


.اسم 


رافعة . 


وفي ربيع الثاني من سنة خمس وأربعين رجع إلى المغرب » وبمجرد 
قدومه افتتح يقرأ بجامع القرويين من فاس مسند أحمد » فكان يحضره من 
الخلق ما لم ير مثله بالمغرب ولا سمع به. 

ثم في السادس عشر من رمضان من السنة المذكورة انتقل إلى رحمة 
اللّه» ودفن بالقباب من فاس» ثم بعد دفنه بعشرين شُهرًا نقل إلى 
زاوية بنيت خاصة من أجله بداخل فاس » وذلك في فاتح جمادى الأولى 
سنة سبع وأربعين» وكان انتقاله في محفل عظيم» وجعلت له جتازة 
ثانية ؛ ولما فتح عليه وُجد جسمه كما هو لم يتغير منه شيء» وفاحت منه 
رائحة المسك . 


١7 


فصل 


أما والده ومحمد بن قاسم القادري وفالح بن محمد الظاهري 
ويوسف بن إسماعيل النبهاني فأسانيدهم مذكورة في أثباتهم المطبوعة » 
وأما الحفيد حمق بناني كلا فيروي عن عيد الغني الدهلوي صاحب 
القت المسمى :به اليائع «الجتنى + عن غابد الببندي'" “ضاحب: الثبت 
العنيك لاخطر الخنارد عع ضاك افد" وائعي» ابتك المتعى 
«قطف الثمر»؛ء ويروي بناني كلا أيضًا عن البرهان السقا بأسانيده 
المعروفة » وستأتي » وعن عبد السلام بوغالب عن الطيب بن كيران عن 
عمر الفاسي عن أحمد بن مبارك اللمطي عن المسناوي عن أحمد بن 
العربي بن الحاج وعن أبي سالم العياشي بما في فهرستيهماء وكلاهما 


)١(‏ محمد عابد بن أحمد بن علي بن يعقوب السندي الأنصاري الفقيه الحنفي » ولي 
قضاء زييد مدة ثم ولأه محمد علي لرئاسة علماء المدينة المنورة» فسكنها وتُوفي 
يها هر تيئر مؤلفاته : « حصر الشارد في أسانيد محمد عابيد ) « وطوالع الأنوار 
على الدر المختار؛» وله غيرهماء توفي سنة 581١ه.‏ 
انظر: فهرس الفهارس (١70/1١؟)‏ » الرسالة المستطرفة (14)» الأعلام (1/9/5) . 

(؟) صالح بن نوح بن عبد الله بن عمر القُلني المسوفي المالكي المدني » مسند عصرهء 
عالم المدينة المنورة وعمدتهاء كان ممن يشار إليهم بالبنان» توفي 8١؟١١اه.‏ 
انظر : قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثرء (ص١١‏ وما بعدها) 


رسالة دكتوراه تحقيق د. عامر حسن صبري . 


1١و‎ 


يروي عن عبد القادر الفاسي بما في فهرسته ‏ ويروي أيضًا - أعني بناني - 

وإدريس بن علي زين العابدين العراقي والطيب بن عبد المجيد بن كيران 

ثلائتهم عن التاودي بن ا بما في فهرسته . 

الناصري عن 2 العلاء إدريس بن محمد العراقي عن ان بن 
ويروي حمدود بن الحاج أيضًا عن ابي الفيض محمد مرتضى 

الزبيدي بما فى أثباته المتعددة . 


ويروي الوليد العراقي عن عبد القادر”” بن أحمد الكوهن بما في فهرسته . 


)١(‏ محمد التاودي بن محمد الطالب ين سودة المذي الفاسي القرشي أبو عبد الله » عمدة 
الأنام وشيخ الإسلام . أخذ عن محمد بن عبد السلام البناني ومحمد بن قاسم جسوس 
وغيرهما , وأخذ عنه خلق منهم : ابنه أبو العباس وأحمد » والطيب بن كيران وغيرهم . 
من مؤلفاته : حاشية على شرح صحيح البخاري وحاشية على الزرقاني » توفي سئة 
068 اها 
انظر : حلية البشر ١ 4٠85/7(‏ وما بعدها) وقد عين وفاته /01؟اه. 
وانظر أيضًا : الأعلام (37/5)» وإتحاف المطالع )//١(‏ . 

(؟) محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي » أيو عبد الله » صاحب ١‏ المنح البادية 
في الأسانيد العالية )» توفي بفاس سنة .١١14‏ 
انظر : شجرة النور (3*") » والمعجم الوجيز (1؟) » والأعلام (5/ 419 1917) . 

() عبد القادر بن أحمد بن أبي جيدة علي بن عبد القادر أبو محمد الكوهن » - 


١و7:‎ 


وأما محمد بن عبد الواحد بن سودة فيروي عن محمد بن عبد القادر 
الكردودي عن عبد القادر الكوهن المذكور. 


وأما احمد بن الطالب بن سودة فيروي عن محمد بن علي السنوسي 
بما فى أثباته الثلاثة . 


ويروي أيضًا عن مصطفى بن محمد الكبابطي عن علي بن 
عبد القادر بن الأمين عن الشهاب أحمد الجوهري عن عبد الله”"' بن سالم 


وأما عبد الله بن إدريس البكراوي فعن الوليد العراقي وعبد السلام 
بوغالب بأسانيدهما السايقة . 


- صاحب الثبت الشهير : (إمداد ذوي الاستعداد إلى معالم الرواية والإسناد ؛» وله 

غير ذلك . 

توفي بالمديئة المنورة سنة 14 6؟5١اه.‏ 

انظر : سلوة الأنفاس )١15/9(‏ وشجرة النور (ص59107©)» الأعلام (070/4) . 
)١(‏ عبد الله بن سالم بن محمد بن عيسى اليصري المدني » الإمام المحدث » مفخرة 

البلاد الحجازية وعمدتهاء أخذ عن أيه الشيخ سالم البصري وعيسى المغربي 

والشمس البابلي وغيرهم » وأخذ عنه من علماء الأقطار جم غفير» من مناقبه تصحيح 

الكتب الستة على رأسها صحيح البخاري الذي كتبه بيده وصححه في نحو عشرين 

سنة ع توفي بمكة اسنة /111714ها. 

انظر: تاريخ الجبرتي )١7/١(‏ أبجد العلوم »)١717/(‏ فهرس الفهارس /١(‏ 

ع وهدية العارفين .)4/8١/١(‏ 


وكلاهما يروي عن عابد السندي » ويروي د بن ظاهر أيضًا عن 
وعن البرهان السمًا 0 منة النّه ومحمد التميمى التونسى و(محمد)” © 
الكتبي المكي , والثلاثة الأحيرون عي 5 الكبير بما في ثبته . 
المعروفة » منها عن ثلاثة من أصحاب الأثبات وهم مرتضى”” الزبيدي 
وصالح الفلاني ايز الكبير . 


)١(‏ في وب ): أحمد. 

(؟) محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز السنباوي الشهير بالأميرء 
المغربي الأصل» صاحب الثبت المعروف ب 9 حلية البشر»» وله مؤلفات أخرى 
أكثرها حواشي وشروح» أشهرها ( حاشية على مغني اللبيب 4؛ و(الإكليل شرح 
مختصر خليل ؛ . 
توفي بالقاهرة سنة 575 ١ه‏ . 
انظر : فهرس الفهارس )97/١(‏ والفكر السامي )١0/4(‏ والأعلام (1/9/) , 

(”) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكزبري » محدث الديار الشامية ؛ إليه ينتتهي 
المطاف في علم الرواية» صاحب الثبت المشهور. 
انظر : الأعلام الشرقية (؟/877 وما بعدهام, والأعلام (0/ مم . 

(5) محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزيدي » الملقب بمرتضى » 
العلامة الشهير ذو السند الرفيع » زاد اعتقاد الناس فيه حتى كان أهل المغرب يزعمون 
أن من حج ولم يزره فحجه ناقص ! ! 5 


١ كا‎ 


ويروي علي بن ظاهر الوتري عن الشهاب أحمد'' زيني دحلان عن 
عثمان ابن حسن الدمياطى عن الأمير الكبير. 

ويروي دحلان أيضًا عن عبد الرحمن الكزبري . 

ويروي علي ظاهر عن محمد عليش عن الامير الصغير . 
اللامياط: ٠.‏ 

ويروي على ظاهر أيضًا عن علي الرهبيني عن البرهان البيجوري 
ومصطفى الذهبي عن الأمير الصغير عن أبيه . 
الوَضوي البخاري . 


له العديد من المؤلفات منها : تاج العروس شرح القاموس » وإتحاف السادة المتقين . 
انظر : فهرس الفهارس (098/1)» والأعلام )7١/07(‏ . 

: أحمد بن زيني دحلان » مفتي مكة» وبها أنشكت في زمنه أول مطبعة» من مؤلفاته‎ )١( 
. » خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام » و١ السيرة النبوية » و« الرد على الوهابية‎ « 
.ها١1٠١‎ 4 توفي بالمدينة سنة‎ 
,)18٠0 ١ والأعلام 3/19؟‎ )133 - 55/١ انظر : الأعلام الشرقية‎ 

(؟) محمد صالح الرضوي السمرقندي البخاري أبو عبد الله » المحدث الرحالة » إليه 
ينتسب فن رواية المسلسلات . 
توفي بالمدينة المنورة سنة 1771١ها.‏ 


انظر : فهرس الفهارس "77/١9‏ 98" و ؟//الام, والأعلام (151/1). 


١ لاا‎ 


وأما أبو حجِيدةٌ بن عبد الكبير فأخحذ عن والده ومحمك عيد الرحمن 
وأخاد له دحلان ومحمد حسين جمل الليل وعبد الغني الدهلوي 
وعبد الجليل برادة وأحمد الرفاعي وغيرهم . 
عثمان الإسنوي عن الأمير الصغيرء ويروي أيضًا عن علي الرهبيني عن 
البرهان البيجوري ومصطفى الذهبي عن الأمير الصغير. 
ويروي عاليًا عن الشمس محمد الصفتي المالكي عق الأمين الك 
ابن علي الشنواني بما في ثبته » وعن البرهان السقا وعليش عن الأمير 
الصغير . 


( 


)١١(‏ محمد بن علي بن منصور الشنواني المنوفي الشافعي » ولي مشيخة الجامع الازهر, 
وله ثبت صغيرء توفي 718١ه‏ . 
انظر: حلية البشر (/170؟1)» الروض النضير (74) والأعلام (51/3؟) . 


1١ 4 


ويروي اهنا الرفاعي غية امن هئة الله عن الأمير الكبير ويوسف 
والمسلسلات . 


وأما حسين بن محمد الحبشي فعن دحلان وعيدروس بن عمر 
الحبشي ومحمد العزب المدني» وهذا الأخير عن البرهان البيجوري 
والوجيه الكزبري وحسن العطار الراوي عن الأمير الكبير وعن محمد 
صالح الرضوي» ويروي حسين الحبشي عن والده محمد بن حسين 
وأحمد بن عبد الله بن عيدروس البار» وهما عن عبد الرحمن بن سليمان 
الأهدل صاحب الثبت المشهور المسمى ١‏ بالنفس اليماني » . 

وهو يروي عن مرتضى الزبيدي وعن والده سليمان بن أحمد بن 
محمد مقبول الأهدل عن يحيى بن عمر مقبول الأهدل عن أبي بكر بن 
علي البطاح الأهدل عن يوسف بن محمد البطاح الأهدل عن الطاهر بن 
سن الأعول صاحب الثبت المشهور وهو عن عبد الرحمن بن علي 
الربيع الشيباني عن الحافظين السخاوي والسيوطي . 


)١(‏ محمد بن أحمد بن سعيد الحنفي المكي» شمس الدين» المعروف بعقيلة» له 
« لسان الزمان » في التاريخ ء مرتب على حوادث السنين إلى سنة *7١١ه‏ وله أيضًا 
«المواهب الجزيلة في مرويات ابن عقيلة)» وله غيرهماء توفي بمكة سنة 
٠ه‏ كاإاها. 
انظر : سلك الدرر )”٠/4(‏ »ء الرسالة المستطرفة (7179) » وفهرس الفهارس (9/9) 2 
وانظر : الأعلام (1/5) . 


١ >74 


السابقين » وعن صالح بن عبد الله العطاس وأبي بكر بن عبد الله العطاس 
كلاهما عن الوجيه الأهدل بما فى ثبته النفس اليمانى فى إجازة بنى 
الشوكاني . 

وأما حبيبا الرحمن الهندي فتأتى أسانيده فى ترجمة عيدك المادر 
ويروي ف عن دحلان وعبد الغني الدهلوي . 

وأما عبد الله صوفان بن عودة القدومي فعن مصطفى الرحيباتي عن 
عبد الباقى الحنبلى بما فى ثبته «روض أهل الجنة فى آثار أهل السنة ) . 

وأما محمد أمين رضوان فعن عبد الغني الدهلوي وعيد الغني 
الدمياطي دفين جدة وهو عن الأمير الكبير وعبد الله بن حجازي 
الشرقاوي بما في ثبتهماء ويروي أيضًا عن محمد بن محمد العزب 
الدمياطي ثم المدني عن أحمد بن علي الدمهوجي عن محمد مرتضى 
الزبيدي . 


١مل*‎ 


وأما عبد القادر شلبي فتأتي أسانيده عند ذكره» وكذلك بدر الدين 


وأما جمال الدين القاسمي فعن والده محمد بن سعيد بن قاسم بن 
صالح الحلاق عن جده قاسم المذكور عن صالح بن محمد الدسوقي 
الجيلي عن والده محمد بن محمد الدسوقي عن عبد الغني'' بن إسماعيل 
النابلسي بأمانيلةه المذكورة في أثباته وأثبات تلامذته . 

ويروي القاسمي أيضًا عن محمود حمزة الحمزاوي وسليم العطار 
ومحمد ابن محمد الخاني ثلاثتهم عن عبد الرحمن الكزبري بأسانيده . 


وأما عيد الحكيم الأفغاني فعن محمد بن محمد الخاني السابق . 


ا 


» عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي (صاحب تعطير الأنام في تعبير المنام)‎ )١( 
يقول الأستاذ أحمد خيري : إنه أحصى له 77 مصنقًا» منها ثبته المسمى : ( ذخائر‎ 
. ه١١‎ 47 المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث » توفي يدمشق سنة‎ 
والأعلام (4/؟8‎ )١8«7( انظر: سلك الدرر (0/8)» معجم المطبوعات‎ 
1 


١8م١‎ 


فصل 
[في أسانيده] 


رحل إليه إلى دمشق كما سبق ونزل ضيفًا عليه وسمع منه حديث 
الرحمة المسلسل بالأولية بشرطه وذلك يوم اجتماعه به بمنزله بصالحية 
دمشق ) وهو يوم العلاثاء خامس عشر محرم فنة أربع واربعين وثلاثماثة 
وألف وأملى عليه إسناده من كتابه » قال : 


حدثنى به جماعة كثيرة وأمة من الأساتذة كبيرة منهم الشيخ الإمام 
العارف الصوفى السيد حبيب الله (الهندي)”' الحسينى الكاظمى بالمدينة 
المنورة بالمسجد النبوي أول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف قُبيل 
وفاته بأيام » قال : حدثتى عبد الغنى الميدانى الدمشقي عن محدث الشام 


)١١(‏ ساقطة من « ب»). 
وهو السيد حبيب الرحمن الهندي الكاظمي » ذكره سيدي محمد بن جعفر الكتاني 
في رحلته السامية فيمن لقيهم من المجاورين بالمدينة المنورة » فقال : 
أصله من الهند ومن الشرفاء الحسينيين» وجاور بالمدينة » وهو على ما ذكر لنا من 
المتضلعين في العلوم العقلية والنقلية والآلة » إلا أنه غلبت عليه النفرة من الخلق » فلا 
يأوي إلا إلى أناس مخصوصيين » فتراه يمشي وحدهء ويجلس وحدهء ولا أهل له 
ولا مسكن » إلا ما يبني له بعض أصحابه من سكن بيتء ولا يأخذ عنه أحد شيمًا 
من العلم إلا بحيلة . 
وانظر ترجمته في الرحلة السامية .)5172-5١١(‏ 


١م‎ 


الشهير بابن بدير عن أبي منصور مصطفى الدمياطي عن محمد بن أحمد 
عقيلة المكي الحنفي (©2 قال : 

عن عبد الغني ابن أبي سعيد العمري المجددي الدهلوي عن محمد عابد 
ادي عن عبد الحم بز ليان الأهدل عق والددة نقيين الدين أبن 
روت 3 بعقيلة : ويرويه عيد 06 سن سليمان حال عن 
أمرالله بن عبد الخالق المزجاجي عن ابن عقيلة المذكور عن أحمد بن 
عبد العزيز المنوفي عن المعمر أبي الخير بن عموس الرشيدي عن شيخ 
الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري عن خاتمة الحفاظ أبى الفضل 
ب وم ب 0 النيسابوري عن أبي حامد 
أحمد بن محمد ابن يحبى بن بلال البزاز (بالزاي المكررة) عن 
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي النيسابوري عن سفيان بن عبينة 
عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن 


0100 


عيد أنه بن عمرو قال : قال رسول ابنّه ل : « الراحمون ي رحمهم 


١م”‎ 


2000 00 رك : 
الرحمن ( - تبارك وتعالى - ) ؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في 
السماء ) . 


وقرأ عليه الأربعين الأوائل العجلونية بتمامها في مجلس واحد يوم 
الخميس فاتح صفر من السنة المذكورة » وذلك عند ضريح دحية الكلبي 
الصحابي - ذه بقرية المرّة ظاهر دمشق» بحضور أنجاله وحفدتهء 
وأجاز للجميع إجازة عامة . 

ويوم الخميس ثامن صفر صافحه كما صافحه أبو جيدة الفاسي عن 
عبد الغني الدهلوي عن عابد السندي عن صالح الفلاني عن ابن سِنَّة 
الولاتي””) ع أحينة العجلي اليمني (ح) قال : 


)١(‏ ما بين القوسين زيادة من ١‏ ب»). 

(؟) محمد بن محمد بن سِنّةَ الفمري القُلأنِي الشنقيطي الولآتي » أبو عبد الله » إمام من 
أكثر المتأخرين شيوحًا وأعلاهم سندّاء حتى قال عنه صالح القُلأني في ثبته الكبير : 
إنه روى ما بين إجازة وسماع عن تسعمائة وعشرين شيحًا؛ مَُمّر حتى بلغ مائة وثلاثة 
وأربعين سنة » وتوفي سنة 485١1ه‏ . 
وهذا الشيخ هو الذي أنكره ابن الصديق وقال باستحالة وجوده » وأنه من افتراء صالح 
القُلأني» كما بين ذلك في رسالته : العتب الإعلاني» . 
وعن نسبته يقول الشيخ عبد الحي الكتاني : 
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الإدريسي الوولاتي بواوين كما وجدته بخط صالح 
الفُلأني في ثبته » والصواب فيه : الولآني نسبة إلى وَلآة - بفتح الواو - مدينة من مدن 
الحوض » وهو قطر كالمغرب يطلق على أهله الشناقطة , هكذا قال لي عالم شنقيطي 
يعرف تلك الجهات وتريى فيها. اه. 
انظر : معجم المؤلفين (١571/1؟)»‏ الرحلة الحجازية (؟/ 2)١6 4 2١6٠‏ فهرس - 


١م:‎ 


وصافحني أيضًا محمد بن علي الحبشي المصري السكندري. عن 
محمد ابن إبراهيم السلاوي عن محمد صالح بن خير الله الرضوي 
البخاري عن المعمر عبد الحفيظ بن درويش العجيمي عن أحمد 
الدرديري عن محمد بن سالم الحفني عن محمد البديري الدمياطي عن 
أحمد بن محمد البنا الدمياطي عن أحمد بن محمد العجلي اليمني عن 
تاج الدين الهندي النقشبندي عن عبد الرحمن حاجي رَمْرِي الكابولي عن 
علي الأوبهي عن أمير على الهمداني ومحمود الإسفرايني كلاهما عن أبي 
سعيد الحبشي المعمر قال : صافحت النبي يَلةٍ وقال : ( من صافحني أو 
صافح من صافحني إلى يوم القيامة دخل الجنة) . 

قال : ويدي هي الثالثة عش : 

قلت : لكن رواية هؤلاء المعمرين كذب» كما أن سند القُلأني عن 
ابن سنة عن الوّلاتي كذب. 

وصافحه أيضًا عن أبي جيدة الفاسي عن عبد الغني الدهلوي عن عابد 
السندي عن أحمد بن سليمان الهجام عن أحمد بن محمد شريف مقبول 
الأهدل عن أحمد بن محمد النخلي وعبد الله بن سالم البصري كلاهما 
عن محمد بن علاء الدين البابلي عن أبي بكر ابن إسماعيل الشنواني عن 
إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي عن الحافظ السيوطي عن التقي أحمد بن 


- الفهارس (727/5 )2 والأعلام (38/97) . 
وقد جاءت هذه اللسبة محرفة من تصحيف كلا الناسخيّن في عدة مواضع من هذا 
الكتاب » وقد أثبتناها على الوجه الصحيح في جميعها . 


١م‎ 


محمد الشمُئّي عن أبي الطاهر بن الكويك عن أبي إسحاق إبراهيم بن 
علي بن أبي عبد الله الخوي عن أبي المجد محمد بن الحسين القزويني 
عن أبي بكر بن إبراهيم الشحاذي عن أبي الحسن بن أبي زرعة عن أبي 
منصور عبد الرحمن بن عبد الله البزازي عن عبد الملك بن نجيد عن أبي 
القاسم عبدان بن حميد المنبجي (ح) قال : 

وصافحني أيضًا محمد بن علي الحبشي عن محمد بن إبراهيم 
السلاوي عن محمد صالح بن خير الله الرضوى عن عمر بن عبد الكريم 
العطار عن صالح بن محمد القُلأني عن محمد بن سنة عن محمد بن 
عبد الله الولآتي عن عبد الله بن سالم البصري عن محمد بن سليمان 
الروداني عن أبي عثمان الجزائري عن أبي عبد الله محمد الخروبي عن 
الشيخ أحمد زروق عن الحافظ السخاوي عن أحمد بن علي بن محمد 
المذاك بتالسية ومفى عن الكمال بد 'التحالن غة أحمدا بن عبد الرحفة 
البعلي عن أبي عبد الله خطيب حوّان عن أبي الفرج الثقفي عن جده لأمه 
أبي القاسم الطلحي عن الحسن بن أحمد السمرقندي عن أبي العباس 
جعفر بن محمد المستغفري عن أبي العباس إبراهيم بن محمد ابن 
موسى الرضي عن أبي القاسم عبدان بن حميد عن (عمرو"" بن 
سعيد بن سنان عن أحمد بن دهقان عن خلف بن تميم قال: د 
على أبي هرمز نعوده ققال: دخلنا على أنس نعوده فقال: صافحت 
بكفي هذه كفٌ رسول الله يَلةِ (فما مسست خرًّا ولا حريرًا ألين من 


)١(‏ في (به): عمر. 


ال 


كفٌ رسول الله يل )”" وقال: «السلام عليكم) . 

وهكذا وقع التسلسل كل واحد يقول لمن فوقه : صافخني بالكف 
التي صافحتٌ بها شيخك » فيصافحه ويقول : السلام عليكم . 

وقد قلت له ذلك (فصافحني)” » وقال : السلام عليكم . 

قلت : كذا أملى علينا من كتابه : إبراهيم العلقمي عن الحافظ 
اسفن محم بن .فل الحين. عن اليوط ع لذن البرهان ل تدرا 
الحافظ السيوطى » وهذا التسلسل فيه مقال, وفى سنده بعض المتهمين 

وصافحه أيضًا بالمصافحة العلوية عن أبي جيدة بسنده السابق إلى ابن 
الحضراوي المكي الشافعي قال : بالثه العظيم لقد حدثني أبو المحاسن 
السندي عن الوجيه الأهدل عن اه عن عبد الخالق بن أى بكر 

وأضافه على 1 الماء والتمر عن ض حيدة الفاسى يسئدهة 
السابق عن عابد السندي . 


.» ب١ ها بين القوسين ساقط من‎ )١( 
.) ب١ ساقطة من‎ )١( 


.١ لام‎ 


ثم في أوائل ربيع سمع منه جميع مسلسلات عقيلة بأعمالها , وكان 

وحضر دروسه في ههزية البوصيري بالجامع الاموي وسمع عليه بعض 
كتابه فى العلم المحمدي » وهى مقدمته , وسمع من لفظه غير ذلك فوائد 
كثيرة » رحمه الله تعالى ورضي عنه . 


١8/4 


فصل 
الثالث 
[العلامة ميحمد إمام السقا الشافعي] 


شمس الدين أبو عبد الله محمد إمام بن برهان الدين أبي المعالي 
إبراهيم بن على بن حسن شلبي الشبرانجومي الشهير بالسقاء الشافعي » 
العلامة الخطيب . 

ولد بالقاهرة سنة ثلاث وثمانين أو في التي بعدها » وحضر على والده 
قليلاً في كف رذ كان اميد والده آواخر عمره» وسمع منه مسلسل 
عاشوراءء وأجاز له إجازة عامة سنة سبع وتسعين قبل وفاته بسنة » وطلب 
العلم بالأزهر على الشمس الإنبابي وعبد الرحمن الشرييني ومحمد 
البحيري ومصطفى الإشراقي وعلى كبوّة وأحمد فائد الزرقاني والشيخ 
محمد بخيت وأحمد بن محجوب الرفاعي ومحمد الرفاعي وإبراهيم 
الغاياتي وابن أخته حسن بن رجب السقا ومحمد الأشموني وجماعة 
غيرهم» إلا أنه لم يستجز إلا والده . 

ورحل إلى الحجاز مرتين إحداهما سنة تسع وتسعين » والأخرى سنة 


60١ 


إحدى [وثلاثماثة] 


6 بالأصل إحدى ومائة. 


١84 


وأجاز له الشهاب دحلان وعبد الحميد الداغستاني » وسمع منهما 
حديث الرحمة المسلسل بشرطه . 

ودخل الامتحان بالأزهر على يد شيخنا بخيت» وهو الذي أعطاه 
شهادة العالمية . 

ثم ولي التدريس بالأزهر مع الخطابة بمشهد السيدة نفيسة بعد وفاة 
ابن أخته حسن رجب السقاء ثم نقل إلى خخطابة الجامع الأزهر وتنازل عن 
خطية المشهد النفيمسي لنجل حسن رجب المذ كور وهو الشيخ 
عبد المعطي بعد حوادث جرت بينهما في ذلك أوجبت تقاطعهما سنين 
عديدة . 

ثم صدر نظام الازهر بعدم الجمع بين وظيفتين » فاختار التدريس 
وتنازل عن الخطابة » وولي مع التدريس مشيخة رواق بني معمر وبقي في 
بده إلى قبيل وفاته بسنين قلائل . 

وأقعد في آخر عمره قبل وفاته بحو حمس سنين كما وقع لوالده ) 
وكان طويلا جميل الصورة متواضتًا لطيف المعاشرة مقبلاً على شأنه من 
درسه إلى بيته» لا يخالط الناس كثيرًا إلا القليل النادر» وكان يسهر بمنزل 
الشيخ طه الشعبيني أحيانًا لمحبة أكيدة كانت بينهماء وكان أولاً يشرب 
الدخان ثم تركه واستبدله بالنشوقء ولم يكن علماء الأزهر يميلون إليه 
ولا هو يميل إليهم إلا القليل . 

وكان له يد طولى في فقه مذهبه الشافعي » وهو في غيره متوسط 
الحال » ولم تكن له عناية بالمطالعة لما عدا درسهء ولا له يد في الكتابة 


١3٠ 


بحيث ما كتب شيئًا أصلاء وجل اعتماده على كتب والده وتصانيفه 
وتقريراته وكان لا يتدخل في السياسة ولا يقرأ الجرائد» ويتعجب من 
العلماء المشتغلين بذلكء ويعيبٌ شيخه بخيت على ذلك . 

توفي في منتصف شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف في يوم 
واحد هو والشيخ بخيت » وصلَّينا على جنازتهما بالأزهر بعد العصر في 
وقت واحد» أحدهما بعد الآخرع وبعد وفاتهما بنحو أسبوع رأيتهما 
فرأيت الشيخ السقا رحمه الله في ملابس حسنة وهيكة جميلة وهو صحيح 
مسرور للغاية » وأما شيخنا بخيت رحمه الله فقلت له : ما فعل الله بك » 
فقال: ما نجوت إلا بعد اللتية والتي » فقلت: ولم؟» قال : لأنه كان 
عنذي نوع من الكبرء رحم الله الجميع بمنه . 

قرأت عليه الآجرومية بشرح الكفراوي والخلاصة بشرح ابن عقيل إلى 
الإضافة » وشرح السلم للبيجوري , وجوهرة التوحيد بشرحه أيضّا» وبعض 
شرح التحرير في الفقه الشافعي » ومسند الإمام الشافعي » وسمعت منه 
مسلسل عاشوراء بشرطه » في سنتين . 

وكتب لي إجازة بخطه الجميل بعد أن أجاز لي لفظاء والإجازة من 
إملاء والده إلا أنه يبدل فيها اسم المُجاز بمن يريد هو إجازته » ونصها : 

حمدًا لك على مرسل الآئك ومرفوعهاء وشكرًا لك على مسلسل 
نعمائك وموضوعها بحسن الإنشاء وصحيح الخبر يا من تجيز من 
استجازك وافر الهبات وتجيز من استجازك واعر العقبات فيغدو موقوفًا على 
مطالعة الأثر ما بين مؤتلف الفضل ومتّفقِه ومختلف العدل ومفترقه جيد 


1١5١ 


الفكر سليم الفطر يجتني بمنتج قياسه شريف الفوائد ويجتبي بمبهج 
اقتباسه شريف الفرائد » ويحلي نفيس النفوس بعقود العقائد الغررء فإن 
متاق علبي الكمداق بوفالاقه ريل“ الاتتعاد وصفا مشربه الهني ولا 
كدرء ووجد درر الجواهر ويا نعمت الوجادة بادر عند ذلك بالاستفادة 
والإفادة ولا أشر ولا بطرء فبذل المعروف وبدل المنكر إذ ليس عنده 
إلا صحيح الجوهر ما اعتنى وما اقتنى غيرها عندما عثرء ولا يزور ولا 
يدلس ولا يطهر ولا يكلس ولا يعاني الشررء فيأمن من على هذا 
المنقطع الغريب ومنحه منحة المتصل القريب » امنحني السلام في دارك 
ونجني من سقرء ومنك موصول صلات صلواتك لا مقطوعها. 
وسلسل سلسبيل تسليماتك ومجموعها على سندنا وسيدنا محمد سيد 
نوع البشر وعلى آله وأصحابه وحملة شرعه وأحبابه ومن اقتفى أثرهم 
وعلى جهاد نفسه صبر. 

أما بعد فلما كان الإسناد مزية عالية وخصوصية لهذه الأمة غالية 
دون الأمم الخالية» اعتنى بطلبه الأئمة النبلاء أصحاب النظرء إذ الدعى 
غير المنسوب والقصي غير المحسوب وسليم البصيرة غير أعشى الفكر» 
ولما كان منهم الإمام الكامل والهمام الفاضل والجهبذ الأبر اللوذعي 
الويف والألمعي الأديب الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق أيده الله 
بالمعارف ونصر » طلب مني إجازة ليتصل بسند ساداتي سنده ولا ينفصل 
عن مددهم مدده» وينتظم في سلك قد فاق غيره وبهر» فأجبته وإن له 
أكن لذلك أهلاً؛ رجاء أن يفشوا العلم وأنال من الله فضلاً وأنجو في 
القيامة مما للكاتمين من الضرر» فقلت : أجزت المومى إليه بما تجوز لي 


15 


روايته وتصح عني درايته من كل حديث وأثر ومن فروع وأصول ومنقول 
ومعقول وفنون اللطائف والعبرء كما أجازني به والدي العلامة الإمام الحبر 
الفهامة الشيخ إبراهيم السقاء البحر الذي زر بما أخذه عن الأئمة القادة 
والأكابر السادة مسددي العزائم في استخراج الدرر منهم الأستاذ العلامة 
ولي الله المقرب والملاذ الفهامة الكبير ثعيلب”" بوّأه الله أسنى مقر عن 
شخفه الكديات الحمه القارع فى «النالريق” ليله او اف ا" 
الجوهري الخالدي صاحب التصانيف الفريدة عن شيخهما عبد الله بن سالم 
البصري صاحب الثبت الذي اشتهرء ومنهم الشيخ محمد بن محمود 
الجزائري عن شيخه علي بن عبد القادر بن الأمين عن شيخه أحمد 
الجوهري المذكور المشهور بالعرفان والتمكين عن شيخه عبد الله بن 
سالم الذي ذكره غبرء ومنهم الشيخ محمد صالح البخاري عن شيخه 
رفيع الدين القندهاري عن الشريف الإدريسي عن عبد الله بن سالم رضي 
السير» ومنهم سيدي محمد الأمير عن والده الشيخ الكبير عن أشياخه 
الذين حوى ذكرهم ثبته الشهير» ومنهم غير هؤلاء رحم الله الجميع ولي 


)١(‏ ثعيلب بن سالم المصري الشهير بالفشني . أخذ عن العلامة العزيزي والجوهري 
والعشماوي ء وكانت وفاته سنة ١7141١ه.‏ كما ذكره صاحب حلية البشرء أما في 
نزرهة الفكر فقد ذكر خلاقًا على وفاته سنة بضع وثلاثين ومائتين » ثم جزم هو بأنها 
سنة ست وثلاثين . 
وانظر : تزهة الفكر ”415/١(‏ - 545 ؟) وحلية البشر (4770/1) . 

(؟) أحمد بن الحسن بن عبد الكريم الخالدي الجوهري » من علماء الأزهر وله ثبت في 
أسماء شيوخه» توفي اسنة 11/07اه. 
انظر : فهرس الفهارس )2.5/١(‏ والأعلام .)117/1١(‏ 


ولهم وللمجاز أكرع وغفر» والكل عن جم غفير كالشيخ الحفني والشيخ 
الصعيدي بأسانيدهم » فما أكرمها من نسية أدامها الله . 

وأقره تحريرًا في ثالث عشر شوال سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة 
وألف . 


فصل 
الرابع 
[الشيخ محمد بخيت بن حسين المطيعي] 


علامة الديار المصرية بلا منازع وشيخ شيوخها بلا مدافع» الفقيه 
ار المعقولي الأصولي المتكلم المنطقي الفيلسوف المحقق المدقق 
ولب 0 
يذكر ما يقتضي أنه ولد في نحو السبعين ومائتين » أما غيره من أهل الأزهر 
فكانوا يذكرون أنه أكبر من ذلك بكثير » بل كان يدعي بعضهم أنه جاوز 
سم بلده الحقيقي القطيعة بالقاف » ولكنه هو غير اسمها بالمطيعة 

0 فاشتهرت بذلك »ء وعائلته مالكية وهو أول من تحنّف منهم . 
قدم صغير إلى الأزهر لطلب العلمء وأدرك البرهان السقا ولم يأحذ 
سحره وام ل رو كني عل على تيرج سيره ممن يأني 
ذكرهم في إجازته وغيرهم» وعانى الفقر أيام طلبه» وجدّ واجتهد وكان 
ذا فكرة وقادة وذهن ثاقب وحفظ حيد ) فبرع فى العلوم معقولها 
ومنقولها » وتقدم على الاقران » وفاز واشتهر ذكره وطار صيته ووقع عليه 
الإقبال» ووافاه السعد وناله الحظ فتقلب فى وظائف عالية من قضاء 
يبعض مدن مصر ثم بالإسكندريةء ثم العضوية في المحكمة الشرعية ثم 
١‏ 


محكمة الاسغناف بالإسكندرية » ثم الإفتاء الأكبر بالديار المصرية » كل 
ذلك وهو مواظب على التدريس لا تقطعه عنه الوظائف », حتى إنه لما كان 
موظفًا بالإسكندرية وبينها وبين القاهرة أربع ساعات في بابور السكة 
الحديد كان يحضر ل يوم منها ك1 القاهرة لإلقاء الدرس . ثم يعود 
إليها . 

واغتنى وأثرى وكثر ماله وعظم جاههء وقصده الأمراء والكبراء 
والوزراء » وصار شيخ العلوم بالديار المصرية بل وبالشرق أجمعه» وكان 
إمامنا علامة بحرًا في العلوم , إذا تكلم تدقّق تدقق السيل الجرار سواء في 
درسه أو فى مجلسه إذا سكل عن مسألة فى أي فن من الفنون ما عدا 
الحديث » فإذا تكلم على آية من كتاب الله يظن الظَانٌ أنه كان مشتغلاً 
بها في تلك الساعة » وإذا تكلم في الكلام فكأنه إمام الحرمين أو الغزالي » 
وكذلك الأصول والمنطق » وأما الفقه الحنفى فكأنه يحفظه عن ظهر قلبه 
غريبه ومشهوره ومقبوله ومردوده» وإذا تكلم في الهيئة والعلوم الإفرنجية 
العصرية يظن السامع أنه ما يحسن غيرها . 

وبالجملة فهو أعجوبة زمانه » بل من الطراز الأول والأئمة القدماء أهل 
القرن الرابع والخامس . 

وكان حسن الأخلاق» لين العريكة ‏ وأسع الصدر جدّاء يتحمل من 
الطلبة كثرة السؤال مع خروج بعضهم عن الموضوع ء وربما بقي الواحد 
يجادله الساعة حتى يذهب الدرس كله فى الجدال والأخذ والردء وهر لا 
يتكدر ولا يتألم بخلاف جميع أهل الأزهر فإنهم لا يتحملون من الطلبة 


١53 


شر معشار هذا وحتى كان بعضص الحاضرين يخاصم ذلك السائل 
ويقول : ضيعت عليئا الدرس وهو ساكت» وربما يأني بنكتة يضرب بها 
نسائل وهو يمزح ويضحك. ما رأيت من يقاربه ولا من يدانيه في ذلك . 
سياسي محرج » وذلك في درس البخاري » فضحك وقال له: أنت مثل 
من زنى بامرأة ثم أخيوًا مسح لها بثيابها , ولم يزده على ذلك . 

وكان متواضعًا مع الطلبة يياسطهم ويمازحهم في الدرس » وربما نطق 
بالألفاظ المستبشعة والحكايات المستهجنة مصرحًا بالألفاظ المتداولة : 
وكان حلو النادرة مقبول الفكاهة كثير النكتة لا تمر به نكتة فيسكت عنها 
أصلاً » حتى استهرت نكته بين الخاص والعام بالقطر المصري مع 

ومما شاهدته من ذلك أني زرته يومًا مع بعض الفاسيين القادمين إلى 
الحج » وكان في مجلس فيه ناس كثيرون » فصرت أعرفه بهم وقلت له : 
إنه من العائلة الفاسية الشهيرة » ولابد أن تكون تعرفهم» فأجاب بقوله : 
أبدًا ولا شممت رائحتهم » يعرض بلفظ الفاسى من الفسو. 

وسأله يومًا طالب في الدرس بسؤال فأجابه عنه » ثم قدم غيره فسأله 
ذلك السؤال عينه » فقال له : ألم أجبك عن هذا السؤال الآن» قال : أنا ما 
حضرت إلا الساعة » فقال : لا إله إلا الله إن البقر تشابه علينا وإنا إن 
شاء الله لمهتدون . 

وكان يومًا يتكلم بصوت منخفض » فناداه طالب من جهة اليمين قائلا 


١7 


له: ارفع صوتك فإنا لا نسمع» فالتفت إلى جهة الشمال وقال : وأنتم 
أيضًا لا تسمعون ؟ قالوا : نعم » قال : ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم . 

وقال له يومًا طالب آخر: ارفع صوتك فإنا لا نسمعك » وكان أمامه 
في آخر الدرس » فقال الشيخ وخفض صوته : كذاب » فقال الطالب : لا 
والله ما أنا بكذاب وما أسمعك » قال : عجبّاء قولي لك كذاب بصوت 
منخفض سمعته والدرس لا تسمعه . 

ومن نكته المشهورة أن الشيخ راضيًا كان أفتى أميرة من الأمراء أحبت 
من زوجها الطلاق فلم يساعدهاء فأعطت لراضي المذكور مالا فأفتاها 
بأن ترتد وتذهب إلى الكنيسة (فتُعلمن) ' أنها تنصرت فتَبِينُ من زوجهاء 
ثم بعد ذلك تراجع الإسلام » ففعلت وطلقت من زوجهاء واشتهرت هذه 
المسألة عنه» وذمه الناس وكفروه . 

وصادف أنه في تلك الأيام حضر إملاك رجل من الأغنياء» وحضر 
العلماء والأعيان » وكان في المجلس الشيخ بخيت وبجنبه الشيخ راضي 
المذكور وهو المفتي » فدخل خادم بصينية الشربات وصاحب المنزل معه 
فقال له: ابدغ .بالشيخين» فنطق الشيخ بخيت وحضرته النكتة فقال 
لصاحب المنزل : ياسيدي لم تقول الشيخين ؟» فأنا لست بالبخاري 
والشيخ ليس بمسلمء فأراد راضي أن يجيب على النكتة بأخرى فقال 
للشيخ بخيت : أرى الشيخ مغرمًا بهذا الشاب ‏ يعني حامل الصينية - . 


)١(‏ في (ب»: فتعلم. 


١548 


فقال له فى الحال : ما عليه شىء إذا كان هو راضى ء فضربه بنكتة أخرى 
وأسكته . 
يقبلون على غيره» إذ لم يروا صدرًا رحبا معهم من سواه» حتى كان آخر 
أيامه ألا يعمر درسه إلا الأغراب من أتراك وسوام وهتود وعراقيين وأكراد 
وغيرهم . 

وكان سمح الكف جوادًا يواسي الفقراء والطلبة الأغراب ويمدهم 
بالمال ويساعدهم بجاهه » ويترددون 9 بيته فيجالسهم ويباسطهم ويبر 
بهم » ولا يوجد هذا في غيره من علماء الأزهر. 

وحج قديمًاء ثم حج في أواخر عمره» وتصدق بمائة ة جنية (إعانة)”© 
لإصلاح عين الزرقاء وهذا ما لا يخطر يبال عالم أزهري بل ولا يتصوره 
فى عقله أنه يتصدق بجنيه واحد فضلاً عن مائة 

وكان بعض الأغنياء بنى مسجدًا وأوقفه » فاحتاجت الحكومة لموضع 
ذلك المسجد » فاستفتته فى هلمه وإبداله ببناء مستحك اجر فقال لهم : 
ذا وافقكم ربه فلا مانع» فكلموا ذلك الغني فوافق » فرجعوا إليه ليصدر 
فتواه» وقالوا له : إن ربه قد وافق فقال: ومن ربه ؟ قالوا : فلان الباشاء 
قال : ليس هو صاحبه الآن فإنه أوقفه وصار لله تعالى » فهو ربه الذي قلت 


6 ساقطة من « ب ). 


وأظن أن هذه الحادثة هي التي كانت سببًا في عزله من الإفتاءء فإن 
رئيس الوزراء وقكذ وهو نسيم باشا قال فيه كلامًا فبلغه» فقال الشيخ : 
نحن لا نعبأ بكلام العيال أو نحو هذاء فبلغت إلى الوزير فقال: سوف 
يعلم من العيال» فاجتمع بمجلس الوزراء وأصدر قانونًا يقضي يإحالة 
المفتي على المعاش إذا بلغ السن القانوني » وكان المفتي غير داخل في 
هذا القانون قبل ذلك » فلما صادقت الحكومة على هذا القرار» وكان هو 
قد جاوز السن المقرر عُزل وأحيل على المعاش » وبقي متطلعًا لمنصب 
مشيخة الأزهر - ولم يكن والله في عصره من يصلح له سواه - ولكن 
الزمان عاكسه في ذلك» ومن عجائب الدنيا أن يتولى مشيخة الأزهر 
تلامذته كالظواهري ثم المراغي » وهو موجود حي . 

وكان السبب في ذلك تدخله في السياسة وانحياشه إلى بعض 
الأحزاب وتقلبه في ذلك» فانجفل عنه الناس» وكثر كلامهم فيه 
ووصفهم له بالخيانة والميل إلى الإنجليزء حتى قال لي بعض الطلية يومًا : 
إني اعتقد أن الشيخ بخيتٌ أعلم أهل الأرضء وأنه كافر. 

وكان يكثر من مطالعة كتب الإفرنج المترجمة وكتب العصريين» 
ويقرأ كثيرًا من الجرائد » حتى إن شيخنا سيدي محمد بن جعقر لما زاره 
في أول مرة سنة اثنتين وعشرين أو خمس وعشرين دخل عليه وهو لا 
يعرفه فوجده يقرأ جريدة » فسلم عليه وأجلسه ثم أقبل على الجريدة إلى أن 
ختمها ثم أخذ أخرى » فغضب سيدي محمد بن جعفر وقال له: نحن 
جئنا نزورك لله » فما معنى إعراضك عنا وإقبالك على الجرائد ؟ ! » فاعتذر 
له وقابله بما يجب . 


00 


وكان رحمه الله متساهلاً في المباحات بل وبعضص المكروهات 
والمحرمات مساعدة للأغنياء من أهل الوقت » فكان لا يكاد يوجد مكروه 
إلا ويستخرج له دليلاً من الفقه يجوزه به على طريقة الأحناف ونوسعهم 
في ذلك » فكان متفرنيججا في فراش بيته وملابس أهله (وأنجاله)"" الذكور 
والإناث » وفى بيته الصور المجسمة من الرخام فى زوايا الغرف» إلا أنها 
مقطوعة والموجود نصفها الأعلى فقط» وكان بناته يخرجن سافرات 
لابسات البرانيط» وفى بيته الكلاب الإفرنجية الكبيرة» وكان سواق 
أطمبيله أرمنيًا أو يونانيا» فكان أحيانًا يأني إلى الأزهر لإلقاء الدرس ومعه 
بعض بنات أولاده ممن جاوزت البلوغ » فيدخل هو إلى الدرس ويأخذها 
ذاك الأرمنى فى الأطمبيل إلى الطييب » ثم يعود بها عند العشاء فيقف 
على باب الأزهر ينتظره » والبنت معه سافرة . 

وكان يستعمل التشوق ويخلطه بالطيب والعنبر والمسك » ويمضغ 
العنبر» ويشرب ال ١‏ كينا لاروش ) ء وهى فيما يقال مسكرة إذا أكثر منها . 
وهذا مما كان يتكلم به فيه » ولكنه جائز على مذهبه الحنفي لا سيما وهو 
يقال . 


اه 


وسمعته مرة في الدرس يقول : إنه ألقي إلينا سؤال ونحن جماعة من 
العلماء» وكان معنا محمد عبده» في حكم التصوير الفوتغرافي فاختلفنا» 
فمنا من أباحه ومنا من منعهع وكنت أنا ومتحمد عبده ممن أجازه » فلما 


)١(‏ ساقطة من «ب). 


أتمٌ الدرس ذهبت إلى بيته وطلبت منه أن يكتب لي فتوى بذلك » فكتب 
رسالة سميتها : ( الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتغرافي ) » وطبعتها 
على تفقتي :. 

وكان محبًا للصوفية معظمًا لجنابهم شديد الاعتقاد في الأولياء 
والمجاذيب » حكى لنا مرة في الدرس عنهم عجائب الكرامات التي 
شاهدها منهم ؛ وما بشروه به فوقع كما قالوا . 

ومما حكاه أنه خرج يومًا من الدرس بعد العشاء» فسلم عليه رجل 
غريب وقال له: أنا جعتك من الهند من عند أوليائه أرسلوني إليك 
لأسألك » وإني صليت الصبح بكلكته » والظهر بمكة ‏ والعصر ‏ لا أدري 
قال في بيت المقدس أو في المدينة - » وصليت المغرب هناء قال : فسل 
عما شكت » قال: فصار يسأله عن صفات الله تعالى » ويقول : هل لله 
رأس ؟ هل له عين ؟ هل له يدان ؟ وهو يجيبه » إلى أن قال : وهل له ذكر ؟ 
ونطق به بالاسم الشائع» قال : فأجبته عن كل ذلك » فلما وصلتٌ إلى 
البيبت ذهب ولم نجد له أنيًا . 

وقال يومًا في الدرس للطلبة : عليكم بثلاثة أمورء وأنا أضمن لكم 
النجاح في العلم وأضمن لكم الغنى » قالوا : وما هي ؟ قال : اطلبوا العلم 
لله» ولا تتركوا الصلاة » واعتقدوا الأولياء والصوفية . 

وكان يقتني الكتب بكثرة» ويدفع فيها الأموال حتى جمع مكتبة 
كبيرة » بخلاف معاصريه من أهل الأزهر . 

ولما كان يقرأ التفسير ووصل إلى سورة الأنعام مكث يقرأ سبعة عشر 


3 


لبلة في قولر تعالى ©« للَمْدُ بِنَّهِ الى حَلَقَ لسوت وَالْأَرَضٌ وَجَعَلٌ 
لظت لبور [الأنعام : ١ع‏ » ويتكلم على هيئة الأفلاك والأرض» وينقل 
مذاهب الفلاسفة المتقدمين ومذاهب الإفرنج » ويجمع بين ذلك » فطلب منه 
الطلبة أن يكتب لهم ما سمعوا منه » فقال لهم : اجمعوا لي آيات القرآن التي 
فيها ذكر السموات والأرض والنجوم والشمس والقمر وأنا أفعل » فلم تمض 
عليه إلا أيام قلاائل حتى أظهر كتابه : ١‏ توفيق الرحمن للتوفيق بين ما قاله علماء 
الهيئة وما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن ) » وذهبت إليه يومًا 
فأطلعني عليه وطلب مني أن أنظر له مطبعة يظبعه فيهاء فأرشدته إلى مطبعة 
السعادة » فكان يذهب إليها أحيانًا بنفسه لمرأقبة التصحيح . 

ودخلت عليه يومًا فوجدته يكتب في حاشيته على شرح الإسنوي على 
منهاج البيضاوي في الأصول » فقال لي : أنا مريض والطبيب منعني من 
الكتابةة» ولكن كيف أصنع؟ فإن العلماء يقرؤون في الأزهر الآن 
بحاشيتي » وكلما طبعت ملزمة دفعت إليهم» فإذا تأخرتٌ توقفواء فكتب 
حاشيته المذكورة وهي في أربعة مجلدات في وقت قليل جدًا لأنه لا 
يتكلف للنقل ولا يتعب في المراجعة . 

وكان بين أوائل لا وأخمرها نحو ستين سنة » فإن بعضها مطبوع 
ينه احمين وسعين» وقد لتقل وبويكضها مطروع سه سين : 
بل ومؤلف سنة أربع وخمسين» وهي سنة وفاته . 

ومن مؤلفاته أيضًا : 


فتاواه الفقهية فى أربعة مجلدات . 


وشرحه على جمع الجوامع » طبع بعضه . 

والقول الجامع في الطلاق البدعي والمتتابع . 

وحاشية على شرح الدرديري على الخريدة في علم الكلام . 
وإرشاد الأمة إلى إحكام الحكم بين أهل الذمة . 

والكلمات الحسان في الأحرف السبعة . وجمع القرآن . 
وأحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام . 
والأخوية السطيرية قر الأسفلة ارقي 

وشرح منظومة العبيد في التوحيد . 

ورسالة في حكم السكورتاه . 

وأخرى في حكم الفونغراف . 

وختم الهداية . 

ورسالة في أن الطلاق إذا لم يضف إلى المرأة فهو غير واقع . 
وحسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن . 
وتطهير الفؤاد عن دنس الاعتقاد . 

وحسن القرى في صلاة الجمعة في القرى . 

وإرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة . 

وإرشاد العباد إلى الوقف على الأولاد . 

وحل الرمز عن معنى اللغز. 


.؟ 


والدرر البهية في الصلاة الكمالية . 

ورسالة في الآيات الكونية والعمرانية . 

وكلها ما عدا الفتاوى مطبوعة » وله غير ذلك . 

ومع تبحره في العلوم وعلو كعبه في المنطوق منها والمفهرم 
كانت بضاعته في الحديث مزجاة كعادة كبار الفقهاء وأئمة 
المعقول وأمثاله » كالغزالي وإمام الحرمين والرازي وأضرابهء فكان إذا 
توقف في حديث يسألني عنهء وربما كتب إلى في ذلك» أو 
سألني في الدرس . 

ولَمَا أل رسالته في التصوير وذهبت لأحوزها منه شرع يقرأها على 
من لفظه » فصححف عدة أسماء من الرواة والصحاية» أذكر منها الآن أنه 
نطق مرارًا بسهل بن حنيف بالجيم » فقلت له : حنيف بالحاء » فأصلحها 
في جميع المواضع ه6901 ل وستعديرة ورد القع وان 
بالمشهد الحسيني بعد العصر يتكلم على قوله تعالى : «ثُمّ لَتسَعلن 
وْميِذٍ عن و ا ام د 
أن من النعيم الذي يسأل عنه الإنسان يوم القيامة الظل والماء البارد » قال : 
وهذا كله كلام فارغ, لأن الكريم من بني آدم إذا أنعم على غيره لا 
تساعده مروءته وشهامته على أن يعاقب المنعم عليه على تلك النعمة» 
فكيف بأكرم الأكرمين الذي قال: إقُلْ مَنْ حَرّمَ زيكة أَلَّهِ أل كَيَيَ 
لعبَادِوء وَالطَيْبتِ مِنَّ الررْقٍ» [الأعراف : 07] » وكنت بعيدًا جدًا 0 


غاصٌ بالناس لأني حضرت متأخواء فلم أتمكن أن أقول له: إن هذا 


؟” 


جحي صحيع عر ال جا تر فى صجح معام ور 5و لعي 
قريئاء فقلت : يوم العيد أزوره وأذكر له ذلك» فلما ذهبت إليه يوم العيد 
كك ميكابه عاش كراج زلا فوااتورميح تقار فراع لطن إل 
أن فاتت العشاءء وهو بعيد في محلة الزيتون» فانصرفت ولم أذكر له 
ذلك » فلو كان يعلم الحديث لما استجاز أن ينكر ذلك فضلاً عن أن يعبّر 
عنه بكلام فارغ وهو كلام رسول الله وَككةِ . 

وزرته يومًا مع الشيخ محمد بن إبراهيم الفاسي حفيد الشيخ محمد بن 
مسعود الفاسي شيخ الطريقة الشاذلية بالمشرق » فعرفته بهء فقال له : وأنتم 
تذكرون أيضًا باسم «آه)» فقال: نعم» فقال الشيخ : قد جاءني سؤال 
من فلسطين عن هذا فألفتٌ رسالة أنكرت فيها أن يكون (آه) اسمًا من 
أسماء الله تعالى » ثم توقفت لما رأيت الحفني ذكر حديئًا لفظه : 9 دعوه 
يئن فإن الأنين اسم من أسماء الله )» وما عرفت مرتبته» فقلت له : إنه 
موضوعء فكاد يطير فرححاء فقال لي : لابد أن تكتب ذلك في ورقة 
وتبعث بها إلى » فقلت : نعم » فلما حرجنا قال لي الفاسي : لا تفعل فإنه 
سيحاربنا برسالته » وكان لي صديقًاء فسكتٌ أيامًاء ثم كتب إلى الشيخ 
رسالة وأرسلها مع قيم مكتبته ومعها حاشيته على الإسنوي » يُلحْ على في 
إرسال الجواب » فكتبته له في ورقة وأرسلته إليه» وبينما أنا أنتظر ظهور 
الرسالة إذ فاجأنا خبر موته - رحمه الله تعالى ‏ » وذلك في منتصف 
شعبان سنة أربع وحمسين وثلاثمائة وألف . 

قرأتُ عليه في التفسير وصحيح البخاري» ولازمته فيهما سنتين» 
وحضرت درومه أيضًا في شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي في 


5 


وأجاز لى لفظا ثم كتابة ) ونص ما كتبه بعض تلامذته بأمره وأمضاه 
هو بخطه وختمه : 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا 
الصديق المراكشي تفسير القرآن وصحيح البخاري» واستجازني بهما 
وبمروياتي فأجزته كما أجازني أشياخي بذلك ليتصل سنده بسندهم ولا 
ينقطع عنه مددهم . 

أما سندنا في التفسير وكتب الحديث والعلوم النقلية فعن شيوخنا 
الشيخ محمد عليش عن الشيخ محمد الأمير الصغير عن والده الأمير 
الكبير بسنده المشهور (ح) 

وعن الشيخ عبد الرحمن الشربيني عن شيخه الشيخ إبراهيم السقا (ح) 

وعن الشيخ أحمد الرفاعي عن شيوخه الشيخ عليش والشيخ أحمد 
منة الله والشيخ إبراهيم السقاء وهؤلاء الثلائة عن الشيخ محمد الأمير 
الصغير عن والده الشيخ محمد الامير الكبير رح 

وعن الشيخ محمد الخضري المصري عن شيخه الشيخ إيرأهيم 
الباجوي عن الشيخ محمد الأمير الصغير عن والده الأمير الكبير (ح) 

وممن أخذنا عنه كثيرًا من العلوم العقلية والنقلية كل من شيخنا الشيخ 

5.7 


عليش وشيخه الشيخ إبراهيم السقا بسنده المذكور» كما أجزته بمؤلفاتي 
في الأصول والتوحيد وغير ذلك . 

تحريرًا في ثلاث بقين من شهر صفر الخير سنة اربعين وثلاثمائة 
وألف . 

قلت : ويروي أيضًا عن عبد الرحمن النحراوي عن حسين الكتبي عن 
الصعيدي عن عقيلة المكى . 
امد" ووصليدان الأروادى مباحب اليك المتهون. 


ومن مشايخه المذكورين فيه الوجيه الكزبري وابن عابدين والبيجوري 
وجماعة يأتى ذكرهم : 


وحدثني أنه قرأ علوم الفلسفة على جمال الدين الأفغاني” » وحدثه أنه 


)١(‏ أحمد بن سليمان الأروادي الطرابلسي » من أهل طرايلس الشام » وأصله من جزيرة 
أرواد» له من المؤلفات أكثر من مائة » منها « التبر المسبوك في نهاية السلوك ) . وثبته 
المشتهون: 
توفي فى طرابلس سنة 8/ا؟ اها. 
انظر : فهرس الفهارس )69/١(‏ والأعلام (178/1). 

(؟) محمد بن صفدر الحسيني » جمال الدين » فيلسوف بارع في الرياضيات » أجاد عدة 
لغات » وله اشتغال بالعلوم العقلية والتقلية » ذو مذهب إصلاحي حاول نشره في - 


58 


كان يأخذ الفلسفة بالهند على فيلسوف من الهنود البوذيين عاد البقر» 
قال : فمرت يومًا ونحن نقرأ عليه بقرة من الصنف المعبود » وراثت » فقام 
وأخذ شيئًا من روثها وطلى به جبهته ورجع إلى الدرس» قال الأفغاني : 
فقلنا له: كيف تصنع هذا وأنت علامة فيلسوف ؟ ! فقال لهم : العلم 
شيء والاعتقاد شيء آخر. 

وحدثني رحمه الله يومًا وأنا وحدي» وفهمت أن حديثه ذلك من 
قبيل ما لا يتظاهر به في شأن محمد عبده» لأنه كان محبويًا معظمًا عند 
الدهماء ولا سيما المتفرنجين» فقال لي في كلامه عنه : ما أفسد عقائد 
المسلمين وأدخل الضلال إلى الأزهر إلا هوء وقبل ظهوره كان الأزهر 
طاهرًا من الزيغ والإلحاد ونحو هذا. 

وحدثني أنه لما قامت الحركة الوطنية واتفق المصريون مسلمون 
وأقباط صار الجميع يدخل إلى الأزهر ويلقون فيه الخطب السياسية ومعهم 
الرهبان والقسس» قال: فأحضروا يومًا معهم صلييًا فأحذه مصطفى 
الغيائي لعنه الله - وهو من مدرسي الأزهر» وأنا أعرفه - ووضع ذلك 
الصليب في المحراب ثم نادى أن الدينين اتحدا ثم كبر وصلى ركعتين 
إلى الصليب والقبلة ؛ وصلى معه الآف من الأوباش الحاضرين» ذكر لي 
هذا إثر كلامه عن محمد عبده وما أدخله في الأزهر من الضلال . 


- كل البلدان التي دخلها» وله جريدة ( العروة الوثقى ) التي أسسها مع أهم تلامذته 
الشيخ محمد عبده» توفي بالآستانة سنة 8١111اه.‏ 
وانظر : حلية البشر »)459/١(‏ والأعلام (114/5 - 119). 


فصل 
الخامس 
[العلامة محمد بن إبراهيم السمالوطي المالكي] 


الفقيه العلامة محمد بن إبراهيم بن علي (الجندي)”' السمالوطي ثم 
القاهري المالكي . 

ولد بسمالوط من صعيد مصرء وحضر القاهرة لطلب العلم » فأخذ 
عن محمد الخضري الدمياطي والشمس الإنبابي والشيخ عليش» وهو 
عمدته وعليه تخرج وإليه ينتسب » ولم تكن له رواية وإجازة إلا منهء وهو 
يروي كما سبق عن الأمير الصغير عن والده . 

كان رحمه الله فقيهًا مبررًا في مذهب مالك » متضلعًا من علوم العربية 
والبلاغة مشاركا في غيرهاء وانقطع قبل وفاته بنحو عشرين سنة لتدريس 
الحديث خاصة بالمسجد الحسيني مع التفسيرء فختم الجامع الصغير 
والموطأ ورياض الصالحين وشرح مختصر البخاري لابن أبي جمرة - 
للشنواني - وغيرها» مع تفسير البيضاوي . 

وكان دؤوبًا على الدرس »ء لا يبطله طول السنة حتى في أيام العطلة 
الرسمية الصيفية » فكان ينفرد فيها بالتدريس بالقاهرة . 


)١(‏ ساقطة من «ب). 


516 


شاهدنا منها الكثير» فكان إذا سأله سائل يجيبه أول مرةء فإذا أعاد عليه 
الننوال حدق بود جنا اشكل حرق مخواتة ادر ل لماه لمكت اعد 
ابوك» فمنهم من يتحمل له ذلك ومنهم من يقوم ومنهم من يشتمه 
بالمثل » فيضربه بنعله أو ينزل إليه من الكرسي ويتقاتلان ؛ رأيت هذا منه 
قراراء 

منها مرة مع رجل صعيدي غريب دخل يزور سيدنا الحسين ووقف 
في الدرس فسألة سؤالا فأجابه عنه ثم أعاد السؤال فلعنه وسبّه » فلعنه 
ذلك الرجل » فنزل إليه من الكرسي » وقام الطلبة ففرقوا يينهما وأخرجوا 

وحضرته مرة يقرا في رمضان » وفي الحاضرين رجل تركي »؛ فساله 
أيضًا فلعنه فردّ عليه التركي بالمثل» فقام الشيخ من الكرسي واشتبك مع 
التركي بالمضاربة , فقام المجلس كله والحاضرون يزيدون على المائثتين 
يفرقون بينهماء وأقيمت صلاة العصر فتقدم الشيخ إلى الصف الأول 
وكذلك التركي وبينهما رجلانء وكنت خلفهما في الصف الثاني أو 
اثالث فتسجره أن سكم الإمام وقب الشيع امم النطق اليم من السلام 
عليكم وأخذ بتلابيب التركي واشتبكا في القتال» فتركت الناس يفرقون 
يينهما وخرجت . 

وكان يستعمل النشوق في أنفه وفمه وهو يقرأء وفي كل قليل ييصق 


51١١ 


لعاب النشوق تحت قدمه بين الفروة الجالس عليها والكرسي الذي تحته ؛ 
وقلة للماء يشرب منها بين آونة وأخرى » ومع ذلك ففيه مداعبة ومزاح , 
وريما نطق بالفحش على عادة علماء الأزهر في الدرس . 

وعزمته يومًا إلى منزلي مع عشرة من كبار العلماء منهم شيخنا بخيت 
والإمام السقا وأحمد نصر العدوي وغيرهمء فلما نزل الطعام - وكان منه 
لحم مفور بالبخار ‏ أخذ السمالوطي إليه الشاة الطويلة ورفعها بيده وصار 
يشير بها كهيئة الذكرء وهم يضحكون منه . 
[المناسبة التي دعت الشيخ بخيت المطيعي لتأليف رسالته في الطلاق] 

وهذا المجلس كان سببًا في تأليف الشيخ بخيت رسالته في أن 
الطلاق إذا لم يضف إلى المرأة لا يقع» لأنه سألهم يومئذ رجل مغربي 
كان حاضوًا عن وقعة وقعت له قريئاء فقال : عليه بالطلاق الثلاث » ثم 
تبين أن ما حلف عليه خلاف ما كان يظن» فأما السمالوطي وأحمد بن 
نصر المالكيان فأفتياه بأنه لا يقع من حيث الغلط في المحلوف عليه » وأما 
الشيخ بخيت فقال : إن عندهم قولا في مذهبهم أن الطلاق لا يقع إلا إذا 
أضيف إلى المرأة أو إلى ما يعبر به عن المرأة» فإذا أضيف إلى الشخص 
كقول الرجل : عل الطلاق » فإنه لا يقع . 

ومما أفادني به المترججم أن مقدمات ابن رشد المطبوعة هي أقل من 
نصف الكتاب وأن الأصل بتمامه موجود عند ساسي المغربي الكتبي طابع 
المدونة والمقدمات» وحتٌّ على في أخذه منه والسعي في طبعه إن 
أمكن » فذهبت إلى الرجل وقابلت المطبوع بالمخطوط فإذا المطبوع أقل 


51 


من الجزء الأول بنحو كراس أو كراسين» وأنفس الكتاب هو نصفه 
الثاني » فحاولت شراءه منه فامتنع قائلاً إنه أعدّه للطبع» ثم مات ولم 
يفعل » فاتصلت بورئته فلم أنجح في أخذه منهم . 

حضرت عليه نحو سنتين في تفسير البيضاوي وموطإ مالك , 
وأجاز لي إجازة عامةء وتوفي رحمه الله سنة ثلاث وخمسين 
وثلاثمائة وألف . 


فصل 
السادس 


[العلامة أحمد الزكاري المعروف بابن الخياط] 


الشيخ الإمام العلامة المشارك المحقق في سائر العلوم فقهًا وحديثًا 
وأصولا وبيانًا ومنطلمًا وحسابًا وكلامًا وتصوفًا شيخ شيوخ المغرب أبو 
العباس أحمد بن محمد بن عمر الزكاري المعروف بابن الخياط الشريف 
الكامل . 

ولد بفاس سنة اثنتين وخحمسين ومائتين وألف » وأخذ عن كبار شيوخ 
وأحمد بن ميحمد بن الحاج وعيل السلام بوغالب والحاج الداودي 
وعبد الرحمن الشدادي وهاشم بن محمد العلوي)'" وعبد الحفيظ العلوي 


)1١(‏ العبارة ما بين القوسين في 9 ب» فيها تقديم وتأخير في بعض الأسماء على النحو 
التالي : 
وعبد الحفيظ العلوي والمهدي بن الحاج ومحمد الصديق بن الهاشمس العلوي 
وعبد الملك العلوي الضرير وعبد الرحمن الشدادي وهاشم بن محمد العلوي . .. 


53 


الصديق العلوي الإسماعيلي وقاسم بن محمد القادري وأحمد بن 
حمدون بن الحاج وحميد بن محمد بناني وصالح بن المعطي التادلي 
ومحمد بناني المراكشي وآخرين 

وبرع وفاق الأقران » وضرب بأوفر سهم من التحقيق في كل العلوم مع 
التحري والتغبت والإتقان . 

وأخحذ الطريقة الخال المرتاوة عجارا لي مجه عبد الاي 
بدوي بناني عن أبي عبد الله محمد" بن الغالي أيوب عن جدنا سيدي 
أحمد بن عبد المؤمن عن مولاي العربي الدرقاوي » وتجرد وتخرب برفقة 
العارف الكير سيدي محمد بن إبراهيم طبه وامتحنا بسبب ذلك وأدخلا 
السجن » أدخلهما القاضي الوُنْدة '' بوشاية من شيخه محمد بن المدني 
رد را بالعودة إلى الاشتغال بالعلم والتدريس . 

فخرج من السجن وأقبل على التدريس والإفادة والتأليف ء فانتفع به 
خلق لا يحصون حتى ضار شيخ شيوخ أهل المغرب لا يوجد به عالم إلا 
وهو من تلامذته أو تلامذة تلامذته» مع التقوى والورع والزهد والنسك 


)١‏ محمد بن غالي اليوبي الحسني » الولي الشهيرء كان غيرًا ديّنًا صالححاء له أتباع 
وتلامذة » وله زاوية تنسب إليه بفاس » وبها دفن سنة 719/8 اه. 
انظر : إتحاف المطالع .)5١١/١(‏ 

)١(‏ محمد بن عبد السلام الوِنّدي الرباطي الشهير بالإنّدة » تولّى القضاءء وله رسالة في 
والأضرحة والمزارات التي في الرباط وشالة ) » توفي سنة 56١ه ‏ 
انظر : الأعلام (007/7؟)» وإتحاف المصالع (؟/008) . 


51 


والابتعاد عن الوظائف الحكومية ومناصبهاء مع الفقر وقلة ذات اليدء 
والتخلق بأخلاق أهل الطريق والتمسك بحبلهم الوثيق والتقشف في 
الملبس والمأكل والمسكن » والرضى بالدون من العيش . 

وعُمّر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد» أد ركه قبل وفاته بنحو سنة وهو 
ملازم لابيت وهو في حدود التسعين من عمره» فأجاز لي إجازة عامة : 
وأخذت عنه المسلسل بالمصافحة الشمهروشية » وأملى عليَ سنده قال : 

حدثني مولاي العربي بن الصديق العلوي الإسماعيلي قال : حدثنا 
الشيخ صالح البخاري حدثنا السيد الجليل عبد الوهاب الموصلي ثنا 
أحمد المنيني ثنا عبد الغنى المقدسي قال : ثنا القاضي أبو محمد 
شمهروش أنه اجتمع برسول الله يكل في جبل أحد فقال له: (يا 
شمهروش صافحني فإنه من صافحني أو صافح من صافحني أو صافح من 
صافح من صافحني دخل الجنة بغير سابقة عذاب ). 

وصافحني أيضًا مصافحة أخرى وهو متثبت ء إلا أنه كان أحيانًا يذكر 
يبعض الصيغ وأحيانًا ينشد أبيانًا صوفية يترنم بهاء وأحيانًا يسكت » ظاهرًا 
عليه أثر الخير والصلاح وتنوير الباطن . 

له فهارس وإجازات مطولة بِيّن فيها شيوخه ومقروءاته عليهم » وما له 
من المؤلفات والرسائل التي تقارب المائة » وكثير منها مطبوع بفاس وبه 
يدرس في القرويين . 

توفي رحمه الله يوم الاثنين ثاني عشر رمضان سنة ثلاث وأربعين 
وثلاثمائة وألف . 


51 


أما أسانيد شيوخه فمحمد الصادق العلوي يروي عن أبيه عن أحمد بن 
عبد العزيز الهلالى بأسانيده المذكورة فى فهرسته » وأحمد بن أحمد بتانى 
وعبد الله بن إدريس البكراوي - وتقدمت أسانيدهما في الشيخ الثاني - 
وأما الحييك المرنيسي فعن يك بن التاودي بن سودة عن الطيب بن 
عبد المجيد بن كيران بأماتيوة السايقة2 وأما عبدالحفيظ العلوي فعن 
عبد القادر الكوهن بما في فهرسته » وأما محمد بن أحمد بناني المراكشي 
وعبد الرحمن الشدادي فكلاهما عن بدر الدين الحمومى عن التاودي بن 
سودة » وأما محمد بن عبد الرحمن الفلالى فعن محمد بن عبد السلام بن 
ع 5 زطق 1 ذ لوت 
ابي زيد اليزمي ومحمد بن عمر (الزروالي) ' وبدر الدين الحمومي ثلاثتهم 
عن التاودي بن سودة . 


. في و: الزرمالي‎ )١( 


فصل 
السابع 
[العلامة أحمد رافع الطهطاوي] 


العلامة المعقولي المحقق البارع في التحقيق أبو الفضل أحمد بن 

ولد بمدينة طهطا من صعيد مصر في شهر رجب سنة خمس وسبعين 
ومائتين وألف » ونشأ بهاء فحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين» ثم حفظ 
المتون على يد والده فحفظ منها جملة كثيرة » وأخذ عن والده وغيره من 
علماء بلده مبادئ التوحيد والنحو والفقه » ثم في سنة سبع وثمانين رحل 
إلى القاهرة لطلب العلم بالأزهر» فأخذ به جميع العلوم التي كانت تدرس 
به . 

ومكث نحو أثنتي عشرة سنة تلقى فيها عن أكابر علماء عصره 
كالشيخ محمد" عليش وابنه عبد الله » وسمعته يقول عنه : إنه كان أكثر 


)١(‏ محمد بن أحمد بن محمد عليش أبو عبد الله» أصله من طرابلس الغرب » فقيه من 
أعيان المالكية وإليه انتهت مشيختهاء له مؤلفات منها : فتاويه في جزءين و «منح 
الجليل على مختصر خليل ؛: وحاشية على الشرح الصغير للدردير» وله غيرها . 
توفي في سجنه بالقاهرة سنة 95١١ه.‏ 
أنظر : شجرة النور (هه”), الأعلام (5/ 19 05١8‏ 


518 


الإنبابي وتلميذه المحقق حسن رضوان الخفاجي الدمياطي وعبد الهادي 
نجا الإبياري وعبد الرحمن الشربيني وزين الدين المرصفي ومحمد أبي 
النجا الشرقاوي وعبد الرحمن القطب النوري وحسن الطويل ومحمد 
البسيوني البيباني . 

وكان أكثر ملازمته للشمس الإنبابي» وبه تخرج في المعقولات 
وسلك طريقه في الأبحاث وزاد في الإتقان والتحقيق عليهء وهو الذي 
أذنه بالتدريس » وأجاز له إجازة عامة لفظًا وكتابة قال فيها : 

«فلما لاح لي كوكب صلاحه وفاح لي نشر مسك فلاحه» ورأيته 
أهلا لتلك الصناعة وجديدًا بتعاطي هاتيك البضاعة » حيث أخذ من الفنون 
بأقوى طرف وأراد الاقتداء في أذ الأسانيد بمن سلف » بادرت إلى طلبه 
لإعطائه بلوغ أربهء فلم أثن عنه عنان العناية بل أجزته بما يجوز لي رواية 
ويصح عني دراية من فروع وأصول ومنقول ومعقول » وأذنته بالتدريس » 
وأن يتخذ العلم خير جليس ... إلخ ما كتب»)ء وذلك سنة تسع 
وتسعون. 

وأجاز له أيضًا أبو الحسن علي بن خليل الأسيوطي » وكذلك والده 
محمد بن عبد العزيز رافع » وسمع مسلسل عاشوراء من البرهان السقا في 
بيته قبل وفاته بعام » إلا أنه لم يستجزه » وكان يتحسر على ذلك لما صار 
يشتغل يعلم الإسناد لعلو سند البرهان السقا . 

وسمع المسلسل بالأولية على الشمس محمد الأشموني عن الشيخ 
علي النجاري عن الأمير الكبير» ثم رجع إلى بلده وأكبٌ على الاشتغال 


530 


ع 2 

شيخه الشمس الإنبابى» فألف : «فرائد الفوائد الوفية مقاصد خطبة 
الألفية ) » وهى أول مؤلفاته» وكان سنه إذ ذاك إحدى وعشرين سنةع 
فأنشد في خخطبته قول الأخضري : 

ولبني إحدى وعشرين 250 البيت”" . 

وهداية المجتاز إلى نهاية الإيجازء وهو شرح على منظومة بيانية ؛ 

والرياض الندية على الرسالة السمرقندية » 

والطراز المعلم على حواشي السلم » الفه وهو ابن تسع عشرة سنة > 
فلذلك أنشد في خخطبته قول عبد العزيز بن أبي الحسن الأنصاري في 
بعض منظوماته : 

عذري أتاك يا أخى فاعذر إذ كان سنى دون سن الأخضري””' 

ضخام » طبع المجلد الأول منها . 


: وتمام البيت‎ )١( 
ولبني إحدى وعشرين سنة معذرة مقبولة مستحسنة‎ 
. انظر متن السلم للأخضري (المتوفى 82ه)‎ 
(؟) ونظيره قول العلامة أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الحضرمي (المتوفى‎ 
بحيدر أباد سنة١741١ه » صاحب الديوان الشهيرء وكتاب رشفة الصادي) حينما‎ 
: فرغ من نظمه للفرائض في أقل من ليلة» وعمره آنذاك دون العشرين» حيث قال‎ 
وعذر من لم يبلغ العشرين 2 يقيل عند الناس أجمعينا‎ 
. انظر : مقدمة فتوحات الباعث » ومنظومته : ذريعة الناهض إلى علم الفرائض‎ 


5 


وكمال العناية بتوجيه ما في قوله تعالى ليس كمثله شيء من أنواع 
الكناية » (مجلد مطبوع) . 

وبلوغ السول في تفسير لقد جاءكم رسول » (وهو مطبوع) . 

وحدثني رحمه الله أنه كان كتب قبله كتابة أخرى على هذه الآية» 
فاستعارها منه بعضهم ثم رأى ذلك مطبوتًا باسم ذلك المستعيرء فكتب 
بعده المذ كور . 

والقول الإيجابي في ترجمة الشمس الإنبابي » (وهو مطبوع) . 

وشرح الصدر بتفسير سورة القدر. 

ونظم الدرر الحسان في تفسير أية شهر رمضان . 

والمسعى الرجيح إلى فهم شرح غرامي صحيح . 

والتسيم السحري على مولد الخضري . 

ومنصة الابتهاج بققصة الإسراء والمعراج . 

ونفحات الطيب على تفسير الخطيب . 

وتقريرات على بغية المقاصد في خلاصة المراصد لمحمد بن علي 
التتوسق : 

ووسائل المحاضرة بمسائل المناظرة » وغير ذلك . 


ثم لما ذهب إلى الحج اجتمع بالشيخ عبد الستار"' الصديقي الهندي 


5١ 


محدث مكة ومسندها بل والحجاز في عصره » وتدبّج معه. طلب منه أن 
يكتب له الإجازه فوعده بعد رجوعه إلى مصرء فلما رجع وشرع في 
كتابتها مع ذكر بعض الأسانيد دعاه تحقيقه وولعه بالبحث إلى الوقوف 
على تراجم رجال الإسناد ووفياتهم ليذكر وفاة كل رجل وولادته عند 
ذكرهء فعثر أثناء بحثه على أوهام في أثبات المتأخرين وانقطاعات في 
الأسانيد» فجرّه البحث إلى كتابة ثبت في مجلدين سماه أولاً « المسعى 
الحميد إلى بيان وتحرير الأسانيد ) » ثم غير اسمه ١‏ بإرشاد المستفيد)» 
مكث فيه نحو حمسة عشر عامًا أتى فيه بالعجب العجاب لا من حيث 
الإكثار ولكن من حيث التحقيق في الاتصال والمواليد والوفيات » والتنبيه 
على أغلاط الأثبات والتواريخ » وأعانه على ذلك كثرة ما تيسر له من 
الأثبات والمعاجم والتواريخ الغريية بسبب غناه ووجاهته» فكان يستعير 
من دار الكتب المصرية كل ما يحتاجه من ذلك . وكذلك من مكتبة 
قحسل باشا تيمورء وقد بقي عنده معجم الذهبي ومعجم ابن 
السبكي ومعجم الحافظ وشذرات الذهب قبل أن يطبع أزيد من خمسة 
أعوام : وبسبب ذلك أُلْف مختصر المعجم المختص للذهبي ومختصر 
معجم ابن السبكي ومختصر معجم الحافظ » وملخص ما في معجم 


- المباركشاهوي البكري الصديقي الحنفي الدهلوي» أبو الفيض» حجة في 
التراجم » له « فيض الملك المتعالي بأبناء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي ؛ » ضمت 
مكتبته إلى مكتبة الحرم المكي بعد وقاته بمكة سنة مهاه , 

انظر : الأعلام الشرقية (7/ 9٠5‏ ت : 9088 » الأعلام (/04) » وانظر أيضًا 
ترجمته ضمن شيوخ المؤلف في التاسع والعشرين من هذا الكتاب . 


5 


الحافظ السيوطي المسمى ب المنجم في المعجم » وما في نظم العقيان 
لهء وجزء يتضمن كثيرًا من شيوخ الحافظ صلاح الدين العلائي » والتنبيه 
والإيقاظ بما في ذيول تذكرة الحفاظ . 

ولما اجتمعت به أول ما عرفته وصار يسمعني ثبته وجدته جمع من 
شيوخ القاضي عياض نحو السبعين» وكتب وفياتهم إلا القايل منهم ‏ 
قال: عجزت عن الوقوف لتراجم لهم بعد البحث الشديد» فقلت له: 
وهل راجعت معجم القاضي عياض؟ فقال: ما سمعثٌ به قطء 
فأتيته بنسخة منه فطار بها فرحاء وكتب بخطه الجميل على هوامشها 
بعض الاستدراكات والفوائد الحسنة » ثم قال لي يومًا : إني وجدت في 
ثبت الأمير ومن قلّده أوهامًاء والأمير إنما لخص ثبته من المنح البادية 
للفاسي » وقد بحثت عنه في القاهرة فلم أجدهء ثم طلب مني أن 
استنسخه له من المغرب » فلما خرجت من عنده مررت في طريقي على 
منزل السيد محمد أمين الخانجي الكتبي لزيارته » فوجدت أمامه كتبًا منها 
نسخة من المنح البادية المذكور وعليها زوائد بخط العلامة محمد بن 
عبد القادر بن الأمين » فطالبته في بيعهاء وعدفته بالقصة » فقال : أما بيعها 
الآن فغير ممكن لأنه سبق مني عرضها على بعض مكاتب أمريكاء فلا 
أخرجها من يدي حتى يأني الجواب بالأخذ أو الرفض » ولكن خذها 
للسيد أحمد رافع ينتفع بها ريئما يأتي الجواب » فأحذتها إليه وبقيتٌ عنده 
نحو أربعة أشهر إلى أن جاء عليها الطلب . 

ومن أجل بحثه وتحقيقه جاء ثبته هذا أحسن ثبت وأفيده من جهه 


517 


كونه ثبنًا وتاريحًا جامعًا للمواليد والوفيات » مع التحقيق في ذلك والتنبيه 
على غلط من غلط فيه . 

مثال ذلك أنه لما أسمعني حديث الرحمة المسلسل بالأولية أملى على 
سنده من ثبته» فقال: سمعته من الشيخ محمد الأشموني الشافعي 
الأزهري المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف عن علي بن 
(موسى"" النجاري بتقديم النون على الجيم» المتوفى سنة ست 
وخمسين ومائتين وألف عن الأمير الكبير .... إلخ السند على هذا 
المنوال . 

قال وأخبرني جدي أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن 
عبد العزيز بن أبي الحسن الفرغلي الأنصاري الطهطاوي المتوفى سنة 
إحدى وثمانين ومائتين وألف عن أبي هريرة داود بن محمد بن امد 
القلعي نسبة إلى قلعة مصر الميدومي الأصل عن أبي الفيض محمد 
مرتضى بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزيدي الحنفي 
المتوفى بالقاهرة سنة حمس ومئتين وألف عن ستين سنة عن ولي الله 
قطب الدين أبي محمد أحمد بن عبد الرحيم بن وجيه الدين بن معظم بن 
منصور بن أحمد العُمَرى الفاروقي الدهلوي الحنفي المتوفى سنة ست 
وسبعين ومائة وألف عن اثنتين وستين سنة يإسناده على هذا النسق أيضّاء 


. في وب »: عيسى» والصواب هو المثبت‎ )١( 


؟؟ 


الشافعي المتوفى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف عن ثلاث وسبعين سنة 
عن برهان الدين أبي المعالي إبراهيم بن علي بن حسن جلبي الشبرانجومي 
الشهير بالسقا الشافعي المتوفى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف عن ست 
وثمانين سنة عن ولي الله محمد ثعيلب بن سالم بن ناصر الفشني القاهري 
الشافعي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف عن الشهابين الملُوي 
والجوهري السابقين عن المحدث أبي العز محمد بن الشهاب أحمد بن 
أحمد بن محمد العجمي المصري الوفائي المتوفى سنة ثلاثين ومائة وألف 
عن خمس وستين سنة عن شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد 
الخطيب الشوبري القاهري المتوفى سنة تسع وستين وألف عن اثنتين 
وتسعين سنة عن شمس الدين محمد بن أحمد بن حمزة الرملي بسنده 
المعروف . 

ولما سمعت عليه من سنن الدارقطني أملى على سنده من الغبت أيضًا 
فقال : بالسند إلى شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري عن الحافظ 
ابن حجر وعن شرف الدين أبي الفتح محمد بن الزين أبي بكر بن 
الحسين بن عمر المراغي الأصل المدني المتوفى سنة تسع وخمسين 
وثمانمائة عن أربع وثمانين سنة» قال الأول : قرأته على الحافظين زين 
الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ونور الدين أبي الحسن 
علي بن أبي بكر الهيثمي » وقال الثاني : قرأته على والدي قاضي المدينة 
النبوية زين الدين أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس القرشي 
العنماني المراغي ثم المدني المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة عن تسعين 
سنة » قال هو والحافظان العراقي والهيثمي : أخبرنا به محب الدين أبو 


57 


العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر الخلاطي المتوفى سنة سبع 
وستين وسبعمائة قال: أخبرني به الحافظ شرف الدين أبو محمد 
عبد المؤمن بن خلف الدمياطي المتوفى سنة خمس وسبعمائة عن اثنتين 
وتسعين سنة » قال : أنبأني به الحافظ شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن 
خليل بن عبد الله الدمشقي نزيل حلب المتوفى سنة سبع وأربعين وستمائة 
عن ثلاث وتسعين سنة » قال : أخبرني به أبو الفتح ناصر بن محمد بن أبي 
الفتح الوتري الأصبهاني القطان المتوفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة: 
قال : أخبرني به أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد الإخشيدي 
السراجي الأصبهاني المتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة عن ثمان 
وثلق سةء قل: أعونيى + صد أصيان أو طهر مد نين أحد فى 
معاي طد الي كادي يوان امون مب عمو اين 
وأربعمائة وهو في عشرة التسعين» قال : أخبرني به مؤلفه الحاقظ أبو 
الحسن علي ين عمر ين أحمد بن مهدي بن مسعود البغدادي الدارقطني 
المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة عن ثمانين سنة» سماعًا منه . 
وأملى علي سند مسند الشهاب للقضاعي قال : بالسند إلى شيخ 
الإسلام زكريا الأنصاري والجلال السيوطي » قال الأول : أخخبرنا الحافظ » 
وقال الثاني : قرأته على أم الفضل هاجر بنت الشرف محمد بن محمد بن 
أبي بكر المقدسية الأصل القاهرية » التي توفيت سنة أربع وثمانمائة عن 
أربع وثمانين سنة قالت هي والحافظ ابن حجر : أخبرنا به جمال الدين أبو 
المعالي عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك الحلاوي الأزهري المتوفى سنة 
سبع وثمانمائة عن تسع وسبعين سنةء قال الحافظ : قراءة عليه وأنا 


مر 


أسمع ) وزادت هي فقالت : وأخبرني به شهاب الدين أبو العباس أحمد بن 
الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا السويداوي الأصل القاهري 
المتوفى سنة أربع وثمانمائة عن تسع وسبعين سنة» قالا: أخبرتنا به أم 
الخير عائشة بنت علي بن عمر بن سنبل الصنهاجية الحميرية التي توفيت 
بالقاهرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة سماعًا عليها » قالت : أخبرني به زين 
الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن عزون بن داود الأنصاري 
المغربي الأصل المصري المتوفى سنة سبع وتسعين وستمائة» ومعين 
الدين أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف بن عبد الله بندار الدمشقي ثم 
المصري المتوفى سنة سبعين وستمائة عن أربع وثمانين سنة قالا : أخبرنا 
به أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثايت بن هاشم الأنصاري 
البوصيري المتوفى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة عن اثنتين وتسعين سنة ) 
قال : أخخبرني به أبو عبد اده محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحوي 
المصري المتوفى سنة عشرين وخمسمائة - وقد جاوز المائة - قال : 
أخبرني به مؤلفه . 
هذا سياقه في جميع ما يورده من الأسانيد» ثم يعقب كل إسناد 
بتنبيهات وفوائد ينبه فيها على ما وقع من الأغلاط في ذلك السند وتواريخ 
رجاله في الأثبات والتواريخ . 
وأما علم الحديث متيّا واصطلاحاء فلم تكن له به خبرة ولا دراية ؛ 
وقد دخلت عليه يومًا فصار يقرأ علي ما كتبه من أسانيد الأربعين الودعانية 
على هذا النظام » فلما فرغ قلت له : أنت من طبعك تحب التحقيق» ولا 
تكتب إلا ما هو حق» فكيف كتبت أسانيد الأربعين الودعانية وهي 
1 


موضوعة كلهاء فاستغرب ذلك وقال : لا علم لي بهذا » فقلت له : راجع 
لسان الميزان والمقاصد الحسنة » وذكرت له كتبًا أخرى منها ذيل اللآلوء 
للحافظ السيوطي » ثم رجعت إليه بعد ذلك فقال لي : جزاك الله خيرًا قد 
الحفاظ الكبار كالمزي والذهبي والعراقي » فقلت له : اصطلاح أولنك 
الحفاظ يسوّغ لهم ذلكء لكونهم يقصدون الاستيعاب معتمدين على 
كون الأصل معروفًا من جهة أخرى » فالذهبي قد صرح بوضع الأربعين 
المذكورة فى الميزان مرارًا متعددة » لكنه أورد سندها فى معجمه بقصد 
الجمع والإفادة ببخلااف شرطك واصطلاحك . 

فجذف ذكر أسانيدها من كتابه وقال : ضاع مني نحو أسبوع أو أكثر 
الغنى كثير العقار والأطيان مترفهًا فى بيته ومعيشته» متظاههًا بمظهر 
العظمة والغنى » حتى كان معدودًا من طبقة الأعيان لا من جملة العلماء 
ولأجل ذلك كان يجاري الأغنياء من الباشاوات والمتفرنجين على مالا 
يعتقده خوفا من انتقادهم عليه ونسبتهم إياه إلى التأخر» بل هذا هو الداء 
الذي قضى على علماء الأزهر إلا القايل منهمء فما ألحد من ألحد 
وتزندق من تزندق وجهل من جهل منهم إلا لهذاء فكان مع حسن ظنه 
واعتقاده في الصوفية والأولياء وكراماتهم لا يستطيع ذكر شيء من ذلك 


الا 


طلبت منه مرة أن يفيدني عما كتبه في تحرير بعض الأسانيد التي وقع 
فيها تخليط من أصحاب الأثيات المتأخرين » فأفادني » واشترط على أن 
أنسبه له في مؤلفي » قال : لأني تعبت في ذلك» كما أنه كان ينسب 
الفوائد لأصحابها ولا ييخسهم حقهم . 

وكان رحمه الله على آداب دنيوية كاملة» كنت يومًا مارّا بميدان 
عابدين الواسع أمام قصر السلطان » ومرٌ هو راكبًا في عربته فرآني ولم أره» 
وكانت عربته قد تقدمت عني بنحو مائة ذراع » فتزل ووقف في الميدان 
وأرسل العربة خلفي تحملني إليه . 

-وكذلك جاء مرة إلى مكتبة الخانجي يسأل عني وعن عنوان منزلي ) 
فوصفه له الخانجي » فلما خرج قاصدًا المنزل رأني قادمًا في شارع 
عبد العزيزء فنزل أيضًا وأرسل العربة خخلفي والمسافة قريبة جدًا . 

ولما عزمثٌ على التوجه إلى الشام طلب مني أن أستجيز له شيخنا 
سيدي محمد بن جعفر الكتاني » وأعطاني بعض مؤلفاته هدية إليه » فكتب 
له إجازة مطولة » وتدبّج معي مرة بمحضر الشيخ عمر حمدان المحرسي 
رحمهما الله » ولما سافرت إلى المغرب سنة خمس وأربعين كتبت إليه 
أطلب منه الإجازة لي ولإخواني كتابة » فكتب إلى يإجازة نصها : 

لدع الف اللي الريعيون تعمد ارله بحل كانه علق تيدع العوفاة 
وأسأله المزيد من فضله وكرمه » وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك 
له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» وأشهد أن سيدنا محمدًا 
عبده ورسوله البشير النذير صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله 


505 


وأصحابه وكل من انتمى إليه . 

أما بعد» فإن الأخ الفاضل المجمل بفرائد الفضائل والفواضل الشاب 
المهذب حادم الحديث النبوي السيد أحمد بن السيد محمد بن الصديق 
الحسني الغماري صاحب المؤلفات الجليلة لما كان بالقاهرة مشتغلاً 
بطلب العلم الشريف بالجامع الأزهر سمع من لفظي حديث الرحمة 
المسلسل بالأولية :بشرطة .والتخدينة , المنتسل :ينوع "عاشوراء: بشرطة» 
وسمع مني كثيرا من المباحث العالية التي اشتمل عليها ثبتي المسمى 
«إرشاد المستفيد إلى بيان وفعوين الأساند او كف قد أجزت له شفامًا 
أن يروي عني الكتب الستة وسائر كتب السنة والمسانيد والمعاجم 
والأجزاء والأربعينات والمسلسلات وغيرها بأسانيدها المبينة في ثبتي 
المذكور » وقد حررت له الآن هذا إجازة له ولكافة إخوانه بجميع ما ذكر 
وبجميع مالي من المصنفات » أدام الله تعالى النفع به وبهم بجاه سيدنا 
محمد صلى الله عليه وآله وأصحايه وسلم . 

كتبه الفقير إلى رحمة مولاه أحمد رافع الحسيني القاسمي المصري 
الطهطاوي الحنفي عفي عنهء حامدًا ومصليًا ومسلمًا . 

وكان ذلك يوم الاثنين سادس شهر ربيع الثاني من سنة ثمان وأربعين 
وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل 
السلام وأزكى التحية . 

ثم لما رجعت إلى القاهرة سنة تسع وأربعين ترددت إليه كثيرًا 
وتباحثت معه في مسائل عديدة » حتى كان يفرح لدخولي عليه ويقول 


"0 


لي : إذا رأينك انشرح صدري وزال ما بي من الضيق» لأني لا أجد من 
يذاكرني في هذا الفن غيرك » وكان رحمه الله يكثر من شرب الدخان 
جدّاء وقال : إنه صار اليوم في حقه واجبا لأنه إذا تركه تختل عليه أموره » 
وكان من عادته أن يسهر الليل كله ولا ينام إلا بعد شروق الشمس» 
اشتغالاً بتأليف الثبت المذكور . 


"5 


الثامسن 


[العلامة محمد بن سالم الشرقاوي الدجدي] 


العلامة الفقيه شيخ الشافعية بالديار المصرية الشيخ محمد بن سالم 
الشرقاوي الشهير بالنجدي . 

وُلد بعد الستين ومائتين وألف » وطلب العلم بالأزهر على شيوخه 
الكثيرين » إلا أن الذين أجازوا له منهم الشيخ إبراهيم السقا والشيخ 
مصطفى المبلط الراوي عن محمد ابن علي الشنواني صاحب الثبت 
المشهور» حضرت عليه في مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي بشرح 
على القاري وشرح الخطيب على متن أبي شجاع في الفقه الشافعي » 
وأجاز لي إجازة عامة . 

وكان شيخ رواق الشراقوة وشيخ الشافعية بالديار المصرية» يحفظ 
فروع مذهبه وتُرجع إليه في حل مشكلاته وفي الفتوى في الوقائع والنوازل 
النادرة . 

وكان يجلس عند رجل إسكاف بباب الجامع الأزهر» فيقصد هناك 
للغتوى » واشتهر برد المبتوتة» فتقصده العوام لذلك. وكان يردها فيما 
بلغني بأن يسأل السائل عن شهود التكاح الأول فيطعن في عدالتهم ويثبت 
فساد النكاح الأول » ويقول للسائل : إنك لم تكن متزوججًا زواججا شرعيّاء 


57 


بشهو لاخدا عه بعص 
1 6 شهود 
0 أ ذلك منه . 
شافعية » لم أسمع ذ 
فمهاء الشافعي و 


5 سير و تلاتيانة والفت 
و سنةهة 9 
توفي سنه خمسين 


77 


التاسع 


[العلامة بدر الدين بن يوسف بن شاهين] 


يوسف بن بدر الدين بن علي بن شاهين بن عبد الله بن محمد بن 
على الشيخ إبراهيم السمًا وطبقته , إلا أنه لم يستجز منهم أحدًا » غير أنه 
يقال استجاز البرهان السقاء وهو المذكور في إجازته» كان علامة فقيهًا 
شافعيًا » علومه التى له اليد الطولى فيها المعقوللات من منطق وبيان و كلام 
وأصول وهيئة وفلسفة وغيرهاء إلا أنه اشتهر بالمحدث لمجلس إملائه 
الذي كان يمليه يوم الجمعة تحت قبة النسر نحو أربعين سنة » فاشتهر 
لذلك بالمحدث » وهو عن الحديث بعيد جدَّاء لا يميز بين صحيحه من 
سقيمه 2 ولا معرفة له برجاله ولا بقواعده وأصولة6 إنهنا كان يستحضر 
لمجلس إملاثه يوم الجمعة أحاديث يمليها بأسانيدها من مثل اللآلوء 
المصنوعة » ويقرأ صحيح البخاري ومسلم فيملى كل ما ذكره الحافظ في 
الفتح من الفوائد الحديثية» وربما ذكر منها من عنده ما يطابق الحال 
الحاضرة » وأهل تلك الديار بعيدون عن الحديث وعن قراءة كتيه فتنسيوا 


5 


ولما رحلتٌ إلى الشام رحلت على اعتقاد أنه محدث كما كنت 
أسمع » فلما اجتمعتٌ به سألته عن حديث فقال : لا أدري » ثم حضرتٌ 
مجالس إملائه بالجامع الأموي فعرفت أنه بعيد كل البعد عن الحديث 
واستغربتٌ ذلك جدّاء فلما طلعت إلى شيخنا سيدي محمد بن جعفر 
عضت له بذلك لأغلم فا اعلدم» "قال ال < سكلا بدر الدين علومه هي 
علوم الآلة والفقه الشافعي » قتأكد عندي ما شاهدته . 


ورأيته يدرس لما دخلت عليه شرح الخغميني في الهيئة مم بعض 
الطلبة الأغراب » ورأيت طالبًا آخر ينتظر فراغه من الخغمينى ليقرأ معه 
شرح الشلم لبعض العجم المطبوع بالهند» وهذا كان دابه» فإنه كان 
وتارة مع واحد إلى الغروب . 
وقت وجودي يقرأ معهم شرح الإشارات للرازي وتفسيره أيضًا - أعني 
الفخر الرازي - ثلاثة أيام لكل كتاب . 
يل » لا يفتر لسانه عن ذلك » فإذا سأله سائل كلّمه على قدر جوابه ثم 
عاد إلى ذلك . 

وكان لا يفتي بل يحيل على غيره تورعّاء وكذلك لا يؤم غيره ولا 


ومع؟ 


مزيد أصلاً » بل لا يزيد زائره على السؤال الضروري ثم يصمت أو يشتغل 
بالذكر . 

ولم يؤلف إلا رسالة صغيرة في المصطلح جعلها كالشرح على 
البيقونية » ويقول لمن طلبه في التأليف : الموجود بين أظهرنا من كلام 
العلماء فيه كفاية . 

حمر طويلاً» حتى صار علماء الشام كبارًا وصغارًا كلهم تلامذته» 
وكان ملحوظا بالقطر الشامى بأسره معظمًا معتقدّاء بل يبالغوت فى 
إطرائه » بحيث لو أراد المُلْك بالشام لكان أطوع إليه من بنانه . 

خرج مرة زائوًا لبعض المدن » فلما كان راجعًا إلى دمشق اصطفت 
العوالم مسافة 0 0 ر 0 يمين الطريق وشمالها لمقابلته . وبلغ 

وكان لا يُكرم أحدًا ولا يدخله منزله ولا يقابل الناس إلا فى المدرسة 
الحديتية » ولا يطيل الزائرون معه الجلوس إلا بقدر السلام وهنيهة بسيطة 
فيشير إليهم خادمه الشيخ يحبى بالخروج» وريما سلّم عليه الأغنياء 
والوجهاء وهم قيام لم يأذن لهم في الجلوس» ثم ينصرفون » ومن رأوه 
أقبل عليه بالسؤال وطال جلوسه معه نحو الثلث ساعة ونصفها عدّوها من 
كراماته ومقاخره ) ومن استحق ستحق تقديم القرى منهم قلمه لهم تحادمه 
0000 شايًا أو 
قهوة أو شيئًا من التمر أو هما معًا كما فعل معنا. 


75؟ 


وقد شاهدت منه أمرًا غريبًا لا يُفهم ولا يُعرف سره ومعناه» بل هو 
بالنسبة لصلاح الشيخ وحاله من قبيل المُشكل والمتشابه» وذلك أني لما 
أهل الشام أنفسهم مع فرنسا فأشاعوا يوم الخميس أنهم سيُضربون يوم 
السبت احتجاجًا على أمر جرى. وشاع ذلك وذاعء فلما كان يوم 
الجمعة وحضرنا للصلاة بالجامع الأموي طلع الخطيب إلى المنبر - وهو 
الشيخ عبد القادر الخطيب ‏ فحمد الله ثم قال : أما بعد » فيا أيها الئاس ) 
إن الشيخ الأكبر دنس :الترعوت يأمر كي نالا تضريراء وأن تفتحوا 
دكاكينكم وتلتزموا السكون » في كلام من هذا القبيل» ثم جلس وخطب 
الثانية المعروفة» وأقيمت الصلاة» وكنت وقتكذ متمذههًا للشافعى » 
فصرت وأنا فى الصلاة مفكوًا فى هذه الخطية السياسية الباطلة على 
مذهب الشافعي » إذ لم يذكر فيها آية ولا أمر بالتقوى, مع أن كلا من 
الشيخ والخطيب شافعيان » ثم قمنا إلى مجلس إملاء الشيخ » وهو اول 
مجلس حضرته » فافتتحه بقوله : قال رحمه الله ولم يسمٌ القائل - ثم 
عرفتٌ بعد أنه يعني مسلمًا صاحب الصحيح » حدثنا فلان حدثنا فلان أن 
رسول الله يليد قال : «آلا أخب ركم بأهل الجنة ؟ أهل الجنة كل هين لين 
سهل قريب » آلا أخبركم بأهل النار؟ أهل النار كل جواظ جعظري 
متكبر » » ثم شرع يتكلم على الأخلاق الحسنة وفضائلهاء وأورد أحاديث 
موضوعة نقلها من اللاليء المصنوعة » منها الحديث الذي رواه السلفى 
مسلسلاً» يقول كل راو: حدثنا فلان وهو متكئ إلى رسول الله يل : 
قال: ما حسن الله تلق رجل وخلقه فتطعمه النارء ثم بعد أن أورد 


57 


أحاديث وآثاراً في الباب قال : وليس هذا خاصًا مع المؤمنين» بل حسن 
الخلق مطلوب حتى مع الكفارء وذكر حديث : ( يا إبراهيم حسن خلقك 
ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار) » وحديئًا موضوعًا نقله من اللآلئ 
المصنوعة أيضًا وهو مذكور فيها في نفس الصحيفة المذكور فيها 
المسلسل بحدثني فلان وهو متكبع: وهو أن داود عليه السلام لما بنى 
مسجد بيت المقدس كان كلما بنى شيعا انهدم » فأوحى الله تعالى إليه أنه 
لا يتم بناؤه على يديك» قال : ولم يا رب ؟ قال : لما جرى على يديك 
من الدماء» قال : ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ قال : بلى ولكنهم عبيدي . 
ثم قال الشيخ : وهم وإن كانوا سيدخلون النار إلا أنهم سيخرجون منهاء 
ولم يتعرض لكون هذا قول بعض الناس وأنه خلاف مذهب الجمهورء مع 
أن المجلس غاص بالعوام . 

وانتهى المجلس وأصبح الناس غير مضربين » فقمت مندهشًا متعجبا 
مما سمعت » ثم سألت بعض أهل الخبرة فقال : يقال إن ولده الشيخ تاج 
هو الحامل له على ذلك وأنه أذ من الفرنسيين ألف ليرة على ذلك » 
فلعله احتال على والده بحيلة أثر عليه بها فألقى درسه المذكور. 

ولكن لا حيلة في ذكر كون الكفار غير مخلدين في النار مع عدم 
نسبة ذلك إلى قائله وإطلاقه إطلاقًا يوهم أنه الحق الذي عليه الجمهور ‏ 
كما لا حيلة في نقل الأحاديث الموضوعة من كتاب الموضوعات 
والاحتجاج بهاء فالله أعلم بسر هذا الأمر المنافي كل المنافاة للصلاح 
والزهد والورع والدين . 


ال 


ومن قبيل هذا أن ولده تاج الدين المذكور الذي تولى رئاسة الحكومة 
كان مشهورًا بالانحلال ورقة الدين والتفرنج من بين سائر أهل دمشق » 
حتى إن جميع أولاد الأعيان والأغنياء كانوا يتعلمون في المدارس 
الإسلامية إلا أولاده هو وحده كانوا في المدارس الفرنجية المسيحية 
المعروف عنها أنها تبث عقائد المسيحية في الأولاد وتدسٌ لهم الشبه 
والمطاعن على الإسلام » وبقدر ما كان أهل الشام يحبون الشيخ ويجلونه 
كانوا يبغضون نجله المذكور ويزدرونه ويشهدون عليه بالانحلال 
ويصفونه في ذلك بالعظائم» بحيث كان بين الابن والأب تباين كلي 
وتباعدٌ أبعد مما بين المشرق والمغرب ‏ 


وأجاز لي لفظًا وكتابة ياجازة نصها : 


نحمدك اللهم على متواتر الأئك ونشكرك على مسلسل تعمائك 
ونسألك متصل الصلوات والتسليمات على المرفوع بين المخلوقات وعلى 
آله المشهورة أخبارهم وأصحابه المستفيضة آثارهم . 

أما بعد فإن الإسناد من الدين » والاخذ به متمسك بالحبل المتين» 
فمن ثم عكف أهل العلم عليه وتوجهت مطايا هممهم إليه» ولما كان 
منهم مولانا السيد الشيخ أحمد ابن مولانا السيد الشيخ محمد بن الصديق 
الغماري وفقه الله تعالى لإرشاد العباد وسهل لنا وله طريق السداد . 
آمين » طلب مني الإجازة التي هي أمان عند اقتحام المفازة» ولست أهلاً 
أن شه توح الا الجوازء إلا أنه حسّن في ظنه أثابه الله على 


5 


قصده (الجنة)" '» فأجزته بالمعقول والمنقول من فروع - وأصول 
والأحاديث الشريفة والآثار المنيفة التي اشتملت عليها الجوامع 
والمسانيد ذات الأنوار اللوامع كما أجاز لي بذلك فضلاء العصر 
وجهابذة مصرء منهم بحر الفضلاء ومغترف الفحول والنبلاء أفضل من 
عنه يتلقى » العلامة الشيخ إبراهيم السقا عن الإمام المهذب العلامة الشيخ 
ثعيلب عن العلامة الشهاب الملّوى ذي النور في الديجور عن الإمام الشيخ 
عبد الله بن سالم البصري صاحب الثبت المشهور»ء وعن العلامة الشيخ 
محمد الأمير عن والده الشيخ الكبيرء» وقد حوى ثبته الأسانيد بما لا 
يحتاج معه إلى مزيد » وأوصي حضرة الأستاذ المجاز ‏ نظر الله تعالى بعين 
العناية إليه - بمجاهدة النفس وتفريغ القلب عن الأغيار وتطهيره عن 
سفاسف هذه الدار وبملازمة الأذكار المأثورة والأدعية المشهورة ع 
والإكثار من الصلاة والسلام على خير الأنام مع المشاهدة المعنوية 
المنتجة للمجالسة الحسية» والمرجو من الشيخ المذكور ضاعف الله 
تعالى لنا وله الأجور أن لا ينساني من دعوة صالحة » جعل الله تجارة 
الجميع رابحة وأمدَّنا بالمدد الأسنى وختم لنا بالحسنى» وذلك يوم 
خامس عشر محرم سنة أريع وأربعين وثلائمائة وألف . 


قلت : وتوفي سنة خحمس واربعين . 


. في «أ) : الجنة الجنةء بالتكرار مرتين‎ )١( 


55 


العاشر 
[العلامة محمل سعيدل الفا سبط العلامة ابن عابدين] 
الأستاذ الفاضل العلامة العالي السند الشيخ محمد سعيد بن أحمد 
الفرًا الحنفى الدمشقى سبط العلامة ابن عابدين الفقيه المشهور . 
كان له سند عال فى الاتصال بجده المذكور» وهو أحد من أخذ عنه 
كان ذا هيئة حسنة ومنظر بهى » ظاهوًا عليه أثر النعمة والثراء» من 


أعيان الشام ووجهائهاء زرته بمنزله في دمشق وسمعت منه حديث 
الرحمة بشرطه » وأخذت عنه المسلسل (بمناولة)”" بالسبحة . 

وكتب لي إجازة بخطه الجميل نصها : 

أحمدك اللهم على موصول كرمك الذي ليس له غاية » وأشكرك على 
مسلسل نعمك الذي ليس له حد ولا نهاية وأصلي وأسلم على أول 
رسلك في البداية وآأخرهم في النهاية سيدنا محمد عبدك ورسولك سيد 
ولد عدنان وآله وصحبه أولي الهداية» وتابعيهم بإحسان وبعد : 


)١(‏ ساقطة من «ب). 


>53 


المتفق على جلالته في القديم والحديث » والانتظام فى سلسلته رتبة عالية 
ونعمة جلية» وبقاء سلسلة الإسناد شرف أمة خير العبادء ويكفي 
المنتنظم فيها شرفا أن يكون اسمه منتظمًا مع اسم حضرة سيدنا 
المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وشرف وكرمء وأن يكون آخر 
تتسلة أولها م3 لأشرك التفضال حزى. ولا يتطق ع الهو بولينا' كا 
الأمر ما 255 والإسناد إليه من الدين ب وطلب علوه من آداب المحصلين 
وكان من جملة من اجتهد في طلب العلوم منقولها ومعقولها منطوقها 
والمفهوم » العالم الأديب الكامل الفطن الأريب الفاضل السيد أحمد بن 

وقد سألني من كماله وطيب سريرته وحسن حاله » لما ظن أني أهل 
هذا الميدان ولا من أهل ذلك الشان» ولكنه ظن فى الخير لما أنه فاضلٌ 
نبيه» كما قيل المؤمن مرآة أخيه » فأجبتٌ سؤاله عن حسن ظنه متعديًا 
طوري متشبهًا بغيري وقلت : إني قد أجزت له بثبت (والدي)' ' سيدي 
المرحوم الجد وبجميع ما حواه من الأسانيد والفوائد » وبجميع ما يجوز 
حديث وفقه وغيره من العلوم العظام ) وما أخذته عنهم قراءة ورواية » 
إجازة عامة» وبما حواه الثبت المذكور لسيدي فإني أرويه عن سيدي 


. في ( ب »: والد سيدي‎ )١( 


4؟ 


الجد السيد علاء الدين عن مؤلفه والده السيد محمد أمين الحسيني 
عابدين وبجميع مؤلفاتهما المشهورة » فأجزته أن يروي عني بشرط التنبت 
والإتقات كما هو مشروط عند أهل الأثر والعرفان » وأوصيه ونفسي بتقوى الله 
تعالى في السر والإعلان وأن لا ينساني من الدعاء في خلواته وجلواته » وبدوام 
مذاكرة العلم الناقع والعمل به والإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه 


ثم أذكر هنا سندي في صحيح البخاري الشريف وغيره فأقول : وهو 
أقرب سند على وجه الأرض فيما أعلم» فأروي صحيح البخاري عن 
سندي وسيدي الجد الشيخ علاء الدين عابدين» وهو يرويه عن والده 
خاتمة المحققين السيد محمد أمين عابدين الحسيني الشهير عن العلامة 
الشيخ صالح الغلاي عن خاتمة الحفاظ الشيخ محمد بن محمد بن سِّة 
القُلأني الْعُمري عن المعمر أحمد بن محمد العجل عن مفتي مكة 
المعظمة قطب الدين"' محمد بن أحمد التَّهْرَوَائي عن الحافظ نور الدين 
أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي عن المعمر بابا يوسف الهروي عن 
محمد بن شَاذّبِحُت الفارسي القَّوْعَاني عن أحد الأبدال بسمرقند أبي 
لقمان يحيى بن عمار بن مقبل الحُتلآني عن محمد بن يوسف الْفرّري 
عن أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري عن شيخه 


)١(‏ هو الإمام المعمر القطب علاء الدين أحمد بن محمد التهروالي المكي الحنفي 
المتوفى سلة 59 5ه والنهروالي نسبة إلى نهروالة بلدة من توابع كجرات الهند . 
انظر : اليانع الجني في أسانيد الشيخ عيد الغني (ص7؟؟) . 


الحافظ مكي عن يزيد بن أبي عبيد التابعي عن الصحابي الجليل سيدنا 
سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه عن حضرة سيد الأولين والآخرين 
سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله تعالى عليه وعلى آله 
وصحبه أجمعين . 

قاله بفمه وحرره بقلمه أفقر الورى محمد سعيد بن أحمد الفرا سبط 
المؤلف - يعني ابن عابدين ‏ عفا الله عنهم وعن المسلمين أجمعين سنة 
أربع وأربعين وثلاثمائة وألف . 


قلت : كذا قال أن القطب التَهْروَالي يروي عن أبي الفتوح الطاوسي 
تبعًا لما وقع في كثير من الأثبات ) والصواب عن أبيه عن أبي الفتوح » لأن 
وولادة القطب كانت سنة سبع عشرة وتسعمائة . 

وَالزواية اع سكسك وى يئية الفلا راطلة لأفلا وجوه هاه وإنما افتراه 
صالح القُلآني كما بينته في «العتب الإعلاني » . 

ولما وقعت الفتن بدمشق بين الدروز وأهل الشام وبين فرنسا نزل 


فصل 
الحادي عشر 
[الشيخ أبو الفضل الجيزاوي المالكي] 

أبو الفضل محمد بن علي الجيزاوي الوراق المالكي » شيخ الجامع الأزهر . 

كان علامة في المعقول لا سيما في علم الأصول » وكان مشتهرًا بين 
أهل الأزهر بتحقيقهء وله تقريرات على شرح منتهى الأصول لابن 
الحاجب »> مطبوعة فى مجلد وأحدء (رأيته)”" . 

تولى مشيخة الأزهر بعد وفاة الشيخ سليم البشري» ولما حضرت إلى 
القاهرة وجدته قطع التدريس وأقبل على رياسة المشيخة » وكان قد شاخ وكبر 
ولحقه الضعف والهرم ) فزرته في بيتهة بدرب الجماميز يوم الخميس سابع 
عشر ذي القعدة سنة أربع وأربعين » فأجاز لي إجازة عامة بكل ما يجوز له 
روايته كما أجاز له الشيخ إبراهيم السقاء والشمس محمد الإنباني . 

وفي أيام مشيخته بالأزهر عقد مؤتمر الخلافة بالقاهرة تحت رئاسته» 
وأفسده عليهم الإنجليز» فارتحل الناس من الأقطار البعيدة إلى القاهرة ثم 
رجعوا بدون طائل ولا كلام في الموضوع . 


وتوفى سنئة ست وأربعين وثلاثمائة وألف : 


)١(‏ هذه الكلمة (رأيتم هي مما كتبه ابن الصديق في هامش نسخته التي كتبها بخط 
يدهء كما نص على ذلك الشيخ بوخميزة في هذا الموضع . 


5. 


فصل 
الثاني عشر 


[العلامة محمد بن محمد الحلبي] 


العلامة الفقيه محمد بن محمد الحلبي شهرة المصري القاهري 
الشافعي » خليفة شيخ الشافعية بالديار المصرية» كان متضلعًا في الفقه 
الشافعي حافظًا لفروعه» مستحضرًا لنصوصه» فكان العلماء الشافعية 
يرجعون في حل مشكلاته ونوازلهم الغريبة إليه فكان جوابه لهم على 
طرف لسانه» وربما سكل في الشارع فأجاب وهو ماش لا يقف مع 
السائل ؛ وكان قصير القامة أسمر اللون أبيض اللحية كنّها » يواظب على 
الدرس مع كبره ؛ قليل الكلام إلا في العلم أو فيما يعنيه » ملازمًا لبيته أو 
الأرهر لا يزور أنحدًا في منزله . 

اجتمعتٌ به بجامع محمد بيه أمام الأزهر يوم الثلاثاء عاشر جمادى 
الأولى سنة ثلاث وأربعين فأجاز لي إجازة عامة بلفظه وذكر لي أن شيوخه 
الذين أجازوا له الشيخ محمد الخضري وأحمد الرفاعي والأشموني 
وأحمد شرف الدين المرصفي الراوي عن أخيه شمس الدين محمد 
المرصفي عن داود القلعي عن مرتضى الزبيدي . 


توق إغلة نحة عمسن وار بغين+ 


فمل 
الثالث عشر 


[السيد محمد" بن عبد الهادي السقاف الباعلوي] 


الشريف الجليل الماجد الأصيل العلامة الصالح التقي أبو عبد الله 
محمد بن عبد الهادي بن حسن السقاف الباعلوي الحضرمي شيخ 
الطريقة الباعلوية . 

قدم القاهرة مع جماعة من أصحابه عقب رجوعه من الحجء 
فاجتمعت به يوم الأربعاء التاسع عشر من جمادى الثانية سنة ثلاث 
وأرتعينة وشست نه بعلي الرسية المنتلسل بالأولية عن البعيك ديد 
السري والسيد (عمر)”” بن عبد القادر السقاف والسيد علي بن محمد 
الحبشي والسيد عبيد الله بن محسن بن علوي السقاف كلهم عن 
عيدروس بن عمر الحبشي صاحب عقد اليواقيت » وأجازلي عنهم إجازة 
عامة» وبعضهم وهو السيد علي بن محمد الحبشي من شيوخي . 

وألحّ على في إجازته أيضًا وإسماعه حديث الرحمة المسلسل 


)١(‏ محمد بن هادي بن حسن بن عبد الرحمن بن حسن بن سقاف السقاف » توفي 
بسيؤون من حضرموت سنة 1177ه . 
انظر : إدام القوت (ص .)775١‏ 

(؟) في ١‏ ب »: محمدء والصواب ما أثبتناه . 


بالأولية » فكتبت له إجازة مطولة وذكرت له فيها أسانيدنا في الطريقة 
الغاذلة يطلب مه »:وسمدها+ ومحفة الأحراقت عار الكبين محعديه 
عبد الهادي السقاف»)», وكان ظاهرًا عليه أثر الخير والصلاح والفضل 
والفلاح ذا سكون ووقار وأدب وتواضع وخشوع » ولأصحابه أدب معه 
وتعظيم وإجلال لقدره» ثم توجه إلى بلده» وسألت عنه في سنة ست 


وعفمسين قد كو أن إنه لا يرال ف الأحاء» 


[الشيخ محمد الأمون بن إدريس الميسوري العرائشي] 


أبو عبد اده محمد المأمون بن عبد المتعالى بن الولى الشهير سيدي 
00 3 آ 2 

بن إدريس الميسوري العرائشي نزيل اليمن ودفين صبية » منه 
أصله من الصعيد» وقدم القاهرة فنزل بها قريكا من منزل شيخنا السيد 
أحمد رافع » وكان يتردد لزيارته » فاجتمعت به مرارًا عنده وأجاز لي إجازة 
عامة كما أحاد له الشيخ فالم بن محمد المهنوي الظاهري صاحب 
الأثبات» المطبوع منها أصغرهاء ومن أجل شيوخه الشيخ الشهير 
شد بق علق التتترقي شناحك الأثبانتالمعزوفة ا كما احجان لهذ أرما 

ام 1 44 1 

السيد 5-6 بن إسماعيل البرزنجي عن والده عن صالح الفلاني . 


ا 


)١(‏ أحمد بن إدريس الحستي الميسوري العرائشي » صاحب الطريقة الأحمدية» تفقه 
وتعلم بفاس » ثم استوطن مكة مدة ثلاثين سنةء بعدها انتقل إلى اليمن , له ( العقد 
النفيس ) (جمعه له أحد مريديه) . 
توفي بصبيا سنة 11781ه . 
انظر : جامع كرامات الأولياء )941/١(‏ » شجرة النور (85) » والأعلام (45/1) . 

)١(‏ صبيا: مدينة تقع شرقي جيزان» كانت عاصمة الأدارسة قبل أن تنضم للملكة 
التسيقودية:: 
انظر : الموسوعة الميسرة .)1١1١54(‏ 

(5) أحمد بن إسماعيل بن زين العابدين الحسيني المدني البرزنجي » شهاب الدين » مفتي 
الشافعية بالمديئة المنورة » ارتحل إلى دمشق وبها توفي سنة .١551‏ 
انظر: معجم الشيوخ )٠١5/١(‏ والأعلام (55/1) . 


ويروي المامون الإدريسي أيضا عن سالم باصهي عن السيد 
عيدروس”"" بن عمر الحبشي صاحب عقد اليواقيت الجوهرية . 


ست وأربعين . 


) عيدروس بن عمر بن عيدروس الحبشي العلوي » صاحب « عمد اليواقيت الجوهرية‎ )١( 
و( منحة الفاطر بالاتصال بأسانيد السادة الأكابر ) . جدّه هو أبو بكر العيدروس الولي‎ 
الشهير والقطب الكبير.‎ 
.ها1١‎ 54 توفي بمديئة الغرفة سنة‎ 
. )45/0( انظر : نيل الوطر (4/1) والأعلام‎ 


ه٠‎ 


الخامس عشر 
[العلامة محمد" بن أبي المحاسن القاوقجي] 


الطرابلسي ثم المصري . 
سمعت منه حديث الرحمة المسلسل بشرطه » وأجاز لي إجازة عامة 
عن والده الشيخ الشهير أبي المحاسن القاوقجي بأسانيده المذكورة في 


الاقم 


وتوفي سيئة حمس وأربعين وثلاثماثة والف . 


)١(‏ محمد بن خليل بن إبراهيم بن محمد بن علي القصيباتي القاوقجي » أبو المحاسن» 
مسند الحجاز ومصر والشام» وعلى أسانيده المدار في هذه البلدان» كما ذكره 
الشيخ الكتاني في فهرسته » له أكثر من مائة مؤلف » أهمها ثبته : « معدن اللآلي في 
الاسائيد العوالي ) . 
انظر : فهرس الفهارس )19/١(‏ والرسالة المستطرفة (ه١١)ء‏ والأعلام )١18/5(‏ . 


561 


السادس عشر 
[العلامة محمد بن محمد عليش المالكي] 
نجل العلامة الشهير الفقيه المالكي الكبير” . 


أجاز لي عن والده عن الأمير الصغير ومصطفى البولاقي كلاهما عن 
والد الأول الأمير الكبير. 


)00 تهدمت ترجمتة )» انظر )58/8/١١‏ من هذا الكتاب . 


57 


السابع عشر 
[العلامة محمد الخضر'' حسين التونسي] 


العلامة الخضر بن الحسين التونسى المالكى . 

ولد بتونس » وبه نشأ وطلب وحصّل ودرس بجامع الزيتونة » ثم هاجر 
إلى المدينة فأقام بها مدة ثم ارتحل إلى الشام » ثم قدم القاهرة واستوطنها . 

ودخل لامتحان العالمية الأزهرية على كبر لينخرط رسميًا فى علماء 
الأزهر ويُوظف مدرسًا بهء وذلك في سنة أربع وأربعين» فجاز الشهادة 
الأزهرية » ووظف مدرسًا به. 

وله مؤلفات مطبوعة» وأسس مع جماعة من علماء الأزهر جمعية 
الهداية الإسلامية وتولى رئاستهاء وصارت الجمعية تصدر مجلة باسمها 
كان هو المحرر لها والكاتب بهاء وكان يتردد إلى منزلي ويسألني عما 
وأصول الحكم » لعلي عبد الرازق . 

وأجاز لي إجازة عامة كما أجاز له خاله (العلامة المطلع الشهير 


(1) محمد الخضر بن حسين (محمد الأخضر بن الحسين) بن علي عمر الحسني 
التونسي مولدًاء دفين القاهرة (بتربة صديقه أحمد تيمور) سنة /ا/81١ه‏ . 
انظر : الأعلام 2)١14 - ١١7/5(‏ وكتاب محمد الخضر حسين (حياته وآثاره) 
تأليف محمد مواعدة) . 


56 


الشيخ)' ' محمد'” المكي بن مصطفى بن عزوزهء وليس له رواية عن 
غيره» وهو يروي عن جماعة كثيرة منهم محمد أبو خضير المدني عن 
أحمد بشارة الشافعي عن الأمير الكبير . 

ومنهم المكي بن الصديق عن المدني بن عزوز عن المرزوقي عن 
الأمير الكبيرء ويروي المدني بن عزوز المذكور عن مصطفى بن 
عبد الرحمن الجزائري عن علي بن عبد القادر بن الأمين عن الشمس 
محمد الحفني عن محمد الشرنبلالي عن الشمس محمد ابن علاء الدين 
البابلي بما في ثبته . 

ومنهم محمد الشريف إمام جامع الزيتونة عن محمد بن الخوجة عن 
محمد بيرم عن محمد المحجوب عن محمد الهدّي مُحشي الحطاب عن 
الحفني بما في ثبته . 

ومنهم علي بن الحفاف عن محمد صالح بن خير الله الرضوي عن 
عمر بن المكي عن شمهروش عن أصحاب الكتب الستة البخاري ومسلم 
والأربعة » وليس لهذا أصل . 


.) ها بين القوسين ساقط من ( ب‎ )١( 

(؟) محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي » ولي الإفتاء ثم 
القضاءء من مؤّلفاته : ( الأجوبة المكية عن الأمعلة الحجازية ) » و« عمدة 
الأثبات » » « وتلخيص الأسائيد ::؛ 
توفي بالآستانة سنة 1"4١ه.‏ 


انظر: فهرس الفهارس /١(‏ 4 099/5 والأعلام .)1١١ - 7١5/97(‏ 


ه ؟ 


ومنهم الشهاب أحمد زيني دحلان عن عثمان بن حسن الدمياطي 
منهم صالح القلاني » ومنهم غير هؤلاء من المذكورين في ثبته عمدة 
الأثبات . 

ولما انقلب الحكم بمصر وتولاه العسكريون وقضوا على الأحزاب » 
المشيخة ممن هو بعيد عن النزعة الحزبية غيره فولوه مشيخة الأزهر» فبقى 
بها نحو سنتين . 

ولما زرت القاهرة بعد خروجي من الاعتقال سئة ثلاث وسبعين زرته 
بمقر المشيخة» ثم لم يبق بعد ذلك إلا نحو ثلاثة أشهر ثم حصل ما 
أوجب فصله وتولية غيره» ولا يزال حيّا إلى وقتنا هذا (أخر سئة ست 


/ ل 
23 2 ع 


همه ؟ 


العلامة محمد بسيوني عسل] 


الفقيه العلامة الصوفي أبو عبد الله محمد بسيوني عسل القرنشاوي 
القاهري الشافعي الخلوتي . 

كان من كبار العلماء المدرسين بالأزهر» وكان شيحًا للطريقة 
اللكازقة ‏ مرله اممعدا نونو كاده نوات قي لقنا اا كافك 37 سفت 
حسن منور الشيبة متواضعًا ظاهرًا عليه أثر الخير. 

زرته في بيته سنة أربعين فوجدته يسرد مع جماعة من أصحابه كتاب 
الإبرير في مناقب القطب سيدي عبد العزيز الدباغ » وسألني عن ألفاظ 
مذكورة فيه باللهجة المغربية لم يعرف معناها منها « الشطابة ) فقلت : هي 
المكنسة » وغير ذلك . 

وأجاز لي إجازة عامةء وهو يروي عن أبي المحاسن القاوقجي 
بأسانيده » وعن هاشم النحرير عن إبراهيم بن محمد الجارم الرشيدي عن 
الأمير الكبيرء ويروي أيضًا عن مصطفى عز المطعني عن مصطفى بن 
محمد المبلط عن محمد بن علي الشنواني صاحب الثبت والراوي عن 
الحفني ومرتضى الزبيدي» ويروي مصطفى المبلط أيضًا عن محمد 


صالح بن خير الله الرضوي البخاري بأسانيده . 


توفي الشيخ المذكور رحمه الله سنة اثنتين وأربعين . 


5 


التاسع عشر 
[العلامة محمد بن إدريس القادري الحسني] 


العلامة المحدث الفقيه أبو عبد الله محمد بن إدريس القادري 
الحسني الفاسي 

ولد بفاس وبه نشأء وأخذ عن شيوخ عصره المذكورين يإجازته الآنية 
وغيرهم . 

ورحل إلى الحجاز ودخل مصر والشام وحلب» وأخذ عن أهلها, 
واعتنى بعلم الحديث واشتهر به وألّف فيه وفي غيره ء إلا أن مؤلفاته على 
طريقة المتأخرين لا على طريقة أهل التحقيق من المحدثين . 

وشرع في شرح على الترمذي أطلعني على مجلد منه شرح فيه نحو 
سبعة وعشرين حدينًا» وعلى شرح على المدونة أطلعني منه على مجلد 
أيضّاء وذلك قبل وفاته بئمان سنين» فما أظنه أكمل واحدًا منها . 

له من المؤلفات غير ذلك منها : 

- إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما 
شرب له. 

وعنوان السعادة في فضل موت الشهادة . 

- والأحاديث المستطابة بما ورد في فضل الدعاء وشروط الإجابة . 


- وإزالة العنا في مسألة هل شرع من قبلنا شرع لنا . 


- والإعلام بتحقيق أل في قول المحادي الكلام . 

- والإلماع في مسألة الرقص والسماع . 

والإلهامات المنامية . 

- والإلمام بما يتعلق بالأختام . 

واستحباب الإمداد بآداب الأوراد . 

- وأقوم المراقي على شرح ألفية العراقي . 

- والبيان والإيضاح لتتميم الأفراح لتنعيم الأرواح . 

- وبلوغ الرضى بشرح الدرة البيضا . 

- وتحريك كامن الأشواق إلى بعض كرامات قطب العراق (يعني 
جده القطب الجيلاني طَنك) . 

- والحلل السندسية لمن طلب الإذن في الطريق القادرية . 

وخلاصة الأصفيا على حديث كنت نبيًا . 

- والخير المدرار على حديث من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من 
النار. 

- والدرر المنبلجة في شرح المنفرجة . 

- والدلائل في معرفة رجال الشمائل . 

- والروض العاطر في حديث من قال أنا مؤمن فهو كافر. 

- والرحمة المهداة فيما يتعلق بصحبة بسر بن أرطاة . 


مه" 


- والرسالة الشعيبية فى الأوراد والتربية . 

- والطالع السعيد في الصلاة على السيد الرشيد . 

- وقتوح ألغيب في ترجمة أبي مدين شعيب . 

- والفتوحات الفاشية في شروط المشيخة والتربية . 

وفصل المجادلة بتحقيق وقف ومن لغا فلا جمعة له. 

- والغيث الهامع في التعريف بيبعض درية الغوث الجامع . 

- وسبيل الهداية إلى فضل تعلم الرماية . 

- والكواكب المنتشرة في الأحاديث المشتهرة . 

- ومراقي الوصول إلى شرح منظومة الكواكبي في الآصول . 

- والنظائر والأشباه في اجتهاد مولانا رسول الله . 

وكا جرتكينه انه ارجلة صنالكاة كوا ناضكا :مكنا ليك للطرقة 
القادرية » قدم مرة إلى طنجة فى طريقه إلى الحج ؛ وبعده جمع القادريين 


بها ووعظهم وذكرهم وارشدهم إلى أصول الطريقة » وأمرهم بترك ما هم 
9 


عليه من البدع والتعلق بالجن وخدمتهم وعبادتهم فلم يجد منهم آذانًا 
صاغية . 

وارتحل أواخر عمره إلى مدينة الجديدة واتخذها قرارأء فرحلتٌ إليه 
بهاء وسمعتٌ منه حديث الرحمة بشرطه » وأجاز لي إجازة عامة » وكتب 
ذلك بخطهء ونصها : 

الحمد لله الذي وصل من انقطع إلى بابه مقطوع الأسباب والتديير في 
ذهابه وإيابه صحيح العمل يإخلاصه ربه بمسلسلات الائه ومتواتر نعمائه 
ومشهور إحسانه وعزيز ولايته وغريب عطائه وأدرجه في سابقة رعيل 
أحبائه » والسلامات الأكملات على سيدنا محمد النبي الأمي أقضل من 
أسند عته الرواة والحكماء وأتقى من أسند عنه المسندون وأكرم من استند 
إليه المستندون وأوفى من وعد فأوفى وصحب فصفا وعلى آله ذوي 
المناصب العالية والاقتداء بفصحاء الحكماء الذين من ركب سفينتهم نجا 
وبلغ كل ما رجاء وأصحابه نجوم الاهتداء وأئمة الاقتداء الأشداء الرحماء 
الذين نقلوا إلينا عنه الدين غضًا طريًا سالمًا من كل وهم بريًا ما اتصل متنّ 
يسند واستقامة بمدد . 

أما بعدء فقد أجزتٌ محل ولدنا الفقيه النبيه الحبي النزيه الخائض 
لجج قاموس رواية الحديث على سنن رجاله في القديم والحديث» 
الكرين» الس الألمعي الغطريف أبا الفيض سيدي أحمد بن حينا 
الشريف العلامة الدرّاكة الفهّامة الشيخ المربى المستغني بما له من الشهرة 
عن كل مميز وعّلامة شريف الأعراق طيب الأخلاق الدال على الله 
والناصح لعباد الله أخينا سيدي محمد بن الصديق الإدريسي الغماري بكل 


51 


ما تصح لي روايته وعنى درايته من منقول ومعقول وفروع وأصول وبتآليفي 
التي امتن الكريم جلت قدرته بها علي » وهي تنيف على الخمسين » منها 
في علم الحديث وصناعته وفقهه كشرح جامع الترمذي» ومنها في 
صناعته فقط كالحاشية على شرح الحافظ عبد الرحيم العراقي وشرح 
الشيخ زكريا الأنصاري لألفية الأول» وشرح علوم الحديث للحافظ أبي 
عمرو عثمان بن الصلاح» ومنها في الأصلين ومنها في الفقه ومنها في 
المنطق ومنها في التصوف » بيد أن جلها لم يتم » وما تمم منها جله لم 
يخرج » تتم الله الجميع ونفع به بجاه النبي الشفيع» خصوصًا بحديث 
الرحمة المسلسل بالأولية وبرواية الموطإ والكتب الستة التي هي معصم 
الدين وساقه ودعامته» والأصل الثاني بعد كتاب الله جلت قدرته 
بالشرط المعتبر عند أصحاب الحديث والأثر من تمام الضبط والتغبت 
والتحري وقول لا أدري (فيما لا يدري) ”' » وقد قال إمامنا مالك ضقنه : 
ؤي انستاه: لآ" ادر أ قلات نقائه بر اغرى لكام ا لحن بوإبن عدف 
والعقيلي وأبو نعيم في المعرفة والشيرازي في الألقاب عن أسلم قال : كنا 
إذا قلنا لعمر: حدثنا عن رسول الله تَكيَةِ قال : أخاف أن أزيد حرقًا أو 
أنتقص حرفا إن رسول الله كَل قال : «من كذب علي متعمدًا فهو في 
النار) . 

وأسعفته» وإن كنت لست أهلاً لأن أجاز على الحقيقة لا المجازع 
وإني لكما قال من أجاد في المقال : 


)١(‏ ما بين القوسين ساقط من ٠‏ ب4. 


51١ 


فإني ذو عجز طويل ووافر وباعي قصير لا أراه وجيزا 

ولست بأهل أن أجاز فكيف أن يكون نظيري في العلوم مُجيزا 

لأن طلب الإسناد من الدين» والإسناد من العلم الذي يجب بذله 
ويدخل كاتمه في الحديث الذي خرجه الإمام أحمد والأربعة وابن حبان 
والحاكم كلهم من طريق محمد ابن سيرين عن أبي هريرة عنه عليه الصلاة 
والسلام قال : « من سكل عن علم فكتمه ألجمه الثه يوم القيامة بلجام من نار ) ) 
حسنه الترمذي وصححه ابن حبان » وسند ابن ماجه صحيح أيضًا . 


أما حديث الرحمة المسلسل بالأولية وهو: «الراحمون يرحمهم 
الرحمن تبارك وتعالى ؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) 
الذي أخرجه الإمام أحمد والحميدي في مسنديهما عن سفيان بن عيينة 
والبخاري في الكنى والأدب المفرد عن عبد الرحمن بن بشر عزاه بعضهم 
إليه فيهماء وأبو علي الزعفراني في بعض تصانيفه» وأبو داود في باب 
الرحمة من كتاب من سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة والترمذي فيما جاء 
في رحمة المسلمين من البر والصلة من جامعة عن محمد بن أبي عمر 
العدني والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي طاهر الفقيه عن أبي 
حامد بن بلال عن عبد الرحمن بن بشر كلهم عن ابن عيينة » قال 
الترمذي : حسن صحيح » والحاكم وصححه أيضّاء وهو كذلك باعتبار 
ماله من المتابعات والشواهد » كما قاله الشيخ المحدث المسند أبو زيد 


)0 1 2 : 5 ب 


- عبد الرحمن بن علي بن أحمد القنطري العاصمي السفياني الشهير بسقّين»‎ )١( 


55 


عنه تلميذ تلميذه الإمام المسند أبو العباس أحمد بن على بن عبد الرحمن 
المنجور في ثبتهء ونقله عن سقين أيضًا محدث المغرب أبو العلاء 
العراقي » نقله عنه ولده أبو زيد صاحب ١‏ الكتاب في التعديل والتجريح » . 

وسققط عند أبى داود والترمذي والبيهقى لفظ : « تبارك وتعالى » » وزاد 
الخد والترمذدي والحا كم : «والرحم شجنة من الرحمن » فمن وصلها 
وصله الله ومن قطعها قطعه الله ) . 

فسمعةه مني في رجحب عام اثنين وأربعين وثلاثمائة والف ثاني يوم 
اجتمع بي في محل القراءة من داري » وهو أول حديث سمعه مني على 
طريق الرواية بل مطلقًاء وقد رويته عن جماعة . 

تفي التلامة 7المطلم تسيل السناداظ الأمائل: والتشساء الأفاضلا أب 
الإمامين الكبيرين عبد الغنى المجددي النقشبندي المدنى وأحمد زينى 

كما أرويه عن العالم الفاضل الذاكر الناسك سلالة الأفاضل الشريف 
أبي محمد بن محمد الإدريسي » وهو أول حديث سمعته منه وهو عن 
الأولوح ايقو عيك القو ايزا أن اشاية مروف ل درك شي نه 


- أبو محمد وأبو زيد» العلامة المحدث الرحلة » توفي بفاس سنة 905ه. 
انظر: لقط الفرائد (ص١‏ ")2 فهرس أحمد المنجور (صذمع) 2 درة الحجال 
287/0 وشجرة الور (507/9) . 


51 


والأول عن الشيخ محمد عابد الأنصاري الخزرجي السندي أصلاً المدني 
مقامًا ومدقنًا» وسنده مذ كور فى فهرسته ( حصر الشارد ) : وبهذا السئد 
أروي الكتب الستة » والثاني - يعني دحلان ‏ عن الشيخ عثمان بن ا حسن 
الدمياطي عن الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير عن والده عن الشيخ 
شهاب الدين أحمد الجوهري ؛ وباقي سنده مذكور في فهرست الأميرء 
فلا نطيل بذكرهء وبه أروي الكتب الستة أيضّاء وكلا السندين متصل 
مسلسل بالأولية إلى سفيان بن عيينة » وإليه ينتهي التسلسل على الأصح 
عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن 
عمرو بن العاص عن النبي يلل » ثم إننا عزوناه للبخاري في الأدب المفرد 
تبعا للمنح وغيره باللفظ السابق» ولم أعثر عليه فيه بهذا اللفظ عن 
عبد الله بن عمرو ولا عن غيره » وإنما فيه أحاديث بمعناه» فإما أن يكون 
من عزاه له أراد المعنى » أو لم أقف عليه لعدم الاستقراء والتتبع التام » والله 
عليه باللفظ المذكور فيه فليحذف هذا البحث » وأما باقى المسلسللات 
بالمصافحة مع قراءة الفاتحة والمشابكة والمعانقة فلم يتفق لنا معه عند 
الاجتماع الوصف الذي به تسلسلت لعدم طلبه مناء فلذلك لم نشر إليها . 

كما أجزته بالموط!ء ولى فيها والحمد لله أسانيد عالية ونازلة » منها ما 
هو متصل بالسماع والإجازة من المغارية » ومنها ما هو بالإجازة الخاصة 
عن جماعة من المشارقة » ومنها ما هو بالإجازة العامة كذلك » فأرويها 
من رواية يحبى بن يحبى الليثي عن جماعة سماعًا وإجازة » أما السماع 
55 


فمذكور في غير هذه الإجازة » وأما الإجازة فعن الشيخ المحدث بالمدينة 
المنورة سيدي علي ظاهر الوتري عن عبد الغني المجددي عن والده 
المحدث الصوفي أبي سعيد بن صقي القدر العمري السهرندي الدهلوي 
عن عبد العزيز بن قطب الدين أحمد المدعو ولي الله ابن عبد الرحيم 
العمري عن والده عن محمد وفد الله المكي المالكي سماعًا عن الشيخ 
حسن بن علي العجيمي وعبد الله بن سالم البصري كلاهما سماعًا على 
الشيخ عيسى المغربي بسماعه على الشيخ سلطان بن أحمد المزاحي عن 
أحمد بن خليل السبكي عن نجم الدين الغيطي عن عبد الحق بن محمد 
السنباطي عن البدر الحسن بن أيوب الحسني عن أبي عبد الله محمد بن 
جابر الودياشي عن أبي محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون القرطبي 
عن القاضي أبي القاسم أحمد بن يزيد القرطبي عن محمد بن 
عبد الرحذن بن عبد الحق الخزرجي القرطبي عن أبي عبد الله بن فرج 
مولى بن الصلاح عن أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث الصفار عن أبي 
عيسى يحبى بن عبد الله قال : أخخبرني عم والدي عبد الله ين يحيى أخبرنا 
والدي يحيى بن يحبى الليثي المصمودي سماعًا عن مالك بن أنس . 

وأما صحيح البخاري فأرويه متصلا بالسماع عن شيخنا وشيخ بعض 
أشياخنا العلامة المشارك المحقق المحدث قاضي مكتاسة الزيتون أبي 
العباس بن الطالب السودي» قرأته عليه كاملاً بقراءة جماعة من 
(المملين)”'' مع فقه تراجمه وحلٌ بعض مشكله . 


)١(‏ في « ب »: المصلين. 


ه55 


وعن الشريف العلامة المشارك المحقق الصوفي أبي محمد جعفر”' بن 
إدريس الكتاني بقراءة ولده المحدث سيدي محمد من الأول إلى آخر الجنائز 
قراءة تحقيق ببيان ضبط سنده ومتنه وتقرير فقهه وحل بعض مشكله والتطبيق 
بين فقه إمام دار الهجرة وإمام الأئمة مالك بن أنس » وأحاديث الصحيحء 
وإجازة لجميعه . 

وعن الشريف العلامة المشارك المحقق الفهامة الصوفي سيدي أحمد 
الزكاري المشهور بابن الخيّاط, جله بشرح القسطلاني قراءة تحقيق» 
وكله بالإجازة مرارًا . 

وكنت مشغمًا مدة القراءة عليه بمطالعة الفتح وغيره من شروح 
وحواشي الكتاب » فقال لي مرة : لقد كلفتني مطالعة الفتح . 

وعن العلامة المشارك المحقق أبي عبد الله محمد بن التهامي الوزاني 
من أوله إلى آخر كتاب العلم بشرح القسطلاني قراءة تحقيق» وهو يرويه 
عن العلامة المحقق الوزير الشيخ صالح التادُلاوي عن سيدي بدر الدين 
الحمومي . 


)١(‏ جعفر بن إدريس الحسني الكتاني » أبو محمد وأبو الفضل وأبو المواهب » عمدة 
الشعبة الكتانية وناظرهاء إليه انتهت الرئاسة في المذهب-المالكي » له من المؤلفات : 
« المحتضر في رجال القرن الثالث عشر» ودإعلام الأئمة الأعلام وأساتيذها بما لنا 
من الروايات وأسانيدها ) » توفي بفاس سنة 70758١ه‏ . 
انظر: فهرس الفهارس »)١71/١(‏ معجم المطبوعات »)١5148(‏ شجرة النور 
(488) والأعلام (9/؟17) . 


5" 


وعن الشريف العلامة المشارك الدراكة الفهامة ابن عمنا سيدي 
محمد بن قاسم القادري» قراءة تحقيق لأوله وإجازة لجميعه . 

وعن العلامة الفقيه المشارك المحدث أبي محمد التهامي بن المدني 
جَنُون نحو ثلاثة أرباعه بحل تراجمه وبعض مشكله مع فوائد جمة وتطبيق 
على فقه الإمام مالكء وهؤلاء كلهم فقهاء أجلةء ولنقتصر على سند 
الأولين فنقول : 

أما الأول وهو أبو العباس الشودي» فرواه سماعًا عن جماعة منهم 
الشريف العلامة المشارك المحقق سيدي الوليد العراقي الحسني » والثاني 
منهما عن العلامة المشارك المحقق المحدث أبي عبد الله محمد بن 
العلامة المشهور الشيخ حمدون بن الحاج كلاهما عن والد الثاني 
سماعًا » وهو عن الشيخ العلامة المشارك أبي عبد الله محمد التاودي بن 
سودة المُري والعلامة محمد الطيب بن عبد المجيد بن كيران » والثاني 
عن العلامة محمد بن الحسن بناني مُحشي الزرقاني » وهو والشيخ 
التاودي عن العلامة محمد بن عبد السلام بناني شارح الاكتفاء عن أبي 
الفضل أحمد بن العربي بن الحاج» وأبي الجمال محمد بن عبد القادر 
الفاسي وأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي» وهم عن أبي محمد 
عبد القادر بن على بن أبي المحاسن يوسف بن محمد الفاسي . 

ورواه التاودي سماعًا عن أبي عبد أللّه محمد بن قاسم جسوس عن 
أبي محمد عبد السلام بن حمدون عن عبد القادر الفاسي ) وهو عن عم 
أ العارف بالله أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الفاسي عن أبي عبد الله 


5117 


محمد بن قاسم القصار عن الإمام العارف بالله رضوان الجنوي عن 
عبد الرحمن الشهير بسقين عن الإمام محمد بن أحمد بن محمد بن 
غازي العثماني عن أبي عبد الله محمد بن الحسين الأوربي الشهير 
بالصغير» قال : حدثنا به أبو عبد الله ابن أبي سعيد السلاوي ثنا أبو شامل 
الشّمْئّي ثنا عبد الرحيم بن عبدالوهاب العامري الشافعي أخبرنا أبو العباس 
أحمد بن أبي طالب بن نعمة الحجار ووزيرة بنت محمد بن عمر بن أسعد 
المنجد التنوخية » قالا : أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن المبارك الزييدي 
أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي السجزي أنا أبو 
الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي وأبو ذر عبد بن أحمد 
الهروي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي والمستملي 
وابن زراع قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر القَوبرَي 
أخبرنا البخاري ‏ 

وهذا السند وإن كان نازلاً لكنه كله متصل بالسماع » ومن لطائفه أن 
جله - وهو ما قبل الشمني - أئمة مالكيون » وفيه جماعة جمعوا بين علم 
الظاهر والباطن والمشيخة في علم الشريعة وعلم الطريقة والحقيقة . 

وأرويه بالسند السابق إلى الشيخ عبد الرحمن سقين » عن الشيخ زكريا 
الأنصاري عن الحافظ ابن حجر عن عبد الله التيسابوري عن الإمام الطبري 
عن أبي القاسم عبدالرحمن بن أبي حرمي المكي عن أبي الحسن علي بن 
حميد بن عمار الطرابلسي عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر عبد بن أحمد 
الهروي عن أبيه عن السرخسي عن القَْبري عن البخاري . 


171 


وأرويه بالسند السابق إلى ابن غازي عن أبي عبد الله (محمد بن 
محمد)"' بن يحبى السراج عن أبيه عن جده عن أبي البركات ابن الحاج 
البلفيقي عن أبي جعفر بن الزبير عن أبي الخطاب بن خليل عن أبي 
الخطاب أحمد بن واجب عن أبي عبد الله محمد ابن يوسف بن سعادة 
الشاطبي عن عمه أبي عمران موسى بن سعادة عن صهره الإمام أبي علي 
الحسين بن محمد بن فيرة الصوفي قراءة عليه ستين مرة عن الإمام أبي 
الوليد الباجي عن أبي ذر الهروي وأبي الحسن الداودي كلاهما عن أبي 
محمد عبد الله بن حمويه 0000 البلخي المستمل وأنى 
الهيئم بن زراع الكوشميهني”" عن الفريري عن اليخاري . 

وأرويه بالإجازة الخاصة عن الشريف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن 
محمد بن القطب مولاي أحمد الصّقِلُي”” عن أبيه عن جده عن الحافظ 
أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني عن محمد بن قاسم جشوس 
عن محمد بن عبد السلام بن حمدون جشوس عن أبي محمد عبد القادر 
الفاسي بسئده السابق إلى الحافظ ابن حجر 


وبهذا السند إلى الحافظ أروي باقي الكتب الستة وسنن الدارمي 


. فى لب): محمل بن محمد ين محمد هكذا ثلانًا‎ )١( 

)١(‏ بضم الكاف وسكون الشين وكسر الميم» نسبة إلى قرية كشميهن من قرى 
خراسان » والمنسوب إليها الإمام أبو الهيقم محمد بن المكي المروزي» المتوفى 
8ه . انظر: تذكرة الحفاظ .)١١71١/7(‏ 

() أحمد بن محمد بن أحمد الصَّقّلي الحسيني» الإمام العارف صاحب الزاوية الشهيرة 
بالسّبَعْ أُوياثٌ بفاس » توفي بها سنة /7101 ١ه‏ . انظر إتحاف المطالع )١8/١(‏ . 


امل 


ومصنف عبد الرزاق ومسند عبد ين حميد وأبي بكر بن أبي شيبة والشفا 
للقاضي عياض» والأطراف للمقدسي والأفراد للدارقطني والشمائل 
للترمذي . 

وأروي بالسند السابق إلى محمد بن عبد السلام بناني عن الملا 
إبراهيم عن القشاش عن الشناوي عن القطب محمد بن أحمد المكي عن 
والده الملا أحمد بن محمد النهروالي عن أبي الفتوح الطاوسي عن أبي 
يوسف الهروي عن المعمر الفرغاني عن أبي لقمان الختلاني عن الفربري . 

وأرويه بالإجازة الخاصة بأسانيد عالية » منها عن العلامة علي بن ظاهر 
الوتري المدني عن جماعة من المشايخ منهم عبد الغني بن أبي سعيد 
المجددي الفاروقي عن محمد عابد الأنصاري عن صالح الفلاني عن 
محمد بن سنة (الذي لا وجود له) عن أبي الوفا أحمد 507 اليمني 
المكي عن القطب النهروالي بسنده السابق . 

وأروي بالسند إلى سيدي محمد بن مولاي أحمد الصقلي عن والده 
عن عبد الله بن سالم البصري عن محمد باعلوي اليمني الحضرمي عن 
عبد الشكور الطائفي عن مسعود الإسفرايني عن القطب أبي العباس 
المرسي عن القطب أبي الحسن الشاذلي الطريقة الشاذلية بأورادها 
وأحزابها . 

وبهذا السند إلى القطب مولاي أحمد الصقلي الطريقة الخلوتية 
والمسبعات . 

وأخذنا عن سيدي محمد بن أحمد المذكور المصافحة والمشابكة 


"07 


والمعانقة » وهو عن صالح النجاري عن سيدي عمر المكي عن 
شمهروس . 

وبهذا السند إلى سيدي عمر : اللهم صل علي سيدنا محمد عبدك 
ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم بقدر عظمة ذلك في كل 
وقت وحين . 

وعن الفقيه العلامة قاضي تلمسان أبي بكر شعيب الجليلي عن 
مصطفى بن الحاج أحمد الحرار الجزائري عن محمد صالح الرضوي 
البخاري عن أبي حفص عمر العطار عن القاضي شمهروش » وهو يروي 
الكتب الستة عن مؤلفيها وعن الشريف سيدي محمد بن أحمد المذكور 
عن الشريف بدر الدين الحمومي عن التاودي صحيح البخاري . 

وأروي الصحيح أيضًا عن ولي الله تعالى العلامة المشارك المحدث 
شيخ دار الحديث بدمشق الشيخ بدر الدين» وذلك في أخحر المحرم سنة 
إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف عن الشيخ إبراهيم السقا عن ثعيلب عن 
الملوي عن عبد الله بن سالم البصري » ويروي السقا عن الأمير الصغير عن 
والده عن أبي الحسن الصعيدي عن محمد عقيلة المكي عن حسن بن علي 
العجيمي عن الإمام يحبى الطبري قال : أخبرنا البرهان إبراهيم بن محمد بن 
صدقة الدمشقي عن عبد الرحمن بن عبد الأول الفرغاني عن محمد بن 
شاذبخت الفرغاني بسنده المتقدم . 

وبهذا السند إلى الأمير أروي جميع فهرسته وأروي الصحيح أيضًا عن 
شيخ الحديث ببيروت الشريف العلامة ييل بن حسين بدران عن 


5 


المحدث الصوفي عبد القادر بن محي الدين الجزائري عن والده محي 
الدين عن والده مصطفى عن السيد مرتضى الزبيدي عن المعمر أبي 
عبد الله محمد بن علاء الدين الحنفي المدني عن القطب النهروالي بسنده 
السابق . 

وأرويه عن العلامة البركة المحدث الشيخ عبد الله بن محمد بن 
صالح البنا الحنفي الخلوتي السكندري عن والده عن العلامة الأمير الكبير 
بده الى حواة تعدا واندرته: وهذا السك إن لبك الأعين يكل ماءذيه 
وبما في اليانع الجني عن الشيخ على ظاهر الوتري عن مؤلفه » وبالرسالة 
الموسومة بعقد الجوهر الثمين في أربعين حديثًا عن سيد المرسلين بحق 
سماعها من أولها إلى آخرهاء وبالإجازة بما فيها من كتب الحديث 
للشيخ إسماعيل العجلوني عن الشريف الفقيه الذاكر الناسك أبي محمد 
عبد القادر المهاجر الغريسي بجامع الرصيف من فاس سنة ١1.‏ عن علي بن 
ظاهر الوتري عن عبد الغني الميداني الدمشقي عن عبد الرحمن بن محمد 
الكزيري عن مؤلفها . 

وأجيزه بطريقة أسلافه الدرقاوية بأعلى سند يوجد في الدنيا إليها الآن 
عن الشريف العلامة البركة الولي الصالح الصائم القائم بقية السلف سيدي 
محمد بن الأعرج السليماني وهو عن الإمام الشيخ مولاي العربي الدرقاوي 
في الصلاة سيدي بوعزة الغريسي عن الشيخ الكامل الموصل مولاي 
العربي الدرقاوي 5 » وعن الشريف البركة الذاكر مولاي عبد العزيز 
الدباغ عن سيدي بوعز المذكورء وعن الشريف البركة الذاكر سيدي 
محمد الوكيلي عن الشيخ سيدي حَدّة عن مولاي العربي » وعن الشريف 


و 


البركة سيدي عبد السلام الفيجيجي عن الشريف مولااي عبد الواحد 
الدباغ عن مولاي العربي . 

ولي والحمد لله الإجازة بنحو خمسين ثبنًا من أثبات المشايخ الكبار» 
وأجيزه بالجميع » وبالطريق الدرقاوية من طريق أسلافه » فقد أخذتها أيضًا 
عن الشريف العلامة المسن القاضي أبي بكر شعيب الجليل التلمساني عن 
الشريف سيدي الحسن بن موسى بن هنان الخالدي وهو عن الشريف 
البركة الشيخ المربي سيدي الحاج أحمد بن عبد المؤمن الغماري جد 
المجاز عن الشيخ مولاي العربي الدرقاوي . 

وقد اختلستٌ هذه العجالة التي هي قُلُ من كثر مع كثرة العوارض 
التي كادت تشغل عن أداء الفرائض» ولا تنساني يا أخي من دعائك 
الصالح في مظان الإجابة وأوقاتها » واطلب لنا من أبيك صالح الدعاء بعد 
سلامنا عليه» وأجالة بأنك صرت عندي بمنزلة الولد البار لجدَّك في 
طلب العلم خصوصًا علم الحديث » والصلاة والسلام على سيدنا محمد 
حاتم النبيين وإمام المرسلين والحمد لله رب العالمين . 

وخرر في سادس رمضان عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف . 

قلت : وقد دلّس الشيخ رحمه الله أولاً في بعض شيوخهء نأبو 
محمد بن عبد الكبير هو أبو جيدة الفاسي » وأبو محمد بن محمد هو 
عبد الله بن إدريس السنوسي دفين طنجة » وكان وقت الإجازة حيًّا فلذلك 


هَّ 


دلسه . 


7 


الدمياطى عن محمد بن محمد الأمير الكبير عن والدهء سبق قلم منه 
رحمه ابه بل الدمياطي يروي عن الأمير الكبير مباشرة » والأمير الكبير لا 
يروي عن والده بل عن الجوهري مباشرة أيضًا . 


توفي الشيخ المترجم إلى رحمة الله سنة خمسين وثلاثمائة وألف . 


- 
27 


عاج 
7 
ع2 


53 


فصل 
العشرون 


[العلامة محمد بن محمود خفاجة الدمياطي] 


العلامة الصوفي الصالح أبو الحسين محمد بن محمود خفاجة 
الدمياطي شيخ علمائها وصوفيتها . 

كان بعث إل بالإجازة من دمياط وأنا بالقاهرة مع بعض علماء الأزهر 
الدمياطيين سنة أربع وأربعين . 

ثم في سنة اثنتين وخمسين رحلتٌ إلى دمياط فزرته في بيته » فوجدته 
قاعدًا على سرير وحوله جماعة يقرأ معهم تفسير البيضاوي بحاشية 
الشهاب”" الخفاجي» يسردها عليه بعضهم لأنه كان ذهب بصرهء 
فسمعتٌ منه حديث الرحمة بشرطه كما سمعه من شيخه في الطريق 
والعلم أبي المحاسن القاوقجي » وأجاز لي إجازة عامة لفظاء وذكر لي أنه 
يروي أيضًا عن السيد أحمد زيني دحلان ومحمد أبي خضير الدمياطي 
الراوي عن محمد صالح الرضوي وغيره . 


)١(‏ أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الخفاجي ء قاضي القضاة وصاحب التصانيف 
انظر: الأعلام (588/1) . 


ظآ0إظظ52 


[فائدة] 
وألحّ فى أن تسبمهم منى حديث الرحمة أ فأسيسية إياه 
و7 وسألني فقال : إن الخفاجي ينقل ع من كتاب فتوح 
على الكشاف » فإنه سمّاها « فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب » » 
فَشِبٌ بذلك» وقلت له: هل تعرف قبر العارف أبى الحسن السُشْعري" 


)١(‏ ساقطة من و ب). 

(؟) الغوث الأشهر والقطب الأكبر سيدي أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الصُّضْمَرَي 
صاحب الكرامات الربانية والفتوحات الغيبية » عروس الفقهاء وإمام المتجردين وبركة 
لابسي الخرقة» كما وصفه بذلك المقري» تنقل في البلاد » وكان يتبعه في أسفاره 
نا يفيك على" أريعمائة فقي يقد مول 
يقول الغبريني في عنوان الدراية : 
ركان كثير من الطلبة يرجحونه على شيخه أبي محمد بن سبعين» وكان رحمه الله 
تعالى يقول إذا ذكر هذا أمامه : إنما ذلك لعدم اطلاعهم على حال الشيخ وقصور 
طباعهم اه . 
من مؤلفاته : العروة الوثقى في بيان السئن وإحصاء العلوم وما يجب على المسلم أن 
يعمله ويعتقده إلى وفاته » وله المقاليد الوجودية في أسرار الصوفية » وله الرسالة 
القدسية في توحيد العامة والخاصة والمراتب الإيمانية والإسلامية والإحسانية » وله 
أيضًا الرسالة العلمية » وكثير من المقطعات » يقول التنبكتي في نيل الابتهاج : نسب 
إليه كثير مما ليس لهء وجملة المنسوب إليه نحو سبعين مقطعة اه . 
منها : مقطعة ( بدأت بذكر الحبيب )2 وقيل: هي أول ما أنشد» وعن مناسبته 
يقول العلامة السيد عبد العزيز بن الصديق : 5 


ا ؟ 


فإني أحبٌ زيارته ؟ » فقال : ما سمعتٌ به قط » فعرفتُه بترجمته وقلت له : 
إنه كان متوجهًا إلى الحج مع جماعة من فقرائه » فلما وصل إلى الطينة 
على مقربة من دمياط بثمانية عشر ميلاً قال: حدّت الطينة إلى الطينة » 
فمات بهاء وحمله الفقراء على أعناقهم إلى دمياط » فدفنوه بهاء فقال : 
ولا نعرف اسم هذه البلدة أيضاء فقلت له : إني مررت الآن على رجل 
عنده كتب اسمه محمد الطيناوي» أليست هذه النسبة إلى الطينة 
المذكورة ؟ فقال له بعض الحاضرين: نعم هي موجودة في الناحية 
الفلانية» فعجب من ذلكُ» وعجبت منه أكثرء إذ كان ف العلماء 
والصوفية وبلغ إلى ذلك السن فلم يسمع بِالشُشْتَريِء» وذلك لاقتصار 
علماء الأزهر على الكتب المقروءة المتداولة » وعدم اعتنائهم بغيرها . 
وكان رجلاً صالححا ظاهوًا عليه أثر الخير والصلاحء معظمًا في بلده؛ 
معتقدًا من جميع أهلها محبوبًا عندهم للغاية» وله بها مريدون وأتباع . 


- 0 .... فإنه لما أراد أن يأتحذ عنه [أي شيخه الإمام عبد الحق بن سبعين] قال له : لا 
تنال علمنا هذا حتى تسقط جاهك وتفني مالك » فباع كل ما عنده وتصدق به 
ولبس قشابة (يعني قميصًا صوفيا خشْئا)» ثم أتى لشيخه فقال : خذ بنديرًا (آلة 
بدوية] وادخحل السوق » فقال: ما أقول ؟ قال : قل : بدأت بذكر الحبيب » فدخل 
السوق وجعل يغني بهذه الكلمة ثلاث أيام ثم خرقت له الحجب وفاضت عليه 
وزاد على ما قاله الشيخ إلى اخر المقطعة أه . 
وانظر ترجمته في : نفح الطيب »)517/١(‏ عنوان الدراية »)١157 - ١140(‏ نيل 
الابتهاج )٠١7(‏ ؛ الأعلام »)©١5/4(‏ وانظر أيضًا شرح مقطعة بدأت بذكر الحبيب 
(رص"2) . 


لاا ؟ 


وأظنه توفي بعد اربع وخخمسين » لاني نزلت إلى المغرب فيها وتركته حيًّا » 
ولم أسمع خبر وفاته وأنا بالقاهرة» وكان وقت اجتماعى به في نحو 
الثمانين أو يزيد عليها بقليل» ثم أخبرت أنه توفي بعد الستين بسنة أو 


٠. مسييرل‎ 


كينا 


الحادي والعشرون 
[العلامة محمد بهاء الدين , بن أبي احاسن القاوقجي] 


الطرابلسي ثم القاهري ثم الشبيتي » أكبر أنجال أبي المحاسن القاوقجي . 

وكان يسكن مدينة شبين الكوم عاصمة مديرية المنوفية» وبها توفي 
وله فيها ضريح » ولا يقدم إلى القاهرة إلا مرة في السنة لحضور موسم 
والدهع وهر الاري. ا بعد والده, 0 متشوفًا مر 
عنه أنه سمع من والده . 

فلما قدم القاهرة سنة إحدى وخمسين ونزل بمنزل أخيه كمال الدين 
السابق ذكره عند أولاده » زرته فيه» وذلك في شهر ربيع الثاني من السنة 
المذكورة » وكان حضر من أجل موسم سيدنا الحسين ديه فسمعت منه 
حديث الرحمة بشرطه » وذكر لى أنه يروي أيضًا عن البرهان السقّاء ولم 
تكن نسخة مسلسلات والده حاضرة عنده ولا عندي » فوعد أن يحضرها 
من البلد ويسمعني إياهاء فلما سافر تحصلت على نسخة منهاء ثم بعد 
مدة وجيزة حضر بموسم والده فذهيت إليه وسمعت جميعها منه يأعمالها 
في مجلس واحد» إلا مأ لم يمكن سماعه بشرطه كالعيد وعاشوراء 
والدعاء عند الملتزم » وتوفى بعد ذلك . 


اقلت شا 


2 ١ 2 


5 


الثاني والعشرون 
[محمد بن رجب السكندري] 


شيخ مشايخ الطرق بالإسكندرية عندما عزم الوالد إلى منزله » فأجاز لي 
كما قال, وكذلك أجاز له يحيى الولاياتى الشنقيطى » ولم يذكر شيوخه . 


م مراك ل 
2 72 2 


ا 


[العلامة محمد علي بن حسين المالكي] 


الفقيه العلامة صاحب المؤلفات الكثيرة الشيخ محمد علي بن حسين 
المالكي المكي مفتي المالكية بمكة صاحب تهذيب فروق القرافي 
المطيوع بهامش الفروق وغيره من التأليف . 
بعث إليّ من مكة المكرمة بإجازة نصها : 
الحمد لله المجيز مَنْ قصده وأمّ له المجيب من دعاه وأمّلهِ » الذي 
جعل مزيد العم على شكره إجازة» ومنح بفضله طالب العلم حقيقة 
السعادة » وسهّل إليها مجازه» والصلاة والسلام على سيدنا محمد باب 
الهداية والإرشاد صاحب الشريعة المطهرة والسنة الواضحة المنيرة الواصلة 
إليه بالإسناد على وجوه متعددة وأنواع من إجازة ومناولة ووجادة وقراءة 
وسماع » وعلى آله وأصحابه نجوم الاهتداء والسنة الجلية في الاقتداء» أما 
بعد 
فإن الإجازة لما كانت من مطالب السلف » والرواية بها والعمل 
بمرويها مشهور بين المحدثين وأهل الشرف » وكان أرفع أنواعها التسعة 
إجازة معين لمعين كما هو في كلام المحققين مفصل ومبين » سَمتٌ همة 
الفاضل والقدوة الكامل السيد أحمد بن السيد محمد بن الصديق 
الغماري » فطلب مني الإجازة له بما تلقيته عن أشياخي وبجميع ما لي من 
المؤلفات في المنقول والمعقول ومن له ألاقي وأواخي » مع أني :لست 
١‏ 


أهلاً لذلك ولا ممن يخوض هذه المسالك » كما قال من أحسن المقال : 

ولف اهل أ أجار كيفك ان اج ركز اللفائج قد مض 

ولكن لما علمتٌ أن ذلك منه ناشيء عن حسن ظن وسلامة طوية ) 
ولم يسعني إلا إجابته إلى ما تطلّبه من هذه الأمنية» فأقول : قد أجزت 
العلامة الفاضل السيد أحمد بن الصديق الغماري المذكور بجميع ما 
يجوز لي روايته من تفسير وحديث وفقه وأصليْن ونحو وصرف ومعاني 
وبيان ومنطق وأوراد وأحزاب وفوائد حسان بحق إجازتي وروايتي عن 
علماء أعلام وجهابذة أئمة كرام . 

من أجلّهم شيخي وشيخ مشايخي العلامة والمؤلف المدقق الفهامة 
خاتمة الفقهاء والمحدثين في بلد الله الأمين المغمور برحمة ذي العطا 
السيد أبي بكر بن السيد محمد شطا المتوفى رحمه الله ثاني أيام التشريق 
بمنى من شهر ذي الحجة سنة عشر وثلاثمائة وألف . 

ومنهم شيخي وابن والدي العلامة والقدوة الفهامة الشيخ محمد عابد 
مفتي المالكية بمكة المشرفة ونواحيهاء المولود فيها يوم الأحد السابع 
عشر من شهر رجب الحرام سنة حمس وسبعين ومائتين وألف . والمتوفى بها 
رحمه الله ليلة الأحد الثاني والعشرين من شهر شوال سنة إحدى وأربعين 
وثلاثمائة وألف » وهما جميعًا يرويان عن العلامة المحقق الفهامة المدقق 
خاتمة المحققين السيد أحمد بن السيد زيني دحلان المكي مفتي الشافعية 
ورئيس المدرسين بمكة المتوفى رحمه الله تعالى سنة أربع وثلاثمائة وألف 
بالمدينة المنورة » وهو يروي عن جمع من العلماء الأعلام منهم العلامة 


58 


عبد الله بن عبد الرحمن سراج المتوفى في ربع الأول سنة أربع وستين 
ومائتين وألف عن العلامة المحدث الشيخ محمد صالح الفلاني الْعُمري 
نزيل طيبة والمتوفى بها سنة ثمان عشرة ومائتين وألف بجميع ما له من 
رواية وإجازة كما هو مفصل في ثبته المسمى ١‏ قطف الثمر في رفع أسانيد 
المعنفات بزالاة 8 

ومنهم شيخه عثمان بن حسن الدمياطي المصري ثم المكي المتوفى 
سنة نيف وستين ومائتين وألف» بما هو مفصل في أثيات أشياخه 
المصريين الشيخ محمد الشنواني الأزهري الشافعي والشيخ محمد الأمير 
الكبير المالكي . 

ومنهم شيخه العلامة خاتمة المحدثين بالبلاد الشامية الشيخ 
عبد الرحمن ابن العلامة الحافظ الشيخ محمد الكزبري المتوفى سنة أزبع 
وسبعين ومائتين وألف بجميع ما تضمنه ثبته المشهور . 

وأروي أيضًا يما أجازني به شيخي العلامة الشيخ عبد الحق الهندي 
صاحب الحاشية على تفسير الإمام النسفي بما في ثبت شيخه الشيخ 
عند غانن التسدي المي حصر الخيارك» 

وأيضًا بما أجازني به شيخي العلامة المحدث الشيخ عبد الله القدومي 
الحنبلي من رواية صحيح البخاري » وبما رواه شيخي وابن والدي الشيخ 
محمد عابد المذكور عن الشيخ أحمد الزواوي عن شيخه والدي المرحوم 
الشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المولود بمصر سنة اثنتين وعشرين 
ومائتين وألف » المتوفى بها ليلة الأحد العاشر من ربيع الثاني سنة اثنتين 


7م ؟” 


وتسعين ومائتين وألف عن أشياخه المصريين كالشيخ أحمد منة الله 
الشباسي والشيخ عثمان الدمياطي عن أشياخهم المصريين كالشنواني 
والأمير بما في أثباتهم . 
وأجزت للمذكور أيضًا بجميع مؤلفاتي في المعقول والمنقول» هذاء 
ولولا أن يكون الإتعارة من كسان لعل ناكا درك طن ذللكا رلا سلكت 
هذه المسالك » ولكن بهدي ساداتنا نهتدي وبارائهم نقتدي » وقد قيل : 
لى سادة من حبهم أقدامهم فوق الجباه 
إن لم أكن منهم فلي في حبهم عز وجاه 
وأوصي نفسي والمذكور بتقوى الله في السر والعلن» ومراقبته فيما 
ظهر وبطن» وأن لا ينساني ووالدي ومشايخي من صالح دعواته في 
خلواته وجلواته . 
أمر برقمه عبد ربه وأسير ذنبه محمد على بن حسين المالكي حامدًا 
تحريرًا في سادس رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف . 
قلت : ثم حججت سنة ست وخمسين واجتمعت به وسمعت منه 
حديث الرحمة بشرطه وأجاز لي لفظا أيضًّا» وجالسته وسمعت من مذاكرته , 
وهو علامة مطلع مستحضر صالح ذو سمت حسن وهدي جميل . 


وتوفي”") رحمة أللّه بعد ذلك » وأظنه بعل الستين بقليل . 


.) توفي سئة 9077١غ انظر : تنوير البصيرة بطرق الإسناد الشهيرة وص 4؟‎ )١( 


585 


الرابع والعشرون 
[العلامة الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن أبي طالب] 
زرته بمنزله في مدينة يروت يوم الاحد الخامس والعشرين من شهر 
الخانى عن عيد الرحمن بن محمد الكربري باسانيلف وعن غيره من 


شيوخحه المعروفين . 


هم ؟ 


الخامس والعشرون 
[محمد توفيق بن محمد الهبري البيروتي] 


أجاز لي إجازة عامة عن الشيخ محمد الخاني المذكور في الذي 


وكان يشتغل بالتجارة بميناء بيروت » ولم يكن يتظاهر بالعلم . 


1 


فصل 
السادس والعشرون 


[العلامة محمد أبو حسنين العدوي المالكي] 


الفقيه الأصولي المعقولي الشيخ محمد أبو حسنين العدوي المالكي 
المصري » حضرت بعض درومه في الأصول » واستدعاني إلى بيته لتناول 
الإفطار عنده في شهر رمضان » وأجاز لي إجازة عامة» ولم تكن له رواية 
وإجازة إلا من الشيخ أحمد بن محجوب الرفاعي . 

أما القراءة والتلقي فأخذ عن جماعة منهم الشيخ حسن العدوي 
الحمزاوي ومحمد بن ناظر العدوي وعبد الرحمن الشربيني وحسن 
الطويل والشمس الإنبابي وآخرين . 

وكان علأمة في المعقول» وله مؤلفات منها : 

حاشيته المشهورة على شرح السجاعي على نظم المقولات . 

-ورسالة المدخل إلى علم الأصول:: 

- والتبيان في زكاة الأثمان . 

- ورسالة في حكم ترجمة القرآن . 

- ورسالة في التوسل » وكلها مطبوعة . 


- وكذلك القول الوثيق في الرد على أدعياء الطريق» وهذه ألّفها 
بسؤال بعص المغاربة من أصدقائه » وذلك لما حصلت بمرا كش فتنة 


لام" 


النظيفي في ادعائه أن صلاة الفاتح من كلام الله القديم» وحكى له 
الصديق المذكور بعض المقالات الفاسدة في الطريقة التيجانية . 


- وألف رسالة أخرى في خصوص مسألة الفاتح وادعاء كونها من 
كلام الله القديم . 


- وله كتاب في أداب الطريقة الخلوتية وأورداها التي هي طريقته ٠.‏ 


584 


السابع والعشرون 


العلامة الصوفي شيخ الطريقة الشاذلية أبو محمد فتح الله بن أبي بكر 
البناني الرباطي . 

ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف » وأخذ ببلده عن شيخ الجماعة 
إبراهيم بن محمد التادلي » ثم عن تلامذته» وأجاز له محمد بن خليفة 
المدني حين قدم إلى الرباط» وشيخنا سيدي محمد بن جعفر الكتاني . 


ورحل إلى الحجاز ومصر والشام وحلب والأستانة» وأخذ عن 
الظاهرين بتلك الأقطار في وقته كعبد الله الركابي السكري وبكري بن 
حامد العطار بدمشق » ويوسف بن إسماعيل النبهاني ببيروت وغيرهم ممن 
جمع أسماءهم ونصوص إجازاتهم له في معجمه الذي سمّاه ب: « المجد 
الشامخ فيمن اجتمعت به من الأعيان والمشايخ ) , رأيته عنده في أربعة 
مجلدات صغار بخطه الواسع » ومعه مجلد في ترجمته لتلميذه محمد بن 
المؤقت المراكشي الذي ندم أخيرا على صحبته» وألّف في ذمه أيضًا . 


وله مؤلفات كثيرة خعالية عن التحقيق مشحونة بالموضوعات والأتقال 


الزائفة منها : 
- تحفة أهل الفتوحات والأذواق فى اتخاذ السبحة وجعلها فى 
الأعناق . 


5108 


- وإتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت 
مظاهرها العلا ةم 

- ومولد نبوي سمّاه باسمه : فتح الله في مولد خير خخلق الله . 

- وشرح للبيتين الذين هما : 

حَلَفْتَ الْجمَال لنَا فِيْتَةَ وقُلْتَ لنَا فى الكتاب اتمُوا 

شُرِحهما على طريق الإشارة الصوفية . 

- ورسالة صغيرة سمّاها: رفد القاري بما ينبغي تقديمه لقارئ 
البخاري (وكلها ما عدا معجمه مطبوع) . 

- ورسالة صغيرة جدًا سمّاها : بلوغ المسرة والهنا في قول المنشدين أنانانا . 

ختمها بقوله : هذا هو الحق في المسألة » ومن لغا فلا جمعة له» وله 
غير ذلك . 

زرته بمنزله وقرأت عليه شيئًا من كتابه إتحاف أهل العناية الربانية » ومءتٌ 
بي أحاديث موضوعة» فذكرت له ذلك فقال : قد اتفق العلماء على أن 
المقصود من رواية الحديث هو العمل به سواء كان صحيحًا أو موضوعًا ؛ 
فقلت : لم يقل هذا أحد من العلماء » وإنما يحكونه عن الكراميّة المبتدعة . 
وإنما يجوزون العمل بالضعيف في فضائل الأعمال خاصة ؛ فاعتذر بما ضر 
عني الآن» ثم استجزته فأجاز لي وكتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله والشكر له والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى 


50 


آله وأصحابه ذوي القدر الرفيع عند الله » أما بعد 


فيقول حديم العلم و(النسبة)”"© عبيد ربه تعالى الشيخ فتح الله بن 
الشيع فاق أب كر الباق اتزلاة ارلءد يلمي فو كي الظلى' .ينا عدا 
ولدنا الفقيه النبيه النبيل حِيّنا في الله ومحيّنا من أجله أبو العباس سيدي 
أحمد بن الشيخ الإمام القدوة الهمام أخينا في الله الشريف الأجل العلامة 
الأكمل أبي عبد الله سيدي الحاج محمد بن مولانا الصديق الغماري 
الطنجي رعاه الله» وطلب أن نجيزه بمروياتي في الأصول والفروع في 
الظاهر والباطن» ولما لم يكن لي بد من مساعدته لعظم صدقه ومحبته ؛ 
أجبته إلى ذلك وقلت مستعيئًا بالله : 

قد أجزتٌ لسيدنا الشريف المذكور بكل ما أجازنا به مشايخنا الأعيان 
المذ كورون بإجازاتهم في ثبتنا طبقاتنا المجد الشامخ فيمن اجتمعت به 
من الأعيان والمشايخ » الذين منهم شيخنا شيخ الجماعة بالرباط أبو 
إسحاق سيدي إبراهيم بن محمد التادلي لا سيما في صحيح الإمام 
البخاري عن شيخه سيدي الوليد العراقي عن الشيخ التاودي بن سودة . 

ومنهم شيخ الجماعة بدمشق الشام الشيخ بكر بن حامد العطار عن 
والده عن جده أحمد العطار عن الشيخ إسماعيل العجلوني عن الشيخ 
عبد الغني النابلسي عن نجم الدين الغزي (عن والده البدر الغزي)”” عن 
القاضي زكريا عن الحافظ . 


, في (ب6: السئة‎ )١( 
ب).‎ ١ (؟) ساقطة من‎ 


إلى غير ذلك من إجازات المشايخ لنا ء نفعنا الله يبركاتهم » وأوصي سيدنا 
المجاز بتقوى ائلّه تعالى في الورود والصدورء وأن لا يغفل عنا من صالح 
دعواته كما له علينا ذلك » وبالله التوفيق . 
محرم الحرام فاتح سنة اثنين وأربعين وثلاثماثة وألف : 

قلت : والوليد العراقي لا يروي عن التاودي ولم يدركه ء وإنما يروي 


ع ْ 00 
توفقى جمة أننّه سنة م 


)0 لم يذ كر المؤلف سئة الوفاة » وقد توفي برباط الفتح ودفن بزاويته سنة "اه اه 
انظر : إتحاف المطالع (؟4548/5) . 


55 


الثامن والعشرون 
[العلامة محمد المكي بن محمد البطاوري] 


العلامة المشارك المحقق الأديب أبو عبد الله محمد المكي بن 
محمد بن علي بن عبدالرحمن البطاوري الرباطي . 

أخذ العلم عن جماعة من شيوخ بلده منهم أبو إسحاق التادلي وهو 
الذي أجاز له منهمء بلغال :لاض أب الحسن علي بن سليمان 
البجمعاوي الدمناتي صاحب الثبت المطبوع . 

ورحل إلى الحجاز فسمع حديث الرحمة من الشيخ عبد الجليل 
برادة » وأجاز له عامة أيضّاء وتقلب في وظائف حكومية آخرها القضاء 
ببلده رباط الفتح» وكان علامة محققًا معقوليًا متضلعًا من علوم الأدب 
واللغة . 

وله مؤلفات متها : 

- الأزهار المبصورة من رياض المقصورة (يعني مقصورة المكودي) . 

- وشرح الشمقمقية (ويقال أن شرح الناصري المطبوع مستمد من 
شرحه» ولكن شرحه صغير دون شرح الناصري) . 

- وشرح السنوسية - وشرح الجوهرة - وشرح الهمزية . 

- وشرح البردة - وشرح رسالة الوضع - وشرح لامية العرب . 

- وشرح لامية العجم - وشرح ألفية العراقي في المصطلح . 


51 


- وتعليق على ألفيته في السيرة النبوية . 

- وشرح الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع . 
- وشرح مورد الظمكان . 

- وشرح الزقاقية . 


- وشرح غرامي صعصيو 0 وغير ذلك » وكتبه كلها مختصرة إلا أنها 


منفق جه ف حققة . 


7 03100 عٍِ 1 . 0 5 :00 ى 


. ه١70© لم يذكر المؤلف سنة الوفاة » وقد توفي الشيخ المترجم برباط الفتح سنة‎ )١( 
.)0١0 انظر : الأعلام‎ 


553 


التاسع والعشرون 
[العلامة عبد الستار البكري الهندي ثم المكي] 


العلامة المحدث المسند الراوية المؤرخ الشيخ عبد الستار بن 
عبد الوهاب البكري الصديقي الهندي ثم المكي . 

صاحب المؤلفات الكثيرة التي من أغربها تخريج أحاديث كشف 
الغمة للعارف الشعرانى» إن كان أتمهء وله غيرها مما سيذكره فى 
إجازته . 

له عناية تامة بعلوم الرواية والإسناد» طلب لي منه الإجازة شيخنا 
الشيخ عمر حمدان ‏ رحمه الله - » فبعث إلى بإجازة نصها : 

الحمد لله رب العالمين» والعاقبة للمتقين» ولا عدوان إلا على 
الظالمين » والصلاة والسلام على خير خلقه وعلى آله وصحبه أجمعين» 
اهنا عا , 
الشيخ عمر حمدان المحرسي المدني - حفظه الله ورعاه - بأن أكتب 
إجازة للمحقق الفاضل المدقق الكامل صاحب التاليف المفيدة 
والتصانيف العديدة السيد أحمد بن محمد بن الصديق الغماري » 
فامتثلتُ أمر العلامة المذكور وقلت : إني أجزتٌ الفاضل السيد أحمد 
المذكور المنوّه باسمه أعلاه إجازة عامة بجميع ما يجوز لي روايته وتصح 


55 


عني درايته من فروع وأصول وتأليف متفرقة في جميع العلوم لا سيما في 
الصحاح الستة وتمام كتب الأئمة الأربعة والمسانيد والمعاجم 
والمشيخات » كما أجازني بما ذكر عمومًا وخصوصًا مشايخ 'كثيرون 
من بلدان متفرقة مكيين ومدنيين وشاميين وهنديين ومغاربة وغير ذلك 
ينوف عددهم أكثر من مائة . 

منهم العلامة المسند الشيخ صالح بن عبد الله العودي المطلبي 
الشافعي » وهو يروي بلا واسطة عن سيدي أبي العباس الشريف أحمن بن 
إدريس العرائشي اليمني صاحب صبية بأسانيده هو المعروفة » وهو أعلى 
من رديه لي ا 0 

ومن مشايخي العلامة المحقق الصوفي نور الدين السيد محمد 
صالح بن عبد الرحمن الزواوي الشريف الحسني المكي » وهو عن خخاتمة 
المسنديق العلافة المشتد الآثرئ السين #تحمد بن على السوسى :عن 
يدي أحمد :بن [دريس:. 

ومن مشايخي العلامة النحوي المحقق الفقيه اللغوي السيد عمر بن 
السيد محمد بركات الشامي المكي » وهو عن البرهانين إبراهيم الباجوري 
وإبراهيم السقا المصريين بأسانيدهم المعلومة . 

ومن مشايخي العلامة المسند محدث المدينة المنورة السيد محمد 
على بن السيد ظاهر الوتري المدني » والعلامة الفقيه السيد عبد القادر بن 
أحمد الطرابلسي الشامي الحنفي » والعلامة الفقيه الشيخ خليل بن إبراهيه 
الخربوتي المدنيون وهم عن العلامة مسند الدنيا ومحدثها الشيخ 


1 


عبد الغني بن أبي سعيد المجددي» وهو عن الشيخ محمد عابد السندي 
الأنصاري المدني عن الشيخ صالح القُلأنِي مسند الحجاز. 

ومن مشايخي العلامة النسيب مفتي المدينة المنورة وعالمها السيد 
جعفر وأخوه السيد أحمد ابنا السيد المعمّر مفتي المدينة إسماعيل بن زين 
العابدين البرزنجي » وهما عن والدهما المذكور عن صالح القُلأني (ح) 

ويروي السيد إسماعيل عن والده زين العابدين عن أبيه محمد الهادي 
عن جده ف جيدة عن الشيخ محمد أبي الطاهر بن إبراهيم الكوراني 
المدني عن والده البرهان إبراهيم مؤلف «الأمم » . 

ومن مشايخي العلامة المسند المعمر أبو المحاسن السيد محمد بن 
خليل القاوقجي الحسني » وإنى سمعت منه حديث الأولية فين احير عام 
ثلاث وثلاثمائة وألف بمكة المشرفة حين جاء حاجّاء وتوفي بها قبيل 
الحج في اليوم السابع من ذي الحجةء وهو عن الشيخ عابد السندي . 

ومن مشايخي العلامة المسند السيد محمد أبو النصر الحسني 
الجيلاني الدمشقي , والشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي كلاهما عن 
العلامة السيد يوسف البيباني الحسني عن العلامة الشريف أحمد بن 
مخمد المدّغري الحسني وجماعة . 

ومن مشايخي العلامة مسند الحجاز ومحدثها المعمر الشيخ محمد بن 
عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي والشيخة الفاضلة المحدثة خديجة بنت 
الشيخ أبي سليمان محمد بن إسحاق الدهلوي» وهما عن المحدث 
المشهور بالآفاق مولانا محمد إسحاق بن محمد أفضل المكي » وهو عن 


لا" 


جده لأمه الشيخ عبد العزيز بن الشيخ أحمد المعروف بولي الله الدهلوي 
عن والده عن محمد وفد الله عن والده الشيخ محمد بن سليمان المغربي 
الروداني مؤلف : صلة الخلف بموصول السلف » (ح) 

والشيخ ولي الله عن محمد أبي الطاهر عن والده البرهان الكوراني 
مؤلف الامم ١ح‏ 

والشيخ ولي الله أيضًا عن السيد عمر بن عقيل المكي عن خاتمة 
المحدثين بالبلد الأمين الشيخ عيد الله بن سالم البصري مؤلف 
« الإمداد ) . 
الأهدل ع والعلامة السيد أحمد بن عبد الباري الأعدل ع وكلهم يروود عن 
السيد عمر بن عيدروس بن شيخ العلوي المكي عن السيد عبد الرحمن بن 
سليمان الأهدل مؤلف «١‏ النفس اليماني ») . 
عيد الكبير بن محمد الكتانى الشتريف: الإدريسى » والعلامة الصوفى 
الشيع لشي معد نز عد الكثير الم كور بأسانيدهم المعلومة لديكم . 

ولي مشايخ مذكورون في ثبتي « نشر المآثر فيمن أدركتٌ وكاتبتٌ 
من الأكابر»)ء وتاريخى المسئّى ١‏ فيض الملك المتعالى بأنباء القرن 
الثاللث عشر والتالى ) . 


وإنى أجزثٌ السيد أحمد بن الصديق المنوّه بذكره أعلاه بالمؤلفات 


554 


خصوصًا وبجميع مروياتي عمومّاء وبما كتبته وسطرته للشيخ أحمد بن 
الشيخ محمد شاكر في إجازته المسماة ( بغية الماهر في إجازة الشيخ 
أحمد بن محمد شاكر »ء فإني قد أطلتٌ في الإجازة المذكورة في ذكر 
مشايخي من جميع الجهات » وأوصلت فيها سند حديث الأولية وسند 
الكتب الستة والأربعة الأئمة ومشكاة المصابيح » وذكرت فيها بيان نسبتنا 
ونسبنا إلى مجدد المائة الثامنة على بن مبارك شاه البكري الصديقي » فإني 
أنا الفقير المقر بالتقصير الراجي من ربه لطفه الوفي أبو الفيض وأبو الإسعاد 
عبد الستار بن عبد الوهاب بن خلايار بن عظيم بن حسين بار بن أحمد 
بار بن برهان الدين بن علاء الدين بن شمس الدين بن علي بن مبارك 
قاف وه إل 

وأرجو من الميججاز أن لا ينساني من صالح دعواته في خلواته وجلواته 
لا سيما لحسن الختام» وحمدًا لله في البدء والتمام . 

قلت : كان حيًا سنة أربع وخعمسين » ووهم من قال : إنه توفي" ' سنة 
ست وثلاثين » فإن إجازته وصلتنا في فاتح شعبان من السنة المذكورة . 


ك2 
2 


١ 


23 


عات 
لذت 


.اه١1768 توفي بمكة سنة‎ )١( 
. )"814/9( انظر : الأعلام الشرقية (407/17) والأعلام‎ 


الغلاثئرن 
[العلامة أبو العباس أحمد”' بن عبد السلام العيادي] 


العلامة المدرس الفقيه الصوفي أبو العباس أحمد بن عبد السلام 
العيادي السميحي الغماري . 

كان والده خحديمًا لجدنا وتلميذًا ملازمًا له» سلك على يديه الطريق 
وتأدب أدب أهلهاء وجدٌّ واجتهد في ذلك إلى أن جار ارق لعي ثم 
لما توفى شيخه قدم إلى طنجة فاستوطنها بأهله وعياله» وبها نشأ نجله 
ابن الخياط وأبى عبد الله محمد بن قاسم القادري وصالح التدلاوي . 

وأجاز له ابو الحسن علي بن ظاهر الوتري » ورجع إلى طنجة » واستمر 
بها مدرسًا طول حياته» حضرت بعض دروسه في المختصر» وكان 
ناسكا خاشعًا متواضعًا صامئًا منعزلاً عن الناس ء لا يتكلم إلا فيما يعنيه» 
واستمر على حاله الحسن إلى أن توفي في ذي الحجة سنة إحدى وستين 


.ه١1171 أحمد بن عبد السلام العيادي السميحي » توفي سنة‎ )١( 
. انظر : مقدمة الشريف أبي محمد الحسن الكتاني لكتاب توجيه الأنظارء (ص6)‎ 
: أثباء الكلام عن شيوخ المؤلف‎ 


5 


كتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله الذي رفع درجات أولي العلم الشريف تعظيمًا وإكرامًا في 
الأرض والسماء وذكرًا جميلاً يتلى في كتابه المجيد 8 إِنَمَا يَخْتَى أله من 
عبَاده لعلو ب [فاطر: 34]» والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف 


و 
ع 


الأنبياء وإمام الشفعاء وعلى آله الوارد في علي شأنهم « أهل بيتي أمان لأهل 
الأرض كما أن الشهوب أمان لأهل السماء» . 

أما بعد فقد استدعى بعض نجباء الأحبة الإخوان لازال في ارتقاء 
المعارف والعرفان مذا الملوان من المرسوم اسمه عقب تاريخه إتحافه 
سلوكًا على المجاز الإجازة » فلخلوص نيته وصفاء طويته ‏ أصلحه الله - 
قابلتٌ الرغبة ولتِيِتُ الدعوة وإن لم أكن لذلك أهلاًء وأبرزت إظهار ما 
كان في طي الاستتار أشهى وأحلى » وإيراد العزيز لدى الأعز أجدر 
وأولى » وهو الفقيه المكرم المحترم الأسعد الأرفع المعظم الشريف 
المنيف مولاي أحمد بن الفقيه العلامة ذي الحظوة الرفيعة والمكانة 
الحافظ الحجة المبرور المحجة الشيخ الأجل العارف الصوفي المبجل 
سيدي محمد بن الولي الصالح مولاي الحاج الصديق ابن ذي المعارف 
والعوارف والصفاء والاصطفاء الولي الأشهر والسر الأبهر الشريف الأنور 
العلامة الأسنى الذخيرة الحسنى شيخ الطريقة ومنار السلوك بالشريعة 
والحقيقة مولاي الحاج أحمد بن عبد المؤمن الغماري المربي لأهل نسبته 
المشار إليه بالولاية الكبرى في وقته تربية شيخ المشايخ وتلميذ الطود 
الشامخ العارف الأكبر الصوفي الوارث المربي الشريف مولاي العربي 
الدرقاوي أفاض الله علينا من 5 وبركاتهم آمين . 


وممن استجزته من الجهابذة الأعلام بالحضرة الإدريسية حال القراءة 
بها فأجازني وبنيل المرام لها حباني العلامة الدراكة المحرر النحرير تحفة 
الزمان التّماعة الشريف المنتسب الصوفي أيو العباس مولاي أحمد بن 
محمد بن عمر ابن الخيّاط الركاري الحسني . 

والقدوة البركة الحجة المحدث أبو البركات الشريف المنيف مولاي 
جعفر بن إدريس الكتاني . 

والعلمة القدوة المشارك المحقق الفهّامة المدقق البركة الشريف 
مولاي محمد (فتحّحا) بن قاسم القادري . 

وفريد عصره العلامة المشارك في الفنون العلمية النحرير الدرّاكة 
التّقّاعة الحجة الأكمل الصدر الأجل المتصف بمحاسن الأخلاق وجميل 
المعارف والأذواق سيدي محمد المدعو صالح التدلاوي . 

ومنهم الشيخ الصدر الأعظم الحجة الرحالة الحافظ المحدث مدرس 
العلوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة الشريف سيدي محمد علي ين 
السيد ظاهر الحسيني المدني الوتري نسبة لجده ناظم الوتريّات في 
الأمداح النبوية المعروفة بالبغدادية » وكان في المائة السادسة كما بخط 
”ينان إلزش جد :الل مغو امجالقى مله تطره عقة ها بالشخلسن 
التبوي تجاه الروضة المنورة من صحيح الإمام البخاري » ونص إجازتهم 
تحت اليد» هذا ومن مقتضيات الإجابة لهذا الطلب رجاء النفع العام 
والدعاء لي بحسن الختام » فأقول متبرثًا من القوة والحول : 

أجزتٌ سيدنا الأمجد الفاضل الفقيه الأرفع المذكور بما تجوز لي 


5 


روايته وتصح عني درايته من منقول ومعقول وفروع وأصول » إجازة تامة 
مطلقة عامة بشرطها المعتبر لدى أهل الحديث والأثر وهو النقل عن 
لا أدري » والتقوى التقوى التقوى » فإنها السند المعتمد الوحت الأقوى 
جعلنا الله من أهلها آمين . 

مرقوم ذي القصور والتقصير المعترف بوفور جهالته وسوء كسبه 
أحمد بن عبد السلام السميحى أصلاً» الطنجى منشفًا ودارًا . 


الحادي والثلاثئون 
[المحدث عبد الله بن محمد غازي الهندي] 


ثم المكي » مؤلف تاريخ مكة والثبت الكبير وغيرهما . 

أرسل إليع من مكة المكرمة بإجازة وذلك باستدعاء شيخنا الشيخ عمر 
حمداكن رحمه أنه 6 ونص إجازته : 

الحمد لله حمدًا يستحق لذاته» والصلاة والسلام على رسوله محمد 
وآله وأصحابه , أما بعدع 

فإن أستاذي وشيخي العلامة الفاضل المحقق الكامل مولانا عمر 
حمدان استدعى من العاجز الحقير عبد الله بن محمد غازي أن أكتب 
الإجازة للعالم الفاضل السيد أحمد بن الصديق الغماري فاعتذرت بعدم 
فامخالاً لأمر شيخنا نفعنا الله به» وإن كنت لست أهلاً أقول : قد أجزت 
الغماري بما تجوز لي روايته إجازة عامة حسبما أجاز لي ذلك مشايخي 
الأعلام : 
الأنصاري السهارنفوري ثم المكي عن شيخ الإسلام ليلد الله الحرء 


55 


الشيخ عبد الله سراج المتوفى سنة اثنتين وستين ومائتين وألف عن الشيخ 
هاشم القُلأني عن الشيخ صالح القُلأني عن مشايخه المذكورين في ثبته 
«قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر) . 

ومنهم العلامة المحقق الشيخ عبد الحق الإله أبادي ثم المكي » 
مؤلف الإكليل حاشية مدارك التنزيل» وهو أخذ عن العلامة قطب الدين 
الدهلوي عن الشيخ أبي طاهر المدني عن والده الشيخ إبراهيم الكردي عن 
مشايخه المذكورين في ثبته « الأمم لإيقاظ الهمم) . 

ومنهم العلامة الفاضل والورع الزاهد الكامل السيد حسين بن محمد 
الحبشي عن صاحب عقد اليواقيت » وعن والده أيضًا عن الشيخ محمد بن 
عبد الكريم بن عبد الرسول العطارء والشيخ محمد صالح الريس كلاهما 
عن محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل المكي عن والده الشيخ أحمد 
النخلي عن مشايخه المذكورين في ثبته المسمى ١‏ بغية الطالبين لبيان 
المشايخ المحققين » . 

ومنهم العلامة الأديب الشيخ عبد الجليل بن عبد السلام بكادة المدني 
عن العلامة عيد الغني بن سعيد المجددي الدهلوي المدني عن العلامة 
عابد السندي المدني عن مشايخه المذكورين في ثبته المسمى ٠‏ حصر 
الشارد في أسانيد محمد عابد) . 

ومنهم العلامة الشيخ محمد حسب الله المكي عن العلامة الفاضل 
الشيخ أحمد منة الله المالكي عن العلامة الشيخ الأمير الكبير» وله ثبت 


مشهور مذ كور فيه مشايخه . 


ومنهم العلامة الفاضل الشيخ عبد الله بن عودة بن عبد الله القدومي 
الحنبلي » وهو أنخذ عن الشيخ عبد الرحمن الطيبي الدمشقي والشيخ عنام 
الزييري » وهما عن الشيخ أحمد بن عبيد العطار عن الشيخ إسماعيل 
العجلوني عن مشايخه المذكورين في ثبته المسمى «حلية أهل الفضل 
والكمال باتصال الأسانيد يكمّل الرجال» . 
أخذ عن والده عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الفلالي الحجرتي عن 
سيدي عبد السلام الأزمى الإدريسى عن أبي عبد الله التاودي بن سودة 
عن احمد بن عبد العزيز الهلالي عن محمد بن حسن العجيمي عن والده 
أخذ عن والده عن العلامة عبد الرحمن بن محمد الكزبري » وله ثبت 
مشهور ذكر فيه مشايخهء ولي مشايخ أخر غير ما ذكر. 

وأوصي المجاز المذكور بتقرى الله في السر والعلن» وأن لا ينساني 
من صالح دعواته فى خحلواته وجلواته . 

وخرر ذلك بمكة المكرمة في السادس والعشرين من شهر جمادى 


حكن 


فأجزتٌ له وأسمعته حديث الرحمة» وله دكان باب الزيادة (يضع) ' فيه 
الأحتام ويبيع فيه بعض البضائع الهندية » وذكر لي أن له « تاريخ مكة ) في 
فوجدته انتقل”' إلى رحمة الله تعالى . 


. فى هامش السخة «أع: لعلها يصنع‎ )١( 
.اه١5786 توفي سنة‎ )1١( 


انظر : تنوير البصيرة بطرق الإسناد الشهيرة (ص ؟) . 


الثاني والثلاثون 
[الإمام يحيى حميد الدين ملك اليمن] 


الإجازة » فكتبت له إجازة مطولة » ثم استدعيت الإجازة من والده بواسطة 
السيد محمد زبارة المذكور» فبعث بها إلى ونصها : 

يقول عبد الله المفتقر إلى عفو الله أمير المؤمنين المتوكل علي الله 

الحمد لله الذي جعل إسناد علماء الأمة الإسلامية متصلاً بسيد 
الأنيياء والمرسلين» وأوصل من اتصل بالعلماء العاملين إلى المكان 
المكين : والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الصادق الأمين الذي 
فاضت بحور علومه فارتوى منها العلماء الأعلام في كل حين » وعلى آنه 
قرناء الذكر المبين وحفاظ الشريعة الكافلة بمصالح العالمين ورضي الله 
تعالى عن أصحابه الراشدين والتابعين لهم ياحسان إلى يوم الدين آمين » أم 


يعدا ع 


مه 


فإن السيد العالم النبيل السند الفاضل الجليل أحمد بن محمد ب: 


لان 


الصديق الحسني المغربي الغماري نزيل الديار المصرية حالاً ومؤلف 
كتاب ( فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم علي ؛ التمس 
منا .عافاه الله تعالى ‏ على قاعدة السلف الصالح من علماء الإسلام 
الإجازة بما نرويه من دفاتر العلوم الإسلامية » ولما عرفناه من أهلية السيد 
المذكون للك وها اطلغنا علية “مخ سؤلفاته النافغة وإخاركة لولدنا سيقن 
الإسلام بدر الدين محمد المشتملة على عدة من مشايخ المجيزء فنقول : 
قد أجزنا السيد المذكور على الشرط الذي بين علماء هذه الأمة وحفاظها 
البدور وهو صحة النقل وضبط اللفظ والتوقف عند الاشتباه» أن يروي عنا 
جميع مروياتنا من العلوم الإسلامية من معقول ومنقول» ما تلقيناه عن 
مشايخنا الأعلام الأثبات » ودرّة تاجهم والدنا أمير المؤمنين المنصور بالله 
محمد بن يحبى بن محمد بن يحبى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن 
الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - يه - » والمولى 
شيخ الإسلام على بن علي اليماني وشيخنا أحمد بن عبد الله الجنداري 
ولطف بن محمد شاكر ومحمد بن أحمد العراسي وعبد الله بن أحمد 
المجاهد والسيد زيد بن أحمد الكبسي والسيد محمد بن علي الجديري 
والقاضي محمد بن أحمد حميد وعبد الرزاق بن محسن الرفتحي 
وعبد الله بن علي الحضوري ومحمد بن محمد جغمان ومحمد بن 
سعيد بن محمد الشرقي ووالده العلامة سعيد بن محمد الشرقي والعلامة 
التقي إسماعيل بن علي الريمي الصنعاني . 

ومنهم الحافظ الكبير الحجة النحرير المولى الحسين بن علي بن 
محمد العفري عكره الله تعالى والقاضي الحافظ مفتي الأنام علي بن 


ا 


الحسين المغربي الصتعاني » والأخوان العالمان الفاضلان محمد وإبراهيم 
ابنا عبد الله بن علي (الغابي)"" والعلامة النحوي أحمد بن رزق السياغي 
الصنعاني - رضوان الله عليهم أجمعين ‏ . 

وقد أحلنا المجاز له عافاه الله تعالى في تفصيل أسانيد العلوم على 
عفن انا قريكة' نا واه فر كني الأرنانين المشئورة وبعيا > وإتشافة 
الأكابر بأسانيد الدفاتر» للقاضي الحافظ محمد بن على الشوكاني» 
وكتاب «الأمم لإيقاظ الهمم) للشيخ إبراهيم بن حسن الكردي» 
و«المطرب المُعْربِ بإسناد أهل المشرق والمغرب » للشيخ الحافظ 
عبد القادر بن خليل كذك المدني َيه . 

فين .عرق إسباذنا: لاتجافة الأكابر عن ,شييها احم وم عبد الله 
الجنداري عن شيخه السيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب 
الحسني عن شيخه أحمد بن محمد بن على الشوكاني عن والده 
المؤلف - رحمه الله - (ح) 

وعن شيخنا المولى الحسين بن علي (العمري)””' عن شيخه السيد 
الحافظ محمد بن إسماعيل الكبسي الحسني عن المؤلف الشوكاني (ح) 

وعن شيخنا العلامة علي بن حسن المغربي عن محمد بن أحمد 
العراسي عن السيد محمد بن يحيى الأخفش الحسني عن الشوكاني . 


. في « ب ) : الغالبي‎ )١( 
. (؟) في 2 ب ): عن شيخه العمري‎ 


51 


ومن طرق إسنادنا لكتاب الأمم عن شيخنا أحمد بن عبد الله 
الجنداري عن السيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب عن أحمد بن 
محمد الشوكاني عن أبيه عن السيد الحافظ عبد القادر بن أحمد 
الكو كباني الحسني عن عبد الخالق ب بن أبن بكر المزجاجي الزبيدي عن 
محمد بن إبراهيم الكردي عن أبيه إبراهيم عن حسن الكوراني المؤلف » 
وعن شيخنا الحجة الحسين بن علي العمري عن أحمد بن محمد السياغي 
عن الحسن بن أحمد الرباتحي عن القاضي محمد بن علي الشوكاني عن 
عبد القادر بن أحمد عن محمد بن حياة السندي عن سالم بن عبد الله 
البصري عن أبيه عبد الله بن سالم عن إبراهيم الكوراني . 

وعن شيخنا الحافظ علي بن حسن المغربي عن محمد بن أحمد 
العراسي عن محمد بن يحبى الأخفش عن محمد بن علي الشوكاني عن 
صديق بن علي المزجاجي عن سليمان بن يحيى الأهدل الزبيدي عر 
السيد أحمد بن محمد الأهدل عن أحمد بن محمد النخلي عن المؤلف 
إيراهيم بن حسن الكردي الكوراني - رحمه الله - . 

ومن طرق إسنادنا للمطرب المغرب بأسانيد أهل المشرق والمغرب 
عن شيخنا الحجة الحسين بن علي العمري ‏ عمّره الله تعالى عن شيخه 
أحمد بن محمد السياغي عن الحسن بن أحمد بن يوسف الرباعي عن 
السيد الحافظ عبد الله بن إسماعيل الأمير الحسني عن المؤلف الشيخ 
عبد القادر بن خليل كِذْك المدني ‏ رحمه الله تعالى - . 


هذا والذي نوصى به المجاز عافاه الله تعالى ووفقه وإيانا والمؤمنين 


51١ 


إلى ما يحبه ويرضاه هو تقوى الله تعالى سرًا وعلنّاء فذلك أفضل ما 
والاقتداء بالأئمة الهداة من عترته والسلف الصالح من صحابته وعلماء 
أمتهء فبذلك الفوز والنجاة في الدارين» ونستمد من السيد المجاز له 
الدعوات الصالحة لخير الدارين وأن يحفظ الله تعالى علينا دين الإسلام 
أواخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم لقائه أمين ؛ والحمد لله رب 
العالمو» 

وحرر بمحروس صتعاء اليمن في السادس عشر من شهر الله المحرم 
سنة خمس وخمسين وثلاثماثة وألف : 

قلت : وقتل رحمه الله سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف ) وتولى بعله 
ابنه الإمام أحمد . 


515 


[العلامة الحسين بن علي العمري] 


الإمام العلامة شيخ الإسلام وقاضي القضاة بالديار اليمنية أبو على 
بعث إلينا بالإجازة من صنعاء ونصها : 
الحمد لله الذي نظم جواهر السنة النبوية في سلك الإسنادء ونشر 
بأكابر أئمة الحديث وحفاظه أباطيل أهل العناد» والصلاة والسلام على 
نبيه الداعي إلى سبيل الرشاد وعلى آله وأصحابه السادة الأمجاد والتابعين 
لهم يإحسان إلى يوم التناد . 
أما بعدء فإن حضرة السيد الكامل السند العالم الفاضل أحمد بن 
محمد بن الصديق الحسني المغربي الغماري نزيل الديار المصرية حالاً» 
ومؤلف كتاب « فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي » » 
والمقروءات والمجازات من مشايخنا الأعلام اقتداء بالسلف الصالح من 
علماء أهل الإسلام» ولما علمنا من أهلية السيد المذكور لذلك» وما 
محمد بن أمير المؤمنين طبه المشتملة على ذكر عدة من مشايخ المجيزء 
نقول : قد أجزنا لحضرة السيد أحمد بن محمد بن الصديق المذكور ‏ 
زاد الله في العلماء العاملين من أمثاله ‏ أن يروي عنا كل ما صح وثبت لنا 
و 


روايته بطريق السماع والإجازة في علمي الرواية والدراية من جميع العلوم 
الإسلامية » وقد اتصلت روايتا لكل كتاب من الكتب المشهورة في 
الإستاد إلى مؤلفه بطريق السماع والإجازة أو المناولة » ومن أشهر هذه 
الكتب كتاب (إتحاف الأكابر بأسانيد الدفاتر» للقاضي الحافظ الشهير 
محمد بن علي الشوكاني اليماني » وكتاب « بلوغ الأماني في إسناد من 
أنزلت عليه المثاني ) للقاضي الحافظ محمد لحن مشحم اليماني ١‏ 
وكتاب «الإعلام بأسانيد الأعلام» ؛ وه تحفة الإخوان للقاضي الحافظ 
أحمد بن محمد قاطن الصنعاني » والعقد المنظوم في أسانيد العلوم 
للقاضي الحافظ عبد الله بن علي الغابي الصنعاني » وكتاب.(الأمم) 
للشيخ إبراهيم بن حسن الكردي و( الإمداد في علوم الإسناد » للشيخ 
عبد الله بن سالم البصريء وغيرها من كتب الإسناد المشهورة . 

فإتحاف: الأكابر ترويه بقدة طرق دهاعم :شيك اليد البحائظ 
إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم الكبسي الحسني عن مؤلفه الشوكاني 
بدون واسطة . 

وبلوغ الأماني عن شيخنا العلامة السيد عبد الله بن. يحيى بن عثمان 
الوزير الحسني عن أبيه عن السيد العلامة إسماعيل بن أحمد الكبسي 
الأعرج الحسني عن شيخه العلامة علي بن حسن بن جميل اليمني عن 
المؤلف القاضي محمد بن أحمد مشحم ضقي . 

والإعلام وسائر مؤلفات القاضي أحمد بن محمد قاطن في الإسناد 
عن شيخه العلامة أحمد بن محمد بن يحيى السياغي الصنعاني عن 


51 


القاضي العلامة الحسن بن أحمد بن يوسف الرباتحي الصنعاني عن أبيه 
عن المؤلف قاطن رحمه الله . 

والعقد المنظوم عن شيخنا القاضي العلامة الزاهد عبد الملك بن 
حسين الأنس عن المؤلف القاضي عبد الله بن علي الغابي - رحمه الله 
هال 

وكتاب الأمم عن شيخنا العلامة القاسم بن الحسين بن المنصور 
يحيى الصنعاني عن السيد العلامة الحسين بن أحمد الظفري الحسني عن 
صنوه السيد العلامة علي بن أحمد الظفري عن السيد العلامة عبد الله بن 
00000 5 الحسني عن أبيه السيد الإمام محمد بن 
إسماعيل الأمير عن الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن أبي الغيث المدني عن 
المؤلف إبراهيم بن حسن الكردي ‏ رحمه الله - . 

وكتاب الإمداد عن شيخنا السيد العلامة إسماعيل بن محمد الكبسي 
عن السيد الحافظ أحمد بن زيد الكبسي الحسني عن السيد عبد الله بن 
محمد الأمير عن أبيه عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري عن أبيه 
المؤلف ‏ رحمه الله - . 

وفي الإحالة على مؤلفات هؤلاء الأعلام في أسانيد كتب أهل الإسلام 
ما يشفي ويكفي » فهي محيطة بأسانيد الشيخ محمد علاء الدين البابلي 
والشيخ أحمد بن محمد النجلي والشيخ زكريا الأنصاري والحافظ ابن 
حجر العسقلاني وغيرهم من الحفاظ ‏ رحمهم الله تعالى. - . 

ومن أعظم شيوخنا غير من ذكرنا سابقًا القاضي العلامة محمد بن 


51 


أحمد العراسي الصنعاني المتوفى سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف » والسيد 
الحافظ الكبير أحمد بن محمد بن محمد الكبسي الحسني المتوفى سنة 
ست عشرة أيضّاء والإمام المنصور بايله محمد بن يحبى حميد الدين 
المتوفى سنة أثنتين وعشرين» والقاضي الحافظ الحسن بن الحسن 
الأكوع الصنعاني المتوفى سنة سبع وثلاثمائة » والقاضي الحافظ علي بن 
الحسين المغربي الصنعاني المتوفى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة » والشيخ 
الحافظ الماهر عبد الله المتوفى سنة ثمان ا 0 00 
العلامة الحسن بن عبد الله الضحباني» والسيد العلامة محمد بن 
إسماعيل عشليش الحسيني المتوفى سنة مست وتسعين » والسيد العلامة 
الحسن بن مسلم بوطالب الحسني » والقاضي العلامة محمد بن أحمد 
الجرادي الصنعاني وغيرهم . 

ومن طرق أسانيدنا للأمهات الست والمسانيد وشروح الحديث 
وغيرها في فنون العلم عن شيخنا محمد بن أحمد العراسي عن شيخه 
السيد العلامة عبد الكريم بن عبد الله بوطالب الحسني المتوفى سنة تسع 
وثلاثمائة وألف عن شيخه العلامة أحمد بن عبد الله بن الإمام الحسني 
الصنعاني عن السيد العلامة أحمد بن يوسف بن الحسين بن أحمد زبارة 
الحسني المتوفى سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف عن أيه الحسين بن 
نوسف عنم أنه تيوسق أبن الحتسين 'ؤيازة عع اليد «الحافظ احمل ب 
عبد الرحمن الشامي الحسني عن السيد الحافظ يحيى بن عمر الأهد_ 
الزبيدي » وطريق إسناده معروفة في إتحاف الأكابر وغيره . 

هذا وأوصي نفسي والسيد المجاز له .. عافاه الله تعالى - بتقوى اله 


511 


سبحانه سرًا وعلانية فهي طريقة النجاة وأفضل ما تواصى به المؤمنون » 
والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله كَلليْةِه فبذلك الفوز والنجاة في 
الدارين » وأن لا ينساني من صالح الدعوات . 
بالله يا طالبًا مني إجازة ما ترويه عني من أسنى إجازاتي 
سل لي بفضلك يا سؤلي ويا أملي إجازة الجسر في يوم الإجازات 
وفقنا الله وإياه وجميع المؤمنين لما يحبه ويرضاه» وجعل خير أعمارنا 
جميعًا أواخرها» وخير أعمالنا خواتمهاء وخير أيامنا يوم لقائه وصلى الله 
على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم 
الدين . 
وحرر بمحروس صنعاء اليمن في اليوم الثالث عشر من شهر الله 
المحرم سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف الحقير خادم العلم الشريف 
حسين بن علي الغمري ‏ غفر الله له . 
قلت : وتوفي في شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف عن سبع 
وتسعين سنة . 


1 1 
2 ع5 


2 


517 


الرابع والثلاثون 
[العلامة عبد اميد الشرنوبي المالكي] 


العلامة أبو محمود عبد المجيد بن إبراهيم الشرنوبي الأزهري 
المالكي . 

ول قل اللسعيق: لتا بواضت عق البرهان الننقا "علس «ونضمية 
العدوض السمر او ركاف حل اعسماةة عليلةه وعد القادى بها الابيارف 
وعبد الرحمن الشرييني والشمس الإنبابي وأحمد شرف الدين المرصفي 
وعلي مرزوق العدوي وتلك الطبقة» وأجاز له أحمد ضياء الدين 
الكشمخانوي وبعض شيوخه المذكورين كما في إجازته . 

ولم يكن مدرسًا بالأزهر فيما أظن» فإني أدركته وهو موظف بمكتبة 
الأزهرء وألّف تلك التويلفات المطبوعة المشهورة التي حصل عليها 
الإقبال شرقًا وغربًا» وكان يتعيش من ثمنها مع ما يتقاضاه من الأزهر . 

و كان وخقيتة الله :فقي الشالديرث الهيئة وسخ الثياب لا يبالي بحسن 
الهندام » وكان يستعمل النشوق بكثرة فينزل على شاربه وثيابه وهو غير 
مبال بذلك » جالسته كثيراء وكان عنده اعتقاد في الصالحين . 

حدثني يومًا بكرامة عجيبة للسيد البدوي ويه » قال : مرضتٌ مرة 
مرضة شديدة » وكنت رأيت في ترجمة ابن أبي زيدان : من اشتغل برسالته 
شفاه الله » فاشتغلتٌ بوضع شرحي المطبوع عليها » فعافاني الله » قأخحذت 
مسودته وشددثٌ الرحلة لزيارة السيد البدوي بطنطا في موسمه » ووضعتٌ 


"14 


الشرح في خرج مع ملابسي وطعامي » فلما نزلتُ من البابور أعطيتٌ 
الخرج لحامل يحمله » وقصدت المسجد في تلك الزحمة الشديدة » فلما 
مضيتٌ قليلاً التفثٌ فلم أجد الحامل» وإذا هو أخذ الخرج وذهب ولا 
يمكن الحصول عليه ولا رؤيته بين تلك الأمم والآلآف المؤلفة من 
الخلق » فنزل بي من الحسرة والغضب ما الله به عليم» ولا سيما على 
مسودة الشرح لأني كنت تعبت فيهء قال: فدخلت للزيارة وقلتٌ 
مخاطبًا للسيد في حالة غضب: أهكذا؟! يليق أن أقصد زيارتك 
وتُسرق ثيابي وملابسي وكتابي الذي تعبت في تأليفه ؟ ! ثم انصرفتٌ 
وأنا مذهول لا أعرف ما أقدم ولا ما أوّخرء فوجدت حلقة للذكرء 
فوقفت فيها أنظر إليهم » وإذا بالرجل يجرني من خلفي ويقول: يا شيخ 
خذ خرجك فقد تعبت من البحث عنك» قال : فدهشت لهذه الكرامة 
العجيبة . 


قلت : ولا يعرف كون هذه من أكبر الكرامات إلا من حضر موسم 
السيد ضَهْه ورأى تلك المخلوقات التي قد تبلغ في بعض السنين إلى ألف 
ألف بحيث لو فارق الإنسان صديقه لحظة لما أمكن أن يجتمع به ولا أن 
يراه إلا بعد رجوعه وخروجه من بين أولئك العوالم » فكيف برجل غريب 
يهتدي إليه حامل الخرج الذي كان أخذه بلا شك» وإنما هي كرامة 
عجيبة للسيد البدوي دك . 

أجاز لي المترجم لفظا وكتب لي إجازة أملاها علي بعضهم لكبره 
وضعف يده» وأمضاها بخطه» نصها: 


51 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا 
محمد وعلى آله وصحيه أجمعين» أما بعد 

فقد طلب مني الشريف الأجل العلامة الأفضل السيد أحمد بن 
محمد بن الصديق بن عبد المؤمن الحسني المرا كشي أن أجيزه بجميع 
مروياتي في التفسير والحديث والعلوم النقلية والعقلية » فأجبته إلى ذلك 
وأجزته بجميع مروياتي مما تجوز لي روايته وتصح عني درايته » كما أجاز 
لي ذلك أشياخي كالشيخ محمد عليش عن الشيخ محمد الأمير الصغير 
عن والده الشيخ محمد الأمير الكبير بسنده المشهورء وشيخنا الشيخ 
عبد الرحمن الشربيني عن الشيخ إبراهيم السقا عن الشيخ الأمير الصغير 
عن والده » وشيخنا الشيخ إبراهيم السقا أيضًا عن الشيخ ثعيلب عن الشيخ 
أحمد الجوهري والشيخ الملُوي عن شيخهما عبد الله بن سالم البصري » 
وشيخنا الشيخ حسن العدوي عن الشيخ القويسني والشيح مصطفى 
البولاقي وغيرهم رحمهم الله أجمعين. 

كما أجزته بجميع مؤلفاتي في النحو والفقه والحديث والتصوف وغير ذلك . 

تحريرًا في فاتح ثاني الجمادين سنة أربعين وثلاثمائة وألف هجرية : 
كاتبه عبد المجيد الشرنوبي الأزهري بالأزهر الشريف . 


5000 : م 0 
قلت : توفي بعد خمس واربعين . 


وبالضيط مسنة 94ى (الأعلام» 4/ 507). 


5 


[العلامة عبد الله بن صالح السكندري] 


العلامة الصوفى شيخ الطريقة الخلوتية بالإسكندرية المعمر أبو محمد 
كان شيخنا عمر حمدان ‏ رحمه الله - نزل إلى الإسكندرية فاستجازه 
لنا وبعث إلينا بإجازته ونصها : 


الحمد لله وكفى » وسلام على عباده الذين اصطفى , 

أما بعدء فقد استجازني النجيب الأريب الفاضل الأديب الحائز من 
العلم والفضل أوفر نصيب السيد أحمد بن السيد محمد بن الصديق 
الغماري الإدريسي من مصر على طريق صاحبه العلامة الشيخ عمر حمدان 
المحرسي » فأجبته إلى مطلوبه وأجزته إجازة عامة كما أجاز لي والدي في 
العلوم عن الشيخ محمد الأمير الكبير» وفي الطريقة الخلوتية عن الشيخ 
أحمد الصاوي عن الشيخ أحمد الدردير؛ وكما أجازني الشيخ مصطفى 
المبلط عن الأمير الكبير ومحمد بن علي الشنواني . 

وحرر ذلك في سلخ جمادى الثانية سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة 
وألف . 


السادس والغلاثون 
7العلامة أحمد بن نصر العدوي المالكي] 


الفقيه المدرس العلامة الشيخ أحمد بن نصر العدوي المالكي » نائب 
المالكية بالديار المصرية . 

حضرث عليه صحيح مسلم سماتًا من لفظه من تقرير شرح النووي » 
وذلك من أوله من قوله كك : «إذا سجد ابن آدم اعتزل الشيطان 
ييكي . . .») الحديث » إلى كتاب النكاح وهو نصف الكتاب . 

وسمعتٌ منه أوائل سنن أبي داود » وأجاز لي عامة » وكتب لي إجازة 
بمنزلي من إملاء شيخنا إمام السقا وإمضائه هوء ونصها : 

الحمد دنه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا 
محمد وآله وصحبه أجمعين » أما بعد» 

فلما كان الإسناد مزية عالية وطريقة غالية » ليتصل بستند السادات مندٌ 
المجاز ولا ينفصل عن مددهم مدده»ء وكان من بين الطالبين للاتصال 
حضرة الجهبذ الفاضل والهمام الكامل الأستاذ السيد أحمد الصديق بن 
السيد محمد الصديق من كبار أهل طنجة من بلاد المغرب » أجبته لطلبه 
بشرط الأمانة والصدق والتحري في النقل» فقلت : أجزتثٌ المومى إليه 
بكل ما تجوز لي روايته وتصح عني «درايته من فروع وأصول ومنقول 
ومعقول» وقد تلقى عني من أول صحيح مسلم بن الحجاج إلى آخر 


57 


كتاب النكاح » لما أعهده فيه من الذكاء والفطنة والصلاح والتقوى » 
فأسأل الله أن ينفع يه ويدفقه وينفعه » والله خر مأو به التوفيق . 

تحريرًا في سادس وعشرين رجب الفرد سنة إحدى وأربعين وثلائمائة 
وألف . 

كاتبه أحمد نصر العدوي المالكى نائب السادة المالكية بالأزهر 
الشريف 
سمع صحيح مسلم بكماله . 

والرفاعي يروي عن أحمد منة الله عن الأمير الكبير وعن البرهان السقا 
اما 

وكان الشيخ - رحمه الله - فقيهًا بحنّاء ثم في آخر عمره أقبل على 
تدريسن الحديت ». فكان: يحطن عليه العلماء العدرسوة بالارهن» فحني 
صحيح مسلم » ثم افتتح سئن أبي داود . 


وتوفي سئة سبع أو ثمان واربعين . 


1 


السابع والغلاثون 
[العلامة صالح اللأمدي الدمشقي] 


الأستاذ العلامة أبو محمد صالح بن مصطفى الأمدي الدمشقي 
الحنفى . 

زرته بمنزله بدمشق يوم الجمعة ثالث وعشرين صفر سنة أربع 
وأربعين : وسمعت منه حديث الرحمة المسلسل بشرطه» والمسلسل 
بالسيحة والمصافحة » كما أخذ ذلك عن الشيخ عبد الله بن درويش 
السكري وفالح الظاهري » وعلى ظاهر الوتري » وأجاز لي إجازة عامة كما 
أجاز له المذكورون . 


55 


الثامن والغلاثون 
[العلامة صالح”" بن أسعد الحمصي ثم الدمشقي] 


الأستاذ العلامة أبو محمد صالح بن حم الحمصي ثم الدمشقي : 
الكبير . 

وكتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا 
محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله وسلم عليه وزاد فضلاً وشرقًا 
لديه» أما بعذ , 

فلما كان الإسناد من الدين » ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء »> 
سألني الأخ في الله تعالى الشاب النجيب والفطن الأريب اللبيب العالم 
العلامة والحافظ المحدث المتقن الفهّامة ذو التأليف العديدة والتصانيف 
المفيدة الشيخ لفن بن محمد بن الصديق الغماري الأزهري الحسنى أن 
أجيزه بحديث الرحمة المسلستل بالأولية وبجميع ما تجور لي روايته 
وتنسب إِليحَ درايته من منقول ومعقول ومنطوق ومفهوم وفروع واصول ء 


)١(‏ توفي بدمشق سنة 7557اها. 
انظر : الأعلام الخرقية (؟55/5ه -6055955). 


6 


فأقول وإن كنت لست أهلاً لذلك » ولكني أتشبه بالكرام » فإن التشبه بهم 
فلاح : 

قد أجزتٌ للمذكور بحديث الرحمة المسلسل كما تلقيته عن الشيخ 
أبي مدين ابن عبد الرحمن الصديقي » وكان مجاورًا بمكة » ثم ورد علينا 
إلى دمشق الشام في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة 
وألف ء وقد رواه عن الشيخ أحمد الرفاعي عن الشيخ أحمد منة الله عن 
الشيخ الأمير الكبير بسنده المعصل المذكورة في ثيته المشهور . 

وكذلك أجزته بصحيح البخاري ومسلم وبقية الكتب الستة وبجميع 
الكتب التي نظمتها الرسالة العجلونية المشتملة على أربعين حديثًا من 
أربعين كتابًا من كتب الأحاديث الشريفة وغيرها من العلوم النقلية 
والعقلية » كما أجازني بذلك الشيخ بكري العطار عليه رحمة العزيز 
الغفار» وهو تلقى ذلك عن والده الشيخ حامد العطار عن والده الشيخ 
أحمد العطارء وهو عن الشيخ إسماعيل بن محمد جراح العجلوني . 

ولي بحمد الله أسانيد كثيرة تضيق عنها هذه الورقةء وأرجو المجاز 
أن لا ينساني وأولادي من صالح دعواته في خلواته وجلواته لا سيما بالعفو 
والعافية وحسن الختام . 

وحررتها صبيحة يوم الأربعاء رابع وعشرين محرم سنة أربع وأربعين 
وثلاثمائة وألف » قاله بفمه ورقمه بقلمه فقير رحمة ربه صالح الحمصي . 


عد عد عد 


5711 


التاسع والثلاثون 
[العلامة عبد الكريم'" بن محمد نسيب الحمزاوي] 


الحمزاوي الحسيني الدمشقي شيخ المشهد الحسيني بالجامع الأموسخين 
دمشق . 

ادك :يديوه الأريعاء 'تالك عير بالمعتهد :الم كون وستعث مه 
حديث الرحمة » وأخذت منه المسلسل بالمصافحة ومناولة السبحة » كما 
أخذ ذلك عن الشيخ عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحابي عن الشيخ 
محمد الكزبري . 

ويروي عامة أيضًا عن عمه محمود حمزة وأبي المحاسن القاوقجي . 

وكتب لي إجازة بخطه نصها : 

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا 
نسيب الحمزاوي الحسيني : حضر عندي العالم العلامة الشيخ أحمد بن 
العلامة الشيخ محمد بن الصديق الحسنى الغماري : وفنا النّه وإياه » 


انظر : أعيان دمشق 177/0) . 


5 / 


وطلب مني أن 56 عذية الرحمة المشلس ب بالأوكية السقيةع وولها 
لم يكن بد من الإجابة اقتداء بمن سلف من أهل الكمال والإنابة حدثته به 
وأسمعته إياه» وهو أول حديث سمعه مني بالأولية الحقيقية)” » وإني 
أرويه بالسماع من العالم العلامة من له البراعة في جميع العلوم الشيخ 
عبد الله بن السيد درويش الركابي الشهير بالسكري » وهو أول حديث 
تتعغعه .نه بالأولية الإضيافية: 

وأجازني وأذن لي أن أجيز به عند أهل الخير والصلاح » وصافحني 
وذكر سنده بهما إلى سيدنا رسول الله كي » وناولني السبحة وذكر سنده 
بها إلى الحسن البصري » ثم إني أجزت العلامة المذكور بذلك وصافحته 
وناولته السبحة كما أجازني شيخي المذكور وصافحني وناولني السبحة 
مع علمي بأني لست أهلا لذلك » راجيا من المجاز المذكور أن لا ينساني 
من صالح دعواته في خلواته وجلواته . 

وقد طبع بعض رفاقنا سند شيخنا المذكور بذلك يإذنه » وإني قدمت 
لكم نسخة منها رجاءًٌ لحفظ السند للبيان . 


وحرر في أصفر الخير سنة أربع وأريعين وثلاثمائة وألف » كاتيه 
الفقير عبد الكريم الحمزاوي الحنفي . 

قلت : أجاز لنا عامة لفظاء وذكر لنا من يروي عنهم من شيوخهء إلا 
أنه لم يتعرض في الإجازة إلا لما ذكر . 


. 69 ما بين القوسين ساقط من‎ )١( 


78 


الأربعون 


العلامة أبو التقى محمد توفيق الأيوبي الأنصاري الدمشقي الحنفي . 

سمعت منه حديث الرحمة بشرطه» ثم بعد ذلك سمعت منه 
مسلسلات عقيلة بأعمالها في مدرسته الغربية من الجامع الأموي بعد أن 
سمعتها بقراءته وأعمالها على شيخنا سيدي محمد بن جعفر الكتاني 
بمنزله » وسمعت من مذاكراته . 

وكتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله الذي لا يُسند حديث الحمد حقيقة إلا إلى عالي حضرته ؛ 
ولاب باسك أن ترفع شكوى المنقطعين في المعضلات والمشكلات إلا 
لأبواب عزته » وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تتضمن 
الإيمان بجميع ما جاء في كتب الله المنزلة (والصلاة والسلام)”" على من 
دعا الله أن ينضر وجوه من روى أخباره العالية » فأجاب دعاه» ورجاه أن 
يرحمهم برحمته الواسعة » فلابد أن يحقق رجاه» أما بعد 


(1) الذي وجدته في حلية البشر هو توفيق بن محمد الأيوبي الأنصاري أبو التقي عن 
ترجمة مأخوذة عن تلميذه الأستاذ عمر كحالة» وقد ذكر فيها أن وفاة المترجم 
كانت بدمشق سنة 5ه إها. 
انظر: حلية البشر 476/١(‏ وما بعدها) . 

(؟) ما بين القوسين ساقط من ( ب »). 


6 


فلما كان الإسناد للمؤمن سلاحًا وللموقن جنة وفلاحاء وهو من 
خصائص هذه الأمة التي فتح الله لها أبوابًا واسعة يتلقون بها طرق العلم 
والحكمة » طلب مني الحسيب النسيب والفاضل اللوذعي الأريب الذي 
له من حلية الفضل والكمال أوفر نصيب » الشاب الذي أحرز رتبة الشيوخ 
ذوي التحقيق السيد أحمد بن محمد بن الصديق أن أجيزه بما تجوز لي 
روايته عن أشياخي الأفاضل » ليتعلق بسببهم ويلحق بنسبهمء فقلت 
بلسان الحال : قد استسمنتٌ ذا ورم إذ طلبت الإجازة من غير أهلهاء 
ونفخت في غير ضرم حيث أعطيت القوس غير باريها . 

ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز ولكن الحقائق قد تخفى 

ولكن إجابة لطلبه وتحقيقًا لرغبته أقول : 

قد أجزته بما أجازني به أشياخي مشايخي الكرام الأئمة وساداتي 
الأعلام قادة الأمة» وأول من استجزته منهم فأجازني سيدي وأستاذي وابن 
خالي المولى الجليل الذي ليس في عصره مثيل» فقيد المُسَاوي 
والمساوى » مفتي الشام السيد محمود أفندي الحمزاوي » ثم العلامة 
الفاضل الذي انعقدت على فضله كلمة الإجماع نسيبنا الدرّاكة سعيد 
أفندي الأسطواني القاضي بدمشق الشام » وسندهما سند المعمرين» وهو 

عن الشيخ عبد الرحمن الكزبري عن علم الدين القُلأنني بأسانيده في ثبته» 
ومن مشايخي العلامة الدبّاكة المحدث الجامع يبن المعقول والمنقول 
السيد محمد بدر الدين الحسني» وهو يروي عن الشيخ إيراهيم السقا 
بسنئده المعروف » ومنهم العلامة المفنن الفلكي النحوي الأصولي الشيخ 
محمد الطنطاوي الأزهري » فقد أجاز لي وقال : أروي صحيح البخاري 


6 


سماعًا من أوله إلى آخره في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف 
عن الأمير عبد القادر الحسني الجزائري» وهو عن والده السيد محي 
الدين عن والده السيد مصطفى عن السيد مرتضى الزبيدي ل 
عن الأمير الكبير عن الشيخ على العدوي عن عقيلة المكي بسنده . 

ومن مشايخه أيضًا البرهان الباجوري وعلي بن عبد الحق القوصي 
وعليش ومصطفى البلتاني والبولاقي والمبلط ومحمد الخناني ومحمد 
المرصفي . 

ومن الشاميين الشيخ سعيد الحلبي وعبد الرحمن الطيبي والعلامة 
الكرهين تمان افد الالو وهر عد واالده العامة المليسو: 
المنورة عن السيد محمد صديق حسن القنوجي . 

ومنهم الشيخ عبد الرحمن الكزبري عن والده محمد عن أبيه 
عبد الرحمن عن عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن البدر الغزي عن 
القاضى زكريا ع الحافظ باتا مده 

ويروي حديث الاولية عن الشيخ فضل الرحمن الملاري عن 
عبلك العزيز الدهلوي عن والده الشاه ايم بن عيد الرحيم بسندهة 
المعروف . 

ويروي أيضًا عن الشيخ سليم البشري عن الشيخ الصفتي عن الاامير 
الكبير . 


5١ 


وأما شيخي في الطريق فهو سيدي السيد الشيخ محمد الطيب 
الحسني الجزائري الشاذلي طريقة الحاتمي مشربًاء» وهو أذ الطريقة العلية 
الشاذلية عن العارف بربه الأستاذ المرشد الكامل الشيخ محمد بن مسعود 
الفاسي » وهو عن الأستاذ الكبير الشيخ محمد ظافر المدني"' عن سيدي 
القطب العارف الكبير مجدد هذه الطريقة الشيخ العربي الدرقاوي . 

وشيخي في الطريقة الرفاعية الذي صحبته مدة طويلة » وأرجو الله أن 
ينفعني بمحبته وأرسل إلى الإجازة بالطريقة العلية الرفاعية » فهو السيد 
الشريف والملاذ السند الغطريف ذو التأليف المفيدة والتصانيف العديدة 
السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي الحسيني الخالدي » وهو عن 
السيد محمد المهدي الرواسي عن السيد عبد الله الراوي بسنده المعروف 

وأحذتٌ الطريقة النقشبندية عن الزاهد الورع المنقطع إلى مولاه الشيخ 
أحمد الزملكاني عن عمر ضياء الدين عن العارف الواصل العالم العامل 
أحمد ضياء الدين الكشمخانوي عن الشيخ أحمد الأروادي بسنده 
المعروف في ثبته . 


» محمد ظافر بن محمد حسن بن حمزة ظافر الطرابلسي المغربي المدني أبو عبد الله‎ )١( 
من فقهاء المالكية » قويت علاقته بالسلطان عبد الحميد الثاني فاستقر بالآسعانة شيك‎ 
للزاوية الشاذلية بهاء له من المؤلفات : الرحلة الظافرية وشرح لرسائل الدرقاوي.‎ 
.ءاه١775١ توفي‎ 
. )7/5/7( انظر: شجرة النور (411)» والأعلام‎ 


5357 


وأخذثٌ الطريقة الخلوتية عن الشيخ البركة المعتقد زكريا كنعان من 
أصل صيدا ء وهو عن الأستاذ الواصل محمود الرافعي الفاروقي الطرابلسي 
وأسأل المجاز أن لا ينساني من صالح دعواته في أوقاته الرابحة » والله 
وحرر في الواحد والعشرين من شهر صفر الخير سنة اربع وأربعين 


الفقير إلى الله تعالى محمد توفيق الأيوبي الأنصاري . 


7 


الحادي والأربعون 
)1 3 
[السيد علي 2 بن عيدروس الحبشي] 


الأستاذ الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن عيدروس بن عمر 
الحبشي العلوي الحضرمي التريمي . 

اجتمعت به بمكة المكرمة ثالث أيام التشريق وأجاز لي إجازة عامة 
كها أكازة له جده السيد عيدروس بن عمر بأسائيده المذ كورة في كتابه 
«عقد اليواقيت الجوهرية)» وكان اجتماعي به سنئة ا ست وخمسين 
وثلاثمائة وألف . 


ءها١7857 علي بن محمد بن عيدروس بن عمر الحبشي » أبو الحسن» توفي‎ )١( 


5 


الثاني والأربعون 
[العلامة عبيد الله ابن الإسلام'' السندي الهندي] 


العلامة الأثري المعقولى عبيد الله ابن الإسلام السندي الهندي 
الديوبندي ثم المكي | 

اجتمعت به بمكة بالمسجد الحرام سنة ست وخمسين » وسمعت 
منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية » وكتب لي ورقة بخطه قال فيها : 

أروي عن شيخنا شيخ الهند مولانا محمود حسن الديوباندي عن 
محمد قاسم الديوبندي عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ١ح(‏ 

وشيخنا يروي عاليًا عن الشيخ عبد الغني وعن الشيخ أحمد 
السهارنفوري والشيخ عبدالرحمن الفاتيقي » والشيخ محمد مظهرء الأربعة 
عن الشيخ محمد إسحاق الدهلوي (ح) 

وأروي عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري عن محمد بن ناصر 
الحازمي عن الشيخ محمد إسحاق (ح) 

وأروي عن الشيخ نذير حسين الدهلوي عن الشيخ محمد إسحاق 
الدهلوي عن جده الإمام عبد العزيز الدهلوي عن أبيه الإمام ولي الله 
الدهلوي بما اشتمل عليه كتاب الإرشاد والانتباه وغيرهما (ح) 


. ه١*517 عبيد الله بن الإسلام السيالكوتي ثم السندي الديوبندي المتوفى سنة‎ )١( 
انظر : بلوع الأماني (ص27).‎ 


ران 


ويروي الشيخ عبد الغني ومحمد بن ناصر عن الشيخ عابد السندي 
يما حواه ثبته حصر الشارد » وأروي عن مشايخ غير هؤلاء . 

فأجيز الشيخ الأستاذ أحمد بن الصديق الحسني بجميع ما تجوز لي 
روايته » وأرجو منه أن لا ينساني ومشايخي العظام من صالح دعواته : 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . 

كتبه عبيد الله بيده في ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين 
وثلاثماثة وألف . 

قلت : وكان المترجم علي دين الهنود » ثم أدركته العناية الإلهية » 
فأسلم في صغره وطلب العلم » وبرع في الفنون» وكان ممن يشار إليه 
بالتحقيق والتضلع في العلوم بمكة المكرمة » وسنه وقت أن أدركته يناهز 
الثمانين أو يزيد عليها» وهو أبيض شعر الرأس واللحية » ومع ذلك فكانت 
والدته لا تزال حية في البلاد الهندية» ولا تزال على دينها البوذي فيما 
أخبرني به من عرفني به وجمع بيني وبينه » وتوفي بعد ذلك يقليل . 


اماردو 


الثالث والأربعون 
[العلامة أحمد بن محمد حسن الأدرمي] 


الأستاذ الفاضل العالم الصوفي أحمد بن محمد حسن بن محمد 
الأدرمي الهندي المدراسي الشافعي الشاذلي الفاسي . 

اجتمعت به بالزاوية الفاسية من مكة المكرمة» وهو أحد مقدمي 
الطريقة الفاسية الدرقاوية » ومن العلماء الأفاضل أصحاب الأخلاق الكاملة 
والتواضع والانكماش . 

أخذ عن السيد أحمد زيني دحلان والشيخ حسب الله المكي والسيد 
علي ظاهر الوتريء وسمع من الأخير حديث الرحمة والمشابكة 
والمصافحة . 

سمعتثٌ منه حديث الرحمة وأجاز لي سائر مروياته كما أجاز له 
المشايخ المذكورون» وذلك في السابع من ذي الحجة سنة ست 


وخمسين . 


5 


الرابع والأربعون 
[السيد عيدروس""' بن سالم البار] 


الشريف الجليل العلامة الصالح البركة المعتقد المتيرك به السيد 
عيدروس بن سالم بن عيدروس البار الحسيني العلوي الحضرمي المكي . 

كان سبب اجتماعي به أني لما حججتٌ سنة ست وخمسين يينا أنا 
أطوف وأستلم الحجر الأسعد إذ سُرق من جيبي محفظة النقود وفيها مائة 
وخمسون جنيهًا » وهو كل ما أملكه لنفقة الحج» وكنتٌ نازلاً عند الشيخ 
إبراهيم الفاسي » فلما أخبرته قال لي : تعالى بنا تزور رجلاً صالححا ونطلب 
منه الدعاء لعل الله تعالى ببركة دعائه يسهل للحكومة الحصول على هذا 
السارق » فذهبا إلى منزله بجبل الكعبة من مكة المكرمة فوجدت معه 
جماعة من فقرائه وهو يقرأ معهم شيئًاء وعليه أثر النسك والصلاح» فلما 
علمتٌ أنه من العلماء سألته أن يسمعني حديث الرحمة فأسمعني إياها ؛ 
وأجاز لي » ثم طلب مني أن أسمعه أيضّاء فأستيعفة , 

وأجاز لي جميع مروياته كما أجاز له والده السيد سالم البار والسيد 
حسين بن محمد الحبشي والسيد أحمد بن الحسن العطاس والسيد 


انظر: شمس الظهيرة » ضمن تعليقات للسيد أحمد ضياء بن شهاب (ص .)"8٠١‏ 


718 


عن الوجيه عبد الرحمن بن محمد الكزبري بأسانيده » ويروي الأربعة أيضًا 
عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي أيضًا . 

ويروي السيد حسين أيضًا عن والده السيد محمد بن حسين عن 
عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول العطار عن محمد صالح الريس » 
وهما عن السيد سليمان الأهدل , هكذا أملاه على من لفظه في المجلس 
لحك كور 

ثم لما كنا بمنى أيام التشريق زرته أيضًّا فكتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله الموصل إليه» من على فضله اعتمد» والصلاة والسلام 
على السيد السند وعلى آله العالين ينسبه الصحيح على (مسود)"" » 

أما بعد فقد طلب مني سيدي العلامة السيد الشريف ذو القدر 
المنيف مولاي السيد أحمد الصديق الإجازة» لصفاء سريرته» وحسن 
سيرته » وإلا فأنا كما قال القائل : 

يظن الناس بي خيرًا وإني2 لشر الناس إن لم تعف عني 

فما يسعني إلا إجابته رجاء دعائه وبركته » فقد أجزتٌ السيد المذكور 
فيما أرويه من الكتب الستة وغيرها كما أجاز لي سيدي الوالد السيد 
سالم بن عيدروس البار وسيدي العلامة مفتي مكة ومحدث الحجاز 
الحبيب حسين بن محمد الحبشي وسيدي العلامة العارف بادلّه والدال 
عليه الحبيب أحمد بن حسن العطاس وسيدي العلامة السيد عمر بن 


)١(‏ للشيخ بوخبزة تعليق على هذه الكلمة» لكنه غير مقروء إلا من كلمة «لعلها»). 


56 


أحمد البارء وكلهم يروون عن العلامة الحبيب أحمد بن عبد الله بن 


العيدروس البارء وهو يروي عن العلامة الشيخ عبد الرحمن الكزيري » 
ويروي الثلاثة الأول عن العلامة الحبيب أحمد زيني دحلان» وهو عن 
العلامة الشيخ عثمان بن حسن الدمياطي وهو عن الشيخ عبد الرحمن 
الكزبري » ويروي الأول عن العلامة المحدث الشريف محمد بن ناصر» 
وهو يروي عن العلامة الشيخ عابد السندي . 

وقد حت سيدي حديث الرحمة المسلسل بالأولية وسمعته منه ) 
فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرًاء وأرجو منه أن لا ينساني من صالح 
دعواته في خلواته وجلواته » والله يتمم له المراد ويبلغه من خيرات الدارين 
نا أراةء والتكمه يله أولاً واخزا بوظ اها :ويامكًا ‏ بوتدالة حدق الحتام باه 
من يستسقى بوجهه الشريف الغمام . 


5 


الخامس والأربعون 
[العلامة سيف الرحمن ابن غلام جان خان الأفغاني] 


عبد المؤمن خخان الأفغاني الدراني . 
الإقامة بهااء. وأحير أنه خاوك الدولة الإتجلدية يلاو الأنهاة أزيد عنم 
وأعطاني ورقة الإجازة مطبوعة يجيز بها من سأله» وهي كبيرة وفيها بعضص 
أسانيد الكتب الستة . 
30 ا . 200 

وهو يروي عن الشيخ السيد احمد السهارنفوري الكنكرهي عن 
عبد الغنى الدهلوي عن محمد إسحاق الدهلوي عن عبد العزيز الدهلوي 
عن الشاه أحمد بن عبد الرحيم بأمنائي3ة المعروفة . 

ثم اجتمعنا أيضًا برباط الأفغان بالمدينة المنورة وتحدثنا طويلاً» 
ووجدته لا يزال مغرمًا بالجهاد على كبر سنة» شاكيًا من أحوال الزمان 
التي تغيرت وانعكست » وتغير أهلها عن الطريق المستقيم » وكان معه ولد 
له شيخ أيضّاء وكان يذكر لي أنه عازم على الهجرة إلى المغرب إن 


. ب 4 : الجنجوهي‎ ١ في دأ و‎ )١( 


54 


قضى اللّه بوفاة والده » وكان اجتماعنا بالمدينة المنورة في شعبان سنة سبع 


وخخحمسين » وأظنه توفي" “ بها بعد ذلك» والله أعلم . 


.اها١755 توفي سئة‎ )١( 
. )1714/79( انظر: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام‎ 


5 


السادس والأربعون 
[العلامة أحمد بن مصطفى البساطي] 


العلامة الصالح الشيخ اليك بن مصطفى البساطي المدني المدرس 
بالحرم النبوي وغيره من مدارس المدينة المنورة . 

زرته في بيته مرارًا» ورأيت عنده مكتبة قيمة فيها من نفائس 
المخطوطات ما لا يوجد عند غيرهء ومن ذلك : تذكرة الصلاح الصفدي 
في عدة مجلدات بيخط الصفدي ء ومصحف كريم في رق الغزال 
مكتوب في القرن الرابع . 

وكا وجلا صالكا شكستا فى ينه اما متواطقا .ريما العدرف 
بالنسخ وتجديد الكتب في بيعه . 


طلبتٌ منه أن ينسخ لي كتاب الزهد للبيهقي » ومجموعة في مجلدين 
تتتوق طانى"أجزاء تتديكية انقيسة »منها «الترغي لأرع:-شاميق + ومنسقد 
فراس لأبي نعيم والأتباء المحكمة للخطيب ومسند ابن أبي أوفى لابن 
صاعد » وغير ذلك » وأرسلها إلى مع بعض الحجاج » ثم طلبتٌ منه أن 
ينسخ لي معجم السفر للحافظ السلفي فأجاب إلى ذلك » وذلك في سنة 
سبع وستين » فلما رجعتٌ سنة ثمان وستين فاجأني خبر موته » رحمه أله 
8 


أجاز لي رحمه الله عند أول اجتماع به سنة ست وخمسين وهو يروي 


نا 


عن السيد أحمد البرزنجي والشيخ على ظاهر الوتري والشيخ حبيب 
الرحمن الهندي ومحمد إسحاق الكشميري شارح سئن أبي داود » والسيد 


[الأستاذ محمد بن عثمان الدغستانى] 
الأستاذ محمد بن عثمان الدغستانى المدنى . 
زرته بمنزله بالمدينة المنورة وأجاز لي سائر مروياته كما أجاز له 
العلامة المسند أحمد أبو الخير المكي صاحب ١‏ نوافح النفح المسكي 


بمرويات ايد أي الخير المكى ؛ » وأسانيده معروفة )» ولنسيات] ك2 


5 


الثامن والأربعون 
[الشيخ طه يوسف الشعبيني] 


الأستاذ الفاضل الصوفي الشيخ طه بن يوسف الشعبيني الشافعي 
المصري شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية . 

سمعت من لفظه جملة من صحيح البخاري وصحيح مسلم وشمائل 
الترمذي » وأجاز لنا عامة . 

وهو يروي صحيح البخاري سماعًا لجميعه عن الشيخ أحمد الرقاعي 
عن الشيخ مصطفى المبلط سماعًا منه وقراءة عليه وإجازة عن الشيخ 
الأمير الصغير عن والده . 

ويرويه الرفاعي أيضًا عن الشيخ أحمد منة الله عن الأمير الكبير وعن 
الشيخ يوسف الشباسي المالكي عن الشيخ علي العدوي عن عقيلة المكي 
بسندهء كذا أملى على من كتابه . 
أحمد الرفاعى أيضًّا» قال : حدثنا به سماعًا لجميعه إلا درسين أو ثلاثة من 
كتاب الحج وإجازة لسائره الشيخ محمد عليش عن الأمير الصغير عن 
والده . 


574 


ويروي الشعبيني شمائل الترمذي سماعًا للجميع عن الشمس الإنبابي 
عن الشيخ إبراهيم السقا بأسانيده . 

وأجاز لي الطريقة الدرقاوية عن والده الشيخ يوسف عن سيدي العربي 
اليوسي عن مولاي العربي الدرقاوي » وعن الشيخ عبد القادر الورديغي 
الشفشاوي عن سيدي العربي الرباطي عن سيدي محمد ' الحرّاق العارف 
الشهير عن مولاي العربي الدرقاوي » وعنه أيضًا عن مولاي الطيب بن 
مولاي العربي عن والده . 

وأجاز لي سائر مؤلفات جدنا من قبل الأم سيدي أحمد بن عجيبة عن 
عبد القادر الورديغي أيضًا عن واسطة نسي اسمه عن مؤلفها ابن عجيبة . 

ولا يزال للآن في سنة إحدى وسبعين من الأحياء» حفظه الله » وقد 
كانت لنا معه أخوة كبيرة في الله ومحبة ومصافاة . 

وهو رجل حسن الخلق والخلق متواضع مشغول بنفسه مقبل على 
شأنه لا يخرج من بيته إلا في القليل النادرء يزوره جماعة من العلماء في 
بيته » ويقيم الحضرة للذكر مع فقرائه مرتين في الأسبوع » ويطعمهم ثلاث 
مرات في السنة أو أربعة » وذلك يوم عيد الفطر ويوم سابع وعشرين رجب 
الذي هو يوم المعراج » ويوم ثالث إما في موسم سيدنا الحسين أو موسم 


)١(‏ الإمام الشهير العلامة الصوفي مفخرة المغرب محمد بن محمد بن عبد الواحد 
الحراق الحسني العلمي» صاحب الديوان» من أكبر تلامذة مولاي العربي 
الدرقاوي» توفي بتطوان سنة ١77١‏ على الأرجح . 
انظر: إتحاف المطالع .)١181/١(‏ 


5” 7/ 


والده ويدعو كافة أصحابه من العلماء والأعيان : 
وله تويلفات منها واحد في الكلام على رجال الطريقة» وآخر في 
آداب الذكر وغيرهماء بارك الله فيه . 
ا 3 "6 7 5000-6 كيد عه أله . 
لم نوفي في احد الجمادين سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف وانا 


بالقاهرة ‏ رحمه الله - . 


ماج ميك 2 
2١ 2‏ 74 


(1) علّق الأمين بوخبزة قائلا : 
هذه الجملة كتبها المؤلف يقلم مغاير ‏ 


التاسع والأربعون 
[العلامة عمر بن حمدان المحرسي] 


العلامة المسند الراوية الأثري النحوي الصوفي أبو حفص عمر بن 
حمدان بن عمر بن حمدان المحرسي التونسي ثم المدني . 

ولد بتونس أوائل القرن » إما سنة إحدى أو سنة ثلاث» ورحل به 
والده إلى المدينة المنورة مهاجرًا إليها فنشأ بها وطلب العلم على 
شيوخهاء وبرع في النحو براعة كاملة حتى قال لي : إني أدركت في 
النحو رتبة الاجتهاد , وأخبرني أنه ختم الألفية لابن مالك تدريسًا نحو أربع 
عشرة مرة . 

ولما قدم الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني إلى المدينة 
حضر بعض دروسه وأخذ الطريقة الكتانية عنه » ومن ثم ابتدأ في الاشتغال 
بالحديث ولازم شقيقه الشيخ عبد الحي لما ورد المدينة أيضًا في أغيدة 
عن الشيوخ واستجازتهم» فاستجاز جميع من كان يستجيزهم» فكل 
شيوخ الحرمين تقرييًا شيوخ لهء واعتنى بمسألة الاستجازة والرواية فكثر 
شيوخه جدّاء إلا أنه لم يكن له إقبال على الكتابة فلم يقيد ذلك . 

ولما قدم شيخنا سيدي محمد بن جعفر الكتاني مهاجرًا إلى المدينة 
لازم دروسه ومجالسه وتأدب بآدابه و(تهذّب)”"2 بأخلاقه , ونفعه ائله تعالى 


. في « ب )») : تخلق‎ )١( 


ااا 


بصحبته » وتصوف وتخرب في الظاهرء فكان لا يبالي ما لبس ولا ما 
أكل بعد أن كان في أبهة ومظاهر حسنة كما شاهدته وأنا صغير أيام 
حجي مع الوالد سنة تسع وعشرين . 

ولما قامت الحرب العظمى وأخرجت تركيا سكان المدينة منها خوفًا 
عليهم من المجاعة كان هو ممن صبر على لأوائها وشدتها أيام الحرب » 
فجاع واحتاج وتعب حتى هزل بدنه ونحف جسمه وضعف جدًا بحيث 
أسرع إليه الهرم على صغر» وكان هو أيضًا يُتعب نفسه ولا يعطيها حظها 
من الراحة ولا ينام كما ينبغي . 

ولما كنت بالقاهرة سنة ثلاث وأربعين قدمها فأقام بها نحو ثلائة أشهر 
لازمته فيها وما كنا نفترق غالب الأوقات . 

وسمعت منه صحيح البخاري والأول من المستدرك والأذكار للنووي 
والأربعين العجلونية ومسلسلات شيخه فالح الظاهري والمسلسل بالأولية 
بشرطه . 

ثم سمعتٌ منه بالمدينة المنورة مسلسلات عقيلة بأعمالها أيضًا 
والمسلسل بالدعاء عند الملتزم . 

وكنا ونحن بالقاهرة ندور على الشيوخ لأخذ الإجازة منهم » واتفقنا 
على أن من وجد شيحًا يستجيزه لرفيقه . 

فاتفق أن سافر إلى تونس فاستجاز لي منها شيخ جماعتها العلامة 
المعطن الشنيخالطيب: النيفز :والقتيخ 'الطاهن اين غاشون». تم وتجم ل 
القاهرة » وكنت أوصيته على بعض الكتب » فأتاني منها بجواهر العقدين 


للسيد السمهودي » والطبقات الوسطى للشعراني . 

وكان ولده الأكبر لما دخل القرنيون إلى الحجاز هاجر إلى حضرموت 
ونزل مدينة المكلاً وفتح بها مدرستهء فتوجه إلى حضرموت لزيارته 
فاستجاز لي جماعة من أهلها ولا سيما من النساء لأني كنت عرفته أني 
أحب اتخاذ شيخات منهن تأسيًا بالمحدثين والحفاظ . 

وكان ‏ رحمه الله - متصوقًاء طارحًا للتكلف » يابس السبحة في 
عنقه ويخرج في الشوارع بالقاهرة وعلى رأسه طربوش تونسي صغير بدون 
عمامة وهو متسخ » وشعره الأبيض بارزء ويغرز في حزامه دواة طويلة فيها 
الأقلام» ويحمل في يده الكتب والدفتر الذي يقيد فيه ما يسمعه من 
الشيوخ ؛ وربما اشترى التمر فجعل يأكله وهو يمشي في الطريق والناس 
ينظرون إليه » وكنت آكل معه وريما أكون أنا الحامل للورقة الموضوع 
فيها التمرء وهو يأخذ منها ويأكل: وكان يحب ١‏ الشكلاطة ) فيشتريها 
ويأكلها في الطريق أيضًا . 

وبات عندي ليالي » فكان يقوم بالليل إلى الصلاة ويجهر بالقراءة 
جدّاء وكان جهير الصوت حتى قال لي يومًا الشيخ عبد الرسول (- وكان 
جارنا)'' : ما تركني الشيخ عمر أنام هذه الليلة . 

وجاع ليلة وهو عندي فقام إلى كسر يابسة مضى عليها أكثر من 
أسبوعين » ففتّها بالماء وأكلها وأنا لا أشعر. 


575 


نصه : 

أروي هذا الكتاب عن جماعة من العلماء بالحرمين الشريفين 
وغيرهما» منهم شيخنا العلامة السيد أحمد بن السيد إسماعيل البرزنجي 
مفتى الشافعية بالمديئة المنورة ع والذه إسماعيل بن زين العابدين مفتى 
الحنفية والشافعية بها عن الشيخ صالح القلاني بأسانيده» وقد أجزت 
للقتريق الغناب الماش اناف الثعة النبوية المتفسين قن" أنوارها دي 
وسائر مروياتي » وأسأله أن لا ينساني من صالح دعواته في خلواته 


وجلواته . 
وألف . 


وصافحني ‏ رحمه الله - قال: صافحني الشيخ محمد ماضور عن 
والده أحمد ماضور عن أبيه محمد ماضور عن الشيخ حبيب المساكيني 
عن الشيخ علي النوري عن شمهروش عن النبي كِب قال : « من صافحني 
أو صافح من صافحني إلى يوم القيامة دخل الجنة ) . هكذا أملاه على من 
حفظه» وفيه ما نبهت عليه في المعجم الصغير من تقديم وتأخير . 

وكان يحبنى كثيراء وقال لي مرة : إن التدليس لازم للمحدثين في 
أسماء الشيوخ » فإذا أردت أن تدلسني فقل : أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي 
عمر العطارء» فإن والدي كان عطارًا بتونس . 


5 


بالآثار» ويقلد الشافعي أحيانًا وأحمد بن حنبل أحيانًا وأبا حنيفة أحيانًا : 
ويخالفهم جميعًا فيأخذ بالحديث أحيائًا مع انتسابه إلى مالك . 

وكان معه نوع غفلة » فشاهدت منه نوادر» من ذلك أنه لما سافر إلى 
حضرموت كتب إليّ كتابًا وهو على ظهر الباخرة في البحر يطلب مني 
إرسال بعض كتب كان تركها للتجليد » وترك الكتاب عنده أزيد من 
شهرء ثم كتب إلئّ في ظهر ذلك الكتاب نفسه يقول : قد كنا كتبنا لك 
فى شأن كذا وكذا فلم يأتنا جواب . 
فقلت له : الذي أعتقده في الحافظ ابن حجر أنه أعرف بالحديث وأحفظ 
من الأئمة الأربعة » فعارضني في ذلك حمية لإمامه مالك » وكثر جدالنا 
وأنا أحتج عليه وأقيم له الدلائل على صحة دعواي» وارتفعت أصواتنا 
وكان جهوري الصوت ء ووقفنا بالطريق فلم نشعر إلا والناس دائرون بنا 
للفرجة » ثم لم يمض على هذه المناظرة إلا أسبوع وقال لي يومًا : إن 
الذي أعتقده فى الحافظ ابن حجر أنه أعرف بالحديث من الأئمة الأأربعة: 
فعرفت أنه يريد ما قلته له» وأردت اختباره فقلت له : هذا لا يمكن, 
وصرت أورد كلامه السابق» وهو يورد أدلتي وكلامي السابق» حتى 
على بعض أثبات كان الشيخ عبد الحي كلفه باستنساخهاء منها ثبت 


وان 


العجلوني » وقال لي : إن الشيخ عبد الحي كلفنا دفع أثمان هذه الكتب » 
ثم اكتفى عنها ولم يرسل ثمنهاء فإن أحببتها فخذها وادفع ثمنهاء فقلت 
له : أنا لست كالشيخ عبد الحي مغرمًا بهذا الفن ولا أعيره اهتمامًا كبيرًا 
لأن هذا من الكماليات» وإنما عنايتي بمعرفة المتون والرجال وفقه 
الحديث » فقال : نعمء هذا هو الحق . 

ثم يعن ذا فريضة الحج ذهبت إلى المدينة للزيارة» وقدمها هو 
أيضّاء فزرته في منزله وسألته عن بعض الأسانيد » فقال لي : يا فلان» أنا 
لا أعتني بالرواية » ثم كرر علئ نفس كلامي الذي ذكرته له بمكة . 

وكان لا يتكلف للتدريس ولا يتعب فيه» فإذا طلب منه طالب أو 
جماعة قراءة كتاب شرع فيهء في أي فن كان حضرًا أو سفراء إلا أنه 
يحل الكتاب ولا يتعرض لفوائد من الخارج » وكان يقتني الكتب النفيسة 
ويشّجر فيهاء وبالجملة فكان من فضلاء العصر ونوادر الدهرء وانتفعت به 
كثيرا » جزاه الله عنا خيراء ورحمه آمين . 


وكانت وفائه سنة ثمان وستين وثلاثماثة وألف . 


575 


الخمسون 
[الأديب عويد بن نصر الخراعي] 


الأستاذ الأديب عويد بن نصر الخزاعي المكي ثم المصري الشافعي 
الطعوون: 

كان رحمه الله لطيف العشرة جميل المذاكرة جم الفوائد مغرمًا 
بالحكايات الأدبية والنوادر والأشعارء يحفظ من ذلك الكثير . 

وكان يزورني في منزلي بالقاهرة ألفينة بعد الأخرى » وأجاز لي سائر 
مروياته كما أجاز له الشيخ عبد الهادي نجا الإيباري والشيخ محمد عليش 
والشيخ أحمد شرف الدين المرصفي والشيخ محمد الأشموني والشمس 
الإنبابي والشيخ أحمد بناني كلا الفاسي » لما قدم القاهرة في طريقة إلى 
الحج بأسانيدهم . 

وكان فقير الحال يتعيش من ريع أوقاف رواق الحرمين بالأزهرء وهو 
شيء ضكيل للغاية » وكان ضرير البصرء عالي الهمة لا يشكو الفقر ولا 
يتعرض بالمسألة » فإن أكرمه أحد بشيء قبل » وإلا فهو ممن يحسبهم 
الجاهل أغنياء من التعفف . 


عاش نحو الثمانين أو أزيد » وتوفي سنة اثنتين وخمسين وأنا بالقاهرة : 


عاج عام لماع 


2 حر 72 


الحادي والخمسون 
[الأستاذ عبد المعطى بن حسن السقا] 
كوف الخطيب العلامة الشيخ عبلك المعطى بن حسمن بن رجحب 
السقا. 


سح ننه يعفن الادية المفرد . وسمع مني ) واستفاد كل منا من 
صاحبه » وأجاز لنا عن والده والشمس الإنبابى كلاهما عن جد والده لأعه 
البرهان السقا . 


توفي رحجمة الله سنة ثمان واربعين كهلا. 


5 


[الفقيه عبد الله بن محمود رُنْط] 


الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمود رُنْط - يضم الزاي وسكون النون 
- الصعيدي الإسنوي المالكي . 

قدم القاهرة من بلده إسناء وسمع بي فزارني وأعطاني بعض مؤلفاته 
المطبوعة كشرحه على العشماوية» وأجاز لي عن شيخه إبراهيم بن 
مصطفى المطعني عن علي بن عبد الحق القوصي عن الأمير الكبير 
بسنده . 

قال : وأروي أيضًا عن الشيخ هاشم بن عبد الرحيم زنط» والشيخ 
قبائم ب [تماعيل الشتري كلامها عن دوالد ا الثائق ‏ [ساعيل الصو 
فقلت : وهو عمن يروي ؟ فقال : لا أدري . 

ثم لم أعلم عنه شيئًا بعد ذلك» وكان الاجتماع به سنة ثلاث 


وأربعين . 


باه ؟ 


الثالث والخمسون 
[العلامة عبد الرحيم الأسيوطي الجرجاوي] 


الفقيه العلامة عبد الرحيم الأسيوطي الجرجاوي المالكي . 

كان قدم إلى القاهرة سنة تسع وثلاثين وأقام بها إلى سنة إحدى 
وأربعين . 

وهو ممن روى عن الشيخ أحمد الرفاعي والإنبابي وطبقتهماء وله 
مؤلفات كثيرة منها : شرح العشماوية وشرح الأربعين النووية وشرح الرحبية 
وغيرها على طريقة الشرنوبي في الاختصار وطبعها بهامش المتون »» أهدى 
إلي بعضهاء وقد طبع على ظهره. قوله : 

حدثني الشيخ أحمد الرفاعي قال: حدثني سليمان الصفتي قال : 
الشيخ عبد الوهاب العفيفي قال : حدثني القاضي شمهروش الجني قال : 
حدثني سيد المرسلين حدثني جبريل عليه السلام حدثني إسرافيل عن رب 
العزة جل جلاله : « أن من قرأ سورة الفاتحة في نفس واخد لقضاء حاجة 


قضيت ) . 


وتوفى - رحمه الله - سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف ظئًا . 


الرابع والخمسون 
[العلامة ياسين بن أحمد الخياري المدني] 


العلامة الصوفي أبو أحمد ياسين بن أحمد الخياري المدني 
الشافعي . 

كان قدم إلى القاهرة مهاجرًا من الحجاز لما دخله القرنيون وحصلت 
فتنتهم » وسكن القاهرة وكان يتردد إلى منزل الشيخ طه الشعبيني » وهناك 
كنا نجتمعء وكان له اعتناء كبير بكتب الشيخ الأكبر محبي الدين ابن 
العربي ظَِيْه » ولا سيما الفتوحات المكية » فكان يفهمها جيدًا ويذاكر 
بمسائلها » فسمعت منه بعض ذلك : وربما ادعى هو ذلك »؛ وأشار إلى أنه 
لا يوجد من يعرف الفتوحات ويفهمها غيره . 

وذكر مرة أنه تذاكر مع بعض من يدعي التصوف» فطلب منه أن 
يشرح له قول الشيخ الأكبر في خخطبة الفتوحات : « الحمد لله الذي أوجد 
الأشياء عن عدمها وعدمه)» فعجز عن ذلك » وربما كانت دعواه أكبر 
من حقيقة أمره . 

وكان ذا سمت حسن وهيئة لا بأس يها لولا بعض اغترار. 

أجاز لنا - رحمه الله - عامة عن السيد علي الببلاوي عن الأمير الصغير - كذا 
قال . 

وعن الشيخ البسيوني عن الشيخ عليش والبرهان السقا. 


55 


وتوفي في طريقه إلى المدينة » وأظنه قرب بدر» فيما حدثني به ولده 
سنة مس وأربعين وثلاثمائة وألف . 

وولده المذكور من أفاضل العلماء بالمدينة المنورة الآن» وله عناية 
بعلم القراءات وحفظ السبع أو العشرء بارك الله فيه . 


ف 


الخامس والخمسون 
[العلامة عبد الواسع''' بن يحبى الواسعي] 

العلامة المشارك الراوية المسند أبو محمد عبد الواسع بن يحيى 
الواسعي الصنعاني الزبيدي . 
والمنقولات » ورحل إلى الشام فأخحذ بها ولازم الشيخ بدر الدين مدة. 
ورحل إلى الحجاز وأخذ عن علماء الحرمين والواردين إليها واعتنى بهذا 

وألف مؤلفات كثيرة مطبوع منها: تاريخ اليمن» وثبته المسمى 
( بالدر الفريد الجامع لمتفرقات اماف 

وحضر القاهرة مرارّاء وكان اجتماعى به واستجازته بتكية الكلشنى 
التي كان بها نزوله سنة إحدى وأربعين» وأجاز لي عامة عن شيوخه 
المذ كورين في ثبته المطبوع , وكان حيًا سنة سبع وتخمسين . 


انظر : الأعلام (108/5) . 


"1 


السادس والخمسون 
[عبد الوهاب بن نصار المصري] 


أبو محمد عبد الوهاب بن نصار المصري القاهمري 
كان من أهل العلم الذين حصلوه بالأزهر ثم لم يشتغل بالتدريس به . 
اجاز لي عامة عن الشربيني والبشري عن مشايخهما المعروفين . 


51 


[الشيخ عوض بن محمد العفري الزبيدي] 


الشيخ الصوفي البركة الصالح المعمر العلامة أبو النصر عوض بن 
محمد العفري الزبيدي نزيل القاهرة وسيخ المإريقة الشاذلية بها. 

ولد بريد فى التللةنين ومائتين أو قبلها تقريتا غ لأنه أدرك سياة الأمير: 
وكان وقت اجتماعي به سنة أربع وأربعين ابن ست عشرة سنة بعد المائة » 
إلا أنه لا يذكر سنة ولادته بالضبط ء وقال لي : لما دخل الشوكاني زبيد 
كنت ابن أربعة أعوام » ولا ندري متى دخخل الشوكاني زبيد إلا أنه توفي 
سنة خمسين أو خمس وخمسين ومائتين والف. 

قال : ورويت عن سبعة عشر عالمًا من علماء اليمن» لكن لطول 
المدة واشتغالي بالطريق نسيت أسمائهم . 

ورحل إلى الحجازء فأخذ بمكة عن الشيخ الشهير العارف أبي 
ال ان توفي ) ثم ارتحل إلى المدينة وسمع بها الصحيح على السيد 
إسماعيل بن زين العابدين البرزنجي » وأجاز له عن الشيخ صالح القُلاني » 
ودخل في عموم |[ جازة الشيخ عايد السندي الراوي عن صالح الفلاني 
أيضًا . 

ولما قدم إلى القاهرة تزوج بها وولد له وتصدر لنشر الطريق » فاخذ 


77 


عنه جماعة من معتقّديه » وبنوا له زاوية قرب باب النصرء فعمر بها أوقاته 
إلى أشترف "سه ميت وأريعين عو ءمائة ومعة عسر غاما أو أريعة شر 
عامًا . 

وحدئني يفنا أنه يروي عن الشيخ سليمان عرزب والشيخ ميحمد 
المرصفي الراوي عن داود القلعي عن مرتضى الزبيدي . 

وكان معتزلاً عن الناس منقبضًا في بيته وزاويته » يربي أصحابه على 

يقة الجدّ والاجتهاد والابتعاد عن سفاسف الدنيا » ويحكى عنه بعض 
أصحابه كرامات ومقامات عالية » رحمه الله تعالى وإيانا آمين . 


كاك 

2” 

عاج 

ار 

ماد 
ل 


. في إمداد الفتاح عيّن تاريخ وفاته سنة 44 7١هء وانظر (ص77”)‎ )١( 


5715 


الثامن والخمسون 
[العالم الأثري أبو القاسم ابن مسعود الدباغ الحسني] 


العالم الأثري الصوفي الشريف البركة الصالح أبو القاسم بن مسعود 
الدباغ الحسني الإدريسي الفاسي المدني . 

يروي عن علماء المدينة المنورة كالسيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي 
وعبد الجليل برادة وعلي ظاهر الوتري وفالح الظاهري بأسانيدهم 
المعروفة » وكان أثريًا لا يقلد أحدّاء بل يعمل بما صح له عن رسول الله 
كِْدّء وكان كتابه الذي يعتمد عليه كثيرًا كتاب الهدي النبوي لابن 
القيم . 

قدم القاهرة مرتين وأنا بهاء نزل في إحداهما عندي مدة » وأجاز لي 
عامة عن شيوخه المذ كورين وغيرهم . 


وتوفي بمدينة مرا كش سنة سبع وخمسين . 


مدمع 


[التاسع والخمسون]'' 
[العلامة عمر بن أبي بكر باجنيد الحضرمي] 


الحضرمي الأصل المكي الدار والإقبار وأحد علماء مكة المشاهير في 
عصره . 

بعث إلى بالإجازة من مكة المكرمة مع صديقي وأحد الاحذين علم 
الحديث عني الشيخ محمد حسين النوائطي الهندي » وذلك لما حج وأنا 
بالقاهرة سنة إحدى وخمسين» وذكر في إجازته أنه يروي عن الشيخ 
أحمد زيني دحلان » وليست هي حاضرة معي الآن يديه ارموق: 


)١(‏ في (أ»: و«دب» الثامن والخمسون»ء وفي النسخة (أ) كتب الشيخ بوخبزة فوق 
كلمة «الثامن» : كذا مكرر . 


1 


[الستون] 


[الشريف علي بن محمد الخبشي] 

الأستاذ الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن حسين الحبشي 
العلوي الحضرمي ثم المكي . 

بعث إلى بالإجازة من مكة المكرمة سنة إحدى وخمسين [مع] الشيخ 
النوائطي المذكورء ثم اجتمعت به بمكة سنة ست وخمسين . 

وهو يروي عن جده السيد حسين الحبشي الشهير بأسانيده التي تقدم 
بعضهاء وله غيرهم شيوخ كثيرون أفردهم مجيزنا عبد الله غازي الهندي 
بمعجم خاص كما ذكره لي » رحم الله الجميع . 


ل 


[الحادي والستون] 
[الواعظ علي بن حسن الجربي] 


الأستاذ الواعظ الصوفي العلامة أبو الحسن علي بن حسن بن شعبان 
الجربي واعظ القطر المصري وشيخ الطريقة الشاذلية . 

طلب العلم بالأزهر» وأخذ عن أبي المحاسن القاوقجي في العلم 
والطريق + وأجار له وآذق له أن يجيز من شاء ننابة عند فيكوت مجارًا من 
نفس القاوقجي . 

ورحل إلى الحجاز» وأخذ عن السيد علي ظاهر الوتري » سمعتٌ منه 
بعض صحيح البخاري » وأجاز لي سائره مع مروياته عامة . 

وكانت له طريقة غريبة في وعظ العامة » فكان أحيانًا يجلس على 
الكرسي في بعض المواسم الكثيرة الخلق فيصير يولول ويزعرت كما يفعل 
النساءء وهو بلحية بيضاءء فيلتفتٌ العامةء» ويقبلون عليه للفرجة » فإذا 
اجتمعوا شرع يحكي لهم حكاية مضحكة » ثم يشرع في الوعظ . 

وكان له يد في تصوف أهل الوحدة واعتناء بككتب الشيخ الأكبر 

جاء يومًا إلى مكتب الأستاذ الصوفي محمد بن عبد الوهاب الليثي ؛ 
وأنا به فذكر أنه أرسل إلى فقرائه بالصعيد رسالةء ثم جعل يسردها غيبًا 
من دفطلةاء كلما أتمها قال الأنعاة ميحد اين عبك ألوهاك > -عندق الله 


5714 


العظيم » فقال له هو: وأنا أقول: صدق الله العظيم في قوله صدق الله 
العظيم » ثم صار يتكلم في الوحدة وقال: حصلت لي مرة مذاكرة مع 
علماء الأزهر في هذا الشأن؛ فقلت لهم : هل الله تعالى داخل العالم ؟ 
قالوا : لاء قلت لهم : هل هو خارج العالم ؟ قالوا : لاء قلت : إذا هو 
العالم كله وإلا فهو غير موجود . 


توفي ظنًّا سنة ست أو سبع وأربعين . 


11460 


[الثاني والستون] 
[مفتي الديار المصرية عبد الرحمن الأسيوطي] 


الأسيوطى الحنفى المعروف بقراعة . 

لما قدمتٌ القاهرة أول مرة سنة تسع وثلاثين وجدته هو المفتي بالديار 
حديث الرحمة بشرطه كما سمعه من شيخه الأشموني بسنده السابق في 
ترجمة أحمد رافع الطهطاوي» وأجاز لي جميع مروياته عن الشيخ 
المذكور والشيخ علي بن عبد الحق القوصي الراوي عن الامير الكبير 


0 ا ْ 


عاد عاد لاح 
١ 7 2١‏ 


. ه١70/8 توفي سنة‎ )١( 
. 785/57 انظر : الأعلام الشرقية (52/1" - 88") والأعلام‎ 


57 


[الغالث والستون] 
[الأستاذ يوسف الرمالي الشافعي] 

الأستاذ يوسف بن إبراهيم بن محمد بن رضوان بن يوسف الرمالي 
الشافعى المصري : 

يروي عن أحمد بن محجوب الفيومي الرفاعي وسليم بن أبي فراج 
البشري وعبد الرحمن الشربيني ومحمد البحيري . 

أجاز لي عامة سنة ثلاث وأربعين . 

وكان يميل إلى القرنيين في نحلتهم نوعًا . 

وتوفي في نحو الخمسين ظنا . 


"1 


[الرابع والستون] 
[الشيخ محسن بن ناصر باحربة الحضرمي] 


أبو الثناء محسن بن ناصر باحربة اليمني الحضرمي الفقيه الشافعي 

طلب العلم ببلده وبالحجاز» ثم قدم القاهرة قبل العشرين وثلاثمائة 
وسكنهاء وانتسب إلى الأزهرء وتولى مشيخة رواق اليمن به . 

ويروي عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي صاحب عقد 
اليواقيت الجوهرية » وهو الذي وقف على تصحيحه حال طبعه فيما ذكره 
لي . 

ويروي أيضًا عن السيد أحمد بن الحسن العطاس . 


وتوفي بعد ١‏ لستير: ظنًا . 


عاد اعد اد 
. هه حم 


دن 


[الخامس والستون] 
[العلامة أحمد بن محمد الدلبشانى القاهري] 
العلامة أبو فتوح أحمد بن محمد الدلبشاني القاهري الحتفي الضرير . 
كان من كبار العلماء المدرسين بالأزهر ذوي المكانة المكينة يينهم . 


طلب العلم به وأخذ عن شيوخ كثيرين» إلا أن الذين أجازوا له منهم 
الشيخ أحمد الرقاعى » وأحذ أيضًّا عن أبى المحاسن القاوقجى . 
سمعت منه حديث الرحمة بشرطه كما سمعه من القاوقجى » وأجاز 


وتوفي في نحو الستين تقريبًا . 


قفون 


[السادس والستون] 
[الشيخ عبد القادر بن محمد حداد المدني] 


أبو متحمد عبد القادر بن محمد حدأد المدني . 


قدم القاهرة سنة اثنتين وأربعين » ونزل عند بعض أصدقاءي المغاربة ) 
فاجتمعنا وتذاكرناء وأجاز لنا كما أجاز له السيد على ظاهر الوتري » ولم 
يذ كر لنا غيره . 


6ن 


[السابع والستون] 
[العلامة المفتي الطيب ابن محمد النيفر] 


العلامة المشارك في الفنون المفتي القاضي المعمر شيخ الديار 

يروي عن الشيخ محمد بن علي السنوسي ناما 2 وعن محمد 
الكتبي الحنفي المكي وأحمد منة الله الشباسي» كلاهما عن الأمير 
الكبيرء ويروي أيضًا عن البرهان الرياحي عن الأمير الصغير وعن جماعة 

بعث إل بالإجازة مع شيخنا الشيخ عمر حمدان سنة ثلاث وأربعين» 
وأظنه توفي" 2 في تلك السنة . 


و 00 اح 
ا 2١‏ 2 


.اه١‎ 15 في (إمداد الفتاح » (ص7”18) : توفي سنة‎ )١( 


7 


[الأستاذ قطب الدين بن أحمد البلبيسي] 


الأستاذ المعمر الفقيه قطب الدين بن أحمد البلبيسي الشافعي 


زارني بمنزلي في القاهرة سنة ثلاث واربعين ١‏ واجاز لي عامة عن 


الشيخ أحمد منة الله المالكي عن الأمير الكبير. 


7 


[التاسع والستون] 
[العلامة محمد أمين سويد الدمشقي] 


العلامة الصوفي المحقق الفقيه الشيخ ميحمد أمين بن محمد سويد 
الدمشقى الحنفى . 

حضرتٌ بعض دروسه فى أصول الحنفية بجامع السسنانية بدمشق » 

وكتب لي إجازة نصها : 

الحمد لله المكرم بني آدم (بالعقل الغريزي)” ' والتأهل للنظر والاستدلال » 
الذي علمهم ما لم يعلموا من كيفية التفطن للارتقاء في معارج الكمال » وميّر 
الحُلْص من بينهم يإشراق لوامع التحقيق على نواظر بصائرهم القابلة » 
062 : 0000 0 ِ 
وخصهم (باستنارة) مزايا مشاعرهم عن أشعة طوالع فيوضهم الشاملة » حتى 
استطابت بميامن أنفسهم الآفاق » وأشرقت الأرض بنور ربها كل إشراق » 
والصلاة والسلام على المرتبة الجامعة منبع العلم والحكم والواسطة الرائعة » 
معدن الشهود الاثم وعلى أله فصوص الهدى وصحبه نصوص التقى الحائزين 
بالحظ الأوفى والفائزين من عند الله بالزلفى » وبعدء 


. في « ب »: بالفضل الغزيري‎ )١( 
ساقطة من «ب).‎ )١١( 


ب" 


مرفوع لا يوضع وأساس عزه موضوع لا يرفع » مَنْ سعد به لا يشقى ومن 
مدارج هذه المرتبة » وتجلى عليه أنجم السعود في رصد النظر إلى هذه 
المنقبة » العالم العامل والفاضل الكامل نخبة آل الرسول وصفوة بني 
الزعراء العزل» الحسيي“ النتييالأديين الأريي السيده اسه نجل 
العلامة الشهير والفهامة الكبير الجامع لحقائق عيون العلوم والمعارف » 
والبارع يإحاطة دقائق النكت السنية واللطائف » فخر دوحة الشجرة 
الهاشمية وعمدة ضِئَصئّ السادة الأحيدية مولانا السيد محمد بن 
الصديق الغماري الحسني » وإنه لحسن ظنه طلب من الفقير الإجازة 
بتدريس العلوم , وقد تحقق لدي )3 من الفضل على جائب عظيم ؛ 
وأنه حقيق لأن تُدخله الطلبة في آباء التعليم» فعاهدته على التوية 
الخالصة وعلى دوام ذكره سبحانه وتعالى بظاهره وباطنه وسرة وعلنه, 
وعلى القيام بقواعد الخمس المعلومة» وأن لا يخلو من تدريس علوم 
الذية: كالتسين -والسدينة. .وكني: مذاهن” الأنمة” المستيدين د 
فوائدهاء وتقرير الرسوم العلية وبسط موائدهاء وأجزته بأن يروي عنى ما 
يصح لي عزوه ونسبته من جميع العلوم » وأجزته بأن يجيز لمن رأه أهلا 


(1) في 9ب »: أفقر. 


78 


لذلك كما أحذتٌ ذلك جميعًا قراءة وسماعًا وحضورًا وإجازة عن 
علماء أعلام وفضلاء مشايخ الإسلام» وهم كثيرونت يطول 
باستقصائهم الكلام . 

ومن أُجِلَّهِم عندي علمًا وعملاً إمام أئمة زمانه فروعًا وأصولاً وشيخ 
مشايخ أوانه منقولاً ومعقولاً» من سار صيتٌ فضله (مسير الشمس)”” في 
البلاد مُلاٌ محمود فيضي مفتي بغدادء وسن ثرا عن كاذ ميل 
الساوجيلاغي » وهو قرأ على العلامة صالح أفندي التأثباري » وهو قرأ على 
ملا إسماعيل وهو على صبغة الله أفندي الحيدري» وهو على والده إبراهيم 
أفندي » وهو على والده العلامة ذي التصانيف الفائقة حيدر أفندي » وهو 
على والده الحبر الشهير أحمد حيدر وهو على مولانا زين الدين الكردي 
البلاتي تلميذ. نصر الله الخلخالي تلميْذ حواجة جمال الدين الشيرازي 
تلميذ المولى المحقق جلال الملة. والدين محمد بن أسعد الصديقي 
الدواني تلميذ محي الدين الكشكناري تلميذ أمتاذ البشر العقل الحادي 
عشر العلامة الشهير بالشريف الجرجاني تلميذ مولانا مبارك شاه البخاري 
تلميذ المحقق قطب الدين الرازي تلميذ العلامة الشيرازي تلميذ الكاتب 
القزويني تلميذ الإمام فخر الدين الرازي تلميذ حجة الإسلام محمد الغزالي 
تلميذ إمام الحرمين عبد الملك بن يوسف الجويني تلميذ أبي طالب 
المكي » وهو أذ الإذن عن أبي عثمان المغربي تلميذ أبي عمرو الزجاج 
تلميذ سيد الطائفتين الإمام أبي القاسم الجنيد البغدادي تلميذ السري 


)١(‏ ما بين القوسين ساقط من ١‏ ب). 


7 


السقطي تلميذ تاج الأولياء ووارث (الأنبياءم”” الشيخ معروف الكرخي 
تلميذ داود الطائي تلميذ حبيب العجمي تلميذ الحسن البصري تلميذ أمير 
المؤمنين الشارب لكأس اليقين علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى 
عنه-» وهو أخذ عن حضرة الدرة اليتيمة صدفة الوجود وواسطة عقد 
الرسالة والشهود خايفة الله على الإطلاق » المقول في حقه : لولاك لولاك 
لما خلقت الأفلاك الطياق » وهو سيدنا ومولانا محمد المصطفى يي : 
وهو من الله سبحانه وتعالى ذي النور المبين بواسطة الروح الأمين جبريل 
عليه السلام . 

اللهم اجعل هذه الأيادي متصلة بحبلك المتين الذي لا يتقطع 
محصنة بحصنك الحصين الذي لا ينصدعء واجعل هذا العهد 
مقريًا إليك ينبت أمَّهُ التيرت َامَنُواْ بِآلْمَوَلٍ لات في اليزةٍ 
لديا وف الْآخْرَةَ» [إبراهيم:07]: وحسبنا الله ونعم الوكيل 
وصلي الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليمّاء والحمد لله رب 
الغالميرة. 

وأنا الفقير إلى الله تعالى العبيد محمد أمين الشهير بسويد . 

قلت : ولا أصل لهذا السند بل هو مركب مفتعل من رجل جاهل 
بالأسانيد والتاريخء وخلط سند المعقول ورجال علم اليونان بسند 
التصوف ورجال الطريق » ثم هو منقطع في عدة أماكن » فالفخر الرازي لم 


)١١‏ فى «سب»: ووارث الأنقياء 


1 


يدرك الغزالى » وإمام الحرمين لم يدرك أبا طالب المكي » وفيه قلب في 
أوله » فلا أدري من أين أتى به هذا الشيخ . 


00 ا 0 ا 
وفي رحمه الله سنة خمس واربعين . 


)١(‏ انظر : الأعلام (454/7) حيث أثبت تاريخ وفاته سنة خمس وخمسين» وبلوع 
الأماني (ص4١١)‏ وقد أثبت نفس التاريخ (1+60ه) . 


كن 


[السبعون] 
[الأستاذ خالد”" بن محمد الأنصاري الحمصي] 


الأحفاة أبن القاع الت وم نحي الأتضارئ الححصى: اعفن 

قدم إلى دمشق وأنا بها فسمعتٌ منه حديث الرحمة بشرطه » حدثتي 
به عن بكري بن حامد العطار عن داود البغدادي عن صالح الفلاني , 

وكان عنده مسلسلاً بالآذان فتلقيته عنه مسلسلاً» فقام وتوجه إلى 
القبلة وأَذّن ودفع لي إسناده في ورقة مطبوعة ء إلا أنه منظوم لا ينتفع بهء 
ولا تعرف أسماء رجاله على الحقيقة » فلم أذكره » وأجاز لي إجازة عامة 
عن شيخه المذ كور . 


[فنق محمد خالد بن محمد الأنصاري الحمصيء أبو البقاء؛ الشافعي ثم الحنفي المتوفى 
ها 


انظر : إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عيد الفتاح (ص0٠0٠)‏ . 


8 


. [الحادي والسبعون] 
[الأستاذ عبد الجليل”"' بن سليم الدرا] 


الأستاذ عبد الجليل'” بن سليم الدرا الدمشقي . 
كان يتردد كثيرًا إلى منزل شيخنا سيدي محمد بن جعفر الكتاني - 
رحمهة الله - بالصالحية من دمشق» وسافر معه في بعض أسفاره ولازمه 


وكان رحل إلى الحجاز » فأخذ عن جماعة من علماء الحرمين والوافدين 
عليهما منهم السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي » وذكر له في إجازته أنه 
يروي عن والده إسماعيل عن أبيه زين العابدين عن أبيه محمد الهادي عن 
عمه جعفر عن أبيه حسن عن أبيه عبد الكريم عن أبيه محمد بن عبد الرسول 
صاحب ١‏ الإشاعة ) وغيرها من الموؤلفات عن جماعة . 

ويروي أحمد عن والده إسماعيل وعن دحلان الراوي عن الكزبري 
وعثمان بن حسن الدمياطي ومحمد الموافي الراوي عن الشيخ حسن 
العطار والبرهان الباجوري . 


)١(‏ عبد الجليل بن سليم بن محمد الدرا الدمشقي ١‏ لحف ؛ توفي سنة 11755ها. 
انظر : بلوغ الأماني (ص١؟١13).‏ 

(؟) عبد الجليل بن سليم بن محمد الدرا الدمشقي الحنفي » توفي سنة ١ه‏ . 
انظر: بلوغ الأماني (ص١51١).‏ 


تكسن 


عن البرهان الباجوري عن الأمير الصغير . 
ومنهم أبو الخير أحمد بن عثمان المكي عن مشايخ كثيرين مذ كورين 
فى معحمة ( النفح المسكي ) : 


ومنهم مجيزنا عبد الباقي اللكنوي وأخرون . 


2328: 


[الثاني والسبعون] 
[الأستاذ عبد القادر بن سليم الكيلاني] 


الأستاذ الواعظ العلامة عبد القادر بن محمد بن سليم الكيلاني 
الدمشقي المعروف بالإسكندراني . 

زرته بمنزله من دمشق وأجاز لي لفظا ثم كتابة» ونص إجازته : 

حمدًا لمن رفع منار العلم في البلدان » وجعل أهله ظاهرين على الحق 
في كل زمان » والصلاة والسلام على سيدنا محمد المؤيد بمعجزة القران 
وعلى آله وأصحابه المختارين بقوة اليقين والإيمان . 

أما بعدء فإن العلوم شتى » وغورها بعيد» والسعيد كل السعيد من 
طاب له موردها ورشف من سبيل كوثرها ما يدعوه إلى طلب المزيد ‏ 
وأجلها علوم التفسير والفقه والحديث» والأولان لا يتمان إلا برواية 
الحديث النبوي لأنه مفصل لمجملهما وموضح لمشكلهما ومقيد 
لمطلقهماء ولم تزل أكابر العلماء يبذلون المهج لاقتناص شوارده والتقاط 
درر جواهره » حتى أصبحت السنة المحمدية بيضاء نقية » ولم تزل خيار 
الأمة من الأوائل والأواخر يتبركون بسلسلة حديث النبي الأعظم والرسول 
المبعدا :: 

ولما كان الأمر هكذا طلب منا حضرة الأخ الفاضل والعلامة النبيل 
الأستاذ السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد الصديق الغماري الحسني 


م 


إجازة ما تصح لنا روايته 2 لنا درأيته من مشاهير الكتب الحديثية 
المعول عليها عند الأثبات » فأقول وأنا العبد (الفقير)'” المعترف بالعجز 

قد أجزته بجميع ما تلقيته عن أساتذتي رواية ودراية سيما أستاذي 
الذي عم نفعه وانتشر فضله الشيخ بكري العطار وأستاذي العالم المفضال 
الزاهد التقي الورع الشيخ عبد الحكيم الأفغاني نزيل دمشق» وأستاذي 
العلامة الشهير الشيخ محمد الخاني . 

وأوصيه بتقوى الله فى السر والعلن » والمحافظة على آداب الشريعة 
المحمدية » والله ولى التوفيق . 

حرر في عشرين محرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة والف . 

الداعي خخادم العلم الشريف عبد القادر الجيلاني الإسكندراني . 

قلت : وكان له عناية بالرد على المبشرين » وله في ذلك رسائل 
مطبوعة . 


.) ب١ زيادة من‎ )١( 


خا 


[الثالث. والسبعون”"] 


[العلامة أبو محمد عطاء الكسم””] 


الدمشقى الحنفى مفتى دمشق . 
يروي عن البدر عبد الله بن درويش الركابي السكري والبرهان إبراهيم 
الراوي عن جده حامد وعن عبد الرحمن الكزبري بأسانيدهم المعروفة . 
سمعت منه حديث الرحمة والمسلسل بالمصافحة كما أخذهما عن 


(1) في 10) وه ب » الحادي والسبعون » وكتب الشيخ بوخبزة فوق كلمة 9 الحادي » : 
كذا مكرر أيضًا . 

(؟) محمد عطا الله بن إبراهيم بن ياسين الكسمء توفي سنة لاه ١هء‏ كما ذكر ذلك 
الدكتور محمد حمزة الكتاني في هامشه من الرحلة السامية مترجمًا للشيخ » وقد 
أحال إلى تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر (١1//1١ه‏ - 018). 
انظر : الرحلة السامية (هامش ص77 و 74؟) وبلوغ الأماني (ص7١١)‏ . 


71 


[الرابع والسبعون] 
[الفقيه عبد القادر بن موهوب المدكالي] 


الفقيه أبو محمد عبد القادر بن موهوب يذ اخفلة ود احيد بن 
عيسى بن سليمان المد كالي بميم قبل الدال المنيغي المغربي ثم الجزائري 


ثم الدمشقي . 
والشيخ طموم . 

اق سراد دن المويقة ابدامش + بواجاق ل إجارةعاقة عن أشائحة 
المذ كورين . 


عاد امد م 
2 2 ص27 


5184 


[الخخامس والسبعون] 
[العلامة لنجيب”" بن مصطفى كيوان] 
الأستاذ العلامة نجيب بن مصطفى كيوان الدمشقي 


لمرو 


سمعتٌ منه حديث الرحمة بشرطه عن المذكورين » وأجاز لي عامة . 


0 د عاد 
3 7 7 


.اه١176857 محمد نجيب مصطفى كيوان الدمشقي » توفي سلة‎ )١( 
. )١77/7( انظر : تاريخ علماء دمشق‎ 


5 


[السادس والسبعون] 


رحل إلى فاس واستجاز من علمائها الشريف العلامة سيدي محمد بن 


وأجاز لنا عامة بدمشق . 


اا 


[السابع والسبعون] 
عبد القادر بن مصطفى القباني'"" 
عبد القادر بن مصطفى بن عبد الغنى القباني البيروتي . 
يروي بمكة عن الشيخ أحمد الدهان قرين السيد أحمد زيني دحلان . 
قال : ورأيت السيد دحلان ولم تحصل لي منه إجازة . 


اجتمعت به ببيروت » وأجاز لى عامة عن شيخه المذكور . 


عام عد لاد 
ام م2 2 


)١(‏ أسرة القباني حسينية النسب أصلها من الحجازء ثم تشعبت في العراق والشامء 
وحارب بعضهم مع رجال الجيش الايوبي . 
توفى صاحب الترجمة ستة 5ه” اها 
انظر : الأعلام (45/4). 


84 


[الثامن والسبعون] 
[العلامة يونس بن موسى العطافي] 


العلامة المدرس أبو التون يونس بن موسى بن محمد العطافي 
أحد كبار علماء الأزهر. 


يروي عن البرهان السقا وعليش والإنبابي والاشموني وحسن العدوي 


أجاز لي عنهم عامة . 


وتوفي سئة ست وأربعين . 


5 


[التاسع والسبعون] 
[العلامة يوسف الشبرانجومي الشافعي] 


العلامة المدرس أبو المحاسن يوسف بن شلبي بن محمد 
الشبرانجومي الشافعي . 

أحد الكبار من علماء الأزهرء صاحب ١‏ التعاديل والتراجيح الإسلامية 
في الرد على الفتاوى الترنسفالية ») لمحمد عبده» صاحب الرد عليه أيضًا 
في مسألة لبس البرنيطة" » والرد على الأفغاني وغير ذلك . 

كان يتردد إِليّ ويسألني عن بعض المسائل الحديثية وهو فوق الثمانين 
من عمره . 

ويروي عن البرهان السقا والشيخ أحمد الرفاعي » أجاز لي عامة 
عنهما . 


ا ماك ماد 
2 2 7 


: كتب الشيخ بوخبزة معلقًا‎ )١( 
. ولبس- البرنيطة هي من المسائل الترنسفالية‎ 


59 


[الغمانون] 
[العلامة عبد امجيد'" السنديوني اللبان] 
العلامة نائب الأزهر الشيخ عبد المجيد بن إبراهيم بن محمد 


والجاز الى عام كا لاوا اميه الفوق كن التاق عن الأبد: 
الكبير» ولا رواية له عن غيره من شيوخه . 


الرفاعي ومحمد البحيري » نال العالمية سلنة 4١71اهء‏ واشترك في حركة سعد 
زغلول . 
انظر : الأعلام الشرقية  745/1(‏ 4097" والأعلام (0150/4). 


5735 


[الحادي والثمانون] 
[الأستاذ عبد العظيم السقا] 
الأستاذ عبد العظيم بن إبراهيم السقا . 
يروي عن والده البرهان السقا بأسانيده المعروفة . 
وهو أكبر من شيخنا محمد إمامء إلا أنه لم يكن مدرسًا ولا متظاهرًا 


بالعلم . 


أطاة لى عن والده إجازة عامة . 


وتوفي بعد حمس وأربعين . 


2 عا عاج 
اح 2 2 


5 


[الثاني والثمانون] 
العلامة محمد زبارة الحسني الصنعاني] 


العلامة المحقق السيد محمد بن محمد زبارة الحسني الصنعاني 
الزيدي أمير القصر بصنعاء ووكيل الإمام يحبى ملك اليمن بالقاهرة . 

وصاحب المؤلفات الكثيرة في التاريخ وغيره التي منها « نيل الوطر في 
وه شذا العرف فيمن كان من العلماء باليمن بعد الألف4» وغير ذلك . 

وكنت أزوره بمنزله بالقاهرة » وكانت لي به صداقة متينة ؛ وهو الذي 
شيوخه المذ كورين في مؤلفاته » وغالب شيوخ الإمام يحيى شيوخ له ولا 
يزال بقيد الحياة إلى الآن”" . 


ل 


م 


3 


3 


ا 
7١‏ 
7 


. ه١178١ توفي المترجم باليمن سئة‎ )١( 
. )88/10( وانظر ترجمته في : الروض النضير (37)» الأعلام‎ 


555 


[الثالث والثمانون] 
[الشيخ محمد المهدي بن العربي العزوزي الفريحي] 


المحترم الفاضل الشيخ محمد المهدي بن العربي العزروزي الفريحي . 
يروي عن أبيه عن جده عن السيد مرتضى الزبيدي كما أخبرني ولده 
مفتى بيروت » ولم أره» وإنما استجازه لي بعض الإخوات . 


ص 2 ا 
2 53 26 


1 ؟ 


[الرابع والثمانون] 
[العلامة عبد القادر شلبي الشامي الطرابلسي]: 


العلامة الشيخ عبد القادر سلبي الشامي الطرابلسي ثم المدني 
55 

زرته بمنزله بياب قباءِ من المدينة المنورة ‏ وسمعت منه حديث 
الرحمة بشرطه كما سمعه من حبيب الرحمن الهنديء وكان هو تلميذه 

أولهم : علامة الحجاز الشيخ حبيب الرحمن الهندي الموسوي 
الكاظمي » يروي عن جماعة منهم العلامة المل" مراد الله بن نعمة الله 
اللكنوي » قال : وفى ظنى أنه أخذ عن أبيه نعمة الله وهو عن أبيه أمان الله 
وعمه محمد ظهور » وهما عن أبيهما الملا ولي الله وهو عن كمال الدين 
الأنصاري عن أستاذ أستاذه الملا نظام الدين ذي التآليف الباهرة . 

ومنهم الملا عبد الرحمن بانييتى عن محمد إسحاق الدهلوي عن 
جده ا عبد العريز الدهلوي عن يد الكناة الحمد بن عبد الرحيم 
محمد بن سليمان الروداني عن أبيه والسيد عمر ابن بنت عبد الله بن سالم 
البصري عن جده وعبد الرعمن ين أحمت التكلى عن أبية., 


55 


ومنهم مفتي الحنفية بمكة المكرمة الشيخ جمال وهو عن مفتي 
الحنفية السيد محمد امين عابدين والشيخ عابد السندي وعن عبد الله 
سراج مفتي الحنفية بمكة أيضًا عن صالح الفلاني وعبد الحفيظ العجمي 
وعمر بن عبد الرسول . 
ثلاثتهم عن الامير الكبير (ح) 
محمد عن جذه عبد الرحمن » ومنهم عبد الغني بن أبى سعيد المجددي 
وثانيهم : علامة زمانه وحكيم الإسلام الشيخ حسين الجسر 
الطرابلسي الشامي صاحب الرسالة الحميدية والحصون الحميدية وغيرهما 
جماعة من أعان 0 العلماء منهم العارف سيدي عبد القادر بن رباح 
الدجاني الباجي » وهو يروي عن والد شيخنا المذكور العارف سيدي 
محمد الكتبى ثلاثتهم عن الأمير الكبير» زاد الثالث عن السيد أحمد 


8 


الطحطاوي مُحشي الدر والأمير الصغير وأحمد الصاوي المالكي » ويروى 
أيضًا العارف الدجاني عن فتح الله السمدبسي المصري عن أحمد 
الصاوي عن أحمد الدردير عن الحفني بما في ثبته » ومنهم مفتي الديار 
المصرية الشيخ عبد القادر الرافعي الطرابلسي الشامي عن الباجوري والسقا 
وهما عن الأمير الصغير (ح) 

وعن مصطفى البلتاني ومحمد الخناني وسليم القلماوي والمعمر 
و الأشموني واد منة الله (ح) 

وعن أخيه شيخ رواق الشوام محمد الرافعي عن مفتي مصر محمد 
التميمي عن أحمد الطحطاوي » ومنهم العلامة حسين بن أحمد المرصفي 
المصري الأزهري والعلامة أحمد مسلم الكزبري عن أييه الوجيه عن جده 
محمد عن جده عبد الرحمن الكزبري » ومنهم القاضي علاء الدين عابدين 
عن والده المحقق مفتي دمشق السيد محمد أمين عابدين . 

وثالثهم : العلامة النحرير المعمر الشيخ محب الدين الخطيب 
الطرابلسي الشامي» وهو عن أجلة علماء عصره» منهم شيخنا 
الجسرالسابق الذكر» ومنهم محدث زمانه السيد محمد القاوقجي 
الطرابلسي الشامي » وقد تناولتني إجازته العامة بأسانيده العالية عن عابد 
السندي وياسين المرغني والسنوسي المككي ومحمد صالح الصعيدي 
والعارف محمد البهي وأحمد بن حسن الحنبلي ومحمد المرغني المفسر 
وعبد الله بن محمد المغربي الناصري ومفتي مصر محمد التميمي 
والباجوري وغيرهم » ومنهم عمه العلامة الشيخ عبد القادر الخطيب وابن 
خالته الشيخ محمود منقارة عن مفتي الأوقاف المصرية الشيخ حسين 


٠.٠ 


منقارة الطرابلسي الشامي » ومنهم علامة عصره ومحققه الشيخ عبد الغني 
الرافعي الطرابلسي الشامي وهو عن أعرابي أفندي الزيلعي والسيد نجيب 
الزعبي الجيلاني وإسماعيل الحافظ الضرير» وكلهم عن علماء طرايلس 
الشام » وعن إبراهيم الباجوري ومفتي مكة محمد الكتبي وعبد الرحمن 
الكزبري الصغير وعبد الله الحلبي مفتي دمشق شق » ومنهم شيخ الجماعة 
المحقق الشيخ محمود عبد الدايم الشهير بنشابة الطرابلسي الشامي عن 
البرهانين السقا والباجوري وإبراهيم الدسوقي المحلاوي ومصطفى 
المبلط » ومصطفى البولاقي ومفتي يافا الشيخ حسين الدجاني ومحمد 
صالح الرضوى النجاري والشيخ سعيد الحلبي وهو من أشياخ العلامة ابن 
عابدين » وأيضًا عن حامد العطار عن أبيه أحمد بن عبيد عن إسماعيل 
العجلوني وأحمد (المرغيني)'" ومحمد النجاري النابلسي ومحمد بن 
سليمان الكردي المدني ومحمد التافلاتي مفتي الحنفية في القدس وجعفر 
البرزنجي المدني » ويروي حامد أيضًا عن السيد مرتضى الزبيدي وغيره . 

ومنهم العلامة الشيخ بكري العطار ابن العلامة حامد العطار السابق 
عن أبيه حامد عن جده أحمد » وعن عبد الرحمن الطيبي وداود البغدادي 
وحسن البيطار الدمشقي ومحمد عمر الغزي العامري ومحمد الكزبري 
محدث الشام وعن المعمر الصوفي عمر الشيباني التغلبي وعبد القادر 
النابلسي » ويروي بكري عاليًا عن السيد مرتضى الزبيدي يإجازته العامة 
لأمنة حامد وأولاده . 


. في ( ب ): المنيني‎ )١( 


والسقا والمبلط ومحمد الخضري ومُّحشي ابن عقيل والوجيه الكزبري 
ومحمد الطنطاوي الدمشقي وعثمان شطا المكي والأمير عبد القادر 
الجزائري وهو عن والده محي الدين ومححملك بن مسعود الفاسي الشاذلى 
وغيرهما . 
الشامي » وهو عن والده عبد الرزاق عن الباجوري والسقا والمبلط وعليش 
وأحمد النحراوي والأمير الصغير ومحمد الأشموني وإبراهيم الخليلي 
الحس المتقدمين + وعن “تمان الألوسى. .وهو عن آبية الشتهات محمد 
المفسر وعن صديق حسن القنوجي وحسين الكردي وعيسى النقشبندي 
الخالدي: و لحيل بن عيسى الحنبلي والمعمر الشيخ كاكه السليماني 
حسين الجسر وشيخ الإسلام الإنبابي وعبد الهادي الإبياري ومفتي مصر 
عيد القادر الرافعى . 

وسابعهم : العلامة الكبير المعمر الشهير الشيخ عبد الله الركابي 
المعروف بالسكري » وهو عن العلامة ابن عابدين وشيخه سعيد الحابي 


05 


وعبد الرحمن الكزبري وحامد العطار وعمر الأمدي ومفتي مصر محمد 
التميمي ويوسف الصاوي الضرير وعبد الغني الدمياطي » والثلاثة الأخيرون 
عن الأمير الكبير» وعبد اللطيف ابن المفتي نور الدين فتح الله البيروتي » 
وهو عن السيد مرتضى الزييدي ومحمد الشنواني وأحمد البربير وخليل بن 
عبد السلام الكاملي ومحمد الكزبري وأحمد بن عبيد العطار والرحمتي 
وعبدالله الشرقاوي وعبد الملك القلعي وثعيلب الضرير المصري وغيرهم . 

وثامنهم : العلامة القاضي المعمر أبو النصر الخطيب الدمشقي » وهو 
عن أبيه عبدالقادر عن جده (ح) 

وعن محمد عمر الغزي وحامد العطار وهاشم التاجي وعبد الرحمن 
الطيبي والباجوري وأحمد الدمنهوري وعمر الآمدي ومحمد الكتبي 
ويوسف الغزي المدني ومحمد العزب الكبير المدني وعبد الكريم 
البخاري وإسماعيل البرزنجي الآخذ عن القُلأتي وأحمد الحجار المثنولي 
الحلبي وأحمد الترميناني الحلبي والقاوقجي وأحمد الأروادي الطرابلسي 
الآخذ عن ابن عابدين والمعمر عبد الله التلي «الأخذ عن عبد الغني 
النابلسي وإسماعيل بن إدريس الرومي المدني وهو عن محمد طاهر ستبل 
عن أبيه سعيد عن محمد الكزبري وإبراهيم النابلسي عن جده عبد الغني 
التابلسي.: 

وتاسعهم : العلامة المعمر السيد حسين الحبشي مفتي الشافعية بمكة 
المكرمة عن أبيه محمد ومحمد بن ناصر الحازمي ومحمد العزب المدني 
والسيد أحمد دحلان ومفتي زبيد السيد عبد القادر الأهدل وهاشم بن 


57 


شيخ الحبشي المدني والسيد جعفر البرزنجي والسيد أحمد عيدروس 
وعاشرهم : العلامة المعمر الشيخ حسب الله المكي عن عبد الغني 
والباجوري والسقا كلاهما عن الأمير الصغير والمعمر القاوقجي والمعمر 
أحمد النحراوي المكي وحسين بن إبراهيم الأزهري المكي وعبد الغني بن 
وحادي عشرهم : العلامة المعمر الشيخ عبد الله صوفان النابلسي ثم 
الزييري كلاهما عن يد بن عبيد العطار ١ح‏ 
وعن عبد الرحمن بن محمد الكزبري وعلى السويدي ومصطفى 
الرحيباتي وهو عن محمد النجاري النابلسي ومحمد السفاريني وهو عن 
وثاني عشرهم : المحقق المعقولي الملا عين القضاة الهندي وهو عن 
عبد الأحد الإلاه أبادي وعلى حيدر خحان فليح آأبادي ومحمد حسين 
الإلاه آبادي وعبد الحي اللكنوي » وهو عن أبيه عبد الحليم وخخال أبيه 
الملا نعمة الله » وعن السيد أحمد دحلان وعبد الغني الدهلوي ومفتي 


2*٠ 


انتتهى نص ما كتباء وقد أفاد . 


ل (0 
وتوفي” ' - رحمه الله - بعد الستين وثلاثمائة وألف . 


.ه١173595/ توفي اسنة‎ )١( 
. )78/4( انظر : الأعلام‎ 


[الخامس والثمانون] 
[العلامة عبد الباقي"" الأيوبي اللكنوي] 


العلامة المحدث المسند الراوية المعقولي عبد الباقي بن علي بن 
ميدياة عبن ع تطيت اميه الأنضازي الأوني: اللكتوفه تم الملاتن 
الحنفي . 

ولد في رجب سنة ست وثمانين ومائتين في بلدة فرنجي محل بلكنو 
من الهند » وطلب العلم عن شيوخ بلده» وبرع صغيرًا في فنون المعقول 
واعتنى ياجازة بعض الشيوخ بالهند» ثم رحل إلى الحجاز واستجاز به 
أيضًا جماعة » وهاجر إلى المدينة فاستوطنها وذلك سنة اثنتين وعشرين» 
ودرّس بالحرم النبوي . 

ولما أعلنت الحرب العظمى انتقل مع جملة الخارجين منها إلى 
دمشق » وبقي بها نحو ثلاث سنين ثم رجع إلى المدينة المنورة ولزم بيته 
لا يخرج إلا للصلوات الخمس . 

زرته ببيته في شعبان سنة سبع وخمسين » وسمعتٌ منه حديث الرحمة 


بشرطه وناولنى فهرسته ( الإسعاد بالإسناد» و« نشر الغوالى من الأسانيد 


)١(‏ محمد عبد الباقي بن ملا علي بن ملا محمد معين بن ملا مبين الأنصاري الأيربي 
اللكنوي ثم المدني الحنفي المدرس بالمسجد التبوي . 
انظر : بلوغ الأعاني (ص١7)‏ . 


1ه 


العوالى ) » بعد أن كتب لى الإجازة على هذه الأخيرة . 

وهو يروي عن جماعة أعلاهم المعمر فوق المائة فضل الرحمن بن 
أهل أنه المرادبادي عن عبد العزيز بن الشاه | حون بن عبد الرحيم 
الدهلوي عن أبيه . 


ومنهم وهو من العوالي أيضًا نور الحسيني بن حيدر عن عابد السندي 
وعيد الحفيظ بن درويش العجمي . 


ومنهم علم الدين صالح بن عبد الله العباسي عن أبي المحاسن القاوقجي » مع 
أنه شملته إجازة القاوقجى أيضّاء وعن محمد بن على السنوسى بأسانيده المعروفة 
وأعلاها بالعامة عن أبى طالب محمد بن على الشارف المازونى عن البرهان 


الكوراني 


ومنهم عبد الرزاق بن أحمد بن علاء الدين الأنصاري اللكنوي عن 
عن عبد العزيز الدهلوي . 
محمد بن إبرأهيم الح م ا 


ومنهم عباس بن جعفر بن عباس بن محمد بن صديق المكي عن عمه 
يحبى بن عباس عن عبد الملك بن عبد المنعم بن تاج الدين القلعي عن 
أبيه عن جده قن أ مهدي عيسى بن محمد الثعالبى ما ند 


ومنهم السيدان أحمد البرزنجي وعلى ظاهر الوتري والسيد أمين بن 
أحمد رضوان وفالح الظاهري وغيرهم من المذكورين في ثبته . 

وله أيضًا « المناهل السلسة في الأحاديث المسلسلة)» وهو مطبوع » 
وله مؤلفات كثيرة منها « كشف رين الريب عن مسألة علم الغيب»)» 
و«تحفة الأماجد بحكم صلاة الجنازة في المساجد ) » و( الحقيقة في 
العقيقة ) » و( تحفة الخطباء في خطب النبي كَكِْة والخلفاء ) وغير ذلك . 


ميف القن 1 1 
وتوفي ١‏ فيما بلغني سنة ستين . 


لمات 
2 
لك 
7 
0 
”7 


. توفي المترجم سنة 514١هء وانظر المصدر السابق‎ )١( 


1048 


[السادس والثمانون] 
[العلامة عبد الرحمه”" بن محمد الفلالي] 


العلامة المشارك في الفنون أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن القرشي 
الإمامي الفلالي ثم الفاسي . 

أخذ ببلده عن والده محمد بن القرشي ومحمد بن قاسم الدرعي 
وعرعاء وفاس ضفن مجن بي الملاي. دوك تحمل العلري: العاسي 
ونع لكر الدواض وغيدة تلباق «ترقونة و حفن بال كلا 
وعبد الملك العلوي الضرير وغيرهم . 

لت في مناصب عالية » وكانت دروسه ممتعةء يحفظ كثيرًا من 
النصوص وينقلها برمتهاء أجاز لي عامة عن شيوخه المذكورين» وتوفي 


. 22 
بفاس سئلة : 


لك ا 001 


)١(‏ عبد الرحمن بن محمد بن القرشي الإمامي الفلالي ثم الفاسي , أبو زيدء تُممّر حتى 
الثالثة والتسعين وتوفي سنة 76/8١ه.‏ 
انظر: سل النصال (ص88) وإتحاف المطالع (؟/485) . 

)١(‏ لم يذكر المؤلف سنة الوفاة » وللأمين بوخبزة هنا كلام لم يظهر كله وفيه : أنه دفن 
خارج فاس . 


[السابع والثمانون] 
[العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني] 


العلامة الشهير صاحب المؤلفات الكثيرة المتداولة يوسف بن 
إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل النبهاني الشافعي . 

ولد سنة سمت وستين ومائتين وألف بقرية أجزم من فلسطين » ثم رحل 
إلى القاهرة سنة ثلاث وثمانين وأخذ عن علمائها واستجاز منهم ومن 
غيرهم من علماء الشام والحجاز جماعة منهم البرهان السقا والشمس 
الإنبابي وعبد الهادي نجا الإبياري ومحمود الحمزاوي ومحمد بن محمد بن 
عبد الله الخاني ومحمد أمين البيطار وأبي الخير اين عابدين وعبد الله السكري 
ومحمد سعيد الحجّال وسليم المسوتي والسيد أحمد بن حسن العطاس 
والسيد حسين بن محمد الحبشي . 

ومن المغاربة سيدي محمد بن جعفر الكتاني وعبد الله السنوسي دفين 
طنجة » وأخذ الطريقة الشاذلية عن العارف محمد بن مسعود الفاسي 
وعلي نور الدين الشيروطي » وأخذ طرقًا غيرها كما هو مفصل في ثبته 
« هادي المريد إلى طريق الأسانيد » . 

كنت اجتمعت به وأنا صغير حيث كان يتردد لزيارة الوالد بمدينة 
بيروت أيام رجوعه من الحج » ثم قدم القاهرة سنة تسع وثلاثين فرأيته 


بمكتبة مصطفى الحلبي وكأنه قدم لإتمام طبع كتابه « الفتح الكبير في 


غ٠‎ 


ضم الزيادة إلى الجامع [الصغير]” ') » فأجاز .لي عامة » وتوفي سنة خمسين 
وثلاثمائة وألف : 


. كتب الشيخ بوخبزة في هامشه : بالأصل : الكبير» والصواب ما أثيتناه‎ )١1( 


[الثامن والثمانون] 
[العلامة محمد بن عبد الواحد الإدريسي الزواوي] 


العلامة المسند الراوية أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي 
الزواوي . 

طلب العلم ببلده على والده وجماعة . 

ورحل إلى الحجاز ومصر والشام فأخذ بها عن جماعة كأحمد 
البرزنجي وفالح الظاهري وعلي ظاهر الوتري وحسين بن محمد الحبشي 
ومحمد أمين رضوان وعبد الله بن درويش السكري وعبد الجليل برادة 
وعبدالرحمن الشريبني وسليم البشري وغيرهم . 

قدم إلى القاهرة وأنا بها سنة إحدى وخمسين وأجاز لي إجازة عامة . 


41١ ؟1‎ 


[التاسع والثمانون] 
[العلامة أبو الوفا خليل الخالدي] 


العلامة أبو الوفا خليل بن بدر بن مصطفى الخالدي من ذرية خخالد بن 
الوليد المقدسي الحنفي . 

ولد بالقدس سنة اثنتين وثمانين ومائتين » وطلب العلم ثم ولي قضاء حلب 
وبعض الوظائف الأخرى » وكانت له عناية باقتناء الكتب والاطلاع على 
الغريب والنفيس منها » فرحل لأجل ذلك إلى أقطار متعددة » ودخل المغرب 
والأندلس وأخيرًا قد بالقاهرة إلى أن توفي بها غريبًا في بيت » ولم يدر بوفاته إلا 
بعد ثلاثة أيام أو أربعة حتى أراح » وترك أموالا عظيمة - سامحه الله . 

اجتمعت به بالقاهرة » ثم كتبت إليه من المغرب أطلب منه الإجازة 
فبعث إلي بها بخطه الجميل . وأكثر فيها من الحث على أقتناء الكتب 
وبيان النفيس منها . 

وتعرض للغريب من شروح البخاري ومسلم وغيرهما ء وهو يروي عن العلامة 
محمد أسعد الإمام المقدسي وشيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني ومحمد بن 
عبد الرحمن الرومي » ولم يبين شيوخ المذكورين» إلا أن الشرييني شيوخه 


معروفون » وسيأتي في الذي بعده. وكانت وفاته سنة ١‏ 6" وستين. 


)١(‏ كتب الأمين بوخبزة في هامشه هنا: بياض بالأصل . وقد توفي المترجم بالقاهرة 
ودفن في قرافة باب النصر في شهر رمضان سنة ٠77١ه‏ الموافق ١19141م.‏ 
انظر : الأعلام الشرقية (417/1) » حيث تصحفت سنة الوفاة إلى 2١157٠‏ فلعلها خطأ مطبعي . 


51 1* 


[التسعون] 
[العلامة العباس بن محمد رضوان] 


الأستاذ العلامة صاحب التآليف المطبوع بعضها السيد العباس بن 


محمدل امين بن أحمد رضوان المدني : 


يروي عن أبيه عن ده الحيك عن عبد الغني الدمياطي دفين جدة 
عن الأمير الكبير» ويروي والده عن عبد الغني الدهلوي عن عابد 
السندى . 


الله المكي الراوي عن أحمد منة الله عن الأمير الكبير» ويروي أيضًا عن 
فالح الظاهري وعبد الجليل بن عبد السلام برادة وحسين بن محمد 
الحبشي وعبد الرحمن الشربيني الراوي عن مصطفى بن حنفي الذهبي عن 
الأمير الكبير والدمهوجي . 

محمد الحنفي الهندي الراوي عن عبد الغنى الدهلوي » وأسانيده مفصلة 
في ثبته المطبوع » إلا أن فيه أوهامًا . 


ومن مؤلفاته المطبوعة شرحه على منظومة له في الأصول وأخرى في 
الفرائض وغيرهاء أجاز لنا عامة وتوفي سنة”" . 


)١(‏ لم يذكر المؤلف سنة الوفاة » وهي بعد سنة 55 ١ه‏ كما ذكره الزركلي » وانظر 
الأعلام ىم : 


اح 


[الحادي والتسعون] 
[الشيخ محمد دويدار الكفراوي] 


العلامة المعمر الشيخ محمد [دويدار]”" الكفراوي المصري . 

يروي عن الشيخ الشربيني والشمس الإنبابي وعبد الهادي نجا 
الإبياري وإسماعيل الحامدي وأحمد الرفاعي ومحمد بن عيسى 
القلماوي » وهذا الأخير يروي عن إبراهيم الباجوري ومحمد الدمنهوري 
كلاهما عن حسن القويسني عن داود القلعي عن مرتضى الزبيدي وأحمد 
السحيمي عن عبد الله الشبراوي بما في ثبته » ويروي القلماوي أيضًا عن 
محمد الخناني عن القويسني وعن الباجوري عن الفضالي عن الأمير 
الكبير . 

ويروي شيخنا الكفراوي بالإجازة العامة عن البرهان الباجوري لأنه 
أجاز لمن أدرك حياته كما ذكره القلماوي في إجازته لشيخنا المذكور, 
وهو أدرك من حياة الباجوري ست سنين وتحمّر نحو المائة . 


وتوفي سنة إحدى وستين وثلاثماثة وألف : 


)١(‏ في و2 ولب): دويد. 


2١75 


العلامة عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي 0 00 َم 

يروي عن جماعة من علماء الشيعة والزيدية وأهل السنة » منهم 0 
الملقب شرف الدين الموسوي الراوي عن الشيخ محمد حسين الكاظمي 
صاحب ١‏ هداية الأنام في شرح شرائع الإسلام ) عن الشيخ حسن صاحب 
«أنوار الفقاهة ) عن أبيه شيخ الطائفة جعفر كاشف الغطاء والسيد جواد 
صاحب ١‏ مفتاح الكرامة ) عن الوجيه الباقر البهبهاني عن والده محمد 
أكمل عن المحدث المجلسي صاحب ( البحار ) بطرقه إلى جميع الكتب 
والأصول المذكورة فى إجازات البحار. 

ومنهم خاله أبو محمد الحسن بن الهادي بن محمد علي بن صالح بن 
محمد بن إبراهيم شرف الدين الموسوي صاحب بغية الوعاة في طبقات 
مشايخ الإجازات » عن الملا علي بن الميرزا خليل عن عبد العلي الدشتي 
عن العلامة المهدي الطياطبائي بحر العلوم عن المحدث البحريني صاحب 
والحدائق واللؤلؤة» يطرقه ا فى اللؤلؤة . 

ومنهم الميرزا محمد هاشم بن .زين العابدين الموسوي الأصفهاني 
صاحب كتاب « مباني الأصول ؛ عن السيد صدر الدين عن أبيه صالح عن 
والده ميحمدل الكبير سن إبراهيم شرف الدين الموسوي عن محمد بن 


577 


الحسين الحر صاحب ١‏ الوسائل » بأسانيده المعروفة . 

ومنهم العلامة ميرزا حسين النوري صاحب ١‏ مستدرك الوسائل») عن 
السيد الحسين الخونساري عن الآقا مجمد صادق عن والده محمد بن 
والكفاية ) عن السيد حسين بن حيدز الكركي العاملي عن الشيخ البهائي 
عن أبيه عن الشهيد الثاني" بطرقه المعروفة . 

قلت : بعث إلى يإجازة مطولة قال فيها : 

وبعد , فإن من رواة الآثار أولى العصمة وثقاة أخيار أهل بيت الرحمة 
أوحد السادة القادة الأشراف من آل شيبة الحمد وعمر والعلي وعبد مناف 
بل من بحورهم الزاخرة وبدورهم الزاهرة صاجب الفضيلة وصنو كل منقبة 
جليلة أبى الفيض أحمد الأوحد ابن الشريف المنيف المقدس وجهة أهل 


)١(‏ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي ء بحاثة إمامي » رحل في البلدان» 
ودخل الاستانة» ثم عين مدرسًا للمدرسة النورية ببعليك» ووشى به واش عند 
السلطان فطلبه» فعاد إلى الآستانة محفوظاء فقتله المحافظ عليه » فقتله السلطان . 
انظر. الأعلام (15/5) حيث ذكر الخلاف على اسمه واسم أبيه . 


ماضة 


الإدريسي الغماري أعلى الله مقامه في عليين وحفظه في أبنائه الميامين » 
قد استجازني اقتداء بالسلف, الصالح وتبركا بالدخول في سلسلة الرواة 
الهداة » ولما كان هذا السيد الفاضل ممن تناط به الثقة علمًا وعملاً ولقًا 
الفاطميين لم يكن لي بد من إجابته» فأجزت له أن يروي عني كتبي 
ومؤلفاتي ومزوياتي وجميع ما يصح لي وعني روايته إجازة عامة بشرطها 
المعتبر عند أهل الحديث والأثر ... إلخ ما قال» وكان حيًا سنة 


)0 
سبعين 2. 


. ه١ توفئ سنة‎ )١( 
. )7179/5( انظر : الأعلام‎ 


[الغالث والتسعون] 
المؤرخ المسند محمد راغب الطباخ 


كتبت أستجيزه على يد أي السيد عبد الله » فبععث إلى إجازة نصها : 


حمدًا لمن جعل مقام المتوجهين إليه اللائذين بجنابه الأقدس هو 
المرفوع » والمعرضين عن ذكره الملتفتين إلى هذه الأغيار هو الموضوع » 
وصلاة وسلامًا على من أوتي جوامع الكلم واللسان الفصيح وجاءنا بالملة 
السمحة والدين الصحيح وعلى آله وأضحابه الذين سمعوا مقالته فوعوها 
وأدوها إلينا كما سمعوها فوصلتنا» شريعته الغراء مسلسلة الإسناد بديعة 
النظام خالصة من شوائب الانقطاع والأوهام» فنالوا بعلمهم الحسن 
المنازل العوالي في دار القرار ورتعوا في رياض الجنة مع الأنبياء الأخيار 
وفازوا بالتعيم الدائم المقيم ورضوان الله .العظيم » وبعدذ» 

فإن الأستاذ العلامة والمحدث الفاضل الفهامة ذا التآليف النافعة 
والشهرة الواسعة الشيخ أحمد محمد بن الصديق الحسني الغماري 
المغربي كتب من طنجة لأخيه الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الله بن محمد 
أن يكتب لي كتابًا يستجيزني به له بما لي من مرويات وأن أذكر مشايخي 
وما لي من الأسانيد العالية على وجه الاستيفاء لذلك » وهذا منه حفظه الله 
تعالى وأكثر النفع به مبنى على حسن الظن بهذا العاجزء وأني من أهل 
هذا الشأن وفرسان ذلك الميدان في حين أني لست أهلاً لذلك ولا ممن 
جابوا تلك المسالك ويصدق علي قول من قال : 


روت 


نزلوا بمكة في منازل هاشم ونزلت بالبيداء أبعد منزل 

ولكن حفظًا لسلسلة الإسناد في هذه الأمة المحمدية الذي هو من 
خصائصها السنية. وجدت أن لا مندوحة لي عن إجابة الطلب وتلبيته بما 
أحتٌ » فأقول وعلى الله الاتكال في الحال والمآل : 


إني أجزثٌ الأخ الفاضل المتقدم الذكر بجميع ما يجوز لي روايته من 
مقروء ومسموع وبما أجزت به إجازة عامةء وذلك بالشرط المعتبر عند 
أهل الحديث والأثر» وأسانيدي فى الكتب الحديثية وغيرها من العلوم 
الأتوار :الجلية في مختصر الأئبات الحلبية»» وقد طبعته في مطبعتي 
العلمية بحلب» وقد جمغ هذا الثبت فأوعى للأسانيد الصحاح الستة 
وغيرها من كتب الحديث والعلوم وحوى لأثبات ومعاجم ومسلسلات لا 
تحخصى . 

وإني أروي صحيح الإمام البخاري عاليًا عن شيخي الشيخ كامل 
الهبراوي الحلبي عن مشايخه السيد أحمد دحلان المكي والشيخ أني 
الخير أحمد المكي والشيخ محمد سعيد الفدًا الدمشقي والشيخ داود 
مثبت في الشجرة المثبتة بعد ضحيفة ٠‏ من كتابي المتقدم التي سمّاها 
شيخنا المذكور ١‏ الشجرة الغالية فى الأسانيد العالية» . 

وأرويه بف عاليًا ل أوله با لحلبيير: عن. م سيحخي الشيخ كامل 
المؤقت الخلبي (عن والده الشيخ أحمد عن والده الشيخ عبد الرحمن عن 


55 


والده الشيخ عبد الله)”" عن والده الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الشامي 
مولدًا الحلبي إقامة عن الشيخ محمد عقيلة المكي إلى آخر سنئده المثبت 
في ص .759 من كتابي المتقدم » وتجدون بتتبع كتابي المذكور أسانيد 
عالية لصحيح الإمام البخاري وغيره: من كتب الحديث والعلوم . 

وأوصي سيدي الفاضل المذكور - أعظم الله لي وله الأجور ‏ بما 
أوصي به نفسي من تقوى الله تعالى في السر والعلانية والإخلاص له تعالى 
في القول والعمل » وأن لا يألو جهدًا في الاهتمام بأمر المسلمين والسعي 
في خدمة دينه وأمته وبلاده ونشر دعوة نبيه محمد يلكي بالحكمة 
والموعظة السجنة ور لعمنك للك وجه الله تعالى وحفظ هذه الشريعة 
المطهرة من أدناس المبتدعين الملحدين » فد ورد عنه يله أنه قال : 
دلثن يهدي الله على يديك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس 
وغربت )»2 وأوصيه أن لا ينساني من دعواته الصالحة في الأوقات 
الرابحة » وإني أسأل الله تعالى أن يوفقه لما يحبه ويرضاه ويجعله من 
المقتدين بسنة القائمين بشريعتة يَلكِهْ -» وصلى الله على خير خخلقه سيدنا 
محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم يإحسان 
إلى يوم الدين . 

قاله بفمه ورقمه بقلمه نخادم السنة النبوية بمدينة حلب محمد راغب 
الطباخ عفي عنه» في التاسع من شهر ذي القعدة سنة سبع وخمسين 
وثلاثمائة وألف . 


)١(‏ ما بين القوسين ساقط من «أ). 


نحت 


ثلاثماثة 
1 - 5 
2 شهر رمضان سنة سبعين 
قلت توفي - رحمه الله - فني 


لم 4 ثمان متك . 
ا : نبا ين 


2 ع3 36 


[الرابع والتسعون] 
[الشريف عبد العزيز بن أبي القاسم الدباغ المدني] 
الأستاذ الفاضل الشريف أبو محمد عبد العزيز بن أبي القاسم بن 
مسعود الدباغ المدني . 
يروي عن فالئح الظاهري بما في ثبته المطبوع وغيره . 


أجاز لي عامة لما زار المغرب سنة سبع وخمسين . 


[الخامس والتسعون] 
[الخطيب العابد بن أحمد بن الطالب المري] 


الفقيه الخطيب العابد ابن العلامة أحمد بن الطالب بن محمد بن 
سودة المري . 
يروي عن أبيه عن محمد بن علي السنوسي باسانيده وعن الشيخ 


أجاز لي عامة مراسلة من فاس » وتوفي سنة!"© 


ها 
انظر : الأعلام »)١8٠0/5(‏ سل النصال (ص١9)»‏ وإتحاف المطالع (؟/485) . 


15 


[السادس والتسعون] 
[العلامة الأستاذ محمد زاهد الكوثري] 
العلامة المطلع الأستاذ محمد زاهد بن الحسن الكوثري الجركسي . 
اجتمعنا مرارًا بالقاهرة وتذا كرنا. 


وأخيرًا لما طبع ثبته كتب إل فيه إجازة وبعث به إِلِيَّ » وشيوخه 
نازلون » والعالي منهم شيوخ لنا والحمد لله . 
2 


[توفي يوم الأحد 48 من ذي القعدة ستة إحدى وسبعين] 7 : 


3 
2 
2 


: علّق الأمين بوخبزة على العبارة ما بين المعقوفتين قائلا‎ )١( 
. هذه الجملة بخط شقيق المؤلف سيدي عيد العزيز حفظه الله وسلّمه‎ 


2 


[السابع والتسعون] 
[العلامة مختار الشكتشوكي الطرابلسي المغربي] 
الفقيه العلامة الشيخ مختار الشكشوكي الطرابلسي المغربي . 


بعث إلى بالإجازة على يد صديقنا الشريف محمد بن علي زغوان » 
وكان هو الكاتب لها يأملائه لأنه أضر فى آخر عمرهع ونص ما كتب : 


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ابلّه وعلى آله وصحيه ومن 
والام أما بعل : 

فإني أجزت الشيخ العلامة الذكي الأميعن والفهامة الألمعي الأوتجد 
من جمع بين المعقول والمنقول وردٌ الفروع إلى الأصول المحدث أبي 
الفيض الشيخ أحمد بن الصديق بعد أن استجازني » وإن كنت لست أهلاً 
لذلك » فأجزته بما تصح عنى روايته ودرايته عن شيخنا العلامة الشيخ 
أحمد الرفاعي عن أبي المعالي إبراهيم السقا عن الأمير الصغير عن والده 
الآمير الكتير يا قن تنه الشهير:: 

وحخرر في سادس عشر ربيع الثاني سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة 
وألف . 


17 


[الثامن والتسعون] 


١ 1‏ : : 
[السيد ا الزمزمي بن محمد بن جعفر الكتاني] 


العالم الكامل الشريف الفاضل الأستاذ المتجمل بالفضائل والفواضل 
الكتاني - رحمه ايه -.ء 

استجزته أخيرًا وأنا بالمعتقل » فبعث إل إجازة نصها : 

أحمدك اللهم مجيز كل سائل ومستجيز من استجازه بأعظم المنن 
وأكبر الوسائل» وأصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد نبيك ورسولك 
وحبيبك وخليلك من سن لأمته سسنة الإسناد وين لهم طريق الحق والرشاد 
وحتّهم على تبليغ الشريعة حت راغب بقوله ١‏ ليبلغ الشاهد منكم 
الغائب » ع وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأحزابه : 

هه بعد » فلما كان العلم أجل محبوب. وأفضل مكسوب ؛ وكان العلم 
الحقيقي هو الدال على الله والحامل لصاحبه إلى حضرة الله» وكانت 
العلماء للعلم وسائط والعارفون عن الخلق وين مولاهم روابط . 


احتيج إلى الدلالة عليهم ومعرفة الطريق الموصلة إليهم ؛ ومن أجل 


زيارة لأخيه سيدي محمد بن جعفر» وذلك سادس صقر سنة ١17971اه ‏ 
انظر : إتحاف المطالع (517/5) . 


8 


ذلك وشدة الحاجة إلى ما هنالك التمس مني - وأنا الكسير البائس الحقير 
أخونا ومحبنا وواسطة عقد العلماء الكاملين وعمدة حفاظ العصر 
والمحدثين نادرة الزمان وفريد العصر والأوان الشريف أبو العياس مولانا 
السيد أحمد بن شيخنا شيخ الشيوخ ومعدن الحقيقة والرسوخ مولانا 
الشيخ السيد محمد بن مولانا الصديق الحسني الغماري نزيل طنجة أن 
أجيزه» (فاستصغرتُ)”© نفسي لهذا الطلب الشاسع والمنزع البعيد 
الواسع » وقلت في نفسي : لقد اشتّشمن هذا السيد ذا ورم ونفخ في غير 
ضرم» ولكن لحسن ظنه بنا ومحبته في جانبناء إذ بركة السلف لابد 
عائدة على الخلف بدليل ##وَكَانَ أَبوَهُمَا صَيِخايه الكهف : ؟4]» لذلك 
لبيتٌ دعوته وَأجَيك طلبته وقلت مستعيئًا بالله » وما توفيقي إلا بالله : 
أجزتُ الأخ المذ كور السيد المسطور في كل ما تجوز لي. روايته 
وأسند إلى (درايته)"'" من منقول ومعقول وفروع وأصول وطرائف وأحزاب 
وأوراد وكل ما يقرب إلى الله زلفى بشرطها المعتبر وعلى نهجها المقررء 
وإني أروي العلوم والطرق والأذكار وغير ذلك من جميع الأوطار عن أمة 
كبيرة من علماء الأقطارء من أجلُّهمٍ سيدي ووالدي وولي نعمتي مولانا 
السيد محمد بن الشيخ جعفر الكتاني » وهو عمن لا يحصى كثرة وعددًا 
من العلماء والأولياء والأقطاب والأصفياء» ومنهم مستدو الحجاز مولانا 
السيد على ظاهر الوتري المدني والشيخ عبد الجليل برادة المدني والشيخ 


. فى وب » : فاستعذت‎ )١( 


2ن في ١ب‏ : روايته . 


2365 


محمد فالح بن محمد الظاهري المدني والشيخ حبيب الرحمن الهندي 
المجاور بالمدينة المنورة » والعلامة الملا أحمد بن الملا محمد صالح بن 
الملا محمد على بن الملا محمد سعيد بن عبدالله السويدي البغدادي 
الشافعي » والشيخ محمذ”' ماء العينين الشنقيطي - زرته صحبة والدي في 
إحدى قدماته لفاس وأنا صغيرء فدعا لي وأجازني يإجازته العامة » 
وكالشيخ محمد بدر الدين البيباني الدمشقي » ومولانا الشيخ يوسف بن 
إسماعيل النبهاني ومولانا السيد أحمد الشريف السنوسي » ققد أجازني 
ياجازته العامة وأقامني في الإرشاد مقام نفسه, وكان يحبني حيًا جمّاء 
جزاه الله خيراء والشيخ عبد الحكيم الأفغاني تزيل دمشق . 

وييغداد أخذتٌ الطريقة القادرية عن (شيخ)”" سجادتها العلامة الكبير 
والشيخ الشهير المسن مولانا السيد عبد الرحمن المخض القادري بسنده 
عن آبائه إلى الشيخ عبد الفادر (الجيلاني)”" ذه » وأجازني أيضًا في 
الحديث والعلوم وغير ذلك » ومنهم مفتي بغداد وعالمها الشيخ يوسف بن 
محمد نجيب آل الإعطاء عن مشايخه . 


وأخذتٌ بالهند عن جماعة من الأفاضل بدهلي عن شيخ الجماعة 


)١(‏ محمد الإمام بن ماء العينين بن محمد فاضل الشنقيطي » العالم المشارك المطلع » له 
تآليف منها : الجأش الربيط في مغربية شنقيط» توفي سنة 0٠174ه‏ . 
انظر : إتحاف المطالع (؟//5017) . 

(؟) ساقطة من ١ب4.‏ 

(5) ساقطة من «ب). 


1 


مولانا عبد العلي بن الشيخ نسيب صاحب مدرسة عبد الربء أجازني 
يإجازته العامة » وأخذت بها أيضًا عن" العالم المحدث الصوفي البركة 
الضرير مولانا حكيم عبد الوهاب الأنصاري » روى لنا حديث الأولية عن 
مولانا فضل الرحمن الكجهراذابادي , وهو يرويه عن عبد العزيز بن الشاه 
الدهلوي ‏ وهو عن جني من الصحابة عن رسول الله َي قال : 
)ا 2 5 إلى : 

«(الراحمون)”' يرحمهم الرحمن»؛ عباد (الرحمن)'' ازحموا من في 
الأرض يرحمكم من في السماء»ء هذا لفظه . 

وقد أخبرنا هذا السيد عن نفسه أنه يحفظ غيبًا سنن البيهقي الكبرى 
وفيها خمسون ألفٍ حديث ويحفظ معها بقية الكتب الستة الصحاحء 
وقد أجاز لنا عامة . 

وزرنا أيضًا بمدينة ديوبند الهندية مدرستها الحديثية » فأجازنا علماؤها 
وهم أربعون مدرسًا فيهم شراح الترمذي وأبي داود إلى غير ذلك - يسر الله 

وروينا الاربعين العجلونية عن الشيخ علي ظاهر الوتري والشيخ 
ا اك 
الشام 5 ل ا 0 
كلاهما عن 0 ممحمل بن مجحمل الخاني عن الكريري المذ كور 


. ب): الرحماء‎ ٠ في‎ )١( 
- في « ب »: الله‎ )١( 


١ 


بسئده » وعن الشيخ حبيب: الرحمن. بن أمداد أحمد الحسيني الكاظمي 
عن الشيخ عبد الغني الميداني الدمشقي عن الكزبري المذكورء وعن 
العلامة المعمر الملا أحمد بن الملا محمد صالح بن الملا محمد علي بن 
الملا محمد سعيد بن ناصر الستة وقامع البدعة الملا عبد الله السويدي 
البغدادي الشافعي بسنده عن أبائه إلى جده الأعلى المذكور عن 
العجلوني . 


وأوصي سيدي المجاز وإياي بتقوى الله في السر والغلن وأن يقتفي 
كي مك العو مسة وي هعس مه 

طريق والده وهديه وسيرته طأْوْليِكَ جِرْبُ مد ألا إِنَّ حِرْبَ الله هم 
الْمْلِحون» [المجادلة : ؟؟]» وأن يعتمد في أمورة كلها على الله وأن لا 
يعول في شيء إلا على فضله وعلاه وأن لا ينساني والمسلمين من 
دعواته » والمولى يثبتنا وإياه على دينه القويم وصراطه المستقيم بجاه نبيه 
الاعم وحبييه الافخم سيدنا محمد علد وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا 
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد واله 
وسلم تسليمًا كثيًا والحمد لله رب العالمين . 
محمد بن جعفر الكتاني » كان الله له وذلك في منتصف شهر رجب 
الفرد الحرام. سنة سبعين وثلاثمائة وألف . 

قلت : وفي السنة المذ كورة رحل إلى الحج, فحج ثم ذهب إلى 
فجأة بدمشق ‏ رحمه الله تعالى وإيانا آمين - . 


ضر 


[التاسع والتسعون] 
0 2ن ه 
[الشيخ الطاهر بن عاشور] 
العلامة المحقق في الفنون شيخ جامع الزيتونة حالا بتونس الشيخ 
كان بعث إلى بالإجازة مع شيخنا عمر حمدان ‏ رحمه الله » سنة 
ثلاث وأربعين » ثم اجتمعت به بتونس سنة سبع وستين » ولا رواية له إلا 


عن خاله عبد العزيز بوعتور» وهو يروي عن محمد صالح بن خير الله 


د عد د 


.ه١795 محمد الطاهر بن عاشورء صاحب التفسير (التحرير والتنوير) » توفي‎ )١( 
. )174/5( انظر : الأعلام‎ 


217 


[الموفي مائة] 
[القاضى عبد الحفيظ”" بن محمد الطاهر الفاسي] 
المسند الراوية المؤرخ النكابة القاضي أبو محمد عبد الحفيظ بن 


زارني أخيرًا في معتقلي مرتين - جزاه الله خيرًا - وتدبّجتٌ معهع 


وسمعت منه حديث الرحمة كما أسمعته إياه . 


وشيوخه كثيرون مذكورون في معجمه المطبوع . 


)١(‏ عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن الكبير الفاسي الفهري» أبو القاضي » له ترجمة 
موسعة في 9 سل النصال 4 ء توفي سنة 781 ١ه‏ . 
انظر: إتحاف المطالع (681/9). 


15 


[الحادي بعد الماثة] 
[محي الدب ”3 بن إبراهيم العطار] 

الأستاذ العالم الفاضل محي الدين بن إبراهيم بن محمود بن أحمد بن 
عبيد العطار . 

يروي عن أبيه إبرأهيم » وهو يروي عن جماعة منهم والده محمود 
وعمه حامد كلاهما عن والدهما أحمد بن عبيد . 
بكري تلميذ السيد مرتضى الزبيدي» وهو عن البرهان الباجوري 
ومصطفي المبلط والسيد . محمد بن -حسين الحبشى ومحمد العزب 
المدني الكبير وغيرهم . 

أجاز لنا عامة بواسطة بعضص الإخوان . 


ل 1 
ع2 غ3 د 


. صاحب «بلوغ الأرب في مآثر العرب 6» توفي سنة .١ه تقرييًا‎ )١( 
. )149/7( انظر : الأعلام‎ 


1 


[الثاني بعد المائة] 
[الشيخ محمد بن كبور المراكشي] 
الأستاذ الفاضل العالم الشيخ محمد بن كبور المراكشي . 


اجتمعثٌ به بمراكش مرارًّا» ثم لما عزمت على التوجه إلى مصر أخيرًا 
سنة تسع وأربعين كتبت إليه أستجيزه» فكتب إلى بما نصه : 

وعلى سيادة عالم الشرفاء الأخيار ابن صالح الصلحاء الأبرار سيدي 
أحمد بن مولانا الصديق الدرقاوي» السلام والبركة على الدوام وبعد, » ع 

فبعد الإذن العام مطلقًاء» فما وصل كتابك إلا بأمس تاريخ هذاء 
ووجدنا في شغل شاغل وهو احتضار المرأة» وبعد الفرج بلطف الله 
الخفي يأتيك الجواب الكافي إن شاء الله » ولو إلى الديار المصرية » وها 
لقطة عجلان بوصلة من بعض المغربين نِم الخلف » ققد أَوْنّاك عنهم 
وأجزناك كما أجازونا به» فمن المراكشيين عن سيدي سعيد جمي 
وسيدي الحاج محمد ازنيط وسيدي الحاج العربي الرحماني وسيدي 
الحسن بن العربي السرغيني العمراني بسندهم المذكور في فهارسهم مما 
لا يسعه هذا المسطور . 

وأعلى طرق المغاربة وأحسنها لاتصالها بالإجازة والسماع طريق 
شيخنا الإمام سيدي محمد بن إبراهيم السباعي عن شيخه شيدئ أحمد 
المرنيسي عن سيدي أحمد بن الشيخ التاودي عن والده (ح) 


1 


وهو - أعني السباعي - عن شيخه قاضي سجلماسة مولاي الصديق 
المدغري عن والده سيدي هاشم بن الكبير عن سيدي أحمد بن عبد العزيز 
الهلالي بما في ثبته . 

ومن طريق السوسيين عن سيدي إبراهيم بن أبي القاسم السوسي عن 
شيخه العارف سيدي الحاج على الدمناتي بأسانيده المذكورة في ثبته . 

وطريق الناصريين أرويها كذلك عن شيخي إحساين بن أحمد 
الناصري المدعو سيدي حنيني عن شيخه محمد أعلى السملالي عن 
شيخه حافظ العصر ومحدثه سيدي محمد بن عبد السلام الناصري بسنده 
الجامع . 

وأختم هذه بما ختم به إجازته شيخ مشايخنا مولاي الأمين الرتبي 
لسيدي التهامي بن رحمون : 

أجرثُ لكم لاخيب الله سعيكم وساعدك التوفيق في كل مقصد 

جميع رواياتي وما قد وضعته ‏ فلا زلتَ ذا فخر على مجدد 

وكتبه محمد بن كبور المراكشي يوم الجمعة سابع وعشرين رجب 
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف . 


ا 
ا 

2 
عي 
7 


2 


[الغالث بعد المائة] 
[أمة الله بنت عبد الغني الدهلوي] 


الشيخة المعمرة الفاضلة أمة الله بنت عبد الغني بن أبي سعيد 
المجددي الدهلوي . 

تروي عن والدها العلامة الشهير بأسانيده المذكورة في ثبته ‏ اليانع 
الجني في اسَائيك عبد الغني ) 

أجازت لنا بالمدينة المنورة وبعثت الإجازة مع نجلهاء وأظنها بخطه 
هو وإمضائها هي »؛ ونصها : 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده» وبعد» فققد 
حضر لدي أخونا في الله الفاضل السيد أحمد بن محمد بن الصديق 
الشريف الحسني خادم علم الحديث الشريف » وطلب مني أن أجيزه فيما 
أجازني به والدي المرحوم الشيخ عبد الغني المحدث الدهلوي من كتب 
الحديث ودلائل الخيرات وغير ذلك من الكتب الدينية » فأجزته في جميع 
ذلك على ما هو موافق لطريق أهل السنة والجماعة والسلف الصالح » وأن 
لا ينساني من صالح دعواته القلبية في السر والعلانية» وآخر دعوانا أن 
الحمد لله رب العالمين . 

وحرر في خامس وعشرين ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة 
وألف . 


278 


المفتقرة إلى عفو ربها أمة الله بنت المرحوم الشيخ عبد الغني 
المحدث الدهلوي المهاجر المدنى . 


قلت : وتوفيت في رجب سنة سبع وخمسين . 


جد د 


كيف 


[الشريفة مريم بنت جعفر بن إدريس الكتانية] 


الشريفة الفاضلة مريم بنت جعفر بن إدريس الكتانية . 

تروي عن والدها عن شيوخه المذكورين في فهرسته «إعلام الأئمة 
الأعلام وأساتيذها بما لنا :من المرويات وأسانيدها» . 

بعثت إلى بالإجازة من فاس وأنا بالقاهرة » ونص إجازتها : 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلإم على سيدنا محمد رسول 
الثقلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليمّاء وبعد 

فإني أجزثٌ الشريف العلامة المحدث مولاي أحمد بن إمام العارفين 
بالله تعالى بركة العصر مولاي محمد بن الصديق الحسني الغماري في 
كل ما أخذته عن والدي المقدس من علوم الشريعة وأصولها وفروعها 
وجميع ما يرجع إليها من الطرق والأوراد والأذكار إجازة عامة مطلقة تامة 
بشرطها المعروف وعلى نهجها المألوف» وأسأله أن لا ينساني 
والمسلمين من صالح دعواته في خلواته وجلواته » كما نرجو اله أن يمده 
بالفتح والتمكين ويؤيد به وبعلومه الإسلام والمسلمين بمنه آمين . 

مريم بنت الشيخ مولاي جعفر بن إدريس الحسني الإدريسي الكتاني . 

وحرر في سادس شعبان سنة أربع وخمسين وثلائمائة وألف . 


/ 
ع3 
عاد 
27١‏ 
ما 


١ 


5 


[الخامس بعد المائة] 
[الشريفة عائشة القصبية] 


الشريفة الفاضلة عائشة بنت أحمد القصبية . 

تروي عن الشيخ يومنف بن إسماعيل النبهاني وعباس رضوان وزوجها 
أحمد بن علي العلوي » وهو يروي عن جعفر بن محمد العلوي عن عابد 
السندي وأبى المحاسن القاوقجى . 


أجازت لنا شفاها بواسطة بعض الأصدقاء . 


, ٠ ِ 
32 غ22‎ 2 


[السادس بعد المائة] 
[أم البنين آمنة بنت عبد الجليل الدرا] 


أم البنين أمنة بنت عبد الجليل بن سليم الدرا الدمشقية . 
تروي عن السيد أحمد البرزنجي وعبد الجليل بن عبد السلام برادة» 
خحان القازاني . 


وقد بَعَدْتٌ إل بنصوص إجازتهم لهاء ونقلتٌ منها أسانيدهم التي 
ذكرتها في غير هذاء وهي معروفة» وقد سبق بعضها في ترجمة والدها . 

وأجازت لنا بواسطة والدها المذكورء وذلك بدمشق سنة أربع 
وأربعين وثلاثمائة وألف . 


1: 


[السابع بعد المائة] 


[فاطمة”” بنت أبي بكر بن يحبى الحضرمية] 


السيد الجليلة الشريفة الفاضلة الصالحة .فاطمة بنت أبي بكر بن 
عبد الله بن عمر بن يحيى - الشهير بصاحب البقرة - الحسينية العلوية 
الحضرمية . 

تروي عن الإمام العارف. العلامة السيد عبد الله بن حسين , بن طاهر 
أحد شيوخ السيد عيدروس بن عمر الحبشي . 

وهذا من أعلى الأسانيد في الدنيا لأني أروي عن السيد عيدروس بن 
عمر بواسطة واثنتين؛ لأنه توفي قبل ولادتي بنحو ست سنين » وقد ساويته 
في الرواية عن بعض شيوخه ولله الحمد . 

وأسانيد السيد المذكور مذكورة في «عقد اليواقيت الجوهرية يأسانيد 
السادات الباعلوية 4 » للسيد عيدروس المذكور» وهو مطبوع في جزءين . 

أرسلت إلينا يإجازتها من مدينة تريم بحضرموت باستدعاء من شيخنا 
الشيخ عمر حمدان ‏ رحمه الله تعالى - سنة أربع وأربعين وثلاثمائة 


والقة: 


1 ا 
3 53 ع 


)١(‏ فاطمة بنت أبي بكر بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يحبى » المتوفاة سنة ها 
انظر: إدام القوت في ذكر يلذان حضرموت (ص178). 


[الثامن و المائة] 


[سِيدَة " بت عبد الله بن حسين بن طاهر] 


السيدة الجليلة الشريفة الصالحة سيدة بنت عبد الله بن حسين بن 
طاهر الحسينية العلوية الحضرمية» (وهي خالة السيدة فاطمة المذكورة 
قبلها) . 

تروي عن والدها الإمام العلامة العارف المذكور في التي قبلها . 

بعثت إِليع بالإجازة مع التي قبلها في السنة المذكورة . 


. ه١‎ 855 سِيدّة بنت عبد الله بن حسين بن طاهر الحسينية» المتوفاة سنة‎ )١( 
. انظر ؛: الدليل المشير (صض١٠١١6ا)ي و[مداد الفتاح (ص + ؟ ؟)‎ 


6 


[التاسع والمائة] 
[خديجة بنت محمد بن أحمد المحضار] 


الشريفة الجليلة الفاضلة خديجة بنت محمد بن أحمد المحضار 
الحسينية العلوية الحضرمية . 
المترجم في كرامات الأولياء للنبهاني » والذي سبق ذكر شيوخه في بعض 
التراجم السابقة . 

بعثت: إلينا بالإجازة من تريم في السنة المذكورة في آلتى قبلها . 


3 


2 
2 


5 


[العاشر بعد المائة] 
[الشيخ محمد بن علي زغوان الطرابلسي] 


الأستاذ الفاضل البركة الصالح الشيخ محمد بن علي زغوان 
الطرابلسي . 

كنت اجتمعتٌ به بالباخرة سنة خمس وأربعين في طريق رجوعه من 
الحج » وتعارفناء ثم بعد ذلك كتب إليعَ يطلب مني الإجازة » فأجزتٌ له 
ثم طلبت منه مثلها » فبعث إل بما نصه : 

الحمد لله رب العالمين» سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت 
العليم الحكيم » والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ومولانا 
وسندنا محمد عبدك ونبيك ورسولك الصادق الأمين المرسل رحمة 
للعالمين المبلغ عن ربه يإذنه الهادي إلى الصراط المستقيم » صلى الله 
وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وخلفائه ووزرائه في عهده وعلماء 
أمته الأمناء على شريعته من بعده ما اتصل سندهم يسنده مستمدين من 
فيضه وفضله ومددهء أما بعدع 

فيقول. العبد الفقير المعترف بعجزه وعيبه وذنيه محمد بن الحاج 
علي بن الحاج محمد الشريف زغوان الطرايلسي » عامله الله والمسلمين 
بلطفه الخفي أمين : 

لما كانت الإجازة جامعة للفضائل وطريقًا مسلوكا ملحقًا الأواخر 


255 


بالأوائل » وسندًا يعتمد العالم عليه حتى يونّق بما يؤحذ عنه أو يسند إليه » 
وأن الإسناد من (الدين)"” والاتصال به من الشريعة على القول 
(المبين)”" » فقد اصطفى المولى سبحانه وتعالى هذه الأمة الشريفة 
(ببقا»”” الأسانيد حفظا للشريعة » والحقيقة » إذ الخلٌِ من الإسناد لقيط. 
غير معتبر عند أهل الحقيقة والطريقة » ومن المعلوم أن من كان متصل 
السند فمتابعته تكون على طريق الاقتداء برسول الله يكل » وحيث كان 
الأمر كذلك والله أعلم بما هنالك» طلبتها تبركا وتشبهًا بأهلهاء وإن 
كنتٌ لست منهم » من شيخنا وأستاذنا ومولانا وقدوتنا العلامة المحدث 
سليل الأكابر الأمجاد أهل الدعوة إلى الله والإرشاد» صاحب التصائيف 
العالية المفيدة ذات التحقيقات الغالية والتآليف الفائقة العديدة ذات 
التدقيقات الوافية ولا غروء. فهو الأمين ابن الأمين والصديق ابن الصديق» 
المحفوف بالعناية والرعاية والتوفيق » سيدنا ومولانا أبو العباس أحمد بن 
العارف بادثه الدال على الله بادثه من الله إلى الله سيدنا ومولانا أبي عبذ الله 
الشيخ محمد بن الصديق - قدَّس الله روحه ومنحنا فتوحه_» فأجازني 
بنجازتين عظيمتين » فيالهما من نعمتين ما أكبرهماء ومنتين ما أعظمهماء 
وما بكم من نعمة فمن الله » ثم لما كان من شيم الرجال الأكابر التواضع 
والتنازل مع الأصاغر» ظلب متي سيدنا المجيز خلاصة الذهب الإبريز 


.) ب١ ساقطة من‎ )١( 
. في وب »: المتين‎ )5( 
في وب ؛: بيضاء.‎ )59( 


العلامة المحدث المذكور معدن المعارف والعلوم والأسرار والتورء 
حفظه الله وأبقاه وبلّغه من الترقي والفتوح فوق ما يتمناهء أن أجيزه ويا 
للعجب العجاب من مثلي كيف يجيز هذا الغيث القجاج والبحر العباب 
المتلاطم الأمواج» إن هذا لشيء عجاب » فإني لا أصلح أن أجاز فضلاً 
عن أن اجيد عو عامل لذللك: وامناة» غير أن امعالة ليتيدنا:المد كوو 
ورغبة فيما عندة وتعرضًا لبر كاته وانتظامًا في سلك المتحابين في الله 
أجبته إلى ما طلب مني بجميع ما رويته من منظوم ومنثور ومنقول ومعقؤل 
وفروع وأصول بما أجازني به وصحت لي روايته ودرايته عن شيخنا 
وأستاذنا (والدنا أبي القلب والروح أبي المواهب والفتوح شيخ الوقت 
وأستاذه)”" الشيخ عبد الرحمن الأخضري البوصيري القدامهي - رحمه الله 
وأثابه زضاه ‏ عن شيخه شيخ الشيوخ المرحوم الشيخ محمد كامل. بن 
مصطفى صاحب الفتاوى الكاملية عن. شيخه الأمير الصغير عن والده 
الأممر 2 بما حوآه ثبته الشهير ويما 0 به شيخنا العلامة العامل 
الأمتر: ا وكذلك يروي شيخنا الرنتائي ا 0 
الوقور العلامة أبى عبد ادله محمد الأزهري لقبَا ابن أحمد الزنتانى الجروي 
العلامة الأديب الشيخ محمد سعيد عن والده العلامة الهمام قدوة الأنام 


)١(‏ ما بين القوسين زيادة من « ب©6. 


28 


الصعيدي عن الشيخ محمد بن عبدالتور. عن عمه أبي إسحاق إبراهيم بن 
بأسائيده العذكوزة "فيه 

إلى هنا انتهى ما عند الفقير من الرواية» وأسأل الله سبحانه التوفيق 
والهداية والحفظ من الغواية » وأن يمنّ علينا بحسن الختام » وأن يجمعنا 
بمشايخنا فى دار السلام » أمين » وسلام على المرسلين والحمد لله رب 
الناليي 

قلت : والمذكور له مؤلفات كثيرة منها : 
فيها للوالد » إذ اجتمع به بالباخرة وجالسه تلك المدة ما'يين الإسكندرية 
ومالطة . 

ومنها كتاب في فضل الصلاة على النبي كك وصيغها من إنشائه (في 
مجلد كبير) » بعث إلى بنسخة”" منه بخطه أيضّاءٍ وله غير ذلك . 

وهو شيخ الطريقة القادرية فيما أذكرء وله طرق أخرى» ولما أجزته 


: في هامش النسخة 419 علق الأمين قائلاً‎ )١( 


موجود بخزانة نطوان برقم /الا. 


وقال قيله : 


بذِكراكم عقا ابي ومَفْعَدِي 
0 ني الا َي جَمَالِكُمْ 


أما نظم سلسلة الطريق فهو قوله : 


عَهدًا لَنْ وَصَلَنا بالمضطفى 
وبَعْدُ فَالْقُصُودُ مِنْ نظامي 
آباؤنًا أَمجدَاةنًا في السْبَدٍ 
َوسْلِي إلى اللَهِ الصْمَدٍ 
يشَيِخِنًا المحدّثْ الْعَلامَة 
نبي الئاس أحمدّ الصّدَّيقَ 
وََقَه أعْلّى مَقَامَاتٍ الوَجَالٍ 


ويابيتة الخارك الْهُْمَامٍ 


محمد الصّدّيق ذي لْكَمَالٍ 
باِن أبي إِسحَاقٌ إِبْرَاهِيمَ 
ثم بذاك الْعَارِفٍ الثاني 
َ ّ ِ - بسي حخه أَسَكَاذِ حوب 


يشيحه أقيجوبة الزّمَانٍ 


ل 


مدنا ار بن عَبِدٍ المومن 
0 شيخ الشيوع الرَاوي 
بمَيِِه علي الْعِعْرَاني 


در ل 


20-0 


وني لخر عَلْواكُْ صَلَي وَمَشجدِي 
دنه 200 مِنْ عمال مُحَمّدٍ 
إلى أَحْمَدَ الصّدّيقٍ مِنْ نشل أَحْمَدٍ 
شلىء عليه رَبنَا وسَّيّقًا 
كشايهي أصاتدي الْمِظَامٍ 
بِسِرْهِع يَفيضُ كل الت 
00 وعْعْدتي في الشََّد 
مَنْ يد ا 0 له عَلاَمَة 
يا مَؤلانًا بالمَّحْقِيقٍ 
- يَحوَز كل مَنْصِبٍ كمَالٍ 
ميخ الْعُلُومِ قُنْوَةٍ الأنَام 
وَالْمَضْلٍ والإمحسَانٍ والتّوَالٍ 
مُحِمّدٍ نكن با رَحِيمَا 
مَؤْلآي عَبِدٍ الْوَاجِدٍ الْثّانى 
سَيُدِنا محمّد ارد 
الْعَارفٍ المسلّك الوبّانِي 
جد لِشَيِحَِا الإمَام الْمَطِنٍ 
الْعَرَبِي بن أَحمدَ الدّرْقَاوي 
الجملٍ الشهر بِالْعِرْقَانٍ 
0 لغَافِلٍ وَلآهِ 


َه 


وَبأَبِيهِ ابن عبد الله 
بِالْقَايِم الممْووفٍ بالخصّاصِي 
عاد الوخمن وَعْوَ الْقَايِي 
ولا سه قوشت الندوق 
باكاري عَايدٍ الوخمن مل 
ٍ بشكئحجه 4 الدُوَار 
وشَّهِحْهٍ إِبْرآهِيمَ افحام 
يشَيْخْهِ اغارف ذي التَحْقِيقٍ 
مجه بِعَيِخِهِ مَؤْلآي يَحْوَى الْقَادِرِي 
1 بِشَيِحْهِ عَليٌ بْنِ وا 
وَبِدَاودَ الجاعليّ 0 فٍِ 
أَحَمَّد يل الْعَطِاءٍ 
بِشَيِحْهِ الماسي أبي 0 
000 الْعَارِفٍ الوَبّانِي 
بشيخه بِشَيْحْهِ قُطب الْوجحودٍ لكر 
اه انين الرَيَّاتِ 
: 8 
2 07 00 
وَهْوَ -" 0 لوي 
بِشَيِحْهِ إِبْرَا جم البشرم 


5 م صر مر 
م 


ها 36 


أبى الْعَكاس أححمد الأَوَاهِ 
امْجِعَلَْا مِنْ عِبَادِكَ الخواصٌ 


عمق قَدُ عرف لانْيََاهِ 


يقارف شين بين الكانن 
به اسْقِنا من حََمْرَةٍ الْعِرقَانٍ 
طهز 1 من 0 


بي الْعكاس أيه الوق 

مع 27 
ينا يا 0 من 0 ع 
3 


مِنْ بخر كَيِيهِ أ درط فِ 
ذي 0 اللو في الأهوَا 

بَحْرٍ الْعُلُوم طاهِرٍ الأَنْفَاسِ 
بخر بخحور الْعِلْم والْعِرْقَاتٍ 
عَبْدِ الام بْن هَشِيش الأشْهَرِ 
عَيِدِ الوخمن الْعارة ف لمات 
وسَّيْحْهِ الْعَارفٍ فَخْرِ الدينٍ 
7 بِشَمْسٍ الدَّينٍ رَئْن الدّينٍ 
قَلُ 00 في لان بالتمكين 


الث ج_ه 


- مَقَاصِدي ا سَعْدِي 


اه 


كه شبِحْهِ فنح الشعُودٍ: الْكَامِلٍ 
ثم بابر اجن محمد 
ويعلّي سَكِد الأضْعابٍ 
و بير اللي طَة أَحمدٍ 
51 الْقُرتَ عَلَى الدَّوَام 
وَهَبْ لَنَا .رضَاكُ وَهُوَ الأرَبْ 
قل يَيِتَ شَيِحِنَا الصٌَدَيقٍ 
َاجعَلٌ رَاتَةَ الْعَلاَ في نَسْلِه 
وَمَتِ لا القُغُومٍ والأَسْوَارَ 
َال يئك أنْضَل الصَّلاةٍ 
وَآلهِ وَصَحْبِهِ الأنرار 


23 


؟ه+ 


ما هَامَتَِ 


ثم الَْرْوَاني_الْوَلِيّ الْوَاصِلٍ 


وبَعْدّه بالحسن الْمَجَدٍ 
وأو الأَغْوَاث والأَقُطَاب 
صل عَلّيه رَبِنَا وَمَجِدٍ 

وَالْمَوْرَ والتّجحاة في لخجَام 
فَأَنْتَ حَشْبنًا وَنِعَمَ الطلتِ 
وارْفُعْ مََارَ م مجلم اريت 
وأغظم الْعِوْفَانَ والأَنُواد 
عَلَى النَّبِئ سيد السَادَاتِ 
هَامَتِ الأخياك ِالأَذْكَارٍ 


3 


فمل 
[خاتمة الجرء الأول] 


هذا من لنا منهم إجازة من الشيوخ », أما من أخذنا عنهم ولم تحصل 
لنا منهم إجازة فلم نتعرض لذكرهم» لأن المقصود من ذكر الشيوخ هو 
الرواية والاتصال » على أنه قد جرى ذكر بعضهم فيما سبق » ونروي عن 
جماعة آخرين بالإجازة العامة لم نذكرهم هنا لأننا لم نجتمع بهم ولم 
تحصل لنا منهم إجازة خاصة . 

وكنا عزمنا على ذكر كل من اجتمعنا يه من العلماء والصالحين ونقل 
ما جرى لنا معهم واستفدناه منهم أو شاهدناه من نوادرهم » ثم رأينا أن في 
ذلك طولاًء وإن في الاختصار على مشايخ الرواية كفاية لأن بهم تتم 
الترجمةء والحمد للّه رب العالمين . 

آخر الجزء الأول من البحر العميق في مرويات أحمد بن الصديق» 
ويليه إن شاء الله الجرء الثاني » أوله الباب الثالث في ذكر أسانيدنا إلى 
الكتب . 


المحتوى [ رقم الصفحة 


مقدمة ا محقق وتشتمل على ثلاثة مباحث : عو امم 0 سوه 
المبحث الأول : دراسة لمنهجية الكتاب : أدبب 0110111 


ع 


ثانيًا : دقته المتناهية وشدة اعتنائه بتوثيق الخبر عب ماعو أ ماده س1 
ثالنًّا : استخدام أسلوب الوصف تمْهِيدًا للتعرف على النتائج ٠١‏ 
رابعًا : وصفه للحالة السياسية والاجتماعية السائدة في عصره 0 
خامسًا : وصفه لأثر الحالة الاجتماعية على الأزهر وعلمائه 10 
سادسًا : حرصه أن يكون له رواية عن النساء ١‏ 
المبحث الثاني : في وصف المخطوط ١‏ 


المبحث الثالث : منهج التحقيق ” 
قائمة بأهم المصادر والمراجع ف 


مقدمة المؤلف 4 
الباب الأول : 1 

تسب المؤُّلف و5 
فصل : ولادته ونشأته 14 
فصل : رحلته إلى القاهرة لطلب العلم 04 
فصل مجملٌ في تاريخه العلمي 3 
فصل : عودته إلى المغرب بعد وفاة والده ف 
فصل : تاريخه في مواجهة الاحتلال ”7 


مه 


فصل ؛ فى 14 
فصل 0 ا 44 
- احتياج والده له في كثير من المسائل الحديثية و ا وت محا 
الكلام غن حديث : 3 لا ييطل حق.أمرىء مسلم وإن قلم.» ... ١٠١5‏ 
المناسبة التي دعته لترتيب أحاديث تاريخ الخطيب ١١‏ 
اجتماعه بحبيب الله الشنقيطي بالقاهرة بلح ل ا ا ا 
فصل : في الحديث عن مبشراته ١٠‏ 
فصل : وكان له اعتقاد شديد في الأولياء والصالحين 00 
فصل : حة عن أسفاره وجولاته . . . .. بعابوياه حاو اماس تي ا 
فصل : في عقيدته وأن مسألة الأفضلية في الصحابة على النحو 
المشهور لا دليل عليها 0 
فصل : مذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق ل اا 
فصل : وكات يتعاطى الشعر على طريقة العلماء 0 
فصل : في سرد ما أنعم الله به عليه ايخ الاو اس و ام 0 
قاعدة : في العمل بحديث : ١‏ استفت قلبك وإن 
أفتاك الناس وأفتوك » ا و لل م ب 1 
فصل : بعض القصص والنوادر الععجيبة التي تعرض لها معطاق سيا عع 
قصته مع الشاب الهندي و ملق الس حسام اموا ل ل ا ب او 1 
نوادره في أسفاره لمكة والحجاز اب ا 
أحواله مع الشريف أحمد بن إدريس الدباغ ١‏ 
الباب الثاني : في ذكر مشايخه وأسانيدهم اانه موك برت الور امج يتقف 
١‏ محمد بن الصديق الغماري 7ه ١‏ 
١‏ - محمد بن جعفر الحسيني الإدريسي الكتاني يول 


امل 


٠7‏ محمد إمام السقا الشافعي ا و ال ابي ا 
نص إجازته لاسي وي اا اسم انو ارق تم جد م ام لقا 
- محمد بخيت المطيعي نان امو سوب الما قام ا ا اس 1 
نص إجازته / ١‏ 
ه ‏ محمد بن إبراهيم السمالوطي المالكي 5١‏ 
المناسبة التي ,دعت الشيخ بخيت لتأليف رسالته في الطلاق 1 
5 - أحمد الزكاري المعروف بابن الخياط ابا ا ا 
سنذة ع لو ساو اك ان الا وك وده سسا وو ا ا 11 
7 - أحمد رافع الطهطاوي 0 ا ا 
نص إجازته 0000 1 
م - محمد بن سالم الشرقاوي النجدي ”7 
9 بدر الدين بن يوسف بن شاهين 0 0 00 
نص إجازته ع 1 لال نو متخو اس مسرو ل 
٠‏ محمد سعيد القبًا سبط ابن عابدين 4 
سندهة 54١‏ 
تصحيح خنطا وقع في كثير من الأثبات 44 
١‏ - أبو الفضل الجيزاوي المالكي نف 
محمد بن محمد الحلبي جا الطاب ات اووس اا ل 1 
١‏ - السيد محمد هادي السقاف الباعلوي / 52> 
١ 4‏ الشيخ محمد المأمون بن إدريس الميسوري العرائشي ا 
العلامة محمد بن أبي الحاسن القاوقجي 6" 
57- شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد عليش المالكي 0 


/امع 


- العلامة الخضر بن الحسين التونسي المالكي ع" 


9 العلامة أبو عيد الله محمد بسيوني عسل 1 
9 العلامة محمد بن إدريس القادري الحسني باه ؟ 
نص إجازته 00 0 
٠‏ 23 العلامة محمد بن محمود خفاجة الدمياطي مسوم ا 
فائدة مامطو سه ماو و اس 0 تم سد ا 
9١‏ العلامة محمد بهاء الدين بن أبي احاسن القاوقجي ....... 7079 
١‏ - محمد بن رجب السكندري المالكي 6 
؟" - العلامة محمد على بن حسين المالكي 1" 
نص إجازته 1 
4 - العلامة الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن أبي طالب اقم" 
5 - محمد توفيق بن محمد الهبري الخلوتي. البيروتي.. 6 ران 
5 - العلامة محمد أبو حسنين العدوي المالكي 1 
- العلامة أبو محمد فتح الله بن أبي بكر البناني 8 
نص إجازته كوا 
العلامة محمد المكي بن محمد البطاوري 0 
- العلامة عبد الستار البكري الهندي ثم المكي 1 
نص إجازته كنا 
٠‏ - العلامة أحمد بن عبد السلام العيادي ا 
نص إجازته 6ك رسا اد وو مط انفنة لباقيو امس ال 
9١‏ العلامة المحدث عبد الله بن محمد غازي الهندي 4 
نص إجازته 0 
؟” ‏ الإمام يحبى حميد الدين ملك اليمن ا 


مه 


 ”‏ العلامة الحسين بن علي العمري ام 
نص إجازته الما ب سج ارك ا سكا اا ممم 1 
4" العلامة عبد ايد الشرنوبي المالكي ان 
نص إجارته عأ رمب اسن لوقه وامباا ووم تج ست سم سك 
5" العلامة عبد الله بن صالح السكندري ١‏ 
نص إجازته ١‏ 
5" - العلامة أحمد بن نصر العدوي المالكي فض 
العلامة صالح الآمدي الدمشقي عا كم م 1 
58 - العلامة صالح بن أسعد الحمصي الدمشقي سحو 0 
نص إجازته ني اا امل و د بمب المح 110 
8 العلامة عبد الكريم بن محمد نسيب الحمزاوي ما ع لام 
نص إجازته 0 
٠‏ - العلامة محمد توفيق الأيوبي الدمشقي ا ار 
نص إجازته 5 
١‏ السيد علي بن عيدروس الحبشي 5 يك 
- العلامة عبيد الله ابن الإسلام السندي الهتدي دف 
“47 - العلامة أحمد بن محمد حسن الأدرمي ‏ . اللي م 
+4 -السيد عيدروس بن مالم البار مط لمش هم و 6 
نص إجازته ا رين 
© العلامة سيف الرحمن ابن غلام جان خخان الأفغاني 8١‏ 
العلامة أحمد بن مصطفى البساطي وق 
- الأستاذ محمد بن عثمان الدغستاني المدني كن 


5 


4 - الشيخ طه يوسف الشعبيني ا ا امو ا ا 
4 - العلامة عمر بن حمدان التحرسي . .... 0 82 
-- - الأديب عويد بن نصر الخزاعي مهم 
١ه‏ - الأستاذ عبد المعطي بن حسن السقا 0 00 ان 
9 - الفقيه عبد الله بن محمود رُنْط م 
ه ‏ العلامة عبد الرحيم الأسيوطني الجرجاوي م 
5 - العلامة ياسين بن أحمد الخياري المدني ابام ا م 
هه العلامة عبد الواسع بن يحبى الواسعي . 8 
5 - عبد الوهاب بن نصار المصري 0 
لاه - الشيخ عوض بن محمد العفري الزبيدي م 
:4ه - العالم الأثري أبو القاسم بن مسعود الدياغ الحسني هام 
8 العلامة عمر بن أبي بكر باجنيد الحضرمي ... ما م 1 
- الشريف علي بن محمد الحبشي نض 
١‏ الواعظ علي بن حسن اجربي 8ب 0 0 0 
7 - مفتي الديار المصرية عبد الرحمن الأسيوطي ا 
77 الأستاذ يوسف الرمالي الشافعي مي 1 
4 الشيخ محسن بن ناصر باحربة الحضرمي شف 
5 - العلامة أحمد بن محمد الدلبشاني القاهري ١‏ 
1 الشيخ عبد القادر بن محمد حداد المدني ا 
7" - العلامة المفتي الطيب ابن محمد النيفر حا ب الس حو وبي ذه 117 
الأستاذ قطب الدين بن أحمد البلبيسي لماصو ااي 
8 . الغلامة محمد أمين سويد الدمشقي ارا 

نص إجازته ا 


ا الانناة خخالد بن محمد الاسنانف الخحمصى 


0 الأستاذ عبد الجليل بن سليم الدرا 
الأستاذ عبد القادر بن سليم الكيلاني 


4 - الفقيه عبد القادر بن موهوب المدٍكالى 


العلامة نجيب بن مصطفى كيوات ........ 0-0000 
4 ممحي الدين البني. الدمشقي اوس 10 000000 


77 عبد القادر بن مصطفى القباني 
- العلامة يونس بن موسى العطافي 


8 العلامة يوسفن الشبزانجومى الشافعى ..... 57700 


العلامة عبد امجيد السنديوني اللبان 
الأستاذ عبد العظيم السقا 

- العلامة محمد زبارة الحسني الصنعاني 

8 . الشيخ محمد المهدي بن العربي العروؤزي الفريحي 


4 - العلامة عبد القادر شلبي الشامي الطرابلسي 157 
: 6م العلامة عبد الباقي الأيوبي.اللكنوي. : ل لعفل ل 
7 - العلامة عبد الرحمن بن محمد الفلالي 500 


/ام ‏ العلامة يوسف بن إسماعيل التبهاني 
هم العلامة ميحمد بن عبد الواحد الإدريسى الزواوي 
5 العلامة أبو الوا مخليل الخالدي 


_العلامة العباس بن محمك رضواك ....:...... 0 


.اماه وأعد عدا وداه ود مد عدا 


ا 
ا 
م7 
م" 
لوا 
0 
1 
ا 
8 
كل 


0 


8 
8 
8 
لك 
لكل 
8 
6 
104 


55 الشيخ محمد دويدار الكفراوي 


4 - الشريف عبد العزيز بن أبي القاسم الدباغ المدني 
الخطيب العابد بن أحمد بن الطالب المري ‏ ... تر 
العلامة الأستاذ محمد زاهد الكوثري 5000 


7 - العلامة مختار الشكشوكي كاد المغربي . "1212# 


- الشيخ الطاهر بن عاشور 
١‏ مححي الدين بن إبراهيم العطار 1110101111000 
١‏ - الشيخ محمد بن كبور المرا كشي ا ا 0 


14 الظريفة مزع بيت كر بن إدريين الكنانة 
نص إجازتها 

ه١٠‏ الشريفة عائشة القصبية 

- أم البنين آمنة بنت عبد الجليل الدرا 


21 


7 - فاطمة بنت أبي بكر بن يحبى 5 


1 سِيدّة بنت عبد الله بن حسين بن طاهر ل ب‎ ٠8 
2 نخديجة بنت محمد بن أحمد المحضار‎ 8 
الشيخ محمد بن علي زغوان الطراباسي ا ا‎ ٠ 
1 نص إجازته‎ 


فصل : خاتئمة الججزء الأول م 


217